الاضطرابات النفسية وأثرها على الدورة الشهرية

يعدُّ تأخُّر الدورة الشّهرية عن وقتها المُعتاد أمراً مُقلقاً لكثير من النّساء٬ إنّ هنالك العديد من مُسبّبات تأخُّر الحيض أو الدورة الشّهرية٬ ولكن هل يمكن أن يُسبّب القلق أو الحالة النفسيّة السيئة تأخُّراً في الدّورة عند النِّساء؟ هنالك علاقة قوية بين الاضطرابات النفسية والدورة الشهرية، عادةً ما تكون الأيام الأولى للدورة الشهرية مصحوبة بعلامات وأعراض جسمانية وتغيًّرات سلوكية ونفسية.


وسيقدم لكم فريقنا الطبي خلال هذا المقال ما مدى تأثير الحالة النّفسية للمرأة على موعد دورتها الشّهرية وعلاماتها.


من بين العلامات الشائعة الدالة على تأثير الحالة النفسية، الانتفاخ في منطقة البطن، تجمع السوائل في الجسم وفرط الحساسية في منطقة الصدر (الثديين). أما التغيّرات السلوكية فتشمل التوتر والضغط النفسي والقلق، العصبية الزائدة والاكتئاب، فرط الحساسية والانفجار بالبكاء، الغضب وصعوبة التركيز، التعب وهبوط الدافعية والرغبة للقيام بالفعاليات الاعتيادية والإحساس المتزايد بالجوع. وغالباً ما تختفي هذه العلامات مع بدء نزول الدم ولا تلبث أن تعود من جديد مع بدء اقتراب موعد الدورة الشهرية التالية.


يرتكز تشخيص متلازمة التوتر النفسي السابق للحيض، والتي أطلق عليها هذا الاسم في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، على الشكاوى الصادرة عن المصابات بهذه الحالة والتي تكون متزامنة مع موعد ظهور الدورة الشهرية (الحيض).


تأثيرات القلق النّفسي أو التّوتُّر على الجِسم


إنّ القلق النّفسي قد يكون مزعِجاً بالنسبة لجسم المرأة أو حتّى لدورتها الشهريّة٬ فعلى الرُّغم من أنّه مهمٌّ للإنسان فهو يدفعه لتحدّي ظروف الحياة‌٬ والتّحسين منها٬ إلّا أنّه يُحدِث تأثيراً على الصحّة النفسيّة والجسديّة لجسم المرأة٬ أو جِسم الإنسان بشكِلٍ عام٬ فالجِسم يتحسّس من أي اضطِرابات غير مُتوقّعة٬ فالإفراط في القلق أو التّوتُّر يُمكنُه التأثير على الجِهاز الهضمي٬ ويُسبّب أعراض الإجهاد مثل: الإسهال٬ وكثرةِ التّبوُّل٬ وآلام البطن٬ كما قد يُؤثّر على الجِهاز الرِئويّ فيُسبّب سُرعة في التّنفُّس. إنّ أهمُّ ما في الأمر أنّ للتوتُّر والقلق النفسيّ أثراً على الجِهاز التّناسُليّ عند الأنثى٬ فيتأخّر حيضُها٬ أو حتّى يُمكن أن يغيب٬ فلا تحيض لشهر أو أقل أو أكثر٬ وفي حال زاد التّوتُّر النفسي أو القلق فقد يتوقّف جهازُها التناسُلي عن العمل لفترة مؤقّتة٬ وهذا العارِض يُسمّى انحِباس الطّمث، فإذا تعرّضت المرأة لهذا النوع من الاضطراب أو العارِض المُسمّى بانحِباس الطمث لعدّة شهور عليها مُراجعةُ الطّبيب ليقوم بالإجراءات اللازمة من الفحوصات والتحقّق من الهرمونات، والحمِل، والأورام، وتراجُع نِسب الهرمونات٬ وعوامِل أُخرى قد تؤثر على تأخّر الدورة الشهريّة، حتّى يتأكّد تماماً إذا كان السّبب الحقيقي وراء انحِباس الطّمث هو التوتُّر أو القلق النفسي أم لا٬ ويتعامَل الطبيب مع المريضة على أساس هذا العامِل.


الأسباب الفسيولوجية


1. انخفاض إفراز السيروتونين:


السيروتونين هو هرمون يفرز من المخ و يعطي الإحساس بالهدوء والراحة، تناول النشويات يزيد من إفراز هذا الهرمون، في فترة قبل الدورة الشهرية يقل إفراز هذا الهرمون لذلك تزداد رغبة الكثير من النساء في تناول السكريات والحلويات مما يؤدي إلى زيادة في الوزن.


2. تغيير درجة حرارة الجسم و الجفاف:


قبل الدورة الشهرية تظهر تغييرات هرمونية ترفع درجة حرارة جسم المرأة فيعرق أكثر وتخسر سوائل أكثر، من المعروف أن الإنسان لا يميز بين الإحساس بالجوع أو العطش لذلك فكثير من النساء يتناولن الطعام معتقدات إنهن جائعات متناسيات أنه من الممكن أن يكون هذا إحساس بالعطش وليس بجوع حقيقي.


3. إحساس بالنفخة وزيادة في الوزن:


قبل الدورة الشهرية تحدث تغييرات تعطي المرأة الإحساس بالنفخة وزيادة في الوزن، من الممكن أن تكون الزيادة في الوزن من 1-2 كجم (من السوائل)، معظم النساء يشعرن بالسوء من هذا الإحساس و يتوجهن إلى تناول الطعام خاصة الحلويات متناسيات النظام الغذائي الذي يتبعنه مما يؤدي إلى زيادة في الوزن.


كيفية التخفيف من هذه الأعراض


هنالك طرق تهدف إلى التخفيف من حدة وشدة هذه العلامات والأعراض وإلى التخفيف من الضائقة الشخصية التي تعاني منها النساء بسبب متلازمة التوتر النفسي السابق للحيض (لكن تأثير هذه الطرق ومدى نجاعتها يبقيان محدودين ويتعلقان بطبيعة السيدة المصابة، بشكل فردي وشخصي: تغيير في نمط الحياة. التوقف عن تناول المنبهات (المشروبات والمأكولات التي تحتوى على مادة الكافيين) والتوقف عن التدخين. ممارسة التمارين الرياضية، وخاصة التمارين الإيقاعية. إتباع نظام غذائي متوازن وتناول وجبات منتظمة. التقليل من التوتر النفسي والحرص على النوم في أوقات منتظمة. بالإضافة إلى التوجه المهدئ من قبل الطبيب المعالج، بحيث يؤكد للمرأة التي تعاني من أعراض متلازمة التوتر النفسي السابق للحيض، بطريقة مناسبة ومطمئنة، أنّ الإصابة بهذه المتلازمة هي ظاهرة واسعة الانتشار لدى النساء والفتيات. يساهم مثل هذا التوجه على تهدئة المرأة والتخفيف من حدة ضائقتها. أما في الحالات الصعبة جدًا يتم وقف الدورة الشهرية، بواسطة عقاقير تمنع إنتاج البويضات، وفي بعض الحالات بواسطة إجراء عملية جراحية لاستئصال المبيضين لدى السيدة المصابة.

#الاضطرابات النفسية #الدورة الشهرية #أفضل طبيب نفسي في الأردن