هل للتدخين آثار سلبية على القلب؟

يعتبر التدخين من أسوأ العادات المنتشرة في المجتمعات و أكثرها ضررًا على الإنسان حيث يؤثر على جميع أعضاء الجسم وخصوصًا القلب والشرايين فهل تعرف ما تأثير التدخين على القلب والأوعية الدموية؟ في هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع القلب والتدخين ومدى تأثيره على جهاز الدوران.

أضرار التدخين على القلب والأوعية الدموية

عندما يتعرض الجسم لأضرار التدخين، فإنه يبدأ بإصلاحها، ومنها مشكلة عدم توزيع الدم الحامل للأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم. وبذلك نعلم بأن التدخين يسبب خلل في نقل الدم الغني بالأكسجين إلى الجسم، بينما تعتبر مشكلة تضيق الأوعية إحدى الظواهر الخطيرة الناتجة عن هذا الخلل.

كما بسبب تقلص شرايين الساقين والذراعين وتعرف هذه الظاهرة باسم أمراض الأوعية الدموية المحيطية. حيث يؤدي هذا إلى عدم حصول أعضاء الجسم على الأوكسجين الذي تحتاجها، مما يسبب الآلام وحتى الغرغرينا الذي من الممكن أن يؤدي إلى بتر الساقين.

والفئة الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية المحيطية تشمل الكثير من المسنين والمدخنين، الذين يزيدون من مخاطر إصابتهم بهذا المرض وأمراض القلب بسبب التدخين.

ومن الأضرار التي بتعرض لها القلب أيضًا

النوبات القلبية حيث يساهم التدخين في تسريع عملية تضيق وانسداد الشرايين التي تنقل الدم إلى القلب؛ وذلك بسبب تراكم الرواسب الدهنية داخل أحد الشرايين التاجية، والذي يعرف بتصلّب الشرايين، حيث يعمل على الحدّ من تدفق الدم إلى القلب وحدوث النوبات القلبية، فعند تكوّن جلطةٍ دمويةٍ في أحد هذه الشرايين المتصلبة بحيث يمنع الدم الذي يحمل الأكسجين والمواد الغذائية الضرورية لعمل القلب من الوصول إليه، كما يساهم في تدمير تلك المنطقة التي تتصل بالشريان المسدود، وقد يؤدي التدخين إلى تمدّد الشريان الأورطي البطني الرئيسي وهو المسؤول عن نقل الأكسجين إلى الجسم، ممّا يؤدي إلى تمدّد الأوعية، الأمر الذي يهدد حياة الإنسان بشكلٍ كبير، حيث أن معظم حالات الوفاة التي يتسبب بها تمدّد الشريان الأورطي سببها التدخين. كما يعمل على إنهاك عضلة القلب؛ حيث تحتوي السجائر على مادة النيكوتين التي تقوم بتحفيز إفراز هرمون الأدرينالين، الذي يساهم في إنهاك القلب من خلال تسريع نبضاته ورفع ضغط الدم، كما تحتوي على أول أكسيد الكربون الذي يُقللّ نسبة الأكسجين في الدم، مما يعني أنّه يجب على القلب العمل بجد أكبر من أجل ضخ المزيد من الدم لتوفير الأكسجين للخلايا، والذي يُسبّب بدوره تجلط الدم، وزيادة خطر الإصابة بنوبةٍ قلبية، أو سكتةٍ دماغية. كما يسبب تفاقم أمراض القلب؛ بحيث يؤثر التدخين بشكل مضاعف على مرضى القلب والشرايين، حيث أن الذين قد تعرضوا لنوباتٍ قلبية، تتضاعف احتمالات إصابتهم بنوباتٍ قلبية لاحقة بشكلٍ كبير والتي قد تكون قاتلة؛ وذلك بسبب ضعف عضلة القلب، حيث أن الأشخاص الذين يدخنون وهم مصابين بمرض الشريان التاجي أو مرض قصور عمل عضلة القلب، يعانون من خطر الموت المبكّر من غير المدخنين.

مواجهة الجسم للدخان

يعتبر الجسم كآلة مذهلة فحتى في الظروف التي تتطلب ترميمه وإصلاحه من الأضرار التي تلحق به، إلا أنه يتابع عمله بشكل جيد. حتى بعد الكثير من الأضرار التي تلحق به بسبب التدخين، يبدأ بتقليص الضرر اللاحق به قدر المستطاع. فيبدأ الجسم بعملية تنظيف وإزالة أول أكسيد الكربون من الدم، وهو غاز سام يتم استنشاقه عند التدخين.

يرتبط أول أكسيد الكربون بخلايا الدم الحمراء التي تحمل الأوكسجين إلى جميع الجسم، فتحصل على كميات أقل من الأوكسجين، وحين ينظف الجسم نفسه من بقايا أول أكسيد الكربون يدق القلب بسرعة أقل. من الممكن أن يستغرق الشفاء التام من التدخين عدة سنوات، لكن منذ الأيام الأولى لبدء الإقلاع عن التدخين، تظهر علامات لشعور إيجابي، كاليقظة القدرة على التحمل وتحسن اللياقة البدنية، وغيرها من الإشارات الإيجابية.

#التخين وامراض القلب #دكتور قلب #أشطر أطباء القلب في الأردن