ما تحتاج معرفته عن خطر إنسداد شرايين القلب

القلب عبارة عن عَضلة رئيسية في جسم الإنسان تضخّ الدم إلى كافة أجزاء الجسم باستمرار دون توقف مدى الحياة، ولذلك فإنّه يحتاج كباقي أجزاء الجسم إلى دعم مُستمر بالأكسجين والغذاء، ويتلقّى القلب هذا الإمداد عبر ما تسمى بالشرايين التاجية، وفي حال إنسداد شرايين القلب فلن يصل الإمداد له وهذا قد يشكل خطراً كبيراً على حياة الإنسان.


في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن إنسداد الشرايين التاجية.


كيف يحث مرض إنسداد شرايين القلب؟


يحصل هذا المرض عند تجمّع الكولسترول والدهون ومواد أخرى، وتكون ما يُسمّى باللويحة أو السُدادة على الجدار الداخلي لهذه الشرايين، ممّا يُسبّب غلقها وتَضيّقها وقطع الإمداد عن القلب، مع مرور الوقت تنجذب الصفائح الدموية لهذه اللويحة وتتجمّع حولها الخثرة الدموية، وتساهم هذه الخثرة بتَفاقم الانسداد وتضيّق الشرايين، وعند وصول هذا الانسداد إلى درجة لا يُمكن لعضلة القلب تحمّلها يدخل المريض في حالة نقص التروية عن عضلة القلب، وباستمرار هذه الحالة، تموت أنسجة القلب المُتضرّرة من نقص التروية، ويُصاب المريضُ عندها بالنوبة القلبية القاتلة.


يرتبط مَرض إنسداد الشرايين، أو مرض الشرايين التاجية بمرض القلب التاجي، وهو عبارة عن عِدّة أنواع من الاضطرابات الحاصلة لعضلة القلب نتيجة إنسداد الشرايين، ويُعدّ مرض إنسداد الشرايين التاجية المُسبّب الأول للوفاة في الكثير من دول العالم، ويُصاب الرّجال به بشكلٍ أكبر من النساء، كما تزداد فرص الإصابة به مع التقدم في العمر، وقد يؤدّي إلى الكثير من المُضاعفات، مثل: قصور عضلة القلب، وعدم انتظام ضربات القلب، ولذلك يجب تجنّب الإصابة بعوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة به، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، والتدخين، وارتفاع الكولسترول في الدم، والتوتر النفسي، مع المُحافَظة على الوَزن المثالي للجسم، وممارسة الرياضة.


ما هي أعراض إنسداد شرايين القلب؟


في معظم الحالات لا يَشعُر المُصاب بمرضِ تصلّب الشرايين بأيّة أعراض، وغالباً تأتي الأعراض على شكل ذبحة صدريّة في حال المُعاناة من نقص التروية الناتج عن انسداد الشرايين، أمّا الأعراضُ المُصاحبة لمرض إنسداد شرايين القلب فهي:


الشعور بألم في الصدر: يُسمّى بالذبحة الصدرية، وقد يصف المُصاب هذا الألم بالعديد من الأوصاف، فإمّا أن يكون على شكل ثقل أو ضغط أو عصر أو حرقة أو خدر في الجزء الأوسط أو الأيسر من الصدر، وغالباً ما يَبدأ الألم بعد بذل مجهودٍ بدنيٍّ كبير أو بعد التعرّض لصدمة نفسيّة، وقد يشعر المريض بالألم كذلك في الكتف أو الذراع الأيسر أو الظهر أو الرقبة أو الفك، وغالباً ما يَختفي الالم بعد فترةٍ من زوال الجُهد المُسبّب لنشوئه، وفي الكثير من الحالات يُشابه هذا الألم في طبيعته الألم الناتج عن عُسر الهضم أو حرقة المعدة.


الشعور بضيق في التنفس: و يصاحبه الشعور بالتعب الشديد عند ممارسة أي نشاط بدني، وذلك بسبب عدم قدرة القلب على ضخّ الدم المشبع بالأكسجين إلى خلايا الجسم.


عدم انتِظام ضربات القلب: قَد يَشعر المريض بتسارع في ضربات القلب أو الخفقان.


التعرّق الشديد: يحدث بالإضافة إلى الغثيان والشعور بالتعب والإعياء والدوخة والإرهاق الشديد.


ما هو علاج إنسداد شرايين القلب؟


يتم علاجُ مرض إنسداد الشرايين على عدة مراحل، بدايةً بتغيير نمط الحياة واتّباع النظام الصحي، وذلك بالتوقّف عن التدخين وتناول الطعام الصحي، وممارسة التمارين الرياضية، والمُحافظة على الوزن المثالي، وتجنّب القلق النفسي والتوتر، وإذا لم تجد هذه الأمور نفعاً يتمّ اللجوء إلى بعض الأنواع من الأدوية لتخفيف الأعراض ولمنع حدوث المضاعفات، وأبرز هذه الأدوية تلك المُضادّة للصفائح الدموية مثل الإسبرين، والكلوبيدوغريل، بالإضافة إلى أدوية ستاتين، التي تُخفّض مستوى الكولسترول في الدم، ومنها أتورفاستاتين، وسيمفاستاتين. من الأدوية المُستخدمة كذلك الأدوية المثبّطة لمُستقبلات بيتا، التي تُخفّض ضغط الدم، وتقلّل الجهد عن القلب، وقد يتمّ اللجوء إلى أدويةٍ أخرى مثل النايترايتس، والأدوية المثبطة للإنزيم المحول للأنجيوتنسين، ومحصرات قنوات الكالسيوم، والأدوية المدرة للبول، وفي حال الاستمرار بالشعور بأعراض إنسداد الشرايين على الرغم من تناول الأدوية، أو في الحالات الطارئة، يتم اللجوء إلى بعض العمليات لإزالة هذا الانسداد، وأبرز هذه العمليّات تكون بإجراء قسطرة قلبية وإزالة اللويحة بالبالون، ومن ثمّ تَركيب شبكة صغيرة للإبقاء على الشريان مفتوحاً، وتُسمّى هذه العمليّة برأب الأوعية التاجيّة.

#إنسداد شرايين القلب #دكتور قلب