انتفاخ الرئة: الأسباب والعلاج

يُعد انتفاخ الرئة الأمراض التي تصيب الرئة ويسبب ضيق في التنفس، وبالنسبة للذين يعانون من انتفاخ الرئة، يحدث تلف الحويصلات الهوائية في الرئتين أو ما يعرف بالأسناخ، ومع مرور الوقت، تضعف الجدران الداخلية للحويصلات الهوائية وتتمزق مما يُحدث مساحات هوائية أكبر. ويقلل هذا من مساحة سطح الرئتين، وبالتالي كمية الأكسجين التي تصل إلى الدم. أما عند الزفير لا تعمل الحويصلات التالفة بشكل صحيح ويتم حبس الهواء القديم، ولا يترك أي مجال لهواء نقي وغني بالأكسجين للدخول. وقد يعاني المعظم الذين يشكون من انتفاخ الرئة من الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن أيضًا. حيث يُعد التهاب الشعب المزمن التهابًا في الأنابيب التي تحمل الهواء إلى الرئتين الأمر الذي يؤدي الإصابة بالسعال المستمر.

وانتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن هما حالتان تشكلان داء الانسداد الرئوي المزمن، ويُعد التدخين السبب الرئيس للإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن، وقد يعمل العلاج على إبطاء تقدم داء الانسداد الرئوي المزمن، ولكن لا يمكنه عكس الضرر.

وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع انتفاخ الرئة.

أعراض انتفاخ الرئة

تتمثل أعراض النفاخ في ضيق في التنفس حتى في وضع الراحة ويتطور ضيق التنفس بشكل بطيء، ويدور الحديث عادةً عن المرضى المدخنين ما يزيد عن علبة واحدة في اليوم، لفترة تمتد لأكثر من 25 عامًا فيتوجب التوجه للطبيب قبل تفاقم هذه الأعراض، حيث قد تشتمل علامات التنبيه للإصابة بالنفاخ الرئوي على السعال، أو الإحساس بنقص الهواء، أو طرح الكثير من البلغم وحدوث الرشح في فترات متقاربة في فصل الشتاء.

وقد تشتمل الأعراض لظهور المرض على ضيق النفس، السعال المزمن، الزُّراق نتيجة لنقص الأكسجين، وضيق النفس والتصفير عند القيام بجهد بسيط. وقد تظهر أعراض إضافية مثل الدوخة، أ, القلق عند الذهاب للنوم، أو الإحساس بالإجهاد، التعب، اضطراب في التركيز، وفرط الاستغراق في النوم أثناء النهار، والصعوبة في الخلود للنوم أو صعوبة الاستغراق في النوم وفقدان الوزن بشكل كبير.

أسباب انتفاخ الرئة

قد تنتج الإصابة بهذا المرض لأسباب وراثية تنتج عن نقص العامل المضاد للتريبسين - ألفا وهو البروتين الذي يحمي التراكيب المرنة في الرئتين لمنع التصاقها، أو بسبب التعرض للعوامل المهيجة للرئتين ولفترات طويلة ومنها دخان السجائر، الملوثات الجوية، الأبخرة الصناعية، أو حتى العمل في مناجم الفحم.

أكثر الفئات المعرضة للإصابة بانتفاخ الرئة

يعتبر مدخنو التبغ الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، لأن التبغ هو المسبب الرئيسي له. وقد أفادت دراسة أن ما يقارب 80% من المتوفين بهذا المرض يعود السبب إلى التدخين. وكذلك الأشخاص الذين يعملون في مناطق بها نسبة تلوث كيميائي مرتفع يعتبرون أيضًا من الفئات المعرضة للإصابة بالنفاخ الرئوي. كذلك يمكن أن يكون العامل الوراثي ذو دور كبير في الإصابة به في وقت مبكر.

علاج انتفاخ الرئة

يعتبر علاج النفاخ جراء الضرر الذي يلحق بالرئتين، عادةً ما يكون غير قابل للإصلاح كما لا يتوفر العلاج للأمراض الرِّئَوِيُّة المُسِدُّة المُزْمِنة يعد إيقاف التدخين أكثر الأساليب تأثيرًا في تجنب الإصابة بهذا المرض، ليتدارك التلف في الرئة. بينما يهدف العلاج لتخفيف الأعراض المرضية وإبطاء تقدم المرض، ومنع حدوث تفاقم للحالة. كما يهدف إلى خفض الحاجة لتلقي العلاج في المستشفى بشكلٍ متكرر وتحسين جودة حياة المصابين.

كما تتوفر العقاقير والتي تعمل على توسيع القصيبات الهوائية، والمضادات الحيوية والاستيرويدات عند تفاقم المرض، والتطعيم السنوي ضد الإنفلونزا، والتطعيم ضد التهابات الرئة (التي تنشأ بواسطة عدد من فصائل البكتيريا من نوع العِقْدِيّة الرِّئوية. لا يتوفر تطعيم مضاد لكافة العوامل المسببة لالتهاب الرئتين)، إضافة لتزويد الأكسجين عند الحاجة والعلاج الطبيعي لإخراج البلغم خاصة عندما تكون الإصابة بالنُّفاخ الرئوي مع التهاب القصبات، كما أن استخدام الأدوية طاردات البلغم تمنح راحة للمريض، والتمارين اليومية لتقوية العضلات التي تنشط عند التنفّس، وتحسين الوضع الصحي العام، واتباع حمية غذائية صحية، والدعم التنفس عن طريق الأنف بضغط إيجابي، وإجراء الجراحة لتقليل انتفاخ الرئة حيث يتم إجراء عملية لاستئصال أكثر الأجزاء تضررًا في الرئة، لتمكين الجزء المتبقي من الرئة من العمل بصورة أفضل، بالإضافة إلى إمكانية إجراء عملية لزراعة رئة، والعلاج البديل بواسطة AAT في حال كان المرض على خلفية وراثية؛ ويكون العلاج عند حدوث مضاعفات جراء المرض متلائمًا مع نوع هذه المضاعفات.