ماذا تعرف عن حساسية القمح؟

في الحقيقة يعتبر مرض حساسية القمح من الأمراض المناعيّة الذاتيّة، فعندما يتناول الشخص المصاب أغذية تحتوي على بروتين الغلوتين؛ تحدث استجابة مناعية في الجسم ينتج عنها تدمير للزُغابات المعوية التي تُعدّ مسؤولة عن امتصاص المُغذيّات في جدار الأمعاء الدقيقة، ممّا يُسبّب خلل كبير في عملية امتصاص العناصر الغذائية، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض حساسية القمح يصيب الأشخاص الذين لديهم قابلية أو استعداد جيني للإصابة به، وتزداد فرصة الإصابة به بين أقارب المصاب من الدرجة الأولى.


في هذا المقال سيقوم فريقنا ياستعراض أهم المعلومات عن مرض حساسية القمح.


ما هو سبب حساسية القمح؟


يعمل جهاز المناعة على حماية الجسم من المواد الغريبة والمسببة للأمراض مثل البكتيريا والفيروسات، وفي الحقيقة يحدث رد الفعل التحسسي عندما يهاجم جهاز المناعة مادة طبيعية وجيدة في الجسم بدلاً من الأجسام الغريبة، وتجدر الإشارة إلى أنّ تعرّض الأشخاص المصابين بمرض تحسس القمح لأي من البروتينات الموجودة في القمح، وهي الألبيومين، والغلوبيولين، والغليادين، والغلوتين، يؤدي إلى تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة البروتين كما لو أنّه مادة غريبة ومؤذية مثل البكتيريا، مسبباً رد الفعل التحسسي، حيث يتضمن رد الفعل التحسسي للقمح الأجسام المضادة التي تتفاعل مع واحد على الأقل من البروتينات الموجودة في القمح.


وقد يكون البعض حساساً تجاه أحد البروتينات بينما يكون البعض حساساً تجاه اثنين أو أكثر منها، بالإضافة إلى ما سبق هناك عاملي خطورة أساسيين لحساسية القمح، وهما العامل الوراثي والعمر، حيث يُعدّ الرضع والأطفال أكثر عرضة للإصابة بتحسس القمح مقارنة بالأشخاص الأكبر سناً، وذلك لأنّ نموّ جهاز المناعة والجهاز الهضمي لديهم غير مكتمل، إلا أنّ معظم الأطفال يتجاوزون هذه الحساسية، وبالنسبة للعامل الوراثي، فإنّ إصابة أحد الأقارب المقربين بالحساسية بما فيها حساسية القمح، أو حساسية الأنف، أو الربو يزيد من خطر الإصابة بحساسية القمح بشكل خاص.


ما هي مضاعفات الإصابة بحساسية القمح؟


في معظم الحالات التي يُترك فيها المصاب بتحسس القمح دون علاجٍ، فإنّه قد يُعاني من بعض المشاكل الصحيّة، نذكر منها:


سوء التغذية: ويحدث ذلك بسبب تعرّض الأمعاء الدقيقة للتلف كما بيّنّا، وتجدر الإشارة إلى أنّ مضاعفات سوء التغذية كبيرة، منها فقدان الوزن، وفقر الدم، ومن المضاعفات التي قد تظهر عند الأطفال قصر القامة وبطء النموّ.


فقدان الكالسيوم والكثافة العظميّة: إنّ سوء امتصاص الكالسيوم وفيتامين د يتسبب بترقق العظام، وهذا ما تترتب عليه معاناة المصاب من الكساح في حال كان في مرحلة الطفولة، وهشاشة العظام في حال كان في مرحلة البلوغ.


العقم أو الإجهاض: قد يتسبب نقص فيتامين د والكالسيوم بمشاكل على مستوى الجهاز التناسليّ.


عدم القدرة على تحمل اللاكتوز: قد يتسبب داء تحسس القمح بمعاناة المصاب من عدم القدرة على تحمل اللاكتوز.


ما هو علاج حساسية القمح؟


من المؤكد أنه يمكن السيطرة على مرض تحسس القمح من خلال تجنّب تناول القمح الموجود في منتجات الطعام مثل الخبز والمعكرونة، أو أي طعام يحتوي على القمح، أو التعرّض للقمح في منتجات غير الطعام مثل معجون اللعب، أو مستحضرات التجميل، أو منتجات الاستحمام، وفي الحقيقة إنّ الجانب الأكثر تحدياً وصعوبة في السيطرة على مرض تحسس القمح هو المخبوزات، حيث لا يوجد بدائل متوفرة وسهلة للقمح، تستخدم في المخبوزات مثل الخبز أو الكيك، والتي تصنع من خليط من أنواع مختلفة من الطحين مثل طحين الأرز، أو الذرة، أو الصويا، أو نشا البطاطا، بالإضافة إلى الشوفان، وبالتالي فإنّ على المرضى الذين يعانون من تحسس القمح تغيير نمط الغذاء الذي يتناولونه من خلال استخدام وصفات طعام خاصة أو اللجوء لأخصائيي التغذية، للمساعدة على تنظيم نمط حياة جديد.


يؤدي رد الفعل التحسسي الذي يحدث عند تناول القمح إلى أعراض تختلف في شدتها، وتكون شدة رد الفعل التحسسي في كل مرة غير متوقعة، فقد يتعرّض الأشخاص الذين يصابون بأعراض متوسطة الشدة عادةً إلى الإصابة برد فعل تحسسي شديد، وبشكلٍ مفاجئ، وهو ما يسمى بالصدمة، ويعتبر الابنفرين هو العلاج الرئيسي في حال حدوث الصدمة التي قد تحدث خلال ثوان أو دقائق، علماً بأنّها قد تسوء بسرعة وتكون مميتة، حيث إنّ التعرّض لمسبب الحساسية، يؤدي إلى إفراز كمية كبيرة من المواد الكيميائية في الجسم، مسبباً انخفاض ضغط الدم، وتضيق في الممرات التنفسية.

#حساسية القمح #أخصائي حساسية ومناعة