في دراسةٍ طولية جديدة (Longitudinal study) نُشِرَت مؤخرًا في مجلة (Journal of Adolescent Health) شارك فيها أطفالٌ أستراليون امتدت حوالي 8 سنوات، تضمّنت تقييم العلاقة بين ممارسة الألعاب الرياضية والصحة النفسية لدى هؤلاء الأطفال منذ إتمامهم لست سنوات من عُمرهم وحتى بلوغهم الخامسة عشر، وركزّت هذه الدراسة على الفترة الانتقالية (البلوغ) من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، وهي التي تشهد خلالها معظم الحالات منعطفاتٍ حادة على المستويات النفسية وكيفية التعاطي مع المشاعر والانفعالات، يُقابله انخفاض النشاط الحركي والرياضي لدى الأطفال والمراهقين خلال هذه الفترة العمرية، ممّا قد يرفع من خطر الإصابة بعديد المشكلات النفسية، لذا كان لا بُدّ من فهم العلاقة بين الصحة النفسية والتغيُّرات التي تحصل خلال البلوغ.
توّصلت الدراسة إلى نتيجةٍ مفادها أن الانخراط في الألعاب الرياضية سواءً الفردية أو الجماعية كانت ذات أثرٍ إيجابي في الصحة النفسية لدى المشاركين ضمن جوانب مختلفة، مع تفوّقٍ واضح لدى ممارسة الألعاب الرياضية الجماعية، ويُرجّح سبب ذلك إلى وجود الدعم من الأقران وإتاحة الفرصة لبناء الصداقات أثناء الألعاب الجماعية، كما كانت النتائج النفسية الإيجابية مرتبطةً بالاستمرارية في ممارسة هذه الأنشطة، والتي تبدأ بالظهور بعد حوالي أربع سنوات من الرياضة المستمرة.
يُذكَر بأنّ الأطفال والمراهقون حول العالم يُعانون من طيفٍ واسعٍ من الاضطرابات النفسية وبنسبة 13% من العبء العالمي لهذه الاضطرابات، فهي تصيب فردًا واحدًا من بين سبعة أفراد في الفترة العمرية التي تتراوح بين 10-19 عامًا، لذا وبالنظر إلى نسب الإصابة المرتفعة والتداعيات الصحية التي تتبعها خلال فترة المراهقة تحديدًا، لا بُدّ من اتخاذ طرقٍ وقائية ومحاولة تحييد العوامل التي تُسهم في تَشكّل هذه الاضطرابات.
المرجع:
Khan, A., et al. (2023) Association Between Sports Participation and Psychosocial Wellbeing of Australian Children: An 8-year Longitudinal Study. Journal of Adolescent Health, http://doi.org/10.1016/j.jadohealth.2023.07.011