نزيف العين: ما هي أسبابه؟ وأنواعه؟ وما هي طُرق علاجه؟

تحدث معظم حالات نزيف العين بسبب تمزّق الأوعية الدموية الموجودة أسفل الملتحمة، ولكنّها قد تنجم أيضًا عن حدوث نزيف في الأجزاء الأعمق داخل العين، ويظهر النزيف عادةً على شكل احمرار يغطي بياض العين، أو كبقعٍ حمراء يمكن ملاحظتها عند النظر في المرآة، ويشار إلى أنّ معظم حالات نزيف العين بسيطة ويسهل التعامل معها في المنزل، ومع ذلك يجب دائمًا مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكلات أكثر خطورة وراء نزيف العين.

أشارت منظمة الصحة العالميّة إلى أنّ حوالي 55 مليون إصابة تحدث للعين سنويًّا على مستوى العالم،[1] تتعافى بعض هذه الإصابات من تلقاء نفسها دون الحاجة لتلقّي العلاج الطبّي المُتخصّص أو بتدابير منزليّة بسيطة، بينما يكون بعضها شديد ويُسفر عن تضرّر العين والرؤية إذا لم تخضع للعلاج والرعاية الطبية اللازمة، ويُعدّ نزيف العين واحدًا من إصابات العين الشائعة، إذ يُحدّد الطبيب المُختصّ كيفيّة التعامل معها أو مع غيرها من الإصابات بالاعتماد على شِدّة الإصابة وطبيعتها.[2]

ما هو نزيف العين؟

يُعبِّر نزيف العين في معظم الحالات عن تمزّق إحدى الأوعية الدمويّة الدقيقة الموجودة في الجزء الخارجي من العين، ولكنّه قد يرتبط أيضًا بالنزيف الذي يحدث في الأجزاء الأكثر عمقًا في داخل العين، إذ يظهر النزيف عادةً على صورة احمرار أو احتقان دموي يغطّي كامل بياض العين، أو يبدو كبقعٍ حمراء يمكن ملاحظتها داخل العين، وفي بعض الأحيان يصعُب رؤية أعراض نزيف العين.[3][4]

أجزاء العين

تتكوّن عين الإنسان من أجزاءٍ عِدّة، مثلًا، يمكن ملاحظة القزحيّة (Iris) لدى النظر في المرآة، وهي الجزء الملوّن من العين والمُغطّى بطبقة شفافة تسمى القرنيّة (Cornea)، وتتواجد الحدقة (Pupil) التي تسمح بمرور الضوء خلالها في قزحية العين، أمّا الصُّلبة (Sclera)، فهي الجزء الأبيض من العين والواضح للعيان.[5]

بالإضافة إلى ما سبق، يُغطّي كامل الجزء الأمامي من العين، ما عدا القرنيّة، طبقة رقيقة من النسيج، تسمّى بالملتحمة (Conjunctiva)، بينما تحتوي البطانة الداخلية في العين على نوع من الخلايا المتخصّصة التي تمتاز بحساسيّتها للضوء، تُعرَف بالشبكيّة (Retina)، وهي تضمّ جزءًا أكثر حساسيّة للضوء يُطلق عليه بقعة الشبكيّة (Macula)، كما تمتلئ العين بمادةٍ هلاميّة شفافة تُسمّى بالجسم الزجاجي (Vitreous).[5]

أنواع نزيف العين وأعراضه

يُقسَم نزيف العين إلى أنواعٍ رئيسيّة بحسب موقع حدوث النزيف في تراكيب العين.[3]

  • نزيف أسفل الملتحمة:

يحدث نزيف أسفل الملتحمة (Subconjunctival hemorrhage) بسبب تمزّق وعاءٍ دموي يقع أسفل ملتحمة العين، ممّا يُسفر عن تجمّع الدم في العين، وظهور بقعة حمراء في بياضها، ويُصاحب هذا النزيف شعورٌ بالحكّة في سطح العين فقط، فهو لا يؤثر في الرؤية ولا يُثير الألم، لذا لا يُسبّب نزيف أسفل الملتحمة ضررًا للعين، ويختفي من تلقاء نفسه في غضون أُسبوعين تقريبًا.[6]

  • التحدمية التحدَمِيَّة:

يشير مصطلح التحدَمِيَّة (Hyphema) إلى نزيفٍ في الطبقات الداخليّة للعين، وهو نادرُ الحدوث، ويتسبّب في تجمّع الدم خلف القزحيّة والقرنيّة، وقد يكون مصحوبًا بأعراضٍ مختلفة، مثل تشوُّش الرؤية، وزيادة حساسيّة العين للإضاءة، والشعور بألمٍ فيها، وفي الحقيقة، تحدث معظم حالات التحدميّة أثناء ممارسة الرياضة بين الأطفال بنسبةٍ قد تصل إلى 70%.[7]

  • النزيف العميق في العين:

يصعُب عادةً ملاحظة النزيف الذي يحدث في الأجزاء العميقة داخل العين أو رؤيته على سطحها، ومع ذلك، قد يُعاني المُصاب بنزيفٍ في العين من أعراضٍ مختلفة، كتشوّش الرؤية، وظهور احمرارٍ بسيط في العين، وانتفاخها، والشعور بضغطٍ فيها، وظهور ما يشبه الأجسام العائمة أو البقع العمياء، أو تصبّغٍ أحمر في مجال الرؤية.[3][4]

من أنواع النزيف العميقة في العين: نزيف تحت الشبكيّة (Subretinal hemorrhage)، ونزف الجسم الزجاجي (Vitreous hemorrhage)، ونزف تحت بقعة الشبكيّة (Submacular hemorrhage).[3][4]

  • الدمع الدموي:

يُذكَر بأنّ بعض حالات نزيف العين يصاحبها نزول الدموع مختلطةً بالدم، وتُعرف هذه المشكلة باسم الدمع الدموي أو الهايمولاكريا (Hemolacria)‏، وقد تكون الغدد الدمعيّة في هذه الحالة مصدرًا للنزيف، أو يكون مصدره البطانة الداخليّة لجفن العين، أو أيّة أجزاء داخلية أُخرى في العين.[4]

أسباب نزيف العين

تختلف أسباب نزيف العين لتشمل إمّا إصابات مباشرة أو أمراض ومشاكل صحيّة.[8]

أسباب نزيف أسفل الملتحمة

يحدث في بعض الحالات نزيف أسفل المُلتحمة دون معرفة السبب،[3] ولكنّ مجموعة من العوامل قد تؤدي إلى حدوثه:[4][8]

  • العُطاس أو السعال أو التقيؤ.
  • إجهاد الجسم.
  • إصابة عظام تجويف العين.
  • فرك العين بقوّة.
  • استخدام العدسات اللاصقة.
  • ممارسة التمارين الشاقة.
  • ممارسة تمرين يساعد في التنفس يُعرَف باسم "مناورة فالسالفا" (Valsalva maneuver).
  • التهاب الملتحمة (Conjunctivitis).
  • الإصابة بمشكلة صحيّة معينة، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، واضطراب تخثّر الدم، وارتفاع الكولستيرول، وبعض أنواع الأورام، وتمدُّد الأوعية الدموية (Aneurysm).
  • تناول أدوية معيّنة، مثل مميّعات الدم والأسبرين.

أسباب نزيف التحدَمِيَّة

تحدث التحدَمِيَّة في معظم الحالات بسبب التعرّض لضربة قوية ومباشرة على العين نتيجة اصطدامها بشيءٍ ما، أو بسبب التعرّض للاعتداء الجسدي، أو لاندفاع الوسادة الهوائية نحو الوجه بقوّة في حالة التعرُّض لحادث في المركبة أثناء قيادتها، ولكنّها قد تحدث أيضًا جرّاء الإصابة بمشكلاتٍ صحيّة، أو للخضوع لإجراءاتٍ طبيّة معيّنة، أو لتناول بعض الأدوية:[7][8]

  • سرطان الدم (Leukemia)‏.
  • نزف الدم الوراثي أو الهيموفيليا (Haemophilia).
  • الورم الحبيبي الأصفر اليافع (Juvenile xanthogranuloma).
  • داء الخلايا المنجلية (Sickle cell disease).
  • مرض فون ويل براند (Von Willebrand disease)‏.
  • التهاب القزحية (Iritis).
  • تكوُّن الأوعية الدموية الجديدة (Neovascularization)‏، الذي قد يصيب مرضى السكري.
  • تناول أدوية معينة، مثل مضادات التخثر.
  • الخضوع لجراحة في العين، كزراعة عدسة صناعية في العين، أو جراحة علاج الزرَق “الجلوكوما”.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب الأخذ بعين الاعتبار زيارة طبيب العيون عند حدوث نزيف العين مهما كانت التوقّعات بشأن شِدّة الإصابة، فبالرغم من أنّ غالبيّة حالات نزيف العين غير مُؤذية، فإنّ بعضها قد يسبّب مضاعفات ومشكلاتٍ أُخرى إذا تُرِكت دون علاج، لذلك يتوجّب على الشخص عدم تجاهل أيّ تغيرات يلاحظها على عينيه والمُسارعة إلى استشارة الطبيب فورًا، كالألم، والاحمرار، وتشوش الرؤية، والإدماع، وغيرها.[3]

علاج نزيف العين

تتعافى العين من نزيف أسفل الملتحمة في معظم الحالات من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، ولكنّ النزيف النّاجم عن إصابةٍ ما أو وجود مشكلة صحيّة ثانوية يستدعي مراجعة الطبيب لعلاجه أولًا،[4][8] وفي جميع الحالات، يعتمد تحديد نوع علاج نزيف العين على سبب حدوثه،[8] ومن طرق علاج أنواع نزيف العين المختلفة:[3][4]

  • العلاج الدوائي: يصِف الطبيب في بعض الأحيان قطراتٍ مضادّة للعدوى البكتيريّة أو الفيروسيّة في العين، أو يُوصي باستخدام قطراتٍ مُرطبة تساعد على ترطيب العين، أو تحتوي على الستيرويدات لتخفيف الانتفاخ والتورّم فيها، أو أُخرى مُخدرة تساعد على تخفيف الألم.
  • العلاج الجراحي: قد تُجرَى في الحالات الشديدة أنواعٌ معيّنة من جراحات العين للسيطرة على النزيف، كالجراحة التي تهدف إلى تصريف الدم الزائد من العين، أو الجراحة التي تستهدف قناة الدمع.
  • العلاج بالليزر: يساعد الليزر على التخلّص من الأوعية الدموية غير الطبيعيّة في العين، أو خفض الضغط داخل العين.

نصائح للمصاب بنزيف العين

يتوجّب على المصاب بنزيف العين تغيير بعض سلوكياته التي اعتاد ممارستها يوميًا ليعزّز فرص تعافي العين أثناء تلقّي العلاج الذي حدّده الطبيب، أو يساعد على تسريع الشفاء إذا كان النزيف عابرًا ولا يحتاج سوى بعض الوقت حتى تُشفى العين تمامًا،[3][7] ومن النصائح التي يُوصى باتباعها:[3][7]

  • الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، والابتعاد عن ممارسة الأنشطة العنيفة التي قد تتسبّب في ارتفاع ضغط العين في حالات الإصابة بالتحدمِيَّة.
  • رفع الرأس قليلًا أثناء الاستلقاء ليكون أعلى من مستوى القلب، إذ تساعد هذه الطريقة على منع تجمّع الدم في منطقة العين المُصابة بالتحدَمِيَّة، وتسهيل تصريفه إلى أنحاء الجسم.
  • وضع رُقعة أو غطاء مُخصّص للعين بهدف حمايتها، والمساعدة على استرخائها أثناء فترة التعافي.
  • تجنّب وضع العدسات اللّاصقة في العين حتى يسمح طبيب العيون باستخدامها.
  • قياس ضغط الدم بانتظام في المنزل.
  • الحرص على الاستخدام الصحيح لقطرات العين أو الأدوية التي وصفها الطبيب.
  • الحِفاظ على إجراء فحص النظر والعيون الروتيني عند الطبيب.
كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الخميس ، 09 شباط 2023

المراجع

1.
Gardiner M. (2022, September). Overview of eye injuries in the emergency department. Retrieved from https://www.uptodate.com/contents/overview-of-eye-injuries-in-the-emergency-department/print
2.
Cleveland Clinic. (2021)-a. Eye Injuries. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16988-eye-injuries
3.
Iftikhar N. (2022, March 22). Eye Bleeding Symptoms, Causes, and Treatment. Retrieved from https://www.healthline.com/health/eye-health/eye-bleeding

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية