ما هو الميزوثيرابي؟ وما هي فوائده للوجه والشعر؟

تُستخدم حقن الميزوثيرابي في العديد من المجالات الطبيّة والتجميليّة، كاستخدامها لعلاج بعض حالات الصلع، كذلك لاستعادة نضارة البشرة والتخلص من التجاعيد، ويُعدّ استخدام حقن الميزوثيرابي خيارًا مناسبًا في حال فشلت الطرق الأُخرى في علاج المشكلة المَعنية، أو عند الحاجة لاستخدام تقنية تزيد من مدّة فعاليّة الدواء وتأثيره.

طوّر الطبيب الفرنسي ميشيل بيستور (Michel Pistor) في عام 1952 ميلادي تقنية الميزوثيرابي بغرض استخدامها للسيطرة على الألم واضطرابات الأوعية الدمويّة، وقد مُنح على إثر ذلك وسام جوقة الشرف (Legion d’Honneur) الذي يتميّز بكونه أرفع وسام وطنيّ تمنحه الجمهوريّة الفرنسيّة للأبطال ذوي الإنجازات الضخمة، وفي عام 1964 ميلادي أسّس بيستور الجمعية الفرنسيّة للميزوثيرابي، وطوّر التقنية لتشمل علاج الحالات الطبيّة، والبيطريّة، والتجميليّة العامّة، وقد تكلّلت جهوده بالنجاح عندما اعترفت الأكاديميّة الفرنسيّة للطب رسميًّا بكون الميزوثيرابي تخصّص طبّي بحدّ ذاته، وأصبح استخدامه شائعًا في العديد من دول العالم.[1]

ما هو الميزوثيرابي؟

يُعرف الميزوثيرابي (Mesotherapy) بأنّه نوع من تقنيات توصيل الدواء التي تعتمد على استخدام إبر قصيرة ورقيقة لحقن مركّب أو دواء معيّن في طبقة الأدمة (Dermis)‏ أو في الطبقة تحت الجلد (Subcutaneous)، إذ تعني كلمة "meso" الوسط أو المتوسط، وهي بذلك تُشير إلى مكان الحقن في الجلد، ويُشار إلى أنّ العلاج بالميزوثيرابي يساعد على إبطاء امتصاص الدواء في المكان المُستهدف (تأثير موضعيّ)، ممّا يزيد فترة فعاليّة العلاج وتأثيره.[1][2]

لجأ الأطباء لاستخدام حقن الميزوثيرابي في السابق لعلاج بعض المشكلات الصحيّة المسبّبة للألم وعددًا من الاضطرابات والمشكلات الصحيّة الأُخرى، وقد ازداد الاهتمام حاليًّا بهذه التقنية في مجالات طب الجلد التجميلي، وعمومًا تُستخدم حقن الميزوثيرابي عند الحاجة كعلاجٍ مساند للعلاجات الأُخرى الدوائيّة وغير الدوائيّة، أو عندما يُصبح من الضروري اللجوء لاستخدام تقنية علاج تُحافظ على استمرار فعاليّة الدواء لفترةٍ أطول، كما تكون تقنية الميزوثيرابي خيارًا مطروحًا في حال فشلت الطُّرق الأُخرى في العلاج أو عندما يصبح استخدامها غير متاحًا.[1][2]

ما هو الميزوثيرابي للوجه؟

يُطلق على تقنية الميزوثيرابي أيضًا مصطلح التجدّد الحيوي (Biorejuvenation)، أو ميزو جلو (Mesoglow)، أو ميزو ليفت (Mesolift)، إذ يُستخدم الميزوثيرابي للوجه في كثيرٍ من الأحيان بهدف تجديد خلايا الجلد، وتحسين علامات تقدّم السنّ التي تظهر في منطقة الوجه، وينطوي العلاج على إعطاء حقن عبر الجلد في أجزاءٍ معيّنة من الوجه.[3][4]

ما هي المواد المُستخدمَة في ميزوثيرابي الوجه؟

تحتوي حقن الميزوثيرابي المُستخدمة للوجه على موادٍ معيّنة تساعد على تجدّد الخلايا:[4][5]

  • حمض الهيالورونيك (Hyaluronic acid or HA)، وهو غليكوز أمينوغليكان (Glycosaminoglycan) يمتاز بقدرته على الارتباط بالماء والاحتفاظ به، ممّا يساعد على تعزيز مرونة الجلد، وتحسين تجانس لون البشرة، وقد توصّلت دراسة نُشرت في مجلة (Journal of cosmetic dermatology) في عام 2022 ميلادي إلى أنّ استخدام حمض الهيالورونيك بتقنية الميزوثيرابي يُفيد في استعادة المظهر الشبابيّ اليافع للجلد وتجديد خلاياه، مع ضرورة حقنه في المكان المناسب لتعزيز فعاليّته وتقليل آثاره الجانبيّة.
  • أحماض أمينيّة وبروتينات نباتيّة، تساعد على إعادة بناء البروتين.
  • فيتامينات متعدّدة وعناصر نزرة، تُسهم في تحقيق توازن الأيونات في الجلد.
  • ثنائي ميثيل إيثانولامين (Dimethylethanolamine)، وهو مركّب يُحفّز تقلص العضلات وتماسكها؛ كونه يساعد على تحوّل مادّة الكولين (Choline) إلى أسيتيل كولين (Acetylcholine)، وغالبًا ما يُستخدَم ثنائي ميثيل إيثانولامين باستخدام الميزوثيرابي في الجزء السفلي من الوجه.
  • أسيتيل سداسي الببتيد-3 (Hexapeptide 3)، إذ يُساعد هذا المركّب على تثبيط أسيتيل كولين (Acetylcholine)، والذي يُسفر عن ارتخاء العضلات وتخفيف التجاعيد، وغالبًا ما تُستخدم هذه المادة في الجزء العُلوي من الوجه.

تُستخدم مادّة الذيفان السجقيّة أو سُّم البوتولينوم المعروفة باسم البوتكس (Botulinum toxin) في بعض الحالات لحقنها في الجلد باستخدام تقنية الميزوثيرابي للوجه، وقد يُطلق عليها في هذه الحالة مصطلح الميزوبوتوكس (Mesobotox)، أو الميكروبوتكس (Microbotox)، أو تقنية مايكرو دروب (Microdroplet technique)، ويتضمّن العلاج بالميزوبوتوكس حقن مادّة الأونابوتولينومتوكسين نوع أ (Onabotulinumtoxin A) بجرعاتٍ صغيرة وبتوزيعٍ منتظم تحت طبقة البشرة في الوجه.[4][6]

يهدف العلاج بالميزوبوتوكس إلى تجديد شباب الوجه (Facial rejuvenation) من خلال تعزيز ارتخاء العضلات الدويريّة (Orbicular muscles) السطحيّة في الوجه، وتحسين مظهر الخطوط الرفيعة والتجاعيد دون إظهار الوجه بهيئة بلاستيكية، بالإضافة إلى ذلك، يساعد الميزوبوتوكس على فتح الغدد العرقيّة والدهنيّة في الوجه، ممّا يزيد من نضارة الجلد وإشراقه، وقد يُستخدم الميزوبوتوكس في حالات أقل شيوعًا كعلاج فرط التعرق (Hyperhidrosis)، أو التهاب الجلد الدهني (Seborrhoea)، أو ندوب الجُدرة (Keloids)، أو حب الشباب، أو حب الشباب الوردي (الورديّة) (Rosacea).[4][6]

الميزوثيرابي للشعر

حظيَ الميزوثيرابي باهتمامٍ واسع في شتّى أنحاء العالم خلال الآونة الأخيرة، وذلك لدوره الفعّال في المجال التجميليّ، سواءً تعلّق الأمر بتحسين علامات تقدّم السنّ على البشرة، أو بإزالة السيلوليت، ونحت الجسم، ولم يتوقّف الأمر عند ذلك الحدّ فقد جذبت تقنية الميزوثيرابي في علاج تساقط الشعر اهتمام رُوّاد وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعي الاعلانات في جميع أنحاء العالم، ونُشرت العديد من الادّعاءات حول استخدامه في هذا المجال.[7]

يمكن الاطلاع على بعض الدراسات التي بحثت دور استخدام حقن الميزوثيرابي للشعر وعلاج الصلع:

  • أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (International Journal of Trichology) في عام 2019 ميلادي للمقارنة بين الميزوثيرابي ومحلول المينوكسيديل (Minoxidil) في علاج الثعلبة ذكرية الشكل (Androgenic Alopecia in Male) فيما يخصّ درجة أمان وفعاليّة العلاج، وقد توصّلت الدراسة التي ضمّت 49 حالة سريريّة شُخّصت بهذا النوع من الصلع إلى نتائج تُفيد بعدم ظهور تحسّن واضح لدى استخدام الميزوثيرابي لعلاج الثعلبة ذكريّة الشكل مقارنةً باستخدام المينوكسيديل في العلاج، مع ملاحظة حدوث تغيّرٍ كبير في قُطر الشعرة قبل وبعد العلاج بالميزوثيرابي مقارنةً بالمجموعة الأُخرى التي عُولجت بالمينوكسيديل، ولكن كان من الضروريّ التوصية بإجراء المزيد من الدراسات على عينة أكبر من المرضى، ومتابعة العلاج لفترة أطول بهدف التوصّل إلى نتائج واضحة بشأن فعاليّة الميزوثيرابي في علاج الثعلبة ذكريّة الشكل.[8]
  • أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (Acta Dermatovenerologica Croatica) في عام 2019 ميلادي للمقارنة بين فعاليّة الميزوثيرابي ومحلول المينوكسيديل الموضعي في علاج الصلع ذي النمط الأُنثوي (Female Pattern Hair Loss) باستخدام الفحص المجهري الحيوي بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound Biomicroscopy)، وقد توصّلت الدراسة التي ضمّت 30 حالة سريريّة شُخّصت بهذا النوع من الصلع إلى نتائج تُفيد بأنّ علاج نمط الصلع أُنثوي الشكل بالمكملات الغذائية التي تُحقن بتقنية الميزوثيرابي أكثر فعاليّة، وأكثر قبولًا، مع إمكانيّة تحمّل أعلى بالنسبة للمرضى مقارنةً باستخدام المينوكسيديل الموضعيّ لعلاج حالات صلع النمط الأنثوي، ومع ذلك واجهت هذه الدراسة بعض المحدّدات التي تتعلّق بحجم عينة الدراسة ومدّة العلاج القصيرة.[9]
  • توصّلت دراسة مراجعة منهجيّة نُشرت في مجلة (Journal of Cosmetic Dermatology) عام 2022 ميلادي إلى نتائج تُفيد بأنّ استخدام تقنية ميزوثيرابي فعّالة في علاج حالات الثعلبة ذكرية الشكل، ومع ذلك يُوصى بمواصلة إجراء المزيد من الدراسات في المستقبل للبحث في دور تقنية الميزوثيرابي لعلاج الثعلبة ذكريّة الشكل، خاصّةً وأنّ حجم العينة غير كافِ لتعميم النتيجة، ولا تتوفّر دراسات كافية حتى الآن تُركّز على دور تقنية الميزوثيرابي في علاج الصلع مقارنةً بالدراسات التي أُجريت على العلاجات الأُخرى.[10]

ما هي المواد المُستخدمَة في ميزوثيرابي الشعر؟

على الرغم من عدم وجود دراساتٍ كافية تبحث في فعاليّة تقنية الميزوثيرابي في علاج الصلع،[4] فقد تُستخدم أنواعٌ مختلفة من المواد لعلاجه بهذه التقنية:[1][4]

  • المينوكسيديل (Minoxidil).
  • فيناسترايد (Finasteride).
  • ليدوكائين (Lidocaine).
  • فيتامينات متعدّدة.
  • ثلاثي يود الثيرونين (Triiodothyronine or T3) أو الثيروكسين (Thyroxin or T4)‏.
  • معاملات النموّ، إذ يُحقن هرمون ثيموسين (TB-4) في فروة الرأس باستخدام تقنية الميزوثيرابي بهدف تعزيز الدورة الدمويّة في فروة الرأس، وتحفيز الخلايا الجذعية وتنشيط بصيلات الشعر، الأمر الذي يترتّب عليه تحسين نموّ الشعر في فروة الرأس.
  • البلازما الغنية بالصفائح الدموية ((PRP) Platelet-rich plasma) في فروة الرأس، إذ تُساعد بلازما الدم الغنيّة بالصفائح الدمويّة على تعزيز الدورة الدمويّة في فروة الرأس ووصولها إلى بصيلات الشعر، وعلى إثر ذلك يتحسّن نموّ الشعر، ومع ذلك لا بُدّ من إجراء مزيدٍ من الدراسات للتحقّق من درجة أمان استخدام البلازما الغنية بالصفائح الدموية كإحدى مكوّنات الميزوثيرابي.

استخدامات حقن الميزوثيرابي

ثمّة ادعاءات تزعم بأنّ لتقنية الميزوثيرابي استخدامات وتطبيقات كثيرة، بالإضافة لاستخدامه بهدف تجديد حيوية الجلد وعلاج الصلع:[1][11]

  • التخفيف من الألم، إذ اُستخدم الميزوثيرابي منذ سنواتٍ عديدة بغية تخفيف بعض الأوجاع المُصاحبة لعددٍ من المشكلات والاضطرابات الصحيّة، كالنقرس، والصداع، والألم العضلي الليفي، والألم العصبي، وألم أسفل الظهر، والإصابات الرياضية.
  • إزالة الدهون غير المرغوب بها في بعض الأجزاء، وقد تُستخدم في هذه الحالة مواد معيّنة، مثل حمض ديوكسي كوليك (Deoxycholic).
  • تخفيف السّليوليت (Cellulite)، يُستخدم لتخفيف السيليوليت بتقنية الميزوثيرابي مواد مختلفة، مثل الكافيين، والكارنتين (L-carnitine)، وبنتوكسيفيلين (Pentoxifylline)، وكومارين (Coumarin)، وبيروفات الكالسيوم (Calcium pyruvate).
  • علاج داء الليشمانيات الجلدي (Cutaneous Leishmaniasis)، إذ قد تفيد تقنية الميزوثيرابي في علاج الآفات الجلدية الناجمة عن داء الليشمانيات الجلدي، والتي قد تُستخدم فيها مادة ميغلومين أنتيمونيات (Meglumine antimoniate).
  • أثناء تطبيق تقنية أطفال الأنابيب، إذ قد يُستخدم الميزوثيرابي لحقن النساء المُقبلات على إجراء عملية أطفال الأنابيب (In vitro fertilization) بحقن مهبليّة متناوبة من الهرمون المُنشط للحوصلة البشري المُؤتلف (rhFSH) كل 3 أيام.
  • استخدامات علاجية أُخرى نادرة، كالبهاق (Vitiligo)، فرط التصبغ (Hyperpigmentation)‏، وحب الشباب، وترهلات الجلد، والثآليل، الصدفية، والتهاب الغدد العرقية القيحي (Hidradenitis suppurativa)‏.

نصائح بعد حقن الميزوثيرابي للوجه

يمكن استخدام صفائح الكولاجين الطبيعيّة المُجفّفة بالتجميد (Natural freeze-dried collagen sheets) على الوجه أحيانًا بعد انتهاء العلاج بحقن الميزوثيرابي، وقد يُعزى سبب التوصية باستخدامها إلى مقدرتها على الاحتفاظ بالماء والمساعدة على ترطيب الجلد وجعله متينًا، علاوةً على ذلك، تُسهم صفائح الكولاجين في تخفيف الكدمات والتورّم والانزعاج بعد الخضوع للعلاج بحقن الميزوثيرابي.[4]

كما يُنصح بـاتباع مجموعة من الإرشادات لتحسين نتائج العلاج بالميزوثيرابي:[4][12]

  • عدم القلق بشأن بعض الآثار الجانبيّة الطبيعيّة التي قد تظهر في مكان الحقن، كالحكة، والشعور بحَرقة، والألم، وملاحظة الانتفاخ، وظهور الكدمات، بل قد يدلّ ظهور هذه الأعراض على فعاليّة الدواء.
  • وضع كمادات من الثلج، إذ يساعد ذلك على تقليل التورّم الذي قد يظهر أحيانًا بعد العلاج.
  • تدليك منطقة تلقي الحقن بين جلسات العلاج بهدف تقليل احتمالية ظهور العُقيدات (Nodules).
  • تجنّب التعرّض لأشعة الشمس المباشرة خلال الأيام الأُولى بعد العلاج، والحرص على استخدام كريم واقي من أشعة الشمس.
  • استخدام كريم مرطّب طبي مناسب للبشرة الحساسة.
  • الاهتمام بتطبيق قواعد النظافة الشخصية.
كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الخميس ، 08 حزيران 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
Sivagnanam G. Mesotherapy - The french connection. J Pharmacol Pharmacother. 2010 Jan;1(1):4-8. Retrieved from https://doi.org/10.4103/0976-500X.64529
2.
Mammucari M, Maggiori E, Russo D, Giorgio C, Ronconi G, Ferrara PE, Canzona F, Antonaci L, Violo B, Vellucci R, Mediati DR, Migliore A, Massafra U, Bifarini B, Gori F, di Carlo M, Brauneis S, Paolucci T, Rocchi P, Cuguttu A, Di Marzo R, Bomprezzi A, Santini S, Giardini M, Catizzone AR, Troili F, Dorato D, Gallo A, Guglielmo C, Natoli S. Mesotherapy: From Historical Notes to Scientific Evidence and Future Prospects. ScientificWorldJournal. 2020 May 1;2020:3542848. Retrieved from https://doi.org/10.1155%2F2020%2F3542848
3.
El-Domyati M, El-Ammawi TS, Moawad O, El-Fakahany H, Medhat W, Mahoney MG, Uitto J. Efficacy of mesotherapy in facial rejuvenation: a histological and immunohistochemical evaluation. Int J Dermatol. 2012 Aug;51(8):913-9. Retrieved from https://doi.org/10.1111%2Fj.1365-4632.2011.05184.x

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

اطلب عرض سعر لالميزوثيرابي من أفضل الاستشاريين
اطلب عرض سعر