ما هو الضمور البقعي؟ ما أعراضه؟ هل له علاج؟

الضمور البقعي هو أحد الاضطرابات التي تسبب فقدان الرؤية المركزية لدى كبار السن، وينقسم إلى نوعين: الجاف والرطب، وتجدر الإشارة إلى اختلاف الأعراض المصاحبة للضمور البقعي باختلاف نوعه ومدى تقدُّم الحالة المَرَضية.

يُعرف الضمور البقعي (Macular Degeneration) أو الضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة (Age-Related Macular Degeneration (AMD))، بأنّه أحد اضطرابات العين الشائعة، وهو المُسبّب الرئيس لفقدان الرؤية لدى كبار السّن.[1]

ما هو الضمور البقعي؟

الضمور البقعي هو مرض قد يصيب العين مع التقدّم في العمر، يحدث جرّاء تلف البقعة (Macula)، وتُعرّف البقعة على أنّها جزء في مركز الشبكية (Retina) خلف العين، وهي المسؤولة عن التحكم في الرؤية المركزية (قدرة الشخص على رؤية الأجسام أمامه عند النظر لها).[1]

يتسبّب الضمور الشبكي بضبابيّة أو فقدان الرؤية المركزية، مما يؤثر سلبًا في قدرة المريض على رؤية التفاصيل الدقيقة، كالتعرُّف على الوجوه، أو القراءة، أو القيادة، علمًا بأنّه لا يسبب فقدان كامل البصر، فهو لا يؤثر في الرؤية المحيطية (قدرة الشخص على رؤية الأجسام من حوله عند النظر للأمام)، وتتباين سرعة تطور المرض بين المرضى، فقد يتطور ببطء لدى البعض أو يكون سريعًا لدى البعض الآخر.[1][2]

أنواع الضمور البقعي

ينقسم الضمور البقعي المُرتبط بالشيخوخة إلى نوعين:[1][3]

  • الضمور البقعي الجاف (Dry AMD):

يُعرف أيضًا بالضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة (الضموري ) (Atrophic)، وهو النوع الأكثر شيوعًا من الضمور البقعي، يتطور ببطء على مدار سنوات عدة، وينقسم إلى ثلاث مراحل: المبكرة والمتوسطة والمتأخّرة، ويحدث الضمور البقعي الجاف نتيجة تكوُّن البَراريق الشفافة (Drusen) (تكتلات بروتينية دقيقة صفراء اللون) في بقعة العين، في البداية قد لا تؤثر البراريق الشفافة على الرؤية، ولكن بمرور الوقت قد تتأثر الرؤية المركزية وتضعف بازدياد حجم وعدد البراريق الشفافة، ومع تطوُّر المرض قد تترقق الخلايا الحساسة للضوء المتواجدة في البقعة، ثم تموت تمامًا، وينجم عنه فقدان المريض قدرته على الرؤية في أجزاء من مجال الرؤية المركزية لديه، والذي قد ينتهي به إلى فقدان الرؤية المركزية تمامًا، علمًا بأنّ هذا النوع من الضمور قد يتحول إلى النوع الرطب في أي مرحلة من مراحله الثلاث.

  • الضمور البقعي الرطب (Wet AMD):

هو النوع المُتقدّم من الضمور البقعي والأقل شيوعًا، فهو يسبّب فقدان سريع في القدرة على الإبصار، ويُعرف أيضًا بالضمور البقعي المُتقدّم حديث التوعّي (Advanced Neovascular)، وتعود تسميته إلى تكوُّن أوعية دموية جديدة غير طبيعية أسفل البقعة، تنزف هذه الأوعية وتتسرّب منها السوائل إلى شبكية العين، ما ينجم عنه فقدان المريض قدرته على الإبصار في أجزاء من مجال الرؤية المركزية لديه، فضلًا عن خلخلة قدرته على رؤية الخطوط المستقيمة لتبدو مُموّجَة، كما قد تتكوّن ندبة نتيجة استمرار نزيف الأوعية الجديدة، ما يتسبب في فقدانٍ دائم للرؤية المركزية.

أعراض الضمور البقعي

قد يصيب الضمور البقعي عينًا واحدة أو كلتا العينين، كما أنه لا يُسبّب الشعور بالألم، أو أي تغير في مظهر العينين،[4] تختلف الأعراض المصاحبة للضمور البقعي باختلاف نوعه ومراحل تقدمه.[1]

أعراض الضمور البقعي الجاف

تختلف أعراض الضمور البقعي الجاف باختلاف مرحلته:[1][5]

  • المرحلة المُبكرة (Early): لا يشعر المريض في المرحلة المُبكرة من الإصابة بالضمور البقعي الجاف بأيّ أعراض، إذ تكون البُقعة لا زالت في المراحل الأُولى من التلف، وقد يلاحظ طبيب العيون أثناء فحص العين بقع صفراء في البُقعة نتيجة وجود البَراريق الشفافة.
  • المرحلة المتوسطة (Intermediate): قد لا يعاني بعض المرضى من أيّ أعراضٍ في المرحلة المتوسطة من مرض الضمور البقعي الجاف، في حين قد يعاني آخرون من بعض الأعراض الطفيفة، مثل ضبابية خفيفة في الرؤية المركزية، أو مواجهة صعوبة في الرؤية في الإضاءة الخافتة.
  • المرحلة المُتأخرة (Late): يُلاحظ المريض في هذه المرحلة ظهور الخطوط المستقيمة في مجال رؤيته وكأنها مموجّة أو ملتوية، كما أنّه يعاني من رؤية بقع ضبابية أو فارغة في مركز الرؤية، قد يزداد اتساعها بمرور الوقت، فضلًا عن انخفاض سطوع الألوان عن المعتاد، ومواجهة صعوبة في الرؤية عند التواجد في الأماكن ذات الإضاءة الخافتة.

أعراض الضمور البقعي الرطب

تتميّز أعراض الضمور البقعي الرطب بسرعة تطورها:[2][6]

  • رؤية بقع فارغة حمراء، أو رمادية، أو سوداء اللون في مركز مجال الرؤية، وذلك بفعل تسرُّب الدم أو السوائل من الأوعية الدموية حديثة التكوُّن، فمثلًا عند نظر المريض أمامه لرؤية ساعة ذات عقارب، فإنه يرى الأرقام الموجود في الإطار الخارجي من الساعة، في حين قد يعجز عن رؤية عقارب الساعة.
  • رؤية الخطوط المستقيمة وكأنها ملتوية.
  • صعوبة القراءة أو رؤية التفاصيل الدقيقة، وبالأخص في الإضاءة الخافتة.
  • اختلاف حجم ولون الأشياء لدى رؤيتها بعينٍ واحدة، مقارنةً برؤيتها بكلتا العينين.
  • استغراق العين وقتًا طويلًا -قد يصل إلى نصف ساعة- للتأقلم حين انتقال المريض من مكان ذو إضاءة ساطعة إلى آخر ذو إضاءة خافتة.
  • رؤية الومضات الضوئية (Flashes) في مركز مجال الرؤية.

أسباب الضمور البقعي

يلعب التقدُّم بالعمر دورًا هامًا في الإصابة بالضمور البقعي، فضلًا عن وجود عدّة عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة:[2][3]

  • العوامل الوراثية.
  • التدخين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع مستوى الكولستيرول في الدم.
  • السُمنة.
  • الإفراط في تناول الدهون المُشبّعة.
  • الإصابة بأمراض القلب.
  • ذوي البشرة أو العيون فاتحة اللون.
  • الجنس: إذ إن النساء أكثر عرضة للإصابة بالضمور البقعي من الرجال.

مضاعفات الضمور البقعي

قد يؤثر الضمور البقعي في قدرة المريض على إتمام بعض الانشطة بنفسه، كما أنّه قد يجعله أكثر عُرضة للاكتئاب والقلق، فضلًا عن الهلاوس البصرية التي قد يبتكرها الدماغ كأحد أساليب التأقّلم على ضعف البصر.[2]

علاج الضمور البقعي

تختلف طرق علاج الضمور البقعي باختلاف نوعه، ومراحل تقدّمه:

علاج الضمور البقعي الجاف

لا يوجد، إلى الآن، علاج للضمور البقعي، ففي المرحلة المُبكرة غالبًا ما قد يوصي طبيب العيون بإجراء الفحوصات الدورية لمتابعة مدى تقدُّم المرض، فضلًا عن ممارسة الرياضة، واتباع حمية غذائية سليمة، والإقلاع عن التدخين.[1]

أما في حال كان المريض يعاني من المرحلة المتوسطة من الضمور البقعي، أو المرحلة المتأخرة في إحدى العينين، عندئذٍ قد يصف طبيب العيون أنواعًا معينة من الفيتامينات والمكمّلات الغذائية،[1] التي قد تختلف من مريضٍ لآخر،[2] لمنع تطوُّر المرض وانتشاره في العين الأُخرى، وقد يُوصي الأطباء بعض مرضاهم باللجوء إلى برامج إعادة التأهيل، أو بعض أنواع العمليات الجراحية التي تتضمّن زراعة أنواعًا معينة من العدسات لزيادة مجال الرؤية لدى المريض.[1][2]

علاج الضمور البقعي الرطب

تشمل أنواع العلاجات المُستَخدمة لعلاج الضمور البقعي الرطب:[3][7]

  • العلاج بمضادات عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (Anti-VEGF): مثل مادة افليبيرسيبت (Aflibercept)، ومادة بيفاسيزوماب (Bevacizumab)، ومادة رانيبيزوماب (Ranibizumab)، فهو من أهم العلاجات المُستَخدمة للضمور البقعي الرطب، وتعتمد آلية عمله على منع نمو الأوعية الدموية المُسبّبة للضمور البقعي، إذ تُحقن العين بهذه المواد بعد تخديرها موضعيًا باستخدام إحدى قطرات العيون المُخدِرة، وغالبًا ما يُكرر الحقن بانتظام ولأكثر من مرة وفقًا لتوصيات الطبيب للحفاظ على تأثير العلاج، ومن الجدير بالذكر أنّ العلاج بمضادات عامل نمو بطانة الأوعية الدموية قد نجح في مساعدة الكثير من المرضى على استعادة جزءٍ من قدرتهم على الإبصار.
  • العلاج الضوئي الديناميكي (Photodynamic Laser Therapy): يحقن الطبيب مريضه بمادة فيرتبورفين (Verteporfin)، التي تتميز بحاسيتها للضوء، إذ تمتص الأوعية الدموية غير الطبيعية المُسبّبة للضمور البقعي الرطب مادة الفيرتبورفين، ثم يوجّه الطبيب بعدها شعاعًا من ضوء الليزر على العين، ليحفز مادة الفيرتبورفين على تدمير الأوعية الدموية المُسببة للمرض.
  • العلاج بالليزر (Laser Therapy): يوجه الطبيب أشعة الليزر لتدمير الأوعية الدموية الُمسببة للضمور البقعي.
  • أجهزة وأدوات تحسين الإبصار: وهي بعض أنواع العدسات أو الأجهزة الإلكترونية التي تكبّر حجم الأشياء المُحيطة بمرضى الضمور البقعي.
كتابة: الصيدلانية نجلاء خطاب - الأحد ، 19 شباط 2023

المراجع

1.
National Eye Institute. (2021, June 22). Age-Related Macular Degeneration (AMD). Retrieved from https://www.nei.nih.gov/learn-about-eye-health/eye-conditions-and-diseases/age-related-macular-degeneration
2.
Higuera V. (2022, February 7-a). What Is Age-Related Macular Degeneration (AMD)?. Retrieved from https://www.healthline.com/health/macular-degeneration
3.
. Age-Related Macular Degeneration. (2022, September 21-a). Retrieved from https://www.webmd.com/eye-health/macular-degeneration/age-related-macular-degeneration-overview

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية