تُعد صحة وسلامة الوظائف الإدراكية من أهم العوامل التي تؤثر في جودة حياة الإنسان وقدرته على العيش باستقلالية، إلّا أنّ بعض هذه الوظائف قد تتأثر سلبًا مع التقدم في السن، خصوصًا تلك التي تعتمد على الذاكرة، إذ يُعزى ذلك عادةً إلى اضطرابات تصيب أجزاءً من الدماغ مُسببةً تلف الذاكرة وتدهور مستوى وظائفها، مثل الأمراض التنكسية العصبية (Neurodegenerative Disorders) وعلى رأسها مرض الزهايمر (Alzheimer’s disease) الذي يتّسم باتساع رقعة المنطقة الضامرة من قشرة الدماغ وتراكم مواد تسهم في تراجع قدرة الأعصاب على أداء وظائفها.[1][2]
يبدأ مرض الزهايمر بتغييرات في الدماغ لا يلاحظها المريض بادىء الأمر، تتطور إلى مشاكل في الذاكرة، لتعيق المريض لاحقًا عن إجراء المهام والنشاطات الجسدية التي اعتاد على أدائها.[3]
ما هو مرض ألزهايمر؟
يمكن تعريف مرض الزهايمر على أنه اضطراب عصبي تنكسي خبيث، يتسبب بتدهور وظيفي مستمر مما يزيد أعراضه سوءًا مع مرور الوقت، فهو يصيب أجزاء الدماغ المسؤولة عن الأفكار، والذاكرة، واللغة، ويواجه مرضى الزهايمر صعوبة في تذكر الأحداث التي حصلت معهم مؤخرًا، أو استحضار أسماء الأشخاص الذين يعرفونهم.[4][5]
يُعدّ الزهايمر أحد أشهر أنواع الخَرَف (Dementia)، أو ما يُشار له بفقدان الذاكرة، فهو المسؤول عن ما يُقارب 70% -80% من حالات الخرف لدى الاشخاص الذين تجاوزوا سن 65 عامًا، وقد أخذ اسمه تيمنًا بالطبيب النفسي الألماني ألويس ألزهايمر (Alois Alzheimer) الذي كان أول من اكتشفه قبل ما يزيد عن قرنٍ من الزمان.[2][6][7]
ازدادت أعداد المرضى الذين يعانون من ألزهايمر لتتخطى حاجز 24 مليون شخص حول العالم، ومن المتوقع أن تتضاعف أعداد مرضى الزهايمر 4 مرات بحلول عام 2050 ميلادي، يُذكر بأنّ الزهايمر يؤثر في حوالي 5% من الأشخاص الذين يبلغون 65 عامًا، وحوالي ثلث الأشخاص الذين تجاوزوا 90 عامًا.[7][8]
أمّا في الوطن العربي، فتتراوح نسبة الإصابة بالزهايمر بين 1.1% إلى 2.3% لدى الأشخاص الذين تجاوزوا 50 عامًا وأكثر، بينما تزداد نسبته لدى الأشخاص الذين يبلغون 80 عامًا فأكثر لتتراوح بين 13.5% و18.5%.[9]
أعراض مرض الزهايمر
يُعدّ فقدان الذاكرة أكثر علامات مرض الزهايمر شيوعًا، إذ تبدأ أول أعراض الزهايمر بنسيان بعض الأحداث التي لا يوليها المريض اهتمامه عادةً، إلّا أنه سرعان ما يتطور مع مرور الوقت ليبدو تأثيره واضحًا في مختلف النشاطات اليومية المعتادة، سواءً المهام الروتينية كتحضير الطعام وطيّ الملابس، أو تذكر الأماكن المألوفة لديه، أو تناول الطعام وارتداء الملابس[10]
من الأعراض الأُخرى التي قد يعاني منها مريض الزهايمر، والتي تظهر تبعًا لمرحلة المرض:[10][11]
أعراض مرض الزهايمر في المرحلة المبكرة:[12][13]
- النسيان.
- فقدان التركيز، واستهلاك وقت طويل للغاية لأداء النشاطات الذهنية.
- ظهور أعراض الاكتئاب بوضوح، وفقدان الرغبة في ممارسة النشاطات المفضلة.
- نسيان أماكن الأشياء، والأسماء المألوفة.
- تراجع مستوى الأداء في العمل، ومواجهة صعوبة في أداء أكثر من مهمة في وقتٍ واحد.
- اضطرابات في سلوك مريض الزهايمر وشخصيته، تشمل فقدان المهارات الاجتماعية كالتواصل مع الآخرين وغير ذلك.
- التقلبات المزاجية والسلوك العدواني.
أعراض مرض الزهايمر في المرحلة المتوسطة:[12][13]
- كثرة النسيان ليصبح شديدًا أكثر من قبل، كأن ينسى المريض تفاصيل الأحداث الحاضرة التي يعيشها، والأحداث الشخصية اليومية، بالإضافة إلى فقدان الوعي بالذات.
- مواجهة صعوبة في التعرف على أفراد العائلة والأصدقاء المقربين.
- تراجع المهارات اللغوية، ومواجهة صعوبة في القراءة، والكتابة، والتحدث، بالإضافة إلى النطق الخاطئ للكلمات والتحدث بجمل غير واضحة أو مفهومة.
- اضطرابات في النوم والاستيقاظ المتكرر ليلًا.
- الهلوسة، والميل للجدال أثناء التحدث مع الآخرين، بالإضافة إلى السلوك العنيف.
أعراض مرض الزهايمر في المرحلة المتقدمة:
- فقدان القدرة على التحكم في المثانة، أو ابتلاع الطعام، أو الاستحمام، أو ارتداء الملابس، وغيرها من المهارات الحياتية.[12][13]
- عدم القدرة على التعرف على أفراد العائلة.[12]
- الأنين، والهمهمة، والشخير.[14]
- النوم لساعاتٍ طويلة.[14]
تجدر الإشارة إلى عدم وجود فرق بين أعراض الزهايمر المبكر عند النساء عن تلك التي تظهر على الرجال، ويكمن الاختلاف الوحيد بين الجنسين في تباين نسب الإصابة الكبير بينهما، إذ ترتفع احتمالية الإصابة بالزهايمر بين النساء بسبب اختلافات جينية متعلقة بجين صميم البروتين الشحمي (E) (Apolipoprotein E4)، بالإضافة إلى ارتفاع نسب الاكتئاب والأرق بين النساء، والذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالزهايمر لديهن، إضافة إلى الاضطرابات الجسدية والنفسية التي ترافق الحمل، لتلعب دورًا هي الأُخرى في مستوى الإدراك الذي يستطيعه الدماغ بمواجهة الأحداث الطارئة والمستجدة مستقبلًا مقارنةً بالرجال.[15]
أسباب مرض الزهايمر
يحدث مرض الزهايمر بسبب اختلال نوعين من البروتينات، يتلخص أولهما في تراكم لويحات عصبية غير طبيعية في الدماغ تُدعى بيتا أميلويد (Amyloid β) بسبب طفرات جينية، أو عوامل بيئية، أو التقدم في السن، إذ يؤدي تراكم بروتين الأميلويد خارج الخلايا العصبية إلى خلل في التشابك العصبي ثم تلف الأعصاب، أمّا ثاني الأسباب فيتمثّل في اختلال بروتين يدعى تاو (Tau)، وهو يلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على سلامة وظائف الخلايا العصبية، وينجم عن تراكم بيتا أميلويد خارج الخلايا الذي يحفز فسفرة بروتين تاو وتراكمه مكونًا خيوط حلزونية ملتوية تُعرَف باسم تشابكات ليفية عصبية (Neurofibrillary tangles) داخل الأعصاب مما يؤدي إلى تلفها، بالتالي تراجع الأداء الذهني.[4][7]
مراحل مرض الزهايمر
تختلف سرعة تطور أعراض مرض الزهايمر من شخصٍ إلى آخر، إلّا أنّها عادةً ما تُصنّف إلى عدة مراحل، إذ تبدأ بالمرحلة التي تسبق ظهور الأعراض، وتنتهي بالمرحلة التي تشتد فيها حدّة الأعراض على المريض،[3][12] يمكن تلخيص مراحل مرض الزهايمر:
- المرحلة الأولية من مرض الزهايمر (Preclinical)
يبدأ في هذه المرحلة ضمور منطقة القشرة والحصين (Hippocampus) من الدماغ، وهي المسؤولة عن تكوين الذاكرة سواءً قصيرة المدى أو طويلة المدى، وتستمر هذه التغيرات الدماغية لعدّة عقود قبل ظهور أعراض وعلامات الزهايمر، كما لا يمكن الكشف عن هذه المرحلة من المرض إلا عن طريق تحديد العلامات الحيوية (Biomarkers) لتلك التغييرات، مثل كمية بروتين بيتا أميلويد المتراكمة وسرعة أيض السكر في الدماغ.[3][14]
يشعر المريض في هذه المرحلة بضعف إدراكي طفيف (Mild cognitive impairment) يتمثل باعتلالات بسيطة في الذاكرة والتفكير، لكن دون أن تؤثر في قدرته على أداء الوظائف الاعتيادية، وذلك حين يصل الدماغ لمرحلة لا يمكنه معها تعويض التلف الحاصل في الدماغ والخلايا العصبية الميتة.[3]
- المرحلة الطفيفة من مرض الزهايمر
يُكشَف عادةً عن إصابة الشخص بمرض الزهايمر في هذه المرحلة، إذ يستمر خلالها فقدان الذاكرة ويبدأ ظهور اختلال بعض القدرات الإدراكية للمريض، كما قد يحتاج إلى مساعدة مَن حوله لضمان سلامته أثناء ممارسة بعض المهام، إذ يبدو المريض في هذه المرحلة بصحة جيدة، لكنه في الحقيقة يواجه صعوبةً في فهم ما يحدث حوله.[3][14]
- المرحلة المتوسطة من مرض الزهايمر
تُوصَف هذه المرحلة على أنّها الأطول بين مراحل مرض الزهايمر، إذ تتأثر مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة، والتحليل، والمعالجة الحسية، والتفكير الواعي، كما تظهر اضطرابات سلوكية وشخصية تجعل تكثيف مراقبة المريض ضرورية، بالإضافة إلى صعوبات في التواصل وممارسة نشاطات الحياة اليومية الاعتيادية، واضطرابات أخرى كالتبول الليلي، كما تجدر الإشارة إلى أنّ المريض في هذه المرحلة يميل إلى التصرف بعنف، ويتملكه الغضب جرّاء مشاعر الارتباك والقلق التي يشعر بها.[3][14]
- المرحلة المتقدمة أو الشديدة من مرض الزهايمر
تُعدّ هذه المرحلة أصعب مراحل الزهايمر، إذ يظهر جليًا خلالها تأثير مرض الزهايمر في صحة المريض، فيصبح بحاجة لمساعدة عائلته ومَن يرعاه طوال الوقت، كما أنه يجب أن يخضع للمراقبة الدائمة حفاظًا على سلامته، يُذكر بأنّ المريض في هذه المرحلة يفقد قدرته على تمييز أفراد عائلته ومحبيه، بالإضافة إلى ارتفاع احتمالية تعرضه للسقوط أثناء المشي أو الوقوف بسبب تلف مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركة، أو قد يصبح طريح الفراش مما يزيد خطر إصابته بالخثرات الدموية، وتقرحات الفراش، والالتهابات، وتسمم الدم، كما قد يصاب بالالتهاب الرئوي جرّاء تلف مناطق الدماغ المسؤولة عن البلع مما يُسهّل دخول الطعام والشراب إلى الرئة والتهابها، والتي قد تسبب الوفاة أحيانًا.[3][12]
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر
يُعد التقدم في السن والجنس من أبرز عوامل الخطر المسببة لمرض الزهايمر، إذ يبرز الجنس ليصبح مؤثرًا خطيرًا عند توافر عوامل إضافية مثل غياب فرص التعليم أو اتباع نمط حياة غير صحي يتخلله التدخين، إلى جانب عدم ممارسة النشاطات البدنية، وإدمان الكحول.[3]
من العوامل الأُخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر:
- انخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي، إذ يعيق فرص الحصول على رعاية طبية متكاملة، أو الحصول على متطلبات التغذية السليمة.[3]
- وجود تاريخ عائلي للمرض، وذلك بإصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى.[3]
- وجود عوامل جينية محددة،[12] مثل الطفرات الجينية والإصابة بمتلازمة داون.[3][4]
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وتصلب الشرايين، والتشنجات العصبية (الصرع).[4]
- الإصابات الدماغية الشديدة.[14]
على الرغم من التصنيف الأكثر شيوعًا لمرض الزهايمر على أنه متأخر الظهور (Late onset) -أي أنه يصيب الأشخاص الذين تجاوزوا 65 عامًا بنسبة أعلى، نظرًا لإدراج عامل التقدم في السن كأحد أشهر عوامل خطر الإصابة بالمرض، خصوصًا لدى وجود تاريخ عائلي للإصابة به- لكن ذلك لا يعني عدم إصابة الأشخاص الأصغر سنًا بالزهايمر، فقد يظهر لدى بعض المرضى في سن 30 عامًا، ويُصنف حينها بالزهايمر المبكر (Early onset)، وهو يصيب ما نسبته 1% فقط من الحالات نتيجة طفرات جينية معينة في البروتين المسؤول عن إنتاج الأميلويد، كما أنّ حالة المريض الصحية تتدهور خلاله بسرعة ملحوظة.[3][12]
تشخيص مرض الزهايمر
لطالما كان التشخص المعتمد لمرض الزهايمر ولعقود عدة يعتمد على الفحص السريري الذي يقيّم الأعراض ودرجة فقدان المريض لقدرته على إنجاز النشاطات اليومية بمفرده، ليصنفها إلى طفيفة، ومتوسطة، وشديدة، إلاّ أنّ ثلث أعداد المرضى المشخصين بالزهايمر باتباع تلك الطريقة تبيّن فيما بعد بأنهم لم يعانوا من مشكلات عصبية، وذلك بعد تشريح جثثهم بعد وفاتهم، لذا اتخذ المعهد الوطني للشيخوخة والزهايمر معايير جديدة تعتمد على الفحوصات الحيوية لتشخيص الزهايمر، يُقاس خلالها مستوى بروتيني الأميلويد (Amyloid) وتاو (Tau)، بالإضافة إلى الكشف عن وجود علامات لتلف الأعصاب، وذلك بالتزامن مع الأعراض والاضطرابات الظاهرة ذات الأساس الجيني المرتبطة بالزهايمر.[8]
من أدوات تشخيص واختبار مرض الزهايمر:
- الفحص السريري:
يتضمّن الحصول على التاريخ الطبي للمريض من عائلته أو القائمين على رعايته، إلى جانب فحصه جسديًا، ما يُسهم في تحديد موعد ظهور الأعراض وتقييم القدرات الوظيفية للمريض، كما يجري طبيب الدماغ والأعصاب فحصًا شاملًا للأعصاب وتقييمًا للقدرات العقلية يشمل مستوى التركيز، والذاكرة، واللغة، وذلك لتحديد مرحلة المرض واستبعاد إصابة المريض بأي اضطرابات أخرى، إذ تكون نتيجة الفحص العصبي والجسدي لمريض الزهايمر طبيعية باستثناء فقدانه لحاسة الشم (Anosmia).[7]
- الفحوصات المخبرية:
تشمل الفحوصات المخبرية إجراء فحوصات اعتيادية، مثل تعداد الدم (CBC)، وفحوصات الأيض الشاملة/لوحة الأيض الشاملة (CMP)،[7] بالإضافة إلى فحوصات أخرى يوصي بها الطبيب بدايةً لاستبعاد أسباب أخرى لأعراض المريض:[7][14]
- فحص مستوى فيتامين ب12 (B12) وفيتامين د (Vitamin D).
- فحص مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH).
- فحص إنزيمات الكبد.
- فحص فيروس نقص المناعة البشري (HIV).
- فحص الأجسام المضادة التي تساعد في كشف متلازمة الأباعد الورمية (Paraneoplastic antibodies).
- اختبار المفاعل البلازمي السريع (RPR) للكشف عن مرض الزهري.
يُجرى أيضًا فحص البزل القطني (Lumbar Puncture) للسائل الدماغي الشوكي (CSF) بحثًا عن بروتينات الأميلويد وتاو، إذ يستطيع هذا الفحص الكشف عنها حتى قبل ظهور الأعراض الأولية بما يُقارب 15 إلى 20 عامًا، وتتمثل نتائج مريض الزهايمر بارتفاع مستوى بروتين تاو الكلي الذي يعكس مدى تضرر الأعصاب، وارتفاع مستوى بروتين تاو المفسفر الذي يرتبط بسرعة تدهور حالة المريض، كما أنه يكشف عن نسب منخفضة من بروتين الأميلويد الذي يساعد الطبيب في توقع حدوث التدهور الذهني لمريض الزهايمر.[8][16]
- الفحوصات التصويرية التشخيصية:
يوصي الطبيب بتصوير الأعصاب إما باستخدام التصوير المقطعي المحوسب غير المتباين (CT) (Noncontrast computed tomography) أو بالرنين المغناطيسي (MRI) (Magnetic resonance image) لاستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة لأعراض فقدان الذاكرة والتي يمكن علاجها، مثل السكتة الدماغية، والأورام، واضطرابات الأوعية الدموية الدقيقة، ومن الجدير بالذكر أنّ الرنين المغناطيسي (MRI) تحديدًا قادر على الكشف عن ضمور الفص الصدغي الإنسي (Medial temporal lobe atrophy) من الدماغ وبالتالي الكشف المبكر عن مرض الزهايمر.[14][8]
يُشَار إلى أنّ فحوصات الدماغ الوظيفية، مثل التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة (SPECT) (Single-photon emission computed tomography)، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتريني (PET) (Positron emission tomography) للدماغ تُستخدم للكشف عن اعتلالات الدماغ في مناطقه الأصغر مثل الفص الصدغي والجداري،[7] إلّا أنه لا يُنصح إجراءها ضمن الفحص الروتيني للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض الزهايمر المتعارف عليها.[14]
- الفحص الجيني لمرض الزهايمر:
عادةً يُجرى للأشخاص ممّن لديهم تاريخ مرضي عائلي للإصابة بالزهايمر المبكر.[7]
علاج مرض الزهايمر
من الجدير بالذكر عدم توافر علاج نهائي لمرض الزهايمر، بالإضافة إلى أنّ الأدوية المتاحة للاستخدام تتسبب بأعراض جانبية كثيرة،[7][17] ويتوافر في الوقت الحالي فئتان من الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الزهايمر:[7][17]
- الفئة الأولى: تشمل أدوية مثبطات إنزيم الكولين استريز ((AChEIs) Inhibitors to cholinesterase enzyme) التي تثبّط عمل الإنزيمات وتمنعها من تحطيم الناقل العصبي كولين استريز المهم لنشاط الدماغ العصبي.
- الفئة الثانية: تشمل أدوية مناهضات مستقبل حمض الأسبارتيك ((NMDA) N-methyl-D-aspartate antagonists)، التي تثبط مستقبلات حمض الأسبارتيك فينخفض معدل تدفق الكالسيوم لداخل الخلايا الذي ينعكس على عمل التشابك العصبي والعصبونات التي تدهورت وظائفها نتيجة التحفيز المفرط لهذه المستقبلات، بالتالي التأثير الإيجابي في الوظائف الإدراكية ككل، لكن هذه الفئة من الأدوية فشلت في تحقيق نتائج مُرضية في معظم التجارب السريرية التي خضعت لها.
من الأمثلة على أدوية مثبطات إنزيم الكولين استريز التي تستخدَم لعلاج الحالات الطفيفة والمتوسطة، دواء دونيبزيل (Donepezil)، وريفاستيجمين (Rivastigmine)، وجالانتامين (Galantamine)، أمّا دواء ميمانتمين (Memantine) فيُصنّف من مناهضات مستقبل حمض الأسبارتيك، ويستخدَم في الحالات الشديدة من مرض الزهايمر.[14]
يُشَار أيضًا إلى توافر بعض العلاجات الحديثة التي قد تكبح تفاقم مرض الزهايمر، وتدعى بالعلاجات المعدلة للمرض (Disease-Modifying Therapeutics)، وهي تعمل بآليات مختلفة، مثل الأجسام المضادة أحادية المنشأ (Monoclonal antibody)، كدواء دونانيماب (Donanemab)، وادوكانيوماب (Aducanumab)، ولكيانيماب (Lecanemab).[14][17]
في ذات السياق، يُذكر بأنّ الخطة العلاجية لمريض الزهايمر تشمل حسن رعايته والحرص على تلقيه العلاج الطبيعي بالتمارين الرياضية الذي ثبت دورها في كبح سرعة تطور المرض، كما يجب تثقيف أسرة المريض حول الأدوية المستخدمة، وتغييرات نمط الحياة التي يجب اتباعها، ومراقبة الأعراض لرصد تفاقمها.[7]
هل يمكن الوقاية من مرض الزهايمر؟
توجد مجموعة من الممارسات التي يمكن من خلالها الوقاية من مرض الزهايمر، وذلك من خلال التركيز على عوامل الخطر التي يمكن التحكم بها والسيطرة عليها، مثل الحفاظ على اللياقة البدنية وممارسة التمارين الرياضية باستمرار، إذ من شأنها أن تحافظ على صحة الجهاز الدوراني والتنفسي، بالإضافة إلى اتباع حمية غذائية صحية للوقاية من أمراض القلب التي ثبت ارتباطها بالزهايمر، أيضًا لا بُدّ من الحرص على تناول أطعمة غنية بالمغذيات ذات الخصائص الوقائية للأعصاب، مثل مضادات الأكسدة، والأحماض الدهنية متعددة التشبع، ومجموعة فيتامينات ب، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ الدلائل العلمية التي تفيد بقدرة الحمية الغذائية على الوقاية من الزهايمر ما زالت محدودة.[14][18]