يمكن أن يُصاب البعض بمشكلة ضمور العضلات التي تُعرّف على أنها ضعف في الأنسجة العضلية وانخفاض كتلتها إما لأسبابٍ عصبية أو نتيجة انخفاض الأداء البدني أو ربما سوء التغذية، ويمكن السيطرة عليه بعد تحديد المسبب كأن يكون عبر رفع معدل النشاط البدني وغير ذلك، بينما يشير مصطلح الحثَل العضلي إلى مجموعة من الأمراض التي تُسبّب ضعفًا تدريجيًا في العضلات بسبب تغييرات جينية، ومن أكثر أنواع الحثل العضلي شيوعًا ما يُعرَف باسم الحثل العضلي الدوشيني، إذ غالبًا ما تظهر أعراضه لدى الإصابه به على الأطفال في سن الثالثة وتستمر حتى تُفقِد الطفل المصاب قدرته على الحركة لدى بلوغه الثانية عشرة من عمره تقريبًا، وعلى الرغم من التقدُّم في الطب إلا أن الحثل العضلي لم يحظَ بفرصة الوصول للعلاج المناسب بعد، وتقتصر أساليب العلاج المتوافرة على تخفيف حدة الأعراض فقط ومحاولة السيطرة على المضاعفات المرافقة.[1][2]
أنواع الحثل العضلي
تنقسم مشاكل الحثل العضلي إلى العديد من الأنواع الأُخرى، أبرزها:[1][3]
- حثل بيكر (الحثل العضلي بِحسب بيكر): تتشابه أعراضه مع الحثل العضلي الدوشيني إلا أنه يتطور بوتيرة أبطأ ويكون أقل شدة وقد تتأخر أعراضه في الظهور حتى العشرينيات ربما.
- الحثل العضلي التأتُّري (مرض شتاينرت): يبدأ في عضلات الوجه والرقبة، لتفقد قدرتها على الانبساط بعد انقباضها، وهو النوع الأكثر شيوعًا لدى البالغين.
- الحثل العضلي الوجهي الكتفي العضدي: تبدأ أعراضه في عضلات الوجه والكتفين لتضعُف، وربما تبرُز ألواح الكتفين للخارج عند رفع الذراعين للأعلى.
- الحثل العضلي منذ الولادة: يمكن أن تبدو أعراض هذا النوع واضحة على المواليد الجُدد أو يمكن أن يتأخر ظهور الأعراض حتى الثانية من عمر الطفل، وهو يتسبّب أحيانًا بفقدانٍ طفيف للحركة لدى المصابين به لكنه قد يكون شديدًا وسريع التأثير لدى البعض الآخر.
- حثل عضلات حزام الطرف: يظهر هذا النوع أولًا في عضلات الكتف والورك، يعاني المصابين من كثرة التعثر أثناء الحركة نتيجة ما يسببه الحثل العضلي من صعوبة في رفع مقدمة القدم للأعلى.
- الحَثَل العيني البلعومي: تتأثر أولًا كل من عضلات الوجه والبلعوم والجفون، ويكون أكثر شيوعًا بعد الأربعين من العمر.
أسباب ضمور العضلات
تعود الإصابة بضمور العضلات لعدد من الأسباب، إلا أن أبرزها هو انخفاض معدل النشاط البدني اليومي فينعدم الاستخدام الطبيعي للعضلات فتضمُر وتنخفض كتلتها شيئًا فشيئًا، أو ربما يكون ضمور العضلات عصبي المنشأ ناجمًا عن اختلالات عصبية،[4] من مسببات ضمور العضلات الأُخرى:[5][6]
- سوء التغذية: يُعتقَد بأن انخفاض معدل الحصول على الوجبات الغذائية الغنية بالخضراوات والفواكه واللحوم خالية الدهون هو أحد أبرز العوامل التي قد تُحفّز تقلُّص حجم العضلات في الجسم مسببة ضمورها، يُضاف إليها إصابة البعض ببعض المشاكل الصحية التي تؤثر على حصول الجسم على حاجته من العناصر الغذائية الضرورية مثل: الاضطرابات الهضمية ومتلازمة القولون العصبي.
- التعرض لبعض الإصابات المباشرة كالحروق أو كسور العظام.
- التقدُّم في العمر: قد يعاني الأشخاص ممن تجاوزوا 60 عامًا من أعمارهم بما يُعرَف بمشكلة انخفاض كتلة العضلات الهيكلية Sarcopenia؛ إذ تنخفض كفاءة الجسم في إنتاج البروتينات اللازمة لبناء العضلات مسببةً بانكماشها أو ضموره.
- اختلالات جينية تتسبب بفقدان الخلايا العصبية الحركية لتؤثر على العضلات بما يُعرَف بضمور العضلات الشوكي.
- الانخراط في علاج طويل الأمد يعتمد على الستيرويدات القشرية.
- الإصابة بمشاكل صحية أو أمراض أُخرى، إذ من الممكن أن تساهم بعض الاختلالات بصعوبة الحركة ما يؤدي إلى ضمور العضلات في الجسم، مثل: التصلُّب اللويحي، التهاب المفاصل الروماتيدي، التصلُّب الجانبي الضموري، التهاب الجلد والعضلات، شلل الأطفال، الحثل العضلي
أسباب الحثل العضلي
ترجع الإصابة بالحَثَل العضلي لطفرات جينية تتسبب بوقف إنتاج بروتين "الديستروفين" Dystrophin المسؤول عن بناء العضلات في الجسم، ويُعزَى سبب اختلاف أنواع الحثل العضلي إلى اختلاف الطفرات الجينية.[1]
مثلًا في حالة أكثر أنواع الحثل العضلي شيوعًا "الحثل العضلي الدوشيني"، فإن سبب الإصابة هو طفرة في الجين المسؤول عن إنتاج بروتين هيكل الخلايا الديستروفين الضروري لتماسك المكونات المختلفة للخلايا العضليّة مع بعضها البعض ومع الغشاء الخارجي لها، ممّا يُسبّب خلل عام في قدرتها على أداء وظائفها نتيجة ضعف هذه الخلايا وسهولة تعرضها للتلف.[7]
علاج ضمور العضلات
نظرًا لاختلاف المُسبّب وراء الإصابة بضمور العضلات، فإنّ اختيار العلاج الأنسب يعتمد جوهريًا على نتيجة التشخيص الذي يجريه الطبيب المسؤول، إضافة إلى أن شدة الحالة تلعب دورًا رئيسيًّا في تحديد احتمالية العلاج من عدمه؛ مثلًا لا يمكن علاج ضمور العضلات عصبي المنشأ،[2] غالبًا تشتمل خِيارات العلاج المتاحة على الآتية:[1][6]
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تغيير العادات الغذائية؛ إذ يمكن أن يوصي الطبيب بتناول المكملات الغذائية أو باتباع نظام غذائي صحي -بإشراف اختصاصي التغذية- من شأنه أن يساعد مرضى الضمور العضلي الناجم عن سوء التغذية في تخطي المشكلة لديهم.
- العلاج طبيعي بأداء تمارين معينة أو بالتحفيز الكهربائي للعضلات والأعصاب عبر الجلد.
- العلاج بالموجات فوق الصوتية لتحفيز القدرات الوظيفية للعضلات.
- العلاج الجراحي؛ يمكن اللجوء للعملية الجراحية في الحالات التي يتسبب فيها ضمور العضلات بتقفع الأنسجة العضلية (بمعنى أنها تصبح ليفية)، وتهدف إلى التخفيف من شد الأوتار أو الأربطة أو الجلد أو العضلات التي تمنع أو تحدّ من الحركة.
علاج الحثل العضلي
لا علاج جذري للحثل العضلي لغاية الآن، وغالبًا ما يلجأ الأطباء في هذه الحالة لاستخدام الأدوية بالتزامن مع أنواع أُخرى من العلاجات لإبطاء تطور مراحل المرض،[1] من الإجراءات المُتبعة:[1][8]
- تناول الأدوية، يمكن لبعض أنواع الأدوية أن تخفف حدة الأعراض المرافقة للحثل العضلي أو أن تُبطىء ظهورها لتساهم في تقليل الضرر الواقع على العضلات، أكثر أنواع أدوية الحثل العضلي استخدامًا: القشرانيات السكرية Glucocorticoids أو مضادات التشنج أو المثبطات المناعية.
- العلاج الطبيعي، إذ من الممكن أن يساعد اتباع بعض التمارين الجسدية إلى جانب تمارين الاستطالة أثناء المراحل المبكرة من الحثل العضلي بمساعدة العضلات على اكتساب بعض المرونة والقوة.
- متابعة الحالة الصحية للجهاز التنفُّسي حال تشخيص الإصابة بالحثل العضلي، إذ إن ضعف العضلات قد يشمل عضلة الحجاب الحاجز لتتأثر عملية التنفس سلبًا.
- العلاج الجيني ببدائل الجينات للمساعدة في تكوين بروتين ديستروفين.
- علاج النطق عبر تعليم المريض بعض الأساليب التي تساعده في تحسين مستوى النطق لديه وتوجيهه لإبطاء وتيرة الكلام والتقاط الأنفاس أثناء التحدث، يستهدف علاج النطق الحالات التي يصِل فيها ضعف العضلات للوجه والحَلق.
- العلاج الوظيفي: يساهم في تعليم المريض بعض الأساليب لاستعادة القدرة على أداء بعض الحركات قدر الإمكان، إضافة إلى تعليمهم كيفيّة استخدام بعض الأجهزة التي قد تساعدهم على الحركة مثل الكرسي المتحرك وغيره ممّا يتناسب مع الحالة.
- التدخُّل الجراحي: قد يحتاج مرضى الحثل العضلي في مرحلة ما للخضوع لعملية جراحية بغرض تصحيح الخلل اعتمادًا على نوع الضمور العضلي لديهم، فمثلًا قد يحتاج المرضى الذين يعانون من الحثل العضلي التأتُّري لعملية زراعة منظم ضربات القلب أو ربما قد يكونوا بحاجة لعملية جراحية لإزالة المياه البيضاء من العين.
المراجع
- Newman T. (2021). What is muscular dystrophy? Medical News Today. Retrieved 30 May 2022 from https://www.medicalnewstoday.com/articles/187618
- Cleveland Clinic. (2021). Muscle atrophy. Retrieved 30 May 2022 from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22310-muscle-atrophy
- Mayo Clinic. (2022). Muscular dystrophy. Retrieved 30 May 2022 from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/muscular-dystrophy/symptoms-causes/syc-20375388
- Muscle Atrophy. (2021). Healthgrades. Retrieved 30 May 2022 from https://www.healthgrades.com/right-care/bones-joints-and-muscles/muscle-atrophy#causes
- Eske J. (2019). What to know about muscle atrophy? Medical News Today. Retrieved 30 May 2022 from https://www.medicalnewstoday.com/articles/325316
- Pietrangelo A. (2019). What causes muscle wasting? Healthline. Retrieved 30 May 2022 from https://www.healthline.com/health/muscle-atrophy
- Duan, D., Goemans, N., Takeda, S. et al. Duchenne muscular dystrophy. Nat Rev Dis Primers 7, 13 (2021). https://doi.org/10.1038/s41572-021-00248-3
- National Institute of child Health and Human Development. (2020). What are the treatments for muscular dystrophy (MD)? Retrieved 4 June 2022 from https://www.nichd.nih.gov/health/topics/musculardys/conditioninfo/treatment