يتمثل سرطان الجلد في النمو غير الطبيعي لخلايا الجلد، وعادةً ما يصيب السرطان أجزاء الجلد المُعرضة للشمس، مثل الوجه والشفتين والأذنين والرقبة والذراعين والصدر ومنطقة أعلى الظهر والكفين والساقين، إلا أنه في بعض الحالات قد يصيب أيضًا أجزاء الجلد غير المعرضة للشمس، مثل راحة اليد وباطن القدم ومنطقة الأعضاء التناسلية وتحت أظافر اليد وبين أصابع القدم.[1][2]
أسباب سرطان الجلد
يرجع سرطان الجلد إلى حدوث طفرات في الحمض النووي DNA لخلايا الجلد،[1] تحدث هذه الطفرات نتيجةً لتأثير الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس على طبقة الجلد الخارجية (البشرة)، عادةً ما يتحكم الجهاز المناعي للجسم بمثل هذه الطفرات قبل تطورها إلى أورام، ولدى حدوث خلل في الجهاز المناعي قد تتطور الطفرات إلى أورام في الجلد.[3]
عوامل الخطر للإصابة بسرطان الجلد
قد يصيب سرطان الجلد أي شخص، ولكن هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض،[4]:
- التقدم في العمر.[4]
- التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الجلد.[4]
- ضعف المناعة نتيجة الإصابة بأحد الأمراض المزمنة، مثل ضعف المناعة المُكتسب HIV/AIDS أو السرطان، أو نتيجة استخدام العلاجات المُثبطة للمناعة، مثل تلك التي تُستخدم عقب الخضوع لجراحات زراعة الأعضاء أو العلاج الكيميائي أو تناول أدوية معينة مثل بريدنيزولون (Prednisolone).[1][3]
- الإصابة السابقة بسرطان الجلد.[1]
- التعرض للإشعاع: إذ إن المرضى الذين يخضعون للإشعاع بغرض علاج أمراض جلدية أخرى مثل الإكزيما أو حب الشباب هم أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الجلد، تحديدًا سرطان الخلايا القاعدية.[1]
- التعرض لبعض المواد الكيميائية مثل مادة الزرنيخ.[3]
- التعرض المُفرط لأشعة الشمس، خاصة في حال عدم حماية الجلد بالملابس أو حتى استخدام واقي الشمس.[1]
- استخدام أجهزة تسمير الجسم.[1]
- الإصابة ببعض أنواع الفيروسات المُسببة لتكون الثآليل الجلدية، والتي تنتقل عن طريق الإتصال الجنسي.[3]
- ذوي البشرة الفاتحة أو الشعر الأشقر أو الأحمر أو العيون الزرقاء أو الخضراء، نتيجةً لوجود كميات أقل لديهم من صبغة الميلانين التي تحمي الجلد من الأشعة فوق البنفسجية.[1][4]
- الشامات: إذ تزيد كثرة وجود الشامات أو وجود أنواع معينة منها من خطر الإصابة بسرطان الجلد، مثل وحمات خلل التنسج Dysplastic Nevi (نوع من الشامات غير الطبيعية تتميز بكبر حجمها وعدم انتظام شكلها).[1][4]
- العيش في المناطق ذات المناخ الدافىء والمشمس حيث التعرض الأشد لضوء الشمس، أو المناطق شاهقة الارتفاع حيث التعرض لإشعاعاتٍ أقوى.[1]
- الإصابة بالتقران السفعي Actinic Keratosis (زوائد جلدية يُحتمَل تطورها إلى أحد أنواع سرطانات الجلد، وتتّسم بكونها حرشفية وخشنة، ويميل لونها للون الوردي الداكن أو البني).[2]
- قابلية الجلد للاحمرار أو الإصابة بالنمش وحروق الشمس بسهولة.[2][4]
أنواع سرطان الجلد
ينقسم سرطان الجلد إلى عدة أنواع تبعًا لنوع الخلايا المصابة في البداية،[5] وتشمل أنواع سرطان الجلد الأكثر انتشارًا:[5]
- سرطان الخلايا القاعدية Basal cell carcinoma.
- سرطان الخلايا الحرشفية Squamous cell carcinoma.
- سرطان الخلايا الصبغية (الورم الميلاني أو الميلانيني) Melanoma.
إضافة إلى بعض أنواع سرطان الجلد الأقل انتشارًا:[2]
- ساركوما كابوسي (كابوزي) Kaposi sarcoma.
- الساركوما الليفية الجلدية الحدبية Dermatofibrosarcoma protuberans (DFSP).
- سرطان خلايا ميركل Merkel cell carcinoma.
- السرطان الزُّهَمي Sebaceous carcinoma.
أعراض سرطان الجلد
يعد حدوث تغيير في الجلد المؤشر الأهم لسرطان الجلد، فقد يكون ظهور زائدة جلدية أو تغير شكل أو حجم إحدى الشامات أو الزوائد الجلدية الموجودة في الجسم مؤشرًا لسرطان الجلد.[2]
أعراض سرطان الخلايا القاعدية
يُعد سرطان الخلايا القاعدية النوع الأكثر انتشارًا بين أنواع سرطان الجلد، وعادةً ما يكون أصحاب البشرة البيضاء هم الأكثر عُرضة للإصابة بسرطان الخلايا القاعدية، ويتطور سرطان الخلايا القاعدية على مدار سنوات من التعرض المستمر والمتكرر لأشعة الشمس أو نتيجة استخدام أجهزة تسمير البشرة.[5]
قد يصيب سرطان الخلايا القاعدية أيّ جزءٍ من الجسم، إلا أنه عادةً ما يصيب الرأس والرقبة والذراعين،[5] وتتمثل أعراض سرطان خلايا الجلد القاعدية في ظهور كتلة شفافة أو شبيهة بالشمع يزداد حجمها ببطء، قد تكون هذه الكتلة صغيرة ولامعة ووردية اللون أو بيضاء لؤلؤية المظهر، وقد تنزف هذه الكتلة أو تُكَون قشرة أو قد تتحول إلى قرحة غير مؤلمة، وقد يظهر سرطان الخلايا القاعدية في صورة بقعة حرشفية حمراء، قد يظهر بعضها باللون البني أو الأسود.[6]
أعراض سرطان الخلايا الحرشفية
يُعد سرطان الخلايا الحرشفية ثاني أكثر أنواع سرطان الجلد انتشارًا،[5] بنسبة تصل إلى 20% من حالات سرطان الجلد، وهو أكثر انتشارًا بين ذوي المناعة الضعيفة،[3] أو ذوي البشرة البيضاء أو قد يكون نتيجة تطور زوائد جلدية مُحتملة التسرطن مثل التقران السفعي،[5] ويعتمد العلاج على مدى تقدم المرض، إذ يعد سرطان الخلايا الحرشفية من الأمراض ممكنة العلاج إذ ما شُخِص في مراحله الأُولى.[7]
عادةً ما يصيب سرطان الخلايا الحرشفية أجزاء الجلد المعرضة للشمس، مثل الأنف والجبهة والأذنين والشفة السفلية واليدين،[7] وتتمثل أعراض سرطان الخلايا الحرشفية في الآتية:[3]
- استمرارية ظهور بقع حمراء قد تنزف بسهولة، وتتميز هذه البقع بكونها حرشفية وغير منتظمة الحواف.
- وجود قُرَح مفتوحة قد تستمر لأسابيع دون أن تندمل.
- وجود نتوء بارز خشن الملمس.
أعراض سرطان الخلايا الصبغية (الورم الميلاني)
يعد سرطان الخلايا الصبغية أو الورم الميلاني أخطر أنواع سرطان الجلد، وذلك لقدرته العالية على الانتشار،[5] وقد يُصيب الورم الميلاني أيّ جزءٍ من الجلد، سواءً بتطور إحدى الشامات في الجسم إلى الورم الميلاني أو إصابة الجلد السليم بالورم، ولا تقتصر الإصابة بالورم الميلاني على لون بشرة معين.[1]
قد يصيب الورم الميلاني أيّ جزء من الجلد، حتى الأجزاء التي لا تتعرض للشمس، وعادةً ما يصيب الوجه والجذع عند الرجال، على عكس النساء التي عادة ما تظهر أعراض الورم الميلاني عندهن في الجزء السفلي من الساقين،[1] وتتمثل أعراض الورم الميلاني:[2]
- ظهور بقعة أو كتلة بنية اللون.
- تغيُّر لون أو حجم إحدى الشامات، أو خروج دم منها.
وهناك قاعدة تُعرف بقاعدة ABCDE، للتحقق من أعراض الورم الميلاني والكشف عنه،[2] وتُعرّف القاعدة على النحو الآتي: [2]
- Asymmetry: عدم انتظام الشكل.
- Border: عدم انتظام حواف الشامة.
- Color: ظهور أكثر من لون في الشامة.
- Diameter: أن يكون قطر الشامة أكثر من 6 مم.
- Evolution: تغير حجم أو لون أو شكل الشامة.
أعراض ورم كابوسي
يُعد ساركوما كابوزي (ورم كابوسي) أحد أورام الجلد النادرة، عادةً ما يصيب ذوي المناعة الضعيفة مثل مرضى فيروس نقص المناعة البشري (HIV/AID)،[2] بنسبة تصل إلى 20% من مرضى الإيدز الذكور،[7] بالإضافة إلى المرضى الذين يتلقون العلاجات المُثبطة للمناعة عقب خضوعهم لإحدى جراحات زراعة الأعضاء.[2]
يظهر ورم كابوسي على شكل تقرحات أرجوانية اللون ذات قشور فضية، تظهر هذه القشور على القدمين والكاحلين، ثم تمتد لتصيب الساقين واليدين والذراعين، كما أنه يتسبب غالبًا بنزيف داخلي.[7]
أعراض سرطان خلايا ميركل
يُعد سرطان خلايا ميركل أحد أنواع سرطان الجلد النادرة أيضًا، يصيب الورم قاعدة الطبقة الخارجية من الجلد، إذ ينشأ بالخلايا المُسمّاة ميركل Merkel (نوع من الخلايا يتواجد بالقرب من نهايات الخلايا العصبية في الجلد، ويجمع بين خواص الخلايا العصبية والخلايا المسؤولة عن إنتاج الهرمونات).[2]
عادةً ما يصيب سرطان خلايا ميركل الرقبة والرأس والجذع، وتتمثل أعراضه في تكوُّن عقيدات صلبة لامعة في بصيلات الشعر وعلى سطح الجلد أو أسفل منه.[1]
أعراض السرطان الزُّهَمي
يُعد السرطان الزُّهَمي مرضًا نادرًا، يصيب الغدد الدهنية التي تغطي مناطق واسعة من الجلد، وغالبًا ما يصيب السرطان الزهمي العين أو المنطقة حولها حيث يتواجد عددٌ كبير من الغدد الدهنية.[8]
يبدو السرطان الزُّهَمي ككتلة صلبة مستديرة وغير مُسببة للألم على الجفن العلوي أو السفلي، وقد تكون الكتلة داخل الجفن فيضطر المريض لسحب الجفن حتى يراها.[8]
أعراض الساركوما الليفية الجلدية الحدبية
الساركوما الليفية الجلدية الحدبية هو نوع نادر من سرطانات الجلد، يبدأ الورم في طبقة الجلد الوسطى (الأدمة) ويزداد حجمه ببطء، ونادرًا ما ينتشر الورم لأجزاءٍ أخرى من الجلد.[2]
تظهر أعراض الساركوما الليفية الجلدية الحدبية عادةً في منطقة الجذع، وقد تظهر في أجزاءٍ أُخرى مثل الرأس والرقبة والذراعين والساقين، ويظهر الورم كبقعة صلبة حمراء أو بنفسجية اللون، صغيرة الحجم يتراوح قطرها بين 1 إلى 5 سم، وقد تنمو ببطء لتُكوّن عُقيدة بارزة، وأحيانًا قد يظهر الورم كبقعة مسطحة.[9]