تورم الغدد اللمفية: ما هي الأسباب؟ وما طرق العلاج المُتاحة؟

تورُّم الغدد اللمفية هو عرَض نتيجة الإصابة ببعض المشكلات الصحية، مثل العدوى، والأمراض المناعية، والأورام، أو قد يكون نتيجة استخدام بعض أنواع العقاقير، ويختلف العلاج المُسَخدَم للتخلص من تورُّم الغدد اللمفاوية باختلاف المشكلة الصحية المسبِّبة لتضخمها.

تورُّم الغدد اللمفية هو أحد المؤشرات على وجود بعض المشكلات الصحية التي تتعدّد بين أنواعٍ من العدوى البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسية، والأمراض المناعية، والأورام السرطانية، لِذا يجب مراقبة ما يصاحب تضخم الغدد اللمفية من أعراض والخضوع للفحص الطبي لتلقي العلاج الأنسب الذي يتحدّد وفقًا للأسباب وراء تضخم هذه الغدد.[1]

ما هي الغدد اللمفية؟

الغدد اللمفية أو اللمفاوية (Lymph Nodes) هي أحد مكونات الجهاز المناعي في الجسم، إذ يمتلك جسم الإنسان البالغ نحو 800 غدة لمفية، تتواجد في أماكن متفرقة من الجسم مثل الرقبة، والإبط، والصدر، والبطن، وأعلى الفخذ، وهي مسؤولة عن حماية الجسم من الإصابة بالعدوى والأورام السرطانية.[2]

تنقّي الغدد اللمفية السائل الليمفاوي من الخلايا السرطانية والأجسام الغريبة، مثل البكتيريا والفيروسات، فلدى تعرُّض الجسم لأنواعٍ من العدوى أو الأورام يتضاعف عدد الخلايا المكونة للغدد اللمفية مما يسفر عن تورُّم الغدد اللمفية وتضخمها.[1][2]

ماهو تورُّم الغدد اللمفية؟

يُعرَّف تورُّم الغدد اللمفية (Lymphadenopathy) على أنّه تضخم الغدد اللمفية في الجسم نتيجة الإصابة بأحد أنواع العدوى، أو الأمراض المناعية، أو الأورام، وغالبًا ما يكون حجم الغدة اللمفية الطبيعية لدى البالغين أقل من ١ سنتيمترًا، علمًا بأنّ حجم الغدة اللمفية يختلف تبعًا لموقعها في الجسم.[1]

أسباب تورم الغدد اللمفية

تتنوّع الأسباب وراء تورُّم الغدد اللمفية،[3] من أبرزها:

  • العدوى

قد يرجع تورُّم الغدد اللمفية إلى الإصابة بالعدوى التي قد تتسبّب بها أنواع من الكائنات الدقيقة كالبكتيريا، والفيروسات، والفطريات، وتزداد احتمالية تورُّم الغدة اللمفية نتيجة العدوى في عدّة حالات،[4] منها:[4][5]

  • الالتهابات: التهاب الجهاز التنفسي العلوي، والتهاب الملتحمة، والتهاب الحلق.
  • أمراض اللثة.
  • الخدوش التي تُسبّبها القطط.
  • الخضوع لنقل الدم من شخصٍ لآخر.
  • تناول اللحوم غير المطبوخة جيدًا.
  • لدغات الحشرات.
  • الاتصال الجنسي مع شخصٍ مُصاب بعدوى كالزهري، الإيدز، الهربس البسيط وغيرها.
  • انتقال بعض أنواع العدوى عبر حقن العقاقير في الوريد، مثل التهاب الشغاف أو التهاب الكبد ب.
  • العمل ببعض المهن كالصيد أو القصابة (الجزارة)، التي قد تتسبّب بانتقال أنواعٍ من العدوى، مثل التولاريمية أو الحُمرانيّة.
  • التدخين وإدمان الكحوليات يرفعان معدل الإصابة بالسرطان ممّا ينجُم عنه تورم الغدد اللمفيّة.
  • شرب المياه الملوثة.
  • السفر لبلاد معروفة بانتشار أنواع من العدوى.


أمّا أبرز أنواع الكائنات الدقيقة المُسبّبة لتضخم الغدد اللمفية:[5][4]

البكتيريا:

  • بكتيريا المكورات العقدية (Streptococcus).
  • بكتيريا المكورات العنقودية (Staphylococcus).
  • بكتيريا المتفطرة السُلية (Mycobacterium Tuberculosis).
  • بكتيريا اللولبية الشاحبة (Treponema pallidum).
  • بكتيريا السلمونيلا (Salmonella).

الفطريات:

  • فطر الكُروانية اللدودَة (Coccidioides Immitis).
  • فطر النوسجة المغمدة (Histoplasma Capsulatum).
  • فطر المبيضات (Candida).

الفيروسات:

  • الفيروس المُضخّم للخلايا (Cytomegalovirus)
  • فيروس نقص المناعة المكتسب (HIV).
  • فيروس إبشتاين-بار (Epstein-Barr Virus).
  • فيروس الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus).
  • فيروس التهاب الكبد من النوع ب (Hepatitis B).


  • أمراض المناعة الذاتية

يمكن أن تتسبّب بعض أمراض المناعة الذاتية بتورم الغدد اللمفية:

  • مرض الساركويد (Sarcoidosis): يُشير إلى نمو تجمُّعاتٍ من الخلايا الالتهابية في مختلف أعضاء الجسم، وكثيرًا ما يصيب الرئتين والعقد اللمفاوية في منطقة الصدر.[1][6]
  • الداء النشواني (Amyloidosis): هو مرضٌ نادر يتميز بتراكم بروتين الأميلويد (Amyloid) في مختلف أعضاء الجسم، ممّا قد يؤدي إلى فشل العضو وعجزه عن أداء وظيفته.[1][7]
  • الذئبة الحمراء (Systemic Lupus Erythematosus): هي أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة، التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أعضاء الجسم مُسبّبًا تلفها.[1][8]
  • التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis): مرض مناعي مزمن تهاجم فيه الخلايا المناعية أنسجة الجسم وبالأخص المفاصل، ومع تطوُّر المرض قد يصيب أنسجةً أُخرى في الجسم، كالقلب، والكُلى، والجلد.[1][9]
  • الوُرام الحُبيبي اليوزيني المصحوب بالتهاب الأوعية (Eosinophilic Granulomatosis with Polyangiitis): يتضمّن التهاب الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهو أكثر شيوعًا بين مرضى الربو.[1][10]
  • التهاب الجلد والعضلات (Dermatomyositis): مرضٌ نادر يتسبّب بضعف والتهاب العضلات في الجسم، وظهور الطفح الجلدي.[1][11]
  • مرض كاواساكي (Kawasaki Disease): يُشير إلى التهاب الأوعية الدموية وبالأخص الشرايين التاجية في عضلة القلب.[1][12]
  • متلازمة شوغرِن (Sjogren Syndrome): مرضٌ مناعي ذاتي يتّسم بمهاجمة الجهاز المناعي للغدد المسؤولة عن إنتاج اللعاب والدموع في الجسم، مما يتسبّب بجفاف الفم والعينين.[1][13]
  • داء ستيل (Still Disease): مرضٌ نادر يتضمّن ظهور الحمّى المستمرة يوميًا، والتهاب المفاصل، وطفح حطاطي بُقعي وردي عابر.[1][14]

  • السرطان

قد يكون تورُّم الغدد اللمفية عرَضًا مرافقًا لبعض أنواع السرطان،[1] أبرز أنواع السرطان التي قد تترافق مع تضخم الغدد اللمفاوية:[1][4]

  • سرطان الغدد اللمفية (Lymphomas) بنوعيها اللمفومة من نوع هودجكين واللمفومة من نوع لا هودجكين.
  • ابيضاض الدم أو سرطان الدم (Leukemias).
  • سرطان الرأس والرقبة.
  • سرطان الثدي النقيلي.
  • أورام الجلد الخبيثة.
  • سرطان الرئة النقيلي.
  • سرطان التجويف الهضمي النقيلي.
  • سرطان الغدة الدرقية النقيلي.


  • استخدام بعض أنواع الأدوية

يتسبّب استخدام بعض العلاجات في التفاعلات التحسسيّة لدى بعض المرضى، مما يحفّز الجسم لعددٍ من التفاعلات الالتهابية التي تُسفر عن عدّة أعراض، من أهمّها تورُّم الغدد اللمفية،[15] من أبرز المواد الفعالة التي تحتويها الأدوية مُسبّبةً تورُّم الغدد اللمفية:[1][4]

  • بعض علاجات ارتفاع ضغط الدم، مادة الأتينولول (Atenolol) ومادة الكابتوبريل (Captopril).
  • مادة الألوبيورينول (Allopurinol).
  • بعض المضادات الحيوية، فئة السيفالوسبورينات (Cephalosporins)، وفئة السلفوناميدَات (Sulfonamides)، والبنسلين (Penicillin).
  • الهيدرالازين (Hydralazine).
  • بعض علاجات التحكُّم في الصرع، مادة الفينيتوين (Phenytoin)، البريميدون (primidone)، الكاربامازيبين (Carbamazepine).
  • الكوينيدين (Quinidine).


  • الاضطرابات الأيضية الموروثة

يمكن أن تتسبَّب بعض الاضطرابات الأيضية التي يُولَد بها المريض في تضخم الغدد اللمفية، مثل داء غوشيه (Gaucher Disease)، وهو مرضٌ وراثي نادر يتّسم بنقص مستوى بعض أنواع الإنزيمات المسؤولة عن أيض الدهون.[4][16]

أعراض تورم الغدد اللمفية

من الممكن أن يتموضع تورُّم الغدد اللمفية (Localized) في منطقةٍ واحدة في الجسم، أو قد يكون تورُّمًا عامًّا (Generalized) يشمل منطقتين أو أكثر من الجسم،[3] وغالبًا ما يصاحب تورُّم الغدد اللمفية عددٌ من الأعراض:[4]

  • الشعور بألم لدى لمس موضع الغدد اللمفية المُصابة.
  • صلابة الغدة، بالأخص في حال تورُّم الغدد اللمفية الناجم عن أحد أنواع السرطان.
  • الحمى.
  • القشعريرة
  • التعرُّق الليلي.
  • خسارة الوزن.
  • الإرهاق والتعب.

علاج تورم الغدد اللمفية

يعتمد تحديد علاج تورم الغدد اللمفية على تشخيص الحالة ومعرفة المُسبب الرئيسي وراء تضخُّمها:[1][4]

  • العلاج الكيميائي، أو الجراحة، أو العلاج الإشعاعي، في حال تورُّم الغدد اللمفية الناجم عن أحد أنواع السرطان.
  • المضادات الحيوية، أو مضادات الفيروسات، أو مضادات الفطريات، تبعًا لنوع الكائنات الدقيقة المُسبِّبة للعدوى.
  • العلاج المناعي واستخدام الكورتيكوستيرويدات (الكورتيزون) في حالات الأمراض المناعية.
  • التوصية بإيقاف استخدام العقاقير المُسبِّبة للتورُّم في حال الحساسية تجاه إحدى المواد الفعالة المُكوّنة لها.
كتابة: الصيدلانية نجلاء خطاب - الإثنين ، 22 أيار 2023
آخر تعديل - الإثنين ، 22 أيار 2023

المراجع

1.
Maini R, Nagalli S. (2023 Jan). Lymphadenopathy. [Updated 2022 Aug 8]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK558918/
2.
Bujoreanu I, Gupta V. (2023 Jan). Anatomy, Lymph Nodes. [Updated 2022 Jul 25]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK557717/
3.
Gaddey HL, Riegel AM. Unexplained Lymphadenopathy: Evaluation and Differential Diagnosis. Am Fam Physician. 2016 Dec 1;94(11):896-903. Retrieved from https://www.aafp.org/pubs/afp/issues/2016/1201/p896.html

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري علاج اورام الغدد اللمفاوية أونلاين عبر طبكان
احجز