تُسبب الإكزيما أو ما يُعرف بالتهاب الجلد التأتبي (Atopic dermatitis) الشعور بحكة تتفاقم ثم تغيب بصورة متكررة والتي تنجم عن اقتراب الأعصاب من سطح البشرة مما يجعل الجلد حساسًا للحكة، إذ يرتبط هذا المرض باضطرابٍ في حاجز البشرة الخارجي الذي يحميها، ليؤدي اضطرابه إلى تسهيل دخول مواد تُسبب رد فعلٍ مناعي التهابي كالتحسس مثلًا، لذا تُستخدم المثبطات المناعية والستيرويدات في محاولة لعلاجها، إلا أنها تُسهم في التخلص اللحظي من الأعراض فقط، ما يُعرّض المصاب إلى خطر التعرض لرد فعل تحسسي أقوى لدى تعرضه لمُسبب حساسية في المرات القادمة، وهذا ما حتم ضرورة البحث عن حلولٍ فعالة بهدف علاج المرض وليس تخفيف أعراضه فحسب، ومن هنا، يُقدّم الطب التقليدي مجددًا حلًا فعّالًا كما أثبتت دراسة حديثة، وذلك من زيت اللافندر.
لطالما استُخدم زيت اللافندر كمضاد للالتهابات ومُرمم للجروح، إلى جانب خصائصه المضادة للبكتيريا والمُسكنة للألم، وبعض الاضطرابات الجلدية كالصدفية، وهذا ما دفع مجموعة من الباحثين إلى دراسة خصائصه الطبيّة وقدرته على علاج مشكلات جلدية أُخرى، كالإكزيما مثلًا.
استخدم مجموعة من الباحثين في دراسة نُشرت في مجلة (PLOS One) عام 2024 ميلادي خلايا إكزيما مشابهة للخلايا البشرية مُعدّلة جينيًا حتى تتفاعل مع مُسببات الحساسية البيئية بطريقة تُشابه ما يحصل في البشر، والتي يُسببها تحفيز مُستقبِل هيدروكربوني على المستوى الخلوي لإنتاج مركب يُدعى أرتامين (Artemin)، وهو المُسبب الأساسي للشعور بالحكة من خلال تأثيره في الأعصاب وجعلها أقرب لسطح الجلد، لِذا تركَّز جهد الباحثون في تحديد مدى قدرة زيت اللافندر على التأثير في هذه العملية.
خلُصت الدراسة إلى نتيجةٍ مفادها قدرة زيت اللافندر على تثبيط إنتاج مركب الأرتامين وتثبيط تحفيز المُستقبِل الهيدروكربوني، وذلك بفضل احتوائه على مركبات، مثل لينالول (Linalool)، وليناليل أسيتات (Linalyl acetate)، وذلك دون أن يتسبّب بحساسية للخلايا.
المرجع:
- Sato, H., Kato, K., Koreishi, M., Nakamura, Y., Tsujino, Y., & Satoh, A. (2024). Aromatic oil from lavender as an atopic dermatitis suppressant. PLOS ONE, 19(1), e0296408, DOI – https://doi.org/10.1371/journal.pone.0296408