الكلف من المشاكل الجلدية الشائعة التي تصيب البعض بنسبة تتراوح بين 1.5% إلى 33% من إجمالي السكان، إذ تتزايد نسبة الإصابة بالكلف في المناطق المُشمسة التي تُحتّم تعرّض سكانها لأشعة الشمس بمعدل أعلى من القاطنين في مناطق أُخرى، وتسهم معرفة بعض عوامل الخطر وتجنبها، واتباع طرق العلاج في التخلص من مشكلة الكلف.[1]
ما هو الكلف؟
الكلف مشكلة جلدية تتميز بظهور بقع بنية أو رمادية على الجلد، وعادةً ما يظهر الكلف على الوجه، والجبهة، والخدين، والساعدين، والشفة العلوية، والذقن.[1]
يؤثر الطقس على لون بقع الكلف، إذ إنها تكون أفتح في فصل الشتاء وداكنة أكثر في فصل الصيف، ويُعد فرط إنتاج صبغة الميلانين من الخلايا الصباغية سببًا مباشرًا لظهور الكلف على الجلد.[2]
لا يسبب الكلف الحكة وهو غير مؤلم، إلا أنه قد يكون مُزمنًا؛ قد يستمر لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر في بعض الحالات، ولا يندرج الكلف ضمن قائمة الأمراض السرطانية، إلا إنّ شكل بقع الكلف تشبه أحيانًا الورم الميلانيني وهو أحد أنواع سرطانات الجلد، لذا يُنصح في حال ظهور هذا النوع من البقع بمراجعة طبيب الجلدية المختص لتشخيص الحالة ومعرفة العلاج الأنسب.[2]
أنواع الكلف
يُصنّف الكلف إلى ثلاثة أنواع رئيسية وفقًا لدرجة تصبغ الجلد كالآتي:[2][3]
- الكلف السطحي: يتميز هذا النوع بلونه البُني وحوافة المميزة عمّا حوله من الجلد، والتي تظهر بوضوح لدى تسليط مصباح "وود" Wood lamp عليها، ويتميز الكلف في الطبقة السطحية من الجلد باستجابته الجيدة للعلاج.
- الكلف العميق في طبقة الأدمة من الجلد: يتميز هذا النوع من البقع بلونه الفاتح أو المُزرق، وبحدود غير واضحة لدى تسليط مصباح وود عليها، ويصعُب علاج هذا النوع من الكلف.
- الكلف المختلط: يمتلك هذا النوع من الكلف خواصًا تجمع بين الكلف في طبقة البشرة العُليا والكلف في طبقة الأدمة.
أسباب الكلف وعوامل الخطر التي ترفع معدل الإصابة به
هناك مجموعة من العوامل التي يُعتقد بأنها تُسبب الكلف أو ترفع من خطر الإصابة به، وتتضمن:
- العامل الوراثي، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن ما يربو على نصف حالات الكلف تُعزى إلى التاريخ العائلي للإصابة بالكلف.[3]
- التعرض لأشعة الشمس، وذلك لأن الأشعة الفوق بنفسجية الواردة من الشمس تُحفّز عمل الخلايا المُنتجة لصبغة الميلانين في الجلد.[4]
- استخدام بعض مُستحضرات العناية بالبشرة، فقد يؤدي التحسس من هذه المستحضرات إلى ظهور بقع الكلف.[1]
- تناول بعض الأدوية، ومن أمثلتها أنواع معينة من المضادات الحيوية وبعض الأدوية المُخفضة لضغط الدم، إذ تزيد هذه العقاقير من حساسية البشرة للشمس.[2]
- استخدام بعض أنواع الصابون: يُعتقد أن بعض أصناف الصابون المُعطر تسبب الكلف، أو تُفاقِم من أعراضه.[2]
- استخدام مساحيق التجميل، إذ يسبب استخدام بعض المساحيق التجميلية بما يُعرف بالاستجابة الضوئية السامة (Phototoxic reaction).[2]
- الحمل، فارتفاع بعض الهرمونات أثناء الحمل من العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بالكلف، إذ تعاني ما نسبته ١٥ إلى ٥٠% من النساء الحوامل من ظهور بقع الكلف خلال فترة الحمل.[1]
- لون البشرة، فيُعد ذوي البشرة الداكنة أكثر عُرضة للإصابة بالكلف من غيرهم.[4]
- التغيُّر في مستويات هرمونات الإستروجين والبروجيستيرون في الجسم، كما يحدث لدى تناول أقراص منع الحمل، إذ يرفع تناول هذه الأقراص من احتمالية ظهور بقع الكلف.[4]
- الإصابة بمرض الغدة الدرقية و التعرض للتوتر؛ إذ يمكن أن يسهم كليهما في ظهور الكلف.[4]
تشخيص الكلف
يستطيع طبيب الجلدية المختص تشخيص معظم حالات الكلف بتفحُّص البقع أو التصبغات الجلدية بالعين المُجرّدة، إلا أنّه قد يحتاج أحيانًا إلى أخذ خزعة من أماكن البقع والتصبغات في الجلد تتضمن استئصال شريحة رقيقة من الجلد لمعاينتها واستبعاد أيّة حالات مَرَضية أُخرى،[1] كما يعمد بعض الأطباء إلى استخدام تقنية الفحص بمصباح “وود”، التي تسهم في تقصّي أثر أيّ التهابات فطرية أو بكتيرية في الجلد، ومن ناحية ثانية يكشف استخدام هذه التقنية عدد طبقات الجلد المُصابة بالكلف.[4]
علاج الكلف
من الممكن التعامل مع مشكلة الكلف بعدّة أساليب، إذ قد لا يحتاج الكلف إلى العلاج في حال كان سببه هرموني مثل الكلف الذي يظهر أثناء الحمل؛ إذ إنّه غالبًا ما يختفي بعد الولادة، بينما يمكن الخضوع لأنواع مختلفة من العلاجات في حالات الكلف المزمنة.[1]
يمكن أن تختفي التصبغات الجلدية في حالات الكلف من تلقاء نفسها خصوصًا لدى تجنب الأسباب المؤدية إليه كالتعرض إلى أشعة الشمس أو تناول حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين.[2]
علاج الكلف بالأدوية
إذا لم تختفِ البقع الجلدية واستمر ظهورها، فيُمكن تناول بعض الأدوية التي قد تساعد في التخلص من الكلف، وذلك بعد استشارة طبيب الجلدية:[1]
- مركبات الهيدروكينون Hydroquinone: وهي بالغالب الخيار الأول الذي يصفه الطبيب، وتتواجد هذه المركبات على شكل مُستحضر هُلامي، أو كريمي، وتساهم المُنتجات التي تحتوي على الهيدروكينون في تفتيح البقع الداكنة من الجلد.
- مركبات الستيرويدات القشرية Corticosteroids و "التريتينوين" Tretinoin: يسهم استخدام هذه المركبات في تفتيح لون بقع الكلف.
علاج الكلف بالإجراءات الطبية
في حال أخفقت العلاجات الموضعية السابقة في التخلص من الكلف، يوصي أحيانًا طبيب الجلدية المختص باستخدام طرق أُخرى لعلاج الكلف، مثل العلاج بالليزر، أو التقشير الكيميائي، أو العلاج الضوئي، أو صنفرة الجلد.[1]
- التقشير الكيميائي: من الممكن استخدام التقشير الكيميائي كوسيلة مساعدة مع المراهم الموضعية في علاج الكلف الموجود في طبقة البشرة السطحية، ويُعد حمض الجلايكول Glycolic acid أكثر الأنواع التي خضعت للدراسة لتقييم تأثيرها في التخلص من الكلف أو تخفيفه.[3]
- العلاج بالليزر: يُسهم استخدام الليزر في علاج بعض أنواع الكلف، وتعتمد طريقة الليزر في علاج الكلف على استخدام الطاقة الحرارية لاستهداف بعض أنواع الخلايا اللونية في الجلد Chromophores وفقًا لأطوال موجية يمكن امتصاصها دون غيرها.[3]
طرق الحفاظ على البشرة
تُسهم العناية بالبشرة واتباع أنماط الحياة الصحية في تأخير ظهور علامات الشيخوخة على الجلد، وفي الوقاية من الإصابة بالأمراض والمشاكل الجلدية المختلفة.[5] وفيما يأتي بعض الخطوات البسيطة التي تسهم في الحفاظ على بشرة نضرة:[5][6]
- الوقاية من أشعة الشمس، فالتعرض لأشعة الشمس المباشرة يمكن أن يسبب ظهور التجاعيد والبقع الجلدية على المدى البعيد، ويزيد كذلك من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- الحمية الغذائية الصحية، إذ يُسهم الالتزام بالحمية الغذائية الصحية والغنية بالسمك وزيت السمك في الحفاظ على بشرة نضرة، إذ تقل فيها نسبة الدهون غير الصحية أو الكربوهيدرات المُصنعة، وذلك بحسب بعض الأبحاث والدراسات.
- الحفاظ على نظافة غطاء المخدة، وذلك بتبديله مرة واحدة أُسبوعيًا على الأقل.
- استخدام واقي الشمس: يُنصح باستخدامه يوميًا قبل 15 دقيقة من التعرض لأشعة الشمس.
- تجنب التوتر، فهو يحفز ظهور حب الشباب وغيره من مشاكل البشرة، لكن يمكن تجنب ذلك بأخذ قسطٍ وفير من النوم ومنح النفس وقتًا مناسبًا للاستجمام بغرض الاسترخاء وطرد التوتر.
- الاستحمام بماءٍ فاتر، إذ إن الاستحمام بالماء الساخن يزيل طبقة الزيوت الضرورية لترطيب البشرة.