الضعف الجنسي عند النساء

يُعد الضعف الجنسي عند النساء أحد المشاكل التي تؤثر في العديد من النساء في جميع أنحاء العالم، قد يُشار إلى الضعف الجنسي أيضًا باسم انخفاض الرغبة الجنسية أو انخفاض الاستجابة الجنسية، ويُعرَّف على أنه غياب الرغبة الجنسية، أو الاستمتاع الجنسي أثناء الجماع، وقد يكون للضعف الجنسي تأثير سلبي على جودة حياة النساء وعلاقاتهن بأزواجهنّ، وتوجد عدة أسباب مُحتملة للضعف الجنسي عند النساء، من بينها العوامل الجسدية، والنفسية، والأمراض المُزمنة.

يُعد الضعف الجنسي عند النساء مُشكلةً صحيةً شائعة الحدوث، إذ تُعاني منه ما نسبته 41 بالمئة من النساء في سن الإنجاب حول العالم، وتتعدد مُسببات الضعف الجنسي لدى النساء، فمنها ما تُسببه عوامل صحية تُعاني منها المرأة، أو عوامل نفسية تؤثر فيها، أو عوامل مُجتمعية تتعرّض لها، ويسعى الأطباء المختصون لتحديد أسباب هذه الحالة الصحية ليتسنى لهم مُعالجتها بكفاءة، وتُعد سوء الحالة الصحية، وتدهور الصحة النفسية، والتوتر، والإجهاض أحد عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بالضعف الجنسي.[1]

أنواع الضعف الجنسي عند النساء

حدد الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية أربعة أنواع من الضعف الجنسي لدى النساء:[2][3]

  • اضطراب الاستثارة الجنسية الأنثوي (Female sexual interest/arousal disorder).
  • اضطرابُ النشوة عند النساء (Female orgasmic disorder).
  • اضطراب الألم التناسلي الحوضي/اضطراب الإيلاج (Genito Pelvic Pain/Penetration Disorder).
  • الضعف الجنسي الناجم عن تعاطي الأدوية أو الممنوعات (Substance/medication-induced sexual dysfunction).

اضطراب الاستثارة الجنسية الأنثوي

يُعرّف اضطراب الاستثارة الجنسية الأنثوي (Female Sexual Interest/Arousal Disorder) على أنه غياب الرغبة الجنسية أو انخفاضها، وعدم المبادرة بالنشاط الجنسي، أو انخفاض المُتعة الجنسية، وغياب الأفكار أو التخيّلات الجنسية، بالإضافة لقلة الاستجابة الجسدية وغير الجسدية للتحفيز الجنسي،[4] ويُشخّص اضطراب الاستثارة الجنسية بانخفاض أو انعدام ما لا يقل عن ثلاثة من الأعراض السابقة لمدة تزيد عن 6 شهور.[5]

تتعدّد العوامل التي تُسبّب اضطراب الاستثارة الجنسية:[2][4]

  • الإصابة ببعض الأمراض، كالسُكري، وارتفاع ضغط الدم، واستئصال الرحم، والإصابة بمتلازمة الجهاز البولي التناسلي في فترة انقطاع الطمث (Genitourinary syndrome of menopause)، أو التصلُب اللُويحي.
  • عوامل نفسية، مثل التوتر، أو الاكتئاب، أو انخفاض تقدير الذات، أو مشاكل بين الزوجين.
  • تناول بعض الأدوية، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)، أو الأدوية الخافضة لضغط الدم، أو الأدوية المُضادة للاختلاجات.
  • التغيُرات الهرمونية، كتلك التي تحصل في فترة ما بعد انقطاع الحيض، أو ما بعد الولادة، أو خلال فترة الرضاعة الطبيعية، أو التغيُرات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية.

اضطراب النشوة عند النساء

اضطراب النشوة الجنسية عند النساء (Female Orgasmic Disorder) هو عدم الوصول لذروة النشوة الجنسية، أو نُدرة حدوثها، أو تضاؤل شدتها، أو مُلاحظة التأخر في الوصول إليها على الرُغم من وجود مستويات طبيعية من الاستثارة الجنسية،[6] وقد يظهر اضطراب النشوة الجنسية منذ بدء النشاط الجنسي، أو قد يُكتسب بعد مرور فترة من وجود نشوة جنسية طبيعية،[5] وتشمل العوامل التي تُساهم في نشوء اضطراب النشوة الجنسية عند النساء:[3][6]

  • قلة التثقيف الجنسي للزوجين.
  • نقص التحفيز الجنسي من الزوج، كقلة المُداعبة، والقذف المُبكر، ونقص التواصل بين الزوجين حول العلاقة الجنسية.
  • تناول بعض الأدوية، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)، أو مُضادات الذُهان (Antipsychotic).
  • الإصابة بالاعتلالات العصبية، كتلك التي تحدث في حال الإصابة بالسُكري، ومرض التصلُب اللُويحي (Multiple sclerosis).
  • المشاكل بين الزوجين.
  • العوامل النفسية، كالقلق، أو التوتر.

اضطراب الألم التناسُليّ الحوضيّ أو اضطراب الإيلاج

يتضمن اضطراب الألم التناسلي الحوضي أو اضطراب الإيلاج (Genito Pelvic Pain/Penetration Disorder) كُلًا من عُسر الجماع (Dyspareunia) والتشنُج المهبلي (Vaginismus)،[2] ويشمل واحدًا أو أكثر من الأعراض:[2][5]

  • تشنُج عضلات المهبل، مع صعوبة في الإيلاج.
  • الشُعور بالألم أو الحرقة أثناء الإيلاج لمدة تزيد عن 6 شهور.
  • الشعور بالرهاب أو القلق من عملية الإيلاج.
  • انعدام الرغبة الجنسية أو انخفاضها.
  • تجنُب الانخراط بالنشاط الجنسي.

قد تنطوي أسباب اضطراب الألم التناسلي الحوضي أو اضطراب الإيلاج على عوامل جسدية ونفسية،[7] لعلّ أبرزها:[3][7]

  • أمراض تتعلق بالجهاز التناسلي الأنثوي، مثل ألم الفرج (Vulvodynia)، التهاب المهبل الضموري (Vulvovaginal Atrophy)، الحزاز المتصلب (Lichen sclerosus)، التهاب المهبل (Vaginitis)، التهاب الفرج (Vulvitis)، العُضال الغُدِّيّ (Adenomyosis)، الأورام الليفية الرحمية، الانتباذ البِطاني الرحمي (Endometriosis).
  • أمراض تتعلق بالجهاز الهضمي، كمُتلازمة القولون العصبي، مرض الأمعاء الالتهابي، وداء كرون (Crohn's disease)، والإصابة بالبواسير.
  • أمراض تتعلق بالجهاز البولي، كالتِهاب المثانة الخِلالي (Interstitial cystitis).
  • الألمُ العضلي الليفي (Fibromyalgia).
  • الإصابة بالعدوى، كعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، أو فيروس الهربس (Herpes)، أو عدوى التهاب المهبل البكتيري.
  • التعرُض للإساءة الجسدية، أو النفسية، أو العاطفية.

الضعف الجنسي الناجم عن تعاطي الأدوية أو الممنوعات

الضعف الجنسي الناجم عن تعاطي الأدوية (Substance or Medication-Induced Sexual Dysfunction)، هو اضطراب في الوظيفة الجنسية كما أنه مُرتبطٌ زمنيًا ببدء تناول الدواء أو العقار، أو زيادة جرعته، أو إيقافه، إذ يُسبّب توترًا وتأثيرًا ملحوظًا للمرأة،[2] ومن الأدوية المعروف تسبُّبها باضطرابات جنسية:[2][5]

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI).
  • المرجوانا (Marijuana).
  • المخدرات (Narcotics)، ومن أمثلتها البنزوديازبين (Benzodiazepine).
  • مضادات الكولين (Anticholinergic).
  • أدوية القلب، والأدوية الخافضة للضغط، مثل حاصرات مُستقبلات بيتا (Beta blocker)، والديجوكسين (Digoxin).
  • العقاقير الهرمونية.
  • العلاج الكيميائي.

علاج الضعف الجنسي عند النساء

يرتكز علاج الضعف الجنسي عند النساء على نوع الاضطراب الذي تُعاني منه المريضة، وتشمل الخيارات العلاجية، الاستشارات النفسية، وتثقيف المريضة، وطمأنتها.[3]

علاج اضطراب الاستثارة الجنسية

يُعد تثقيف الزوجين حول العلاقة الجنسية وطُرق تحفيز الزوجة أثناء الجماع من الطُرق الفعالة لعلاج اضطراب الاستثارة الجنسية، كما قد يُساعد توفير بيئة خاصة، وآمنة، وخالية من المشتّتات على زيادة الاستثارة الجنسية لدى الزوجين،[4] أيضًا قد يُفيد العلاج النفسي بعض النساء، ومن أمثلته العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive behavioral therapy)، الذي يركز على تعزيز العلاقة العاطفية بين الزوجين، وطُرق تحسين الإثارة الجنسية والرضا بينهما.[8]

بالإضافة لذلك، فقد أقرّت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام عقار فليبانسرين (Flibanserin) لعلاج اضطراب الاستثارة الجنسية لدى النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وتتضمن طريقة استخدامه تناوله ليلًا كل يوم،[3] ولكن قد يُصاحب استعماله بعض الأعراض الجانبية مثل الشعور بالدوار، والنُعاس، والغثيان، والتعب العام.[8]

أما العلاج الهرموني، فينصح به الأطباء للنساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وذلك باستخدام الإستروجين، وتتوفر منه عدّة أشكال صيدلانية، كالكريمات المهبلية أو الأقراص المهبلية.[4]

وكما ذُكر سابقًا أن أدوية الاكتئاب قد تُسبب اضطراب الاستثارة الجنسية، لذا فقد يلجأ الطبيب لتغيير الدواء في هذه الحالة، أو تخفيض جرعته إن أمكن ذلك، أو قد يُضيف دواء بوبروبيون (Bupropion)، ولكنّ لا بُد من التنويه إلى قلة عدد الدراسات التي تؤكد فاعليته في مثل هذه الحالات.[5]

علاج اضطراب النشوة عند النساء

حتى اليوم، لا يوجد دواء مُثبَت الفاعلية لعلاج اضطراب النّشوة عند النساء، وقد يُستفاد من العلاج النفسي لمثل هذه الحالات، ومن أمثلة ذلك العلاج المعرفي الذي يعتمد على اليقظة الكاملة (Mindfulness Based Cognitive Therapy)،[6] والذي يهدف إلى تعليم المريضة طُرق التعرُّف على الأنماط المعرفية التلقائية المُسبّبة لصعوبة التكيَُف مع المُحيط والانفصال عنه، ثم تطوير سلوكيات غير انتقادية وتعاطفية تجاه مشاعرهم وإدراكهم.[9]

علاج اضطراب الألم التناسُليّ الحوضيّ أو اضطراب الإيلاج

يُعد تحديد سبب اضطراب الإيلاج حجر الأساس في علاجه، فيشمل العلاج استراتيجيات شاملة للوصول لأقصى استفادة، ويتضمن العلاج الدوائي، والجراحة، والعلاج النفسي، فمثلًا، يُسهم استخدام المُخدر المُوضعي والكورتيكوستيرويد (Corticosteroid) في تقليل آلام الجماع، وقد يُستخدم العلاج المعرفي السلوكي لعلاج ألم الفرج (Vestibulodynia)،[7] أو استخدام دواء الأوسبيميفين (Ospemifene) الحاصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الأعراض المهبلية التي تُعاني منها المرأة، وعلاج عُسر الجماع.[10]

كما يُنصح بضرورة المُحافظة على نظافة المنطقة التناسلية الخارجية، بما في ذلك ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من القطن، وغسل المنطقة بغسول طبي غير عطري مرة واحدة يوميًا، كما يُنصح باستخدام مزلق ذي قوام مائي خلال الجماع،[7] وتُساعد مُمارسة تمارين قاع الحوض على علاج آلام الأعضاء التناسلية والحوض واضطراب الإيلاج، إذ إنّها تُسهم في استعادة وظيفة العضلات وتقليل الألم.[2]

كتابة: الصيدلانية مرام غرايبة - الثلاثاء ، 04 تموز 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
McCool-Myers M, Theurich M, Zuelke A, Knuettel H, Apfelbacher C. (2018). Predictors of female sexual dysfunction: a systematic review and qualitative analysis through gender inequality paradigms. BMC Womens Health. 2018 Jun 22;18(1):108. Retrieved from https://doi.org/10.1186%2Fs12905-018-0602-4
2.
American College of Obstetricians and Gynecologists’ Committee on Practice Bulletins—Gynecology. (2019). Female Sexual Dysfunction: ACOG Practice Bulletin Clinical Management Guidelines for Obstetrician-Gynecologists, Number 213. Obstet Gynecol 134: e1–e18. Retrieved from https://doi.org/10.1097/aog.0000000000003324
3.
Brett Worly. (2020). Female Sexual Dysfunction. Retrieved from https://emedicine.medscape.com/article/2500107-overview

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نسائية وتوليد أونلاين عبر طبكان
احجز