التهاب المفاصل الإنتاني أو ما يُسمى التهاب المفاصل المعدي هو نوع من أنواع التهاب المفاصل ناتج عن العدوى، وغالبًا تكون العدوى بكتيرية وفي بعض الأحيان تكون العدوى بسبب الفيروسات أو الفطريات، قد يُصيب التهاب المفاصل الإنتاني أحد المفاصل الكبيرة في الجسم مثل الركبة أو الورك أو يصيب عدة مفاصل في الجسم.[1]
يجب أن يُعالج التهاب المفاصل الإنتاني بسرعة ويمكن الشفاء منه مع اتباع خطة العلاج، ولكنه يكون أكثر خطورة إذا تُرك بدون علاج.[2]
أسباب التهاب المفاصل الإنتاني
يحدث التهاب المفاصل الإنتاني عادةً بسبب دخول البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات في الفراغ حول المفصل في الجسم؛ تنتقل أي من هذه الكائنات الحية عبر الدم بسرعة وتسبب التهابًا شديدًا وقد تدمر الأنسجة في المفصل، إذ إن الجهاز المناعي يساهم في تنظيف الجسم من المُمرضات المختلفة أولًا بأول لكن قد تتمكن هذه الكائنات من التكاثر في بعض الأماكن المغلقة كالمفاصل.
تُعد بكتيريا المكورات العنقودية Staphylococcus aureus السبب الرئيسي لأكثر من نصف حالات التهاب المفاصل الإنتاني، كما أن بكتيريا المكورات العقدية Streptococcus وبكتيريا النيسرية البنية Neisseria gonorrhoeae -التي تُسبب مرض السيلان- من مسببات التهاب المفاصل الإنتاني؛ إذ تصل البكتيريا إلى المفصل عبر مجرى الدم وتسبب العدوى، أو تصل البكتيريا للمفصل من خلال التعرض لإصابة أو حادث في المفصل، أو قد تكون العدوى البكتيرية واحدة من مضاعفات جراحة المفاصل.
هناك أيضًا عديد من الفيروسات التي تُسبب التهاب المفاصل الإنتاني مثل: فيروسات التهاب الكبد الوبائي (A ،B ،C) وفيروس الإيدز، وفيروس كوكساكي، وفيروسات ألفا.
كما تُسبب بعض الفطريات التهاب المفاصل الإنتاني مثل: “الهستوبلازما” (النوسجة)، و"الكوكسييدات" (الكروانية)، و"البلاستومايسيس" (الفطر البرعمي) وتكون العدوى الفطرية أبطأ من العدوى البكتيرية في مراحل تطور مرض التهاب المفاصل الإنتاني.[1][2][3]
أعراض التهاب المفاصل الإنتاني
يسبب التهاب المفاصل الإنتاني التهابًا شديدًا في مفاصل الجسم مما يؤدي إلى تلف في أنسجة المفصل وبالتالي قد يؤدي إلى تلف دائم في العظام والغضاريف، ومن أهم أعراض التهاب المفاصل الإنتاني:[3]
- تورم وتيبس المفصل.
- ألم شديد في المفصل.
- صعوبة حركة المفصل.
- احمرار الجلد حول المفصل.
- ارتفاع درجة حرارة المريض.
- الشعور بالضعف العام والإرهاق.
- تغيرات في الشهية للطعام.
- طفح جلدي.
- سرعة دقات القلب.
يمكن أن يصيب التهاب المفصل الإنتانى أي مفصل في الجسم ولكنه أكثر شيوعًا في مفصل الركبة، وتظهر هذه الأعراض بعد وقتٍ قصير من الإصابة بالعدوى، وقد تظهر أعراض أخرى باختلاف المُسبب للعدوى كما تختلف الأعراض حسب عمر المريض والأدوية التي يتناولها.[3][4]
عوامل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الإنتاني
تزداد خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الإنتاني في حالات:[1][2]
- الأطفال وكبار السن.
- الأشخاص الذين يعانون من جروح مفتوحة.
- من يعانون من ضعف جهاز المناعة أو اضطرابات نقص المناعة.
- مرضى السرطان ومرضى السكر.
- مرضى التهاب المفاصل الروماتيدي.
- من لديهم مفصل صناعي، مثل مفصل الركبة والورك.
- مرضى السيلان.
- متعاطي المخدرات عن طريق الوريد.
مضاعفات التهاب المفاصل الإنتاني
إذا لم يتلقى مريض التهاب المفاصل الإنتاني العلاج المناسب بسرعة يمكن أن يسبب ذلك تلف دائم للأنسجة والعظام في المفصل مما يؤثر على قدرة المريض على المشي والوقوف، كذلك قد يصاحب التهاب المفاصل الإنتاني نوع آخر من الالتهابات التي تحدث داخل العظم يسمى التهاب العظم والنقي (Osteomyelitis).[3]
تشخيص التهاب المفاصل الإنتاني
يُعد التهاب المفاصل الإنتاني حالة طبية طارئة يمكن أن يشخصها أطباء الطوارئ أو أطباء الباطنة أو أطباء الروماتيزم أو جراحي العظام أو أطباء الأمراض المُعدية[5]، ويمكن تشخيص التهاب المفاصل الإنتاني عن طريق بعض الإجراءات، مثل:
- بزل المفصل:
وفيه تُسحب عينة من سائل المفصل "السائل الزليلي" لفحص عدد خلايا الدم البيضاء وكذلك لزراعة البكتيريا أو الكائنات الدقيقة الأخرى الموجودة في سائل المفصل مخبريًا لتحديد سبب العدوى.[1]
- الأشعة السينية لفحص تلف المفاصل.[1]
- فحوصات الدم للكشف عن التهاب المفاصل وفحص عدد خلايا الدم البيضاء والكشف عن وجود البكتيريا في مجرى الدم.[1][4]
- التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم التهاب المفاصل، ولكنه لا يعطي نتائج دقيقة حول مراحل التهاب المفاصل الإنتاني المبكرة.[1]
- التصوير بالأشعة المقطعية.[4]
- التصوير بلأشعة النووية.[4]
علاج التهاب المفاصل الإنتاني
إذا شُخص المريض بالتهاب المفاصل الإنتاني يصف له الطبيب العلاج حسب المسبب للمرض:[2][3]
- مضادات حيوية تُعطى عبر الوريد في المستشفى ومضادات حيوية تؤخذ عن طريق الفم لمدة ٢-٦ أسابيع بعد مغادرة المستشفى مع ضرورة الالتزام بمدة العلاج التي يصفها الطبيب.
- تصريف السوائل من المفصل المُصاب للتخلص من المُمرضات والمواد الالتهابية في الجسم وذلك باستخدام حقنة أو بإجراء تنظير المفاصل.
- الأدوية المضادة للفطريات إذا كانت الفطريات هي المسبب الرئيسي للعدوى.
- الأدوية المضادة للفيروسات في بعض الحالات كالتي يكون فيها فيروس الكبد C هو سبب العدوى.
قد يُحال المريض لاختصاصي العلاج الطبيعي لمساعدته على إعادة تحريك المفصل وتجنب تيبس المفصل على المدى البعيد وتخفيف الأعراض، كما قد يوصي الطبيب بارتداء جبيرة لدعم المفصل المُصاب.[2]
الفرق بين التهاب المفاصل الإنتاني والتهاب المفاصل التفاعلي
يتشابه كل من التهاب المفاصل الإنتاني والتهاب المفاصل التفاعلي في الأعراض ولكنهما يختلفا في المُسبب لكل منهما؛ إذ ينتج التهاب المفصل الإنتاني من عدوى في المفصل نفسه، أما التهاب المفصل التفاعلي ينتج بعد الإصابة بعدوى في مكان آخر في الجسم، مثل العدوى الناتجة عن الاتصال الجنسي أو عدوى في الجهاز الهضمي كالتسمم الغذائي.[3]
هل التهاب المفاصل الإنتاني مُعدي؟
لا يُعد التهاب المفاصل الإنتاني مُعديًا، ولكن بعض مسببات التهاب المفصل الإنتاني مُعدية ويمكن أن تنتقل من شخص لآخر مثل بكتيريا النيسرية البنية Neisseria gonorrhoeae وبكتيريا المكورات العنقودية Staphylococcus وفيروس الإيدز (HIV).[5]
هل يمكن علاج التهاب المفصل الإنتاني في المنزل؟
لا يوجد علاج منزلي لالتهاب المفصل الإنتاني، فهو حالة طبية طارئة تتطلب تدخل الأطباء ذوي الاختصاص.[5]
هل يمكن الوقاية من التهاب المفاصل الإنتاني؟
يمكن الوقاية من التهاب المفاصل الإنتاني بعدة إجراءات، مثل:[5]
- تجنب الإصابة بالالتهابات.
- تجنب ثقب الجروح.
- تجنب تلف الجلد.
هل يحتاج مريض التهاب المفاصل الإنتاني عملية جراحية؟
على الرغم من أن العلاج الرئيسي لالتهاب المفاصل الإنتاني هو المضادات الحيوية وإجراء بزل المفصل، إلا أنه في بعض الحالات يحتاج المريض لعملية جراحية لتصريف سوائل المفصل وإزالة الأنسجة المصابة فيه، ويعتمد ذلك على شدة العدوى والمفصل المُصاب وفاعلية العلاجات الأخرى لالتهاب المفاصل الإنتاني.[5]