التهاب البنكرياس: أسبابه وأنواعه وأعراضه وكيفية علاجه

ينقسم التهاب البنكرياس إلى الحاد والمزمن، ويتميز التهاب البنكرياس الحاد باحتمالية شفاء المريض خلال بضعة أيام، على عكس التهاب البنكرياس المزمن الذي قد يستمر مدى الحياة، وغالبًا ما ينجم التهاب البنكرياس عن مشاكل أُخرى مثل حصوات المرارة، وتختلف طرق العلاج المتبعة لعلاج كل نوع وفقًا لنوع الالتهاب في البنكرياس.

يمثل البنكرياس أهمية بالغة لإتمام عملية الهضم، يقع خلف المعدة وهو في حجم الكف تقريبًا،[1] إذ يصل طوله إلى 6 بوصات (ما يُقارب 15 سنتيمترًا)، ويتصل البنكرياس بالأمعاء الدقيقة عن طريق القناة البنكرياسية،[2] يتمثّل دوره في إفراز مجموعة من الإنزيمات والهرمونات اللازمة لإتمام عملية الهضم، إذ يفرز البنكرياس يوميًا ما يقرب من 8 أونصة من العصارة الهضمية الغنية بالإنزيمات، مثل إنزيم الليباز Lipase وإنزيم البروتيز Protease وإنزيم الأميليز Amylase، التي تسهم في هضم العناصر الغذائية، مثل الدهون والبروتينات والنشويات، بالإضافة إلى إفراز مجموعة من الهرمونات مثل الإنسولين Insulin والغلوكاجون Glucagon والأميلين Amylin والجاسترين Gastrin المسؤولة عن ضبط مستويات السكر في الدم والتحكم في الشهية.[1]

ما هو التهاب البنكرياس؟

يتمثل التهاب البنكرياس في تضخم واحمرار البنكرياس، نتيجةً لمهاجمة العُصارة الهضمية التي يفرزها البنكرياس لخلايا البنكرياس نفسه،[3] وقد يتسبب التهاب البنكرياس في إنتاج بعض السموم والخلايا الالتهابية التي قد تُتلف الرئة والكلى والقلب،[4] وينقسم التهاب البنكرياس إلى نوعين:[5]

  • التهاب البنكرياس الحاد Acute pancreatitis: الذي يتمثل في نوبة مفاجئة ومؤقتة من الالتهاب تستمر لعدة أيام، وعادةً ما يكون نتيجةً لحصوات المرارة.
  • التهاب البنكرياس المزمن Chronic pancreatitis: يستمر معه الالتهاب ولا يتحسن بمرور الوقت، بل قد يتفاقم الالتهاب مُسببًا تلفًا دائمًا لخلايا البنكرياس.

أعراض التهاب البنكرياس

تختلف أعراض التهاب البنكرياس تبعًا لنوع الالتهاب[6]:

أعراض التهاب البنكرياس الحاد

يعاني المريض من أعراض التهاب البنكرياس فجأة، والتي عادةً ما تختفي خلال أسبوع باستعمال العلاجات، وقد تستمر الأعراض لمدة أطول في حالات الالتهاب الشديدة،[7] وتشمل أعراض التهاب البنكرياس الحاد:[6][7]

  • الشعور بألم شديد ومفاجئ في البطن، قد يمتد ليصل إلى الظهر.
  • مغص أعلى البطن.
  • الحمى.
  • الغثيان والقيء.
  • انتفاخ البطن والشعور بالألم عند لمسه.
  • تسارع ضربات القلب.

قد تتشابه أعراض التهاب البنكرياس الحاد مع الأعراض المُصاحبة لحالات مرَضية طارئة، مثل ثقب المعدة أو قرحة الإثني عشر أو الأزمات القلبية أو حصوات المرارة.[8]

أعراض التهاب البنكرياس المزمن

قد يتسبب تكرار نوبات التهاب البنكرياس الحاد في تلف أنسجة البنكرياس وتراجع قدرته الوظيفية مما يؤدي إلى التهاب البنكرياس المزمن،[6] ليُعاني المريض في هذه الحالة من نوبات الألم الشديد والتي تكون أكثر حدّة عقب تناوله لوجبات الطعام، إذ يتركز الألم في أعلى البطن وقد يمتد إلى الظهر، وغالبًا ما يصحبه الغثيان والقيء، مع تفاقم المرض تشتد حدة النوبات ويتكرر حدوثها أكثر، فقد يعاني بعض المرضى من استمرار ألم البطن دون توقف.[9]

ونتيجةً لتراجع إفراز البنكرياس للإنزيمات الهاضمة،[10] يعاني المريض من أعراضٍ أُخرى:[9][10]

  • الإسهال.
  • خروج البراز دهنيًا تنبعث منه رائحة كريهة.
  • الانتفاخ والغازات.
  • تقلصات البطن.

ومع استمرار تفاقم حالة البنكرياس لدى إصابته بالالتهاب المُزمن، قد يتوقف عن إنتاج هرمون الإنسولين نهائيًا، الأمر الذي ينجم عنه إصابة المريض بمرض السكري من النوع الأول،[9] فيُعاني المريض من بعض الأعراض:[9]

  • تكرار مرات التبول.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • الرؤية الضبابية.
  • العطش والجوع الشديد.
  • خسارة الوزن دون بذل الجهد لذلك.

أسباب التهاب البنكرياس

يحتوي البنكرياس على نوع من الخلايا الإفرازية تعرف بالخلايا العُنيبيّة "أسينار" Acinar cells، التي تؤدي دورها في إفراز مولّدات الإنزيمات التي تُوصَف على أنها مواد خاملة لتنتقل عن طريق القناة البنكرياسية إلى الأمعاء الدقيقة حيث تتحول إلى إنزيمات نشطة تساهم في هضم المواد الغذائية، وفي حال انسداد القناة البنكرياسية أو إصابتها، تتراكم مولدات الإنزيمات في البنكرياس وتتحول إلى إنزيمات نشطة قبل وصولها الأمعاء الدقيقة، فتهاجم خلايا البنكرياس مُسببةً تلفًا لأغشية الخلايا ومن ثم التهاب البنكرياس.[7] وتشمل أسباب التهاب البنكرياس:[4][7]

  • حصوات المرارة.
  • إدمان الكحوليات.
  • تعرض المريض لإصابات مباشرة على البطن.
  • الأورام الخبيثة.
  • بعض أنواع العدوى الفيروسية مثل النكاف وفيروس نقص المناعة البشري وفيروس كوكساكي ب Coxsackie B virus والتهاب الكبد الفيروسي.
  • الإصابة ببعض أنواع العدوى البكتيرية مثل داء البريميات Leptospirosis.
  • الإصابة ببعض أنواع العدوى التي تسببها الطفيليات مثل دودة الصَفَر الإسطوانية (دودة الاسكارس) Ascaris lumbricoides.
  • اضطرابات الأيض مثل مرض السكري.
  • فرط إنتاج الأجسام المضادة من النوع IgG4، الذي يتسبب بالتهاب البنكرياس المناعي الذاتي.
  • التعرض للدغة العقرب.
  • ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم (فرط ثلاثي غليسريد الدم).
  • ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم (فرط كالسيوم الدم)، فقد يترسّب الكالسيوم في القناة البنكرياسية.
  • الخضوع لتقنية تصوير الأقنية الصفراوية والبنكرياس بالتنظير الداخلي Endoscopic Retrograde Cholangiopancreatography (إجراء طبي لعلاج حصوات المرارة [6]).
  • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل الستاتينات Statins المُستعملة لخفض الكوليسترول ومدرات البول وحمض الفالبوريك Valproic acid المُستخدم للسيطرة على نوبات الصرع وهرمون الإستروجين في حبوب منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البديلة ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ( ACE Inhibitors) المُستخدمة للتحكم في ضغط الدم المرتفع بالإضافة إلى مضادات فيروسات النسخ العكسي.
  • الإصابة بمرض التليف الكيسي Cystic fibrosis.

وقد يكون التهاب البنكرياس نتيجةً لسببٍ غير معلوم فيما يُعرف بالتهاب البنكرياس المزمن مجهول السبب Idiopathic chronic pancreatitis، والذي غالبًا ما تتراوح أعمار المُصابين به بين 10 إلى 20 عام، أو مَن قد تتجاوز أعمارهم 50 عامًا، وبحسب الاختصاصيين فقد يرجع التهاب البنكرياس مجهول السبب إلى حدوث طفراتٍ جينية في الجين SPINK-1 والجين CFTR تضعف من القدرة الوظيفية للبنكرياس.[9]

مضاعفات التهاب البنكرياس

قد يتسبب التهاب البنكرياس ببعض المضاعفات الخطيرة:[6][10]

  • الفشل الكلوي.
  • سرطان البنكرياس.
  • مشاكل التنفس، فقد يتسبب التهاب البنكرياس الحاد ببعض التغيرات الكيميائية التي تؤثر على وظائف الرئتين لينجم عنها انخفاض مستويات الأكسجين في الدم.
  • إصابة البنكرياس بعدوى بكتيرية، الأمر الذي قد يتطلب إجراء جراحة لإزالة الأنسجة المصابة بالعدوى.
  • سوء التغذية نتيجةً لنقص إفراز الإنزيمات الهاضمة التي تُمكّن الجسم من امتصاص العناصر الغذائية.
  • مرض السكري نتيجةً لتلف الخلايا المسؤولة عن إنتاج هرمون الإنسولين.
  • تكون أكياس كاذبة Pseudocyst في البنكرياس، فقد ينجم عن التهاب البنكرياس تجمع السوائل في جيوب كيسية، قد يتسبب انفجارها في العدوى والنزيف الداخلي.
  • نخر البنكرياس Pancreatic necrosis، إذ تتلف وتموت أنسجة البنكرياس نتيجةً لضعف التروية الدموية التي تحتاجها.

علاج التهاب البنكرياس

تعتمد طرق علاج التهاب البنكرياس على العوامل المسببة للالتهاب وعلى شدّة الحالة[8]:

علاج التهاب البنكرياس الحاد

غالبًا ما يلجأ اختصاصي الجهاز الهضمي إلى أساليب العلاج الآتية لعلاج التهاب البنكرياس الحاد:[8][10]

  • اتباع حمية غذائية منخفضة الدهون أو بالامتناع عن الطعام والشراب والاعتماد على التغذية الوريدية أثناء ذلك.
  • حقن مسكنات الألم عن طريق الوريد.
  • التنظير الباطني Endoscopy للكشف عن وجود حصوات المرارة وإزالتها.
  • الجراحة لإزالة حصوات المرارة أو أنسجة البنكرياس التالفة والميتة.
  • المضادات الحيوية في حال إصابة البنكرياس بالعدوى.

علاج التهاب البنكرياس المزمن

يهدف علاج التهاب البنكرياس المزمن إلى تخفيف الألم واستعادة قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية،[10] وتشمل بعض طرق العلاج المُستخدمة:[10]

  • مسكنات الألم.
  • الإنسولين.
  • العلاجات التي تستهدف تعويض الجسم عن إنزيمات البنكرياس.
  • الجراحة لتخفيف الألم وإزالة أي انسدادات.
  • حقن الأعصاب القريبة من النخاع الشوكي بالعقاقير المُخدرة لتخفيف الألم.
  • الإزالة الجراحية لأنسجة البنكرياس التالفة في حال فشل طرق العلاج الأُخرى.
كتابة: الصيدلانية نجلاء خطاب - الإثنين ، 15 آب 2022
آخر تعديل - الثلاثاء ، 07 آذار 2023

المراجع

1.
Johns Hopkins Medicine. (n.d.-a). The Digestive Process: What Is the Role of Your Pancreas in Digestion?. Retrieved from https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/the-digestive-process-what-is-the-role-of-your-pancreas-in-digestion
2.
Hoffman, M. (2021). Picture of the Pancreas. Retrieved from https://www.webmd.com/digestive-disorders/picture-of-the-pancreas
3.
Johns Hopkins Medicine. (n.d.-b). Pancreatitis. Retrieved from https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/pancreatitis

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جهاز هضمي وتنظير أونلاين عبر طبكان
احجز