إنفلونزا الخنازير: الأعراض وطرق الوقاية والعلاج

تشبه إنفلونزا الخنازير في أعراضها الإنفلونزا الموسمية التي تنتشر شتاء كل عام، يمكن أن تنتقل بين الأشخاص بالسعال أو العطاس أو لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، يتسبب بها الفيروس H1N1 أحد سلالات فيروسات الإنفلونزا الذي يتشابه جينيًا مع الفيروس المسبب للإنفلونزا لدى الخنازير. يمكن أن يساهم لقاح الإنفلونزا الموسمية بتقليل فرص الإصابة بإنفلونزا الخنازير.

لفيروسات الإنفلونزا العديد من الأنواع التي تغزو وتنتشر في مواسم معيّنة، وتضم فيروسات الإنفلونزا أربعة أنواعٍ رئيسية هي (A, B, C, D) أشهرها النوعين (A, B) اللذان يتسبّبان بالإنفلونزا الموسمية التي تنتشر بداية كل شتاء، ويستوطن فيروس الإنفلونزا من النوع A عددًا من الكائنات الحية، مثل: الإنسان والطيور والخنازير. تضم الفيروسات المُسببة للإنفلونزا من النوع A -مثلًا- أنواعًا فرعية أُخرى اعتمادًا على نوعين من البروتينات على سطح الفيروس، هما: "هيماجلوتينين" Hemagglutinin (H) و"نورامينيداز" Neuraminidase (N)، فتنتشر بين السكان الفيروسات H1N1 وH3N2 أكثر من غيرها ضمن ذات الفئة.[1]

ما هي إنفلونزا الخنازير؟

شُخّصت لأول مرة عام 2009 حالات من العدوى ممّا بات يُعرَف لاحقًا بإنفلونزا الخنازير لدى البشر، وهي تشبه الإنفلونزا الموسمية ويتسبّب بها الفيروس H1N1 الذي يتشابه جينيًا مع الفيروس المُسبب للإنفلونزا بين الخنازير.[2]

مؤخرًا أصبحت اللقاحات التي تستهدف الإنفلونزا الموسمية تستهدف أنواعًا أُخرى من سُلالات الفيروسات، مثل المسؤولة عن إنفلونزا الخنازير H1N1 وغيرها، تختلف فعاليّة اللقاح في الوقاية من الإنفلونزا اعتمادًا على الطفرات الجينية ممكنة الحدوث للفيروس بين موسمٍ وآخر، إلا أنه قد يُمكّن من تأمين نسبة جيدة من الحماية ضد أنواعٍ مختلفة من الإنفلونزا، وعلى الرغم من أنّ لقاح الإنفلونزا يُعد آمنًا ويُوصَى به من الاختصاصيين إلا أنه يُنصَح بالاستشارة الطبية لدى مَن يُخشَى عليهم من بعض الآثار الجانبية أو المضاعفات.[1][2]

أسباب إنفلونزا الخنازير وطرق انتقال الفيروس

يتسبّب فيروس الإنفلونزا المُصنّف من نوع الإنفلونزا A والمُسمّى H1N1 بأكثر حالات إنفلونزا الخنازير، يُشَار للفيروس المتحوّر الذي تسبب بحالات إنفلونزا الخنازير التي ظهرت مجددًا عام 2011 بــ (H3N2)v، وتُعد إنفلونزا الخنازير مُعدية جدًا، إذ تنتقل من إنسانٍ مصاب لآخر سليم باستنشاق الجزيئات المتناثرة في الهواء بعد تلوثها بسعال أو عُطاس الشخص المصاب، أو نتيجة فرك العيون أو الأنف أو الفم بعد لمس الأسطح المُلوثة بالفيروس.[3][4]

يُذكَر بأنّ مجموعة من العوامل قد تلعب دورًا في رفع معدل الخطورة على المريض بعد الإصابة بإنفلونزا الخنازير، منها،[5]

  • العُمر: إذ تكون أشد لدى الأطفال دون الخامسة، أو لدى كبار السن فوق 65 عامًا، أو لدى الأشخاص دون التاسعة عشرة ممّن يتناولون الأسبرين لفتراتٍ طويلة كجزءٍ من العلاج لمشكلة صحية ما.
  • الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل: السكري وأمراض القلب والربو وغيرها.
  • الحمل.
  • انخفاض مستوى المناعة لأيّ سبب، كالإصابة بالإيدز وغيره.

أعراض إنفلونزا الخنازير

تتشابه الأعراض المرافقة لإنفلونزا الخنازير مع تلك المصاحبة للإنفلونزا الموسميّة التي غالبًا ما تصيب الأشخاص بداية كل شتاء[2]، وتضم الأعراض التي قد تستمر بين 7 إلى 10 أيام:[2][6]

  • الحمّى.
  • القشعريرة.
  • التهاب الحَلق.
  • الصداع.
  • الشعور بالإجهاد والإرهاق أو آلام عامة في الجسم.
  • سيلان في الأنف.
  • السعال.

قد تتسبّب إنفلونزا الخنازير أيضًا بالإسهال والاستفراغ، إلا أنّها من الأعراض الأقل شيوعًا، يمكن أن تتطور الأعراض لدى البعض لتصبح شديدة -تمامًا كما يحدث مع الإنفلونزا الموسمية-[2]، فيُصاب المريض عند ذلك بأعراضٍ تستدعي التدخل الطبي العاجل، أبرزها:[6]

  • الالتهاب الرئوي.
  • مشاكل في التنفُّس.
  • الدُوار.
  • الاستفراغ الشديد.
  • التشوش الذهني.
  • ألم في البطن.

تشخيص إنفلونزا الخنازير

غالبًا يصعُب تمييز إنفلونزا الخنازير عن الإنفلونزا الموسميّة المُعتادة بسبب تشابه الأعراض بينهما، وعلى الرغم من أنّ بعض الأعراض قد تكون خاصة بإنفلونزا الخنازير مثل الشعور بألمٍ في المعدة والحاجة للإستفراغ، إلا أنّها من الدلائل غير المؤكدة ولا يُشترط الشعور بها لدى جميع المصابين بإنفلونزا الخنازير، لِذا يمكن إجراء فحص مخبري للتحقُّق من اجتياح إنفلونزا الخنازير لجسد الشخص المصاب عبر أخذ مسحة مخاط من الأنف أو من الحَلق، ثمّ إخضاعها لسلسلة من الفحوصات الجينية والمِخبرية التي تكشف عن نوع الفيروس المُسبّب للعدوى، غالبًا ما يُستعان بهذا الفحص لدى الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات إنفلونزا الخنازير.[5][6]

علاج إنفلونزا الخنازير

يستطيع معظم الأشخاص المصابين بإنفلونزا الخنازير التغلُّب على هذه المشكلة دون الحاجة لأي تدخُّلٍ علاجي، إذ يستطيع الجهاز المناعي مقاومة هذه الفيروسات طبيعيًا وتخليص الجسم منها، لكن قد يضطر البعض الآخر للجوء للخيارات الدوائية من خلال مراجعة اختصاصي الأمراض الباطنيّة أو الصدرية، خصوصًا أولئك الذين يعانون من مشاكل صحيّة أُخرى أو ممّن تفاقمت لديهم الأعراض، تتوافر العديد من الأدوية الممكن الحصول عليها دون وصفة طبية أو يمكن الاعتماد على المضادات الفيروسيّة بعد التشخيص واستشارة الطبيب، إذ تتمحور وظيفتها حول تحفيف الأعراض ومحاولة السيطرة عليها فقط.[4][5]

يُوصَى أيضًا باتباع مجموعة من النصائح التي قد تساعد في تخفيف الأعراض المصاحبة لإنفلونزا الخنازير ورفع قدرة جهاز المناعة على مقاومة الفيروس، كالحصول على قِسطٍ وافر من الراحة، وشرب السوائل، والحرص على تناول غذاء صحي ومتوازن، والنوم لفتراتٍ كافية.[1][2]

الوقاية من إنفلونزا الخنازير

يمكن تجنُّب الإصابة بإنفلونزا الخنازير عبر مراعاة مجموعة من المعايير الوقائيّة التي قد تُقلل معدل انتقال الفيروس للأشخاص الأصحّاء بنسبة عالية، أهمّها:[4][7]

  • الحرص على أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمي، فهو يستهدف الفيروس المسبّب لإنفلونزا الخنازير أيضًا ويمكن أن يحقّق نسبة وقاية جيدة ضد العدوى، مع مراعاة بعض المحاذير عند إعطاء اللقاح لدى مجموعة من الفئات التي تحتاج لتوكيد سلامة الحصول عليه باستشارة الاختصاصيين المَعنيين.
  • الحرص على استمرارية غسل وتعقيم اليدين جيدًا.
  • تجنُّب لَمس الأنف، والفم، والعينين قبل تعقيم اليدين جيدًا.
  • تغطية الأنف والفم بالكمامة عند التواصل المباشر مع الآخرين.
  • تجنُّب التجمُّعات أو أماكن الاكتظاظ حال الاشتباه بانتشار إنفلونزا الخنازير على نطاقٍ واسع، خصوصًا لدى الأشخاص المُعرّضين لخطر الإصابة بمضاعفات ترافق العدوى لاحقًا.
  • محاولة البقاء في المنزل في حال الإصابة بإنفلونزا الخنازير لمنع تفشّي الفيروس ونقله للآخرين.

المراجع

  1. Seladi-Schulman J. (2020-a). How are influenza A and B different? Healthline. Retrieved from https://www.healthline.com/health/cold-flu/influenza-a-vs-b
  2. Brazier Y. (2020). Everything you need to know about swine flu. Medical News Today. Retrieved from: https://www.medicalnewstoday.com/articles/147720
  3. Johns Hopkins Medicine. (n.d.). News and publications: Frequently asked questions about H1N1 flu (Swine flu). Retrieved from https://www.hopkinsmedicine.org/news/stories/flu/h1n1_faqs_archive.html#3
  4. Davis CP. (2022). Swine flu (swine influenza A [H1N1 and H3N2]). MedicineNet. Retrieved from https://www.medicinenet.com/swine_flu/article.htm#what_causes_swine_flu
  5. Krause L. (2019-b). Swine flu (H1N1). Healthline. Retrieved from https://www.healthline.com/health/swine-flu
  6. H1N1 flu virus (swine flu). (2021). WebMD. Retrieved from https://www.webmd.com/cold-and-flu/flu-guide/h1n1-flu-virus-swine-flu#1-3
  7. MayoClinic. (2021). H1N1 flu (swine flu). Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/swine-flu/symptoms-causes/syc-20378103
كتابة: . ليلى الجندي - الأحد ، 08 أيار 2022
آخر تعديل - الأربعاء ، 08 آذار 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري علاج إنفلونزا الخنازير أونلاين عبر طبكان
احجز