أمراض الجلد الفيروسية: أنواعها وأعراضها

أمراض الجلد الفيروسية هي مشاكل جلدية تسببها الفيروسات وتكون مُعدية غالبًا، من أبرزها الحصبة، وجدري الماء، والحزام الناري، والوردية، ولكلٍّ من هذه الأمراض أعراضٌ مميّزة تُدلّل على الإصابة بها، وبناءً على شدّة الأعراض يُحدّد طبيب الجلدية العلاج المناسب للحالة.

تُعدُّ الفيروسات كائنات مجهرية صغيرة الحجم تتواجد تقريبًا في كل مكان؛ في الحيوان والإنسان والنبات، إذ تحتاج إلى جسم كائن حي مُضيف للتكاثر والنمو، ويمكن أن تتسبّب بعض أنواع الفيروسات بالأمراض التي قد يتطلب بعضها العلاج،[1] فما هي الأمراض التي تُسببها الفيروسات للإنسان؟ وما هي أمراض الجلد الفيروسية؟ وكيفية علاجها؟

الفيروسات

تختلف الفيروسات في الشكل والحجم، ولكنّ جميعها تتكوَّن من الحمض النووي من نوع واحد من المادة الوراثية أو الأحماض النووية؛ إمّا الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA أو الحمض النووي الريبوزي RNA محاطًا بغلافٍ من البروتين، وتعتمد الفيروسات أساسًا على خلايا الكائنات الحية الأُخرى للتكاثر والنمو لعدم احتوائها على الريبوسومات، وبذلك تؤثر في الخلايا المُضيفة وتُدمِّرها، وبناءً على ذلك يُصنِّف العلماء الفيروسات وفقًا لشكلها وحجمها ونوع الحمض النووي الذي تتكون منه، وعلى احتوائها على الغلاف Envelope من عدمه، يتكون هذا الغلاف من الشحوم والبروتينات، يحوي المادة الوراثية وقد لا يكون موجودًا في جميع الفيروسات.[1][2]

ما هي الأمراض الفيروسية؟

يُعدُّ المرض الفيروسي (بالإنجليزية: Viral disease) حالة مرضية يُسببّها أحد أنواع الفيروسات، ولا تُعد جميع الأمراض الفيروسية مُعدية؛ أيّ أنها لا تنتقل دائمًا من شخصٍ لآخر،[2] بينما يتواجد عدة أمراض فيروسية مُعدية أهمها:[1][2]

  • أمراض الجهاز التنفسي الفيروسية؛ مثل متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (بالإنجليزية: SARS‏)، ونزلات البرد، والإنفلونزا، وفيروس كورونا (كوفيد-19)، ومن أهم أعراضها سيلان الأنف، والسُّعال، والحمى.
  • أمراض الجهاز الهضمي الفيروسية؛ مثل العدوى بالفيروس العجلي (Rotavirus) والفيروس الغداني (Adenoviridae)، و"نوروفيروس" (Norovirus)، وتتمثَّل أعراض الأمراض الفيروسية الهضمية بالإسهال، والتقيؤ، والمغص.
  • أمراض الجلد الفيروسية (الأمراض الطفحية الفيروسية) وأهمّها الحصبة، والتي تُعد شديدة العدوى والحصبة الألمانية، والجدري.
  • أمراض الكبد الفيروسية؛ وأهمها التهاب الكبد الوبائي C، والتهاب الكبد الوبائي B، اللذان ينتقلان من خلال سوائل الجسم أو بالاتصال الجنسي، والتهاب الكبد الوبائي A، والتهاب الكبد الوبائي E، اللذان ينتقلان من خلال تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة ببراز شخصٍ مصاب بالفيروس.
  • الأمراض الفيروسية النزفية، مثل مرض فيروس إيبولا (Ebola).
  • الأمراض الفيروسية العصبية؛ مثل التهاب السحايا الفيروسي (بالإنجليزية: Viral Meningitis)، والتهاب الدماغ الفيروسي (بالإنجليزية: Viral Encephalitis)، ومن أعراضها نوبات الصَّرع، والحمى.
  • مرض نقص المناعة المُكتسب (الإيدز) الذي يُسبّبه فيروس نقص المناعة البشري (HIV).

أمراض الجلد الفيروسية

على الرغم من أنَّ طبقة الجلد تحمي الجسم من الالتهابات إلا أنّها قد تُصاب بالعدوى هي أيضًا؛ سواءً البكتيرية أو الفيروسية أو غيرهما، وتُوصَف أمراض الجلد الفيروسية (بالإنجليزية: Viral skin infections) على أنها عدوى فيروسية تُصيب الجلد، إذ تنتقل من خلال التلامس مع شخصٍ مُصاب بالفيروس، أو من خلال استنشاق هواءٍ ملوَّث أو عند استخدام المناشف لشخصٍ مُصاب أو السّباحة في برك السباحة المشتركة، وتتراوح شدَّة أعراض أمراض الجلد الفيروسية ما بين الخفيفة إلى الشديدة، ومن أبرز أعراضها ظهور طفح جلدي.[3][4] ومن أمراض الجلد الفيروسية:

الحزام الناري

يحدث الحزام الناري أو ما يُعرَف بزنار النار أو القوباء المنطقية أو الهربس النطاقي (بالإنجليزية: Herpes zoster/Shingles) بسبب فيروس جدري الماء أو فيروس الحماق النطاقي (بالإنجليزية: Varicella zoster virus)؛ وهو نفس الفيروس الذي يُسبِّب جدري الماء، فيُصاب الشخص بالحكة الشديدة، وانتشار الطفح الجلدي الأحمر أحيانًا يصاحبه بالألم الشديد والإحساس بالحرقان والحساسية عند اللمس، وظهور بثور مملوءة بالسوائل يمكن أن تنفجر بسهولة، وعادةً ما يظهر الحزام الناري في جانبٍ واحد من الجسم، يمكن أن تظهر على الجذع أو الرقبة أو الوجه أو الصدر أو البطن أو الظهر.[5][6]
لا يوجد علاج شافٍ من الحزام الناري حتى الآن، ولكن قد تُساهم الأدوية المتوفرة في تخفيف شدَّة الأعراض ومنع تفاقمها، ولا بدّ من تلقّي المُصاب للعلاج بعد تشخيص طبيب الجلدية مرض الحزام الناري في غضون 72 ساعة من ظهور الأعراض، إذ قد يصف الطبيب بعض العلاجات كمضادات الفيروسات بأشكالها الصيدلانية المتوافرة كالكريمات أو المراهم لتقشير البثور أو الأقراص لتسريع الشفاء مثل الأسيكلوفير (Acyclovir)، ومضادات الالتهاب، ومسكِّنات الألم.[6]

جدري الماء

يُصنَّف جدري الماء أو مرض بوشويكة أو الحُمَاق أو العَنقَز أو جُديري الماء (بالإنجليزية: Chickenpox) ضمن أحد أمراض الجلد الفيروسية شديدة العدوى وهو يُصيب الأطفال غالبًا إلا أنّه قد يصيب الأشخاص البالغين أو ضعيفي المناعة أيضًا، وهنالك مجموعة من العلامات والأعراض التي قد تظهر على المريض خلال 10 إلى 21 يومًا بعد ملامسة شخصٍ مُصابٍ بجدري الماء، ومن أهمّها الطفح الجلدي، والحكة الشديدة، ومن ثم ظهور البثور الحمراء،[7] وقد يكون المصابون بجدري الماء هم أكثر عُرضة للإصابة بالحزام الناري مستقبلًا نظرًا إلى أنّ المُسبِّب لكليهما هو نفس الفيروس.[4]

الحصبة

تعدُّ الحصبة (بالإنجليزية: Measles) أحد الأمراض الفيروسية التنفسية شديدة العدوى، والتي تُشبه في أعراضها أعراض الإنفلونزا، إذ تبدأ في السعال المتقطّع، وسيلان الأنف، وارتفاع درجة حرارة المُصاب إلى 40 درجة مئوية مع الطفح تحديدًا، واحمرار العينين، وربما نشوء بقع حمراء صغيرة يميل لونها من المنتصف بين الأبيض والأزرق على الخدين وداخل الفم لدى الأطفال، وبعد مرور 3-5 أيام على هذه الأعراض، ينتشر طفح جلدي أحمر أو بني على شكل بقعٍ مسطّحة الشكل تبدأ بالظهور على الجبهة، ثم تمتد إلى بقية الوجه، وأخيرًا إلى الرقبة والظهر والذراعين والساقين والقدمين، ولا يوجد علاجٌ دوائي محدد للحصبة، لكن يُنصَح بالإكثار من شرب السوائل، وأخذ قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم، والبقاء في المنزل لمدة 4 أيام بعد ظهور الطفح لتجنُّب انتقال العدوى إلى الآخرين.[8]

الثآليل

الثالول أو الثؤلول أو السنطة أو عين السمكة (بالإنجليزية: Warts) يُسبِّبه فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human Papillomavirus HPV)، والذي يظهر على شكل نتوءاتٍ أو زوائد جلدية خشنة الملمس مُعدية عند لمسها، تنشأ غالبًا على اليدين، لكنها قد تصيب أخمص القدمين أو الوجه أو الأعضاء التناسلية أيضًا، يمكن علاج الثآليل منزليًا باستخدام لاصق أو جِل أو سائل حمض الساليسيليك Salicylic acid على موضع الثالول على مدار عدة أشهر لإزالتها، أو من الممكن علاجها في عيادة طبيب الجلدية بتقنية التبريد التي تعتمد استخدام النيتروجين السائل، أو العلاج بالليزر الذي يُسخِّن ويُتلِف الأوعية الدموية التي تزوّد الثالول بالدم.[9]

المليساء المعدية

المُليساء المعدية أو المليساء الظهارية (بالإنجليزية: Molluscum contagiosum) تُصيب الأطفال الصغار دون 10 سنوات غالبًا، لكنها قد تصيب الأشخاص من أيّة فئة عمرية أيضًا، وتكون على شكل ندبات وحطاطات صغيرة دائرية يتراوح قطرها ما بين 1 إلى 6 مم بلونٍ بني أو وردي أو أبيض أو قد تكون بلون الجلد مع دمّل في وسطها، وغالبًا تنشأ المليساء المعدية في الأماكن الرطبة وكثيرة التعرّق في الجسم، مثل الإبطين أو خلف الركبتين أو الفخذ أو الأعضاء التناسلية أو الشفتين وفي حالاتٍ نادرة داخل الفم، لا يوجد علاج واحد محدد للمليساء المعدية، ولكن يمكن تخفيف شدّة الندبات بالتبريد أو التجميد أو العلاج بالليزر أو بالتجفيف الكهربائي أو الكشط اللطيف (بالإنجليزية: Electrodesiccation)، وقد تزول المليساء المعدية من تلقاء نفسها وحدها دون علاج بعد مرور 6 إلى 12 شهر من ظهورها لدى الأطفال.[4][10]

الوردية

الوردية (بالإنجليزية: Roseola) وتُسمى أيضًا بالمرض السادس ويشيع عند الأطفال في عمر العامين، وتتميّز أعراضها بالحمى المُفاجِئة التي تستمر لمدة 3-5 أيام، يتبعها ظهور الطفح الجلدي على الصدر والبطن والظهر، ثم يبدأ في الانتشار إلى الرقبة والذراعين، وليس من الضروري أن يكون الطفح الجلدي مثيرًا للحكة أو مُسببًا للألم، إذ تظهر أعراض الوردية غالبًا في غضون أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة بالعدوى الفيروسية، بينما قد لا تظهر أيّة أعراض عند البعض الآخر، وغالبًا ما تختفي الوردية من تلقاء نفسها في غضون أسبوعٍ، ويمكن مراجعة طبيب الجلدية في الحالات التي ترتفع معها الحمى بسرعة ويرافقها بعض التشنجات، لاتخاذ التدابير العلاجية المناسبة.[11]

المرض الخامس

المرض الخامس أو الحمامى العدوائية أو متلازمة الخد المصفوع (بالإنجليزية: Erythema Infectiosum /Fifth Disease)‏ هو مرض جلدي يُسبِّبه فيروس B19 (بالإنجليزية: Parvovirus B19)، يصيب الأطفال خلال سن المدرسة ولا سيما خلال فصلي الشتاء والربيع، ويتميَّز بظهور أعراضٍ أولية شبيهة بنزلات البرد بعد أسبوع إلى عشرة أيام من ظهور الطفح الجلدي المُفاجِئ، والتي تشمل: سيلان الأنف، والتهاب الحلق، وارتفاعٍ طفيفٍ في درجة الحرارة، والصُّداع، وألم العضلات، إذ يتّصف الطفح الجلدي عندها بلونٍ أحمر فاتح أو وردي على الخدين وكأنه تلقّى صفعة.[12]

الحصبة الألمانية

الحصبة الألمانية أو الحميراء (بالإنجليزية: Rubella) هي أحد الأمراض الفيروسية النّادرة التي تتميَّز بالطفح الجلدي الأحمر أو الوردي على شكل بقع تنتشر على الوجه أو خلف الأذنين في البداية ثم تنتشر على الرقبة والجسم، وتظهر في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالعدوى، وقد ترافقها بعض الأعراض؛ مثل ألم الأصابع أو الركبتين، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، والسعال، وسيلان الأنف، والصداع، والتهاب الحلق، واحمرار العينين، وغالبًا ما تختفي الأعراض في غضون أسبوع من الإصابة بالعدوى، ويجب الحذر من انتقال العدوى إلى المرأة الحامل خصوصًا قبل الأسبوع العشرين؛ إذ من الممكن أن تُسبب الإصابة بالحصبة الألمانية الإجهاض أو قد تسبب بعض المشاكل للجنين عند ولادته مثل اختلالات في السمع والبصر، أو مشاكل القلب أو الدماغ.[13]

كتابة: الدكتورة الصيدلانية براءة الخطاطبة - الثلاثاء ، 18 تشرين الأول 2022
آخر تعديل - الأحد ، 05 آذار 2023

المراجع

1.
Crosta, P. (2021, June 24). What to know about viruses. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/158179
2.
Seladi-Schulman, J. (2019,March 29-a). Viral Diseases 101. Retrieved from https://www.healthline.com/health/viral-diseases#respiratory
3.
De Pietro, M. (2022, February 3-b). Skin Infection: Types, Causes, and Treatment. Retrieved from https://www.healthline.com/health/skin-infection#types

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جلدية أونلاين عبر طبكان
احجز