أعراض هشاشة العظام وطرق العلاج المتاحة

تشكل العظام الجهاز الهيكلي في الجسم، وتساعده في أداء العديد من الوظائف، لكن قد تُسهم بعض العوامل في تعرض العظام للإصابة بالهشاشة، وتشمل أعراض هشاشة العظام أعراضًا مبكرة وأُخرى متأخرة، ويسهم اتباع بعض الإرشادات في الحد من خطر التعرض لهشاشة العظام.

هشاشة العظام من الأمراض الشائعة خصوصًا لدى كبار السن، وكثيرًا ما يكتشفه المريض فجأة - ودون وجود أعراضٍ سابقة- عند تعرضه لكسر في أحد العظام، لكن يمكن اتبّاع بعض التدابير التي من شأنها التقليل من خطر الإصابة به.[1]

ما هي هشاشة العظام؟

مرض هشاشة العظام من الأمراض التي تصيب العظام في الجسم وتُضعفها لدرجة تصبح معها سهلة الكسر، وغالبًا ما تكون عظام الورك، والعمود الفقري، والرسغ من المناطق الأكثر عُرضةً للكسر، مرض هشاشة العظام من الأمراض التي كثيرًا ما يجهل المريض إصابته بها، إذ تضعف العظام عبر السنوات، ويكتشف المريض ذلك عند تعرض أحد عظام جسمه للكسر.[1]

يصيب مرض هشاشة العظام كافة الفئات العمرية، إلا أنّ كبار السن من النساء هُن الأكثر عُرضة للإصابة به، ومن العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بهشاشة العظام:[1][2]

  • التاريخ العائلي للإصابة بهشاشة العظام أو للتعرض لإصابات مباشرة تسببت بكسورٍ في العظام.
  • الإصابة بكسرٍ في العظم بعد عمر الخمسين.
  • استئصال المبيضين قبل انقطاع الطمث.
  • انقطاع الطمث مبكرًا.
  • تدني مخزون الكالسيوم وفيتامين د في الجسم.
  • تناول بعض أنواع الأدوية كتلك المستخدمة في علاج السرطان والتهاب المفاصل.
  • تدني مؤشر قياس كتلة الجسم (أن تكون قيمته 19 أو أقل).
  • نمط الحياة الخامل، كالبقاء في السرير لفترات طويلة.
  • الإفراط في التدخين وتناول المشروبات الكحولية.

و بالإضافة لِما سبق، ترفع بعض الأمراض من خطر الإصابة بهشاشة العظام منها: الفشل الكلوي، والإصابة السابقة بسرطان الثدي، وفرط نشاط الغدة الدرقية.[3]

يُشخّص طبيب العظام مرض هشاشة العظام من خلال قياس كتلة العظم لدى المريض باستخدام أجهزة خاصة (مثل قياس امتصاص الأشعة السينية مزدوجة الطاقة Dual energy X-ray absorptiometry)، الذي يُمكّنه من قياس كتلة العظم في منطقة الورك والعمود الفقري، ومن خلال مقارنة قياسات المريض مع قياسات غيره من الأشخاص من نفس العمر والجنس يستطيع الطبيب أن يُقدّر ما إذا كان المريض يعاني من هشاشة العظام أم لا.[3]

العظام

يتكون الجهاز الهيكلي في جسم الإنسان من العظام، والغضاريف، والأوتار، والأربطة، إذ تشكل العظام الهيكل الخارجي للجسم،[4] وتؤدي أيضًا الوظائف الآتية:[4]

  • توفير الدعامة لأعضاء الجسم، فعظام الساقين على سبيل المثال توفر الدعامة للجزء العلوي من الجسم.
  • تمكين الجسم من الحركة وذلك بالمشاركة مع العضلات.
  • تخزين بعض العناصر المهمة مثل الكالسيوم والفوسفور وإطلاقها مرة أخرى إلى الدم عند الحاجة، كما تُخزَّن الدهون في نوعٍ خاص من أنواع النخاع الشوكي يسمى بالنخاع الأصفر، ليستخدمه الجسم في إنتاج الطاقة عند الحاجة.
  • توفير الحماية لبعض أعضاء الجسم الحساسة، إذ تحمي عظام القفص الصدري الرئتين على سبيل المثال، وتحمي عظام الجمجمة الدماغ.
  • إنتاج جزء خاص من العظام -يسمى بالنخاع الشوكي الأحمر- كريات الدم الحمراء، وكريات الدم البيضاء، والصفائح الدموية.

يشبه التشريح الداخلي للعظم خلية النحل، وعند الإصابة بهشاشة العظام تزداد الفراغات في هذه الخلية وتتناقص كتلة العظم، في بعض الحالات يكون التناقص في طول القامة من الأعراض المبكرة لهشاشة العظام التي يلاحظها المريض.[1]

أعراض هشاشة العظام

تساعد معرفة أعراض هشاشة العظام في تشخيص وعلاج المرض مبكرًا، وتنقسم أعراض هشاشة العظام إلى أعراض مبكرة، وأعراض متأخرة كالآتية:

أعراض هشاشة العظام المبكرة

قلّما يلاحظ المريض أعراضًا مبكرة واضحة تدل على إصابته بهشاشة العظام، إلا أنه هناك مؤشرات توحي بوجود نقصانٍ في كتلة العظم، مثل:[3][5]

  • انحسار اللثة: يتقلص حجم اللثة أحيانًا لدى انخفاض كثافة عظم الفك، لذا يُنصح بتصوير الفك لدى طبيب الأسنان لتقييم حالة العظام.
  • هشاشة الأظافر وسهولة تكسرها: تعكس عمومًا مدى قوة العظام، وقد يشير تكسرها إلى انخفاضٍ في كتلة العظم، وينبغي الانتباه إلى أنّ أسبابًا أُخرى قد تجعل الأظافر هشّة غير هشاشة العظام، كاستخدام مزيل طلاء الأظافر بإفراط، وتعرض الأظافر لدرجات حرارة شديدة البرودة أو السخونة.
  • ضعف قبضة اليد: ربطت بعض الدراسات بين ضعف قبضة اليد وتضاؤل نسبة المعادن في العظام لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
  • ضعف السمع: ربطت بعض الدراسات بين تدهور السمع المتوسط إلى الشديد والإصابة بهشاشة العظام.
  • ضعف العضلات، ويمكن ملاحظة ذلك عبر مَيل المريض لأن يتكِّىء على شيء لدى نهوضه بعد الجلوس، الأمر الي يُنبئ بضعف العظام كذلك.

أعراض هشاشة العظام المتأخرة

مع تضاؤل كتلة العظم المستمر تبدأ بعض الأعراض بالظهور، وتتضمن:[3]

  • تناقص الطول: هو العرَض الأبرز من أعراض هشاشة العظام، ويحدث بسبب وجود كسور في فقرات العمود الفقري.
  • الشعور بألم في الرقبة أو في الظهر: تتسبب كسور الفقرات بالضغط على الأعصاب الخارجة من العمود الفقري مُحدثةً ألمًا متفاوت الحدة.
  • سهولة التعرض للكسر: مريض هشاشة العظام أكثرعُرضة للكسور التي يمكن أن تحدث حتى من الحركات البسيطة.
  • تقوس الظهر: وهو من تبعات إصابة فقرات العمود الفقري بالكسر، وقد يكون شديدًا لدرجة يؤثر بها على قدرة المريض على التنفس.

من الأهمية بمكان أن يتلقّى المُصاب بهشاشة العظام العلاج الطبي اللازم للحد من تناقص كتلة العظم، ولتجنب إصابته بالكسور.[6]

طرق الوقاية من هشاشة العظام

هناك إرشادات يسهم اتباعها في الوقاية من هشاشة العظام، تتضمن:[6][7]

  • اتبّاع حمية غذائية صحية ومتنوعة ذات محتوى وفير من الخضراوات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة.
  • التأكد من حصول الجسم على كفايته من الكالسيوم سواءً من خلال تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان والسردين، أو من خلال الاستعانة بمكملات الكالسيوم الغذائية، فتدني مستوى الكالسيوم في الدم يدفع الجسم لسحب الكالسيوم من العظام.
  • التأكد من حصول الجسم على كفايته من فيتامين د، إذ يزيد فيتامين د من كثافة العظام، كما يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم يتوفر، فيتامين د بكمياتٍ قليلة في بعض الأغذية كالأسماك الدهنية والبيض، ويبقى التعرض لأشعة الشمس المصدر الأساسي لهذا الفيتامين.
  • اتباع أنماط الحياة الصحية، كتجنب التدخين الذي يقلل من كثافة العظام، والامتناع عن تناول المشروبات الكحولية التي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، لا سيما التمارين الهوائية متوسطة القوة، كما تُعد تمارين المقاومة ورفع الأثقال من أكثر الرياضات التي تساهم في تحسين كثافة العظام وتجنب هشاشتها.

ما هي أعراض الكسور الناتجة عن هشاشة العظام ؟

العمود الفقري والورك والرسغ هي المناطق الأكثر عُرضة للكسور لدى المريض الذي يعاني من هشاشة العظام ، وهناك جملة من الأعراض التي قد يلاحظها المريض في حال تعرضه لكسرٍ في أيّ منها كما يأتي:[8]

  • الكسور الانضغاطية في العمود الفقري:

تحدث عند تعرض فقرة أو أكثر من فقرات العمود الفقري للكسر، و من الممكن أن تتسبب حتى الحركات البسيطة كالسعال، أو حمل شيءٍ ثقيل الوزن بإصابة مريض هشاشة العظام بهذا النوع من الكسور، قد تكون هذه الكسور طفيفة وغير ملحوظة وتلتئم بدون علاج، وفي أحيانٍ أخرى تسبب هذه الكسور ألمًا للمريض يمتد من منتصف الظهر حتى أسفله، ويتفاقم لدى وقوف المريض أو جلوسه لفتراتٍ طويلة.

  • الكسور في منطقة الحوض:

يتباين مقدار الألم المصاحب لكسور الحوض بدرجة كبيرة، وهناك بعض المؤشرات التي تدل على إصابة الحوض بالكسر كصعوبة المشي أو الوقوف، تورم الحوض، التواء الرجل المحاذية لمنطقة الكسر أو قد تبدو أقصر.

  • الكسور في الرسغ:

عادةً ما يحدث هذا النوع من الكسور عندما يحاول المريض أن يمنع نفسه من الارتطام بالأرض بالاتكاء على يده، ويرافق الكسر في الرسغ انحناؤه حول محور غير طبيعي أو الشعور بالألم وتورُّم الرسغ أو تورُّم قاعدة الإبهام.

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الخميس ، 25 آب 2022
آخر تعديل - الأربعاء ، 08 آذار 2023

المراجع

1.
National Institute on Aging. (2017). Osteoporosis. Retrieved from https://www.nia.nih.gov/health/osteoporosis
2.
UK National Health Services. (2019). Osteoporosis: Causes. Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/osteoporosis/causes/
3.
. What Are the Symptoms of Osteoporosis?. (2021-a). Retrieved from https://www.healthline.com/health/osteoporosis-symptoms#diagnosis.

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري عظام أونلاين عبر طبكان
احجز