ينمو الشعر تقريبًا في كل أجزاء الجسم ما عدا راحة اليدين وباطن القدمين والجفون، وغالبًا ما تكون الشعرات خفيفة بالكاد تُرَى في باقي مناطق الجسم، إذ يبلغ تعداد الشعر الطبيعي في الرأس ما بين 100000 إلى 150000 شعرة، كما يتساقط حوالي 50 إلى 100 شعرة طبيعيًا. قد يتساقط الشعر بمعدل أعلى لعدة عوامل أهمها التقدم في العمر، كما قد يكون مؤقتًا أو دائمًا وفقًا للمُسبب الأساسي.[1][2] ما هي أسباب تساقط الشعر؟ وما هي أعراضه؟ وما هي طرق العلاج؟
ما هو تساقط الشعر؟
تتكون الشعرة من بروتين يُسمى الكيراتين (بالإنجليزية: keratin) والذي يتكون في بصيلات الشعر، والمسؤول عن نمو شعرة جديدة بدلًا عن الشعرة التي سقطت، إذ يتساقط طبيعيًا بمعدل 100 شعرة يوميًا، كما تتأثر دورة حياة بصيلة الشعر بعدة عوامل أهمها العمر والمرض وغيرها؛ ويتباطأ معدل نمو الشعر مع التقدم في العمر.[1] تتمثل دورة الشعر الطبيعية بثلاثة مراحل:[1]
- طور التنامي Anagen، وهي مرحلة نمو الشعر والتي تستمر ما بين سنتين إلى ثماني سنوات.
طور التراجع Catagen، وهي المرحلة الانتقالية من نمو الشعر والتي تستمر ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
- طور الانتهاء Telogen، وهي مرحلة الراحة، وتعد المرحلة النهائية من دورة الشعر والتي تستمر ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وفي نهايتها يتساقط بعض الشعر ويحل مكانه شعرٌ جديد، وتبدأ بعدها دورة نمو جديدة للشعر.
ما هي أنواع تساقط الشعر؟
هنالك عدة أنواع لتساقط الشعر تبعًا للمسبب كالآتي:[1][3]
- تساقط الشعر المرتبط بالعمر أو ما يسمى الثعلبة الأوبية (بالإنجليزية: Involutional alopecia)، إذ يقل معدل نمو الشعر مع تقدم العمر، بسبب دخول بصيلة الشعر في طور الانتهاء والراحة، ويُصبح الشعر أقصر وأقل عددًا.
- الصلع الوراثي (بالإنجليزية: Androgenic alopecia) وهي حالة وراثية قد تصيب كُلًا من الرجال والنساء، ويُسمى أيضًا بالثعلبة ذكرية الشكل والتي تتمثل بتساقط الشعر المبكر في سن المراهقة أو أوائل العشرينات، كما أن تساقط الشعر لدى الذكور يظهر تدريجيًا في مقدمة فروة الرأس بالإضافة إلى المنطقة التاجية أعلى الرأس، بينما يُلاحظ تساقط الشعر الوراثي لدى النساء في سن الأربعين.
- الثعلبة البقعية (بالإنجليزية: Alopecia areata) والتي تحدث غالبًا فجأة لدى الأطفال والمراهقين، وتتميز بظهور بقع خالية من الشعر.
- الثعلبة الشاملة (بالإنجليزية: Alopecia universalis) والتي تتميز بتساقط شعر الرأس والجسم كاملًا حتى شعر الرموش والحاجبين.
- هوس نتف الشعر (بالإنجليزية: Trichotillomania) وهو اضطراب نفسي ينتف به المريض شعره، ويصيب غالبًا الأطفال.
- تساقط الشعر الكربي (بالإنجليزية: Telogen Effluvium) هو ترقق الشعر مؤقتًا بسبب تغير دورة نمو الشعر؛ إذ يدخل عدد كبير من بصيلات الشعر في طور الانتهاء والراحة.
ما هي أسباب تساقط الشعر؟
من أهم أسباب تساقط الشعر ما يأتي:[1][4]
- التغيرات الهرمونية، بسبب ارتفاع مستوى الأندروجين، كما قد يزداد معدل تساقط الشعر بعد الولادة أو بعد انقطاع الطمث.
- اضطراب الغدة الدرقية، إذ قد يُسبب كُلًا من فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية تساقط الشعر.
- التوتر، إذ يسبب التوتر والقلق تساقط الشعر، ويمكن التخفيف من التوتر من خلال ممارسة التمارين الرياضية والسيطرة على التوتر والتغذية الصحية المتوازنة.
- عوامل وراثية أو جينية.
- الحروق والأشعة السينية قد تُسبب تساقط الشعر مؤقتًا.
- استخدام مستحضرات التجميل على الشعر مثل بعض أنواع الشامبو وصبغة الشعر وغيرها.
- الحمية الغذائية منخفضة البروتين أو منخفضة السعرات الحرارية.
- الأدوية التي تسبب تساقط الشعر والتي تشمل كلًا من: العلاج الكيماوي وأدوية الغدة الدرقية وموانع الحمل الفموية وحاصرات المستقبل بيتا (بالإنجليزية: β-Blockers) ومضادات الاختلاج أو مضادات التشنج ومضادات الاكتئاب، ومضادات التخثر.
- نقص الفيتامينات والمعادن أشهرها نقص الزنك ونقص الحديد، كما يُسبب نقص الفيتامينات الآتية تساقط الشعر: نقص فيتامين د وفيتامين ب12 وفيتامين ج وفيتامين أ والبيوتين.
- الإصابة بمرض الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، وهي أحد الأمراض المناعية الذاتية التي تسبب تساقطًا للشعر.
- الإصابة بأمراضٍ أخرى تُسبب تساقط الشعر وأهمها: الفشل الكلوي وأمراض الأمعاء الالتهابية وأمراض الكبد ومرض السكري، والصدفية.
ما هي أعراض تساقط الشعر؟
تظهر أعراض تساقط الشعر كالآتي:[2][5]
- ترقق الشعر تدريجيًا.
- ظهور بقع صلعاء في الرأس تتسّع ببطء.
- انحسار خط الشعر وتراجعه للخلف بما يمكن ملاحظته جيدًا مع مرور الوقت.
- اتساع مساحة المنطقة الصلعاء بمعدل أعلى.
- يصبح الشعر أقل غزارة لدى تصفيفه على شكل ذيل الحصان.
على الرغم من ظهور تساقط الشعر تدريجيًا، لكن قد يظهر فجأة كالآتي:[5]
- ظهور بقعة صلعاء خلال يوم إلى يومين.
- تساقط كثيف من الشعر عند تمشيطه.
- تساقط معظم شعر الرأس أو كله.
كما قد يتساقط الشعر في مناطق أخرى غير فروة الرأس وذلك لأسباب مرضية مثل الثعلبة البقعية، إذ قد يتساقط الشعر لديهم عن الحاجبين أو رموش العين أو اللحية أو شعر الأنف أو شعر العانة، قد تتطور الثعلبة البقعية إلى الثعلبة الشاملة والتي تُسبب تساقط الشعر الكلي عن الجسم.[5]
على الرغم من أنّ أعراض تساقط الشعر تتمثّل بتساقط الشعر المفاجئ أو التدريجي، إلّا أنّ البعض قد تظهر عليه أعراض أُخرى بالتزامن مع تساقط الشعر كالآتي:[2][5]
- الشعور بالحَرَقة أو اللسع قبل تساقط الشعر المفاجئ، وغالبًا ما يرافق داء الثعلبة البقعية.
- الحكة الشديدة والحَرقة مكان تساقط الشعر، وغالباً ما يكون سبب ذلك الإصابة بعدوى.
- احمرار وانتفاخ وتقرحات صديدية، وغالبًا ما تشير هذه الأعراض إلى التهاب الجريبات الصالع (بالإنجليزية: Folliculitis Decalvans).
- ظهور بقع صلعاء متقيحة ومتقشرة مع وجود بثور تفرز القيح، وغالبًا ما تشير هذه الأعراض إلى الإصابة بالالتهاب الفطري في فروة الرأس.
- ظهور بقع صلعاء متقشرة لدى الأشخاص المصابين بالصدفية.
ما هو علاج تساقط الشعر؟
يعتمد علاج تساقط الشعر على علاج المُسبب،[2] ويكون العلاج كالآتي:
علاج تساقط الشعر بالأدوية
من الممكن زيادة تحفيز نمو الشعر من خلال استخدام الأدوية الفموية أو الموضعية للتخفيف من تساقط الشعر وتحفيز نموه، من أهم الأدوية المستخدمة لعلاج تساقط الشعر:[2][6]
- مينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil) الموضعي، إذ يُوضع على فروة الرأس مرة إلى مرتين في اليوم، وهو يُحفز بدوره نمو الشعر ويمنع تساقطه. يبدأ التحسّن بنموّ الشعر خلال 3-6 أشهر من الاستخدام.
- فيناستيرايد (بالإنجليزية: Finasteride) ، يُستخدم لعلاج الثعلبة الذكرية، ويكون على شكل أقراص تؤخذ عبر الفم حبة واحدة يوميًا مع الحِفاظ على تناولها في الوقت نفسه كل يوم للحصول على النتائج المرجوّة، إذ يُحفز نمو الشعر ويبطئ معدل تساقط الشعر. يمكن ملاحظة التحسن في نمو الشعر بعد أربعة أشهر من الاستخدام المتواصل.
- السبيرونولاكتون (بالإنجليزية: Spironolactone)، يُستخدم لعلاج تساقط الشعر لدى النساء، إذ يزيد من كثافة الشعر ويمنع تساقطه، كما يجب التنويه إلى ضرورة تجنب استخدامه لدى الحامل؛ إذ يُسبب تشوهات جنينية.
- المضادات الحيوية أو مضادات الملاريا في حال الإصابة بالثعلبة الليفية الأمامية (بالإنجليزية: Frontal fibrosing alopecia) والتي تُسبب التهابًا مؤلمًا لفروة الرأس. يمكن استخدام مضاد الفطريات في حال كان السبب سعفة الرأس (سعفة فروة الرأس).
- الكورتيكوستيرويد في حال كان سبب تساقط الشعر أحد أمراض نقص المناعة الذاتية.
علاج تساقط الشعر في العيادة
يمكن اللجوء لعلاج تساقط الشعر من خلال بعض الإجراءات في عيادة طبيب الجلدية:[2][6]
- علاج تساقط الشعر بالليزر، ويستخدم مع تساقط الشعر الوراثي والثعلبة البقعية، إضافة إلى تساقط الشعر الناجم عن العلاج الكيماوي.
- الوخز بالإبر الدقيقة (بالإنجليزية: Microneedling) وهو جهاز يحتوي على مئات من الإبر الدقيقة والرفيعة.
- حقن الكورتيكوستيرويد، وعادةً ما تُحقن كل أربعة إلى ثمانية أسابيع.
- حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية للشعر المعروف بالاختصار PRP، ويكون العلاج مرة واحدة شهريًا لمدة ثلاثة أشهر، ثمّ مرة واحدة كل ثلاثة إلى ستة أشهر.
- زراعة الشعر.
- تصغير مساحة الصلع، وهو إجراء جراحي يمكن إجراؤه عبر إزالة جزء من فروة الرأس الصلعاء واستبدالها بجزءٍ آخر من فروة الرأس المحتوية على الشعر.