روتين البشرة الدهنية: هل يمكنه السيطرة على المسام الواسعة والمظهر الدهني للبشرة؟

تُعد دهنية البشرة المفرطة مصدر قلق للعديد من الناس الذين يمتلكون بشرة دهنية، إذ من الممكن أن تُخلّف مشاكل عديدة عند إهمالها، لذا فإنّ اتباع روتين عناية بالبشرة الدهنية واختيار المستحضرات الطبية الصيدلانية التي تحتوي مواد فعالة معيّنة أثبت فاعليته في السيطرة على إفراز الدهون أو علاج المشاكل المرتبطة بفرط إفرازها، والحصول على بشرة نضرة وصحيّة.

تتميز البشرة الدهنية (Oily skin) بإفراز الغدد الدهنية (Sebaceous glands) الموجودة في البشرة لكميات كبيرة من الزيوت، إذ تبدو بمظهر لامع ذي مساماتٍ واسعة، كما قد تحتوي على البثور، والزوان (Comedo)، وآثار لحب الشباب، بالإضافة إلى كونها ملساء وذات سماكة ملحوظة، مقارنةً بالأنواع الأُخرى من البشرات.[1][2]

البشرة الدهنية

يمتلك العديد من الرجال والنساء بشرةً دهنية عادةً ما تظهر عند البلوغ، إذ تلعب عوامل عدّة في ذلك، كالجينات، والهرمونات، والنظام الغذائي المُتّبع،[1][3] ويُعد الانتشار الكثيف للغدد الدهنية -التي تفرز الدهون بكثرة- وتمُركزها في الوجه السبب الرئيس وراء دهنية البشرة، إذ تتكون هذه الغدد من خلايا دهنية (Sebocytes) تتفكك وتفرز مزيجًا من الدهون يدعى الزهم إلى سطح البشرة، ويمكن تعريف الزهم على أنّه سائل لزج مُكون من مواد عدّة أبرزها الدهون الثلاثية، والأحماض الدهنية الحرة، بالإضافة إلى السكوالين (Squalene)، وإسترات الشمع (Wax esters) اللذان يتواجدان في الزهم الذي تفرزه الغدد الدهنية في الوجه فقط دونًا عن بقية أجزاء الجسم.[3][4]

تختلف كمية الزهم التي تُفرز من شخصٍ لآخر ومن مرحلة عمرية لأخرى، إذ تكون في أعلى مستوياتها في الفترة العمرية الممتدة بين سن 15 وحتى 35 عامًا، وهو ما يفسّر امتلاك البعض لبشرة أكثر دهنية مقارنةً بغيرهم، فمثلًا يزداد إفراز الدهون لدى الرجال مقارنةً بالنساء جرّاء مستويات هرمون التستوستيرون المرتفعة، مع الإشارة إلى ازدياد إفراز الدهون لدى النساء خلال فترة الإباضة من كل شهر، كما تلعب العوامل البيئية المحيطة دورًا في مستوى إفراز الدهون، إذ يزداد خلال أشهر السنة الأكثر رطوبة، كالصيف والربيع.[3][4]

مشاكل البشرة الدهنية

يُشَار إلى أهمية إفراز الغدد الدهنية للزهم في توفير حاجزٍ لحماية البشرة من عوامل التأكسد الخارجية، وذلك بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة الذائبة في الدهون وإسهامه في النشاط المضاد للبكتيريا، بالإضافة إلى تنظيم فقدان الماء عبر البشرة، والحماية من الحروق الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس،[3][5] إلّا أنّ لإفراز الزهم بإفراط دورٌ في إغلاق المسام وبالتالي توفير بيئة مناسبة لنمو بكتيريا تدعى بالبروبيونية العدية (Propionibacterium acnes) المرتبطة بالإصابة بحب الشباب، بالإضافة إلى تحفيز تكوّن الزوان (Comedo)، مما يتسبب بآثار نفسية تنعكس سلبًا على الثقة بالذات.[3]

حب الشباب

تُعد مشكلة حب الشباب (Acne vulgaris) من أكثر الاضطرابات الجلدية شيوعًا، إذ تُصيب ما يربو على 80% من المراهقين، ويكمن الهدف من العناية بالبشرة الدهنية التي تعاني من حب الشباب في التقليل من التندّب المصاحب له وتخفيف التوتر الملازم لمن يعاني منه، وذلك من خلال استعمال الغسول المناسب للوجه مرتين يوميًا فقط كحدٍ أقصى لتجنب حدوث تهيّج للبشرة، مرةً في الصباح للتخلص من بقايا المواد الفعالة المُستخدمة لعلاج الحبوب، ومرةً في المساء لإزالة واقي الشمس، كما يُنصح بالاهتمام باستعمال مستحضرات ترطيب البشرة المناسبة التي لا تسدّ المسام، مع عدم نسيان استخدام واقٍ جيد من الشمس.[6][7]

روتين العناية بالبشرة الدهنية

تشتمل القاعدة العامة للعناية بالبشرة الدهنية على الحفاظ على نظافة البشرة باستمرار، من خلال غسلها بالماء الدافئ والغسولات التي تحتوي على الصابون أو الخالية منه، كما يُنصح بمسح الوجه بمواد قابضة للمسام لدى من يعاني تهيّج البشرة جرّاء غسل البشرة الدهنية باستمرار وازدياد كمية الزيوت التي تفرزها، وتجدر الإشارة إلى الحرص على اختيار مستحضرات التجميل الخالية من الزيوت وذات الأساس المائي.[1]

كما يمكن استعمال منتجات تحتوي مكونات فعالة كالمقشرات الكيميائية السطحية، كحمض ألفا هيدروكسي (α-hydroxy acid)، من الأمثلة عليه حمض الغلايكوليك (Glycolic acid)، وأيضًا كأحماض بيتا هيدروكسي (β-hydroxy acid) من الأمثلة عليه حمض الساليساليك (Salicylic acid)، اللذان يقللان من كمية الزهم المفرَزة، بالإضافة إلى تفكيك وتقشير الخلايا الكيراتينية المتلاصقة (Keratinocytes) والموجودة في الجدران الداخلية لمسام البشرة، ومن الجدير بالذكر أنّ لمادة البنزويل بيروكسيد (Benzoyl Peroxide) التي تتوفر دون الحاجة إلى وصفة طبية بتراكيز 2.5%، و5%، و10% دورٌ في التخفيف أو التخلص من البكتيريا الموجودة على سطح البشرة وبالتالي علاج حبوب الشباب إن وُجدت،[8][9]

أمّا اللمعة المزعجة التي ترافق البشرة الدهنية، فيمكن التخلص منها باستخدام مادة النياسيناميد (Niacinamide)، فهي تلعبُ دورًا ٌ كبيرًا في تخفيف ظهورها عند استعماله بتركيز 2% لمدة تترواح بين 2 إلى 4 أسابيع، كما ذكرت عدّة دراسات.[4][5]

يُعد الشاي الأخضر (Green tea) أحد المكونات الفعالة التي قد تساعد في التحكم في دهنية البشرة كما ذكرت بعض الدراسات، إذ إنّ استعمال مستحضرات تحتوي ما نسبته 3% من الشاي الأخضر مدة 8 أسابيع متتالية قلل من نسبة الزهم لدى المشاركين في إحدى الدراسات التي أُجريَت عام 2010.[4]

وتجدر الإشارة إلى ضرورة تبنّي نظام غذائي صحي يخلو من المأكولات التي من شأنها تحفيز الإفراز الزائد للزيوت والدهون من الغدد الدهنية، كالمأكولات والبهارات الحارّة، والطماطم،[8] وجدت بعض الدراسات أنّ الاستهلاك المفرط للكربوهيدرات ذات المؤشر الغلايسيمي المرتفع يرتبط بازدياد مستويات هرمون الإنسولين، وبالتالي تحفيز إفراز الزهم والدهون، وذلك إلى جانب الأجبان ومشتقات الحليب.[3]

كيف يمكن السيطرة على دهنية البشرة المُفرطة؟

تتوفر العديد من المستحضرات الصيدلانية التي يمكن من خلالها تقليل إفراز الدهون المُفرط، مثل مشتقات الريتينويد (Retinoid) فمنها ما هو موضعي كالمستحضرات التي تحتوي على مشتقات فيتامين هـ (vitamin A)، مثل الأدابالين (Adapalene)، ومنها ما يُؤخذ عن طريق الفم كمستحضر أيزوتريتينوين (Isotretinoin) الذي يتفوق على جميع المنتجات والمواد الفعالة في تقليل إفراز الدهون وانكماش الغدد الدهنية، إذ يمكن الحصول على الفائدة الكاملة بجرعاتٍ ضئيلة لا تزيد عن 2.5 ملغ ثلاث مراتٍ أسبوعيًا،[4][8]

لكن تجدر الإشارة إلى أنّ الاستعمال المفرط والمتكرر للمستحضرات التي تحتوي على مادة الريتينويد الفعالة في تقليل إفراز الزهم يرافقه مجموعة من الأعراض الجانبية، كجفاف الجلد، وتشقق الشفاه، وجفاف العيون، كما أنّها ذات تأثيرٍ سلبي على الأجنّة لدى النساء الحوامل، فقد تتسبب بتشوهاتٍ جينية، لذا يجدر على النساء تجنب الحمل أثناء استعمال المستحضرات التي تحتوي على مشتقات الريتينويد باستخدام وسيلتين مختلفتين لمنع الحمل.[4]

طرقٌ حديثة للتخلص من دهنية البشرة المزعجة

ظهرت في الآونة الأخيرة عدّة طرق علاجية جديدة من شأنها التحكم في كمية الدهون المُفرزة، كالعلاج باستخدام حقن البوتكس أو الذيفان السجقية (Botulinum toxin) الذي جرى استخدامه لأول مرة عام 2008 ميلادي لعلاج دهنية البشرة،[4] إذ جرى حقن مجموعة من المتطوعين ممن يعانون من دهنية البشرة والمسام الواسعة في منطقة الذقن، والجبهة، والأنف، أعرب 85% منهم عن تحسّن في كمية الزيوت المُفرزة وتقلص حجم المسام، وتكمن فائدة إجراء الحقن بهذه المادة في تثبيط الإشارات العصبية التي ترتبط بتمايز الخلايا الدهنية في الغدد الدهنية.[10]

كما أنّ استعمال أشعة الليزر قد يحسن كثيرًا من إفراز الغدد الدهنية للزهم والزيوت، خصوصًا ليزر الدايود (Diode laser) ذو الطول الموجي الذي يبلغ 1,450 نانومتر.[4]

كتابة: الصيدلانية أسيل الخطيب - الثلاثاء ، 04 حزيران 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الثلاثاء ، 04 حزيران 2024

المراجع

1.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US); [updated Jun 24; cited 2020 Jul 1]. (2022). Oily skin. Retrieved from
2.
Oliveira, R., Ferreira, J., Azevedo, L. F., & Almeida, I. F. (2023). An Overview of Methods to Characterize Skin Type: Focus on Visual Rating Scales and Self-Report Instruments. Cosmetics, 10(1), 14. Retrieved from https://doi.org/10.3390/cosmetics10010014
3.
Sakuma TH, Maibach HI. (2012). Oily skin: an overview. Skin Pharmacol Physiol. 2012;25(5):227-35. Retrieved from https://doi.org/10.1159/000338978

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية