تحتوي السجائر على ما يفوق ال 7000 مركب كيميائي سامّ، كما أنها مسؤولة عن 8 مليون حالة وفاة سنويًا حول العالم بالإضافة إلى مسؤوليتها بإصابة ما يزيد عن 200 مليون شخص بمشكلات صحية أو أمراض تُعيقهم عن ممارسة نشاطات حياتهم الطبيعية، ومع ازدياد أعداد النساء الحوامل المدخنات في السنوات الأخيرة، أصبح من اللازم تسليط الضوء على آثاره الكارثية التي قد تحدث لأطفالهن على المدى البعيد.
ذكرت العديد من الدراسات المسْحية السابقة الأثر السلبي للتدخين على أجنة النساء الحوامل، كموت الأجنة، أو ولادتها قبل أوانها، وانخفاض أوزان الأجنة عن الطبيعي، بالإضافة إلى إصابتها بمشاكل متعلقة بتطور الأعصاب، عدا عن الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية التي قد يعانيها الأبناء فيما بعد.
أمّا علاقة تدخين التبغ خلال الحمل بالأداء الدراسي للأبناء على المدى البعيد، فكانت الأدلة غير واضحة، لذا أجرى العلماء في دراسة حديثة مراجعة منهجية حللوا فيها بيانات أبحاث سابقة درست العلاقة بين التدخين خلال الحمل وتراجع الأداء الدراسي للأبناء لاحقًا.
خلُصت الدراسة إلى نتيجة تثبت ارتباط التدخين بارتفاع احتمالية تراجع التحصيل الدراسي للأبناء بنسبة 49%، إذ توجد العديد من الأسباب التي قد تفسر هذا الارتباط، منها انخفاض كمية الأوكسجين والمغذيات التي تعبر المشيمة إلى الجنين، مما يؤثر سلبًا في تطور دماغ الجنين، كما أنّ مكونات السجائر السامة قد تعبر بسهولة عبر المشيمة، والتي بدورها تسبب اضطرابًا في المستقبلات والنواقل العصبية في الدماغ، خصوصًا المسؤولة عن الذاكرة، والتعلم، والقدرات الإدراكية.
المرجع:
Duko, B., et al. (2024). The effect of maternal prenatal tobacco smoking on offspring academic achievement: A systematic review and meta-analysis. Addictive Behaviors,https://doi.org/10.1016/j.addbeh.2024.107985