من المعروف أنّ تدخين السجائر من أبرز مسببات الإصابة بسرطان الرئة، ولكن ذلك لا ينفي وجود نسبة لا بأس بها من مرضى سرطان الرئة غير المدخنين، والتي تترواح بين 10 -15% من مجمل المصابين بسرطان الرئة، كما أشارت الدراسات إلى أنّ سرطان الرئة هو المسبب الرئيسي للوفاة لدى غير المدخنين، مما يعني وجود عوامل خطر أخرى تزيد من احتمالية الإصابة به، لعلّ أبرزها التعرض للتدخين السلبي،[1]فما هو التدخين السلبي؟ وما علاقته بسرطان الرئة؟
يُعرف التدخين السلبي (Secondhand smoke) على أنه استنشاق غير إرادي للدخان الذي يخرج من منتجات التبغ أو الدخان الذي ينفثه المدخنون من رئتهم،[2] إذ أشارت الأبحاث إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تتراوح بين 20 -30% لدى الأشخاص غير المدخنين الذين يتعرضون قسرًا للتدخين السلبي،[3] ويُعد من الممارسات الخطيرة التي يُعرّض فيها المدخنون غيرهم للخطر، خصوصًا صغار السن، إذ أشارت دراسة سريرية إلى أنّ التعرض لدخان السجائر في المراحل المبكرة من حياة الإنسان التي تتراوح بين الولادة وحتى سن الخامسة والعشرين يرفع احتمالية الإصابة بسرطان الرئة كثيرًا مقارنةً بآخرين تعرضوا لدخان السجائر بعد سن الخامسة والعشرين.[4]
تتكون الانبعاثات الناجمة عن احتراق منتجات التبغ والدخان الذي ينفثه المدخنون من حوالي 50 مادة مسببة للسرطان، مثل مشتقات البنزين والنيتروزامين التي يكون تركيزها في تلك الانبعاثات أضعاف التركيز الذي يستنشقه المدخن نفسه، لذا تشكل خطرًا على الأفراد من حوله، كما أنّ حجمها متناهي الصغر ما يُسهّل تراكمها في رئة غير المدخن لدى استنشاقها، ثم تسبب تحورات جينية معينة، تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة في النهاية.[4]
يمثل سرطان الرئة 25% من مجمل مسببات الوفاة لدى النساء والرجال، مما يجعله من أبرز أسباب الوفاة حول العالم، ولكن في الآونة الأخيرة، شكل العلاج المناعي ثورة في عالم السرطان وبالأخص سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، وذلك لدى دمجه مع تقنية النانو للحصول على علاج يستهدف الورم بدقة، إذ تسمح جزيئات النانو بإيصال كمية كبيرة من الأجسام المضادة والعلاجات الدوائية المضادة للورم إلى أنسجته بدقة متناهية، وبالتالي الحصول على فعالية أعلى في القضاء على الورم تفوق الطرق الأخرى المتعارف عليها، وهو ما أشار إليه مجموعة من الباحثين بتجرتهم هذه التقنية الحديثة مخبريًا على الفئران.[5]