تُعد آسيا الاستوائية (الهند وميانمار) الموطن الأصلي للمانجو، وتُزرع في الوقت الحاضر في جميع أنحاء المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية،[1] يبلغ الإنتاج العالمي من المانجو حوالي 42 مليونًا طن سنويًا، ويأتي في المرتبة الثانية بعد إنتاج الموز، ويُزرع حوالي 1000 نوع من المانجو في جميع أنحاء العالم، وتُعرف المانجو بأسماء مختلفة حول العالم، فعلى سبيل المثال، تسمى بــ Manja باللغة العربية، وMannko باللغة اليونانية، وAmbi باللغة الهندية، وأمبا في السنهالا، وتُستهلك المانجو الناضجة أو غير الناضجة في أشكال جمّة كالمخللات، وعصير المانجو، وزيوت المانجو، ومسحوق المانجو، وصلصة المانجو، ورقائق الحبوب، والمربى.[2]
شجرة المانجو
تنتمي شجرة المانجو إلى العائلة البُطمية (Anacardiaceae)،[2] وتتميز شجرة المانجو بعدّة مواصفات:
- دائمة الخضرة،[2] ومتوسطة إلى كبيرة الحجم.[1]
- أوراقها تبادلية مستطيلة الشكل وتتميز بأنّها جرداء مع ضلع أوسط بارز.[1]
- تترتّب النوارات الزهرية على شكل عناقيد هرمية طويلة ذات سيقان حمراء (يصل طولها إلى 30 سم) مع وجود أزهار ذكورية وأنثوية في ذات العنقود.[1]
- تتكون من خمس سبلاتٍ خضراء ذات حافة بيضاء، وخمس بتلات بيضاء يتراوح طولها بين 3-5 مم، مع 3 إلى 7 فروع صفراء أو حمراء،[1] وعلى الرغم من وجود عددٍ كبير من الزهور في عناقيد، فإنّ عددًا قليل جدًا يواصل نموّه ليصبح فاكهة، ويبدأ موسم الإزهار من يناير إلى أبريل، وتتميز الزهور برائحتها العطرة.[2]
- تحتوي فاكهة المانجو على مئات الأصناف، ولكلٍ منها طعمها وشكلها وحجمها المميز، ويبلغ طول فاكهة المانجو ما بين 5-15 سم ويتراوح قطرها ما بين 4-10 سم، ويتفاوت وزنها من 150 جرامًا إلى حوالي 750 جرامًا، أمّا القشرة الخارجية (Exocarp) فتتميز بأنّها ناعمة وخضراء في المانجو غير الناضجة، وتتحول إلى اللون الأصفر الذهبي، أو الأحمر القرمزي، أو الأصفر، أو البرتقالي المحمر في الثمار الناضجة، ويرجع ذلك إلى نوع الصنف.[3]
القيمة الغذائية في المانجو
تُعد فاكهة المانجو منجمًا للمغذيات الكبيرة (Macronutrients) كالكربوهيدرات، والأحماض الدهنية، والدهون، والبروتينات، والأحماض الأمينية، والأحماض العضوية، كما أنّ المانجو تحتوي على الفيتامينات، والمعادن، والمركبات النباتية كمركبات الفينول (Phenolic Compounds)، والفلافونويدات (Flavonoids)، والكلوروفيل (Chlorophyll)، والكاروتينات (Carotenoids)، والمركبات المتطايرة.[4]
يوضّح الجدول أدناه القيمة الغذائية في 100 غرام من فاكهة المانجو:[3]
المكون | الكمية |
الطاقة | 60 سعر حراري |
الكربوهيدرات | 14.98 غرام |
البروتين | 0.82 غرام |
الدهون | 0.38 غرام |
الألياف | 1.6 غرام |
فيتامين C | 36.4 ملغ |
فيتامين E | 1.12 ملغ |
فيتامين A | 1082 وحدة دولية |
فيتامين B3 | 669 ميكرو غرام |
فيتامين B5 | 160 ميكرو غرام |
فيتامين B6 | 119 ميكرو غرام |
فيتامين B2 | 38 ميكرو غرام |
فيتامين B1 | 28 ميكرو غرام |
الفولات | 43 ميكرو غرام |
فيتامين K | 4.2 ميكرو غرام |
البوتاسيوم | 168 ملغ |
الفسفور | 14 ملغ |
الكالسيوم | 11 ملغ |
المغنيسيوم | 10 ملغ |
الصوديوم | 1 ملغ |
النحاس | 110 ميكرو غرام |
الحديد | 160 ميكرو غرام |
المنغنيز | 27 ميكرو غرام |
الزنك | 90 ميكرو غرام |
أنواع المانجو
يتوافر أكثر من 1000 نوع من المانجو في جميع أنحاء العالم، إلّا أنّها تنقسم إلى نوعين رئيسين:[5]
- مانجو الهند الصينية (Indochinese): تكون الثمار مفلطحة، كُلوٍية الشكل، متطاولة ذات قشرة خضراء باهتة اللون أو صفراء، مع القليل من اللون الأحمر، أو بدون لون.
- مانجو الهند الغربية: (West Indian) تتميز ثمار هذا النوع بأنّها مستديرة وممتلئة، وتتميز باللون الأحمر الباهت.
أمّا أبرز الأنواع التجارية للمانجو:
- تومي اتكينز: (Tommy Atkins) تتميز ثمار هذا النوع بحجمها الكبير (600 جرام)، وشكلها مستطيل إلى بيضاوي، وتتميز بمقاومتها للأضرار الميكانيكية التي قد تتعرض لها، ولها عمر افتراضي أطول.[6]
- كينت (Kent): ثمار المانجو تكون كبيرة الحجم (500 إلى 800 جم)، وذات لون أصفر برتقالي مع لون يميل إلى الحمرة عند النضج، وشكلها بيضاوي دائري، ونكهتها مرغوبة، ومليئة بالعصارة، مع محتوى منخفض من الألياف ومرتفع من السكر.[6]
- هادن: (Haden) ثمارها متوسطة إلى كبيرة الحجم (380 إلى 700 جم)، وذات لون أصفر محمر أو أحمر، وبيضاوية الشكل، وذات نكهة حلوة.[6]
- كييت (Keitt): الثمارمستطيلة الشكل، وذات قشرة خضراء باهتة إلى داكنة اللون، ولونها أصفر مُزرق، ونكهتها حلوة منعشة كطعم العسل.[7]
فوائد عصير المانجو
يحتوي عصير المانجو على مركبات كيميائية تُسهم في علاج بعض الأمراض، أبرز المشكلات الصحيّة التي تستهدفها:
عدوى الجهاز التنفسي والهضمي عند الأطفال
أُجريت دراسة عام 2020 ميلادي نُشرت في مجلة (Food Research International) لبحث تأثير عصير المانجو المصنوع من بقايا قشور ولب المانجو على أعراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي والجهاز الهضمي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-8 سنوات، وقد أظهرت نتائج الدراسة أنّ استهلاك عصير المانجو قلل من احتمالية الإصابة بالتهابات الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي العُلوي.[8]
الأمراض المزمنة
يرتبط الإجهاد التأكسدي بتفاقم الأمراض المزمنة، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والاضطرابات العصبية، والأمراض الالتهابية، وقد سبق أن نُشرت دراسة في عام 2020 ميلادي في مجلة (Vitae) لبحث تأثير الخواص المضادة للأكسدة لعصير المانجو في الدم والمؤشرات الحيوية للإجهاد التأكسدي لدى الأفراد الأصحاء الذين يستهلكون الخضراوات والفواكه بكمياتٍ قليلة، وقد أظهرت النتائج أنّ استهلاك 200 مل من عصير المانجو يوميًا لمدة 26 يومًا قد حسّن من القدرة المضادة للأكسدة في الدم.[9]
فوائد المانجو
تُعد المانجو بمثابة غذاء جيد لتعزيز صحة الإنسان وعلاج الأمراض، من أبرز فوائد المانجو الصحيّة:
صحة الجهاز الهضمي
أثبتت عددٌ من الدراسات فوائد المانجو في علاج بعض أمراض الجهاز الهضمي، وقد أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (Food Science & Nutrition) عام 2023 ميلادي لبحث آثار استهلاك المانجو الطازجة على تنوع بكتيريا الأمعاء، ونفاذية البروتينات المعوية، ومعدل التغوُّط لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن/السمنة، وقد أثبتت نتائج هذه الدراسة أنّ الاستهلاك اليومي لـما يُقارب 100 كيلوكالوري من المانجو الطازجة لمدة 4 أسابيع حسّن من تنوع البكتيريا النافعة في الأمعاء.[10]
تعزيز مناعة الجسم
يحفز المانجو الاستجابة المناعية عن طريق تثبيط موت الخلايا التائية (T-cells) وخفض نشاط فوق أكسيد ديسموتاز (Superoxide dismutase)، وهو أحد أنواع الجذور الحرة، كما يعمل فيتامين C الموجود في المانجو على مقاومة الأمراض المختلفة ويعزز من آلية الدفاع في الجسم، ويمكن أن يلعب المانغيفيرين (Mangiferin) الموجود في المانجو دورًا مناعيًا في العلاج الكيميائي لقدرته على تثبيط نمو الخلايا والأورام السرطانية.[11]
تخفيف مشكلة الإمساك المزمن
نُشرت دراسة عام 2018 ميلادي في مجلة (Molecular Nutrition & Food Research) لتقييم آثار تناول المانجو في الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن، وقد خلُصت نتائج الدراسة إلى أنّ استهلاك حصة يومية تبلغ 300 غرام من المانجو لمدة 4 أسابيع قد حسّن من مشكلة الإمساك بزيادة معدل التغوُّط، واستمراريته، وقوام البراز كذلك، كما قلل من مؤشرات الالتهابات كالإندوتوكسن (Endotoxin)، والإنترلوكين (Interleukin 6).[12]
فوائد المانجو للنساء
يلعب المانجو دورًا في صحة المرأة، إذ يدخل في علاج بعض المشكلات الصحية التي تواجهها في مراحل حياتها المختلفة:
تخفيف التجاعيد لدى النساء بعد انقطاع الطمث
تحتوي فاكهة المانجو على نسبة عالية من البيتا كاروتين (β-caroten)، والكاروتينات الأخرى، بالإضافة إلى الأحماض الفينولية (Phenolic Acids) التي قد تحمي البشرة من ضرر أشعة الشمس المباشرة، وقد أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (Nutrients) عام 2020 ميلادي، لمعرفة دور المانجو على تقليل اجتمالية ظهور تجاعيد الوجه والوردية، وقد أظهرت نتائج الدراسة أنّ تناول 85 جرامًا من المانجو خفّف مظهر التجاعيد عند النساء ذوات البشرة الفاتحة بعد مرحلة انقطاع الطمث.[13]
المانجو للحامل
أكدت العديد من الدراسات على محتوى المانجو الثري بحمض الفوليك،[14] إذ يُنصح خلال فترة الحمل بزيادة جرعة حمض الفوليك نظرًا لوظيفته الحيوية في تكوين الحمض النووي، إذ ييتسبّب نقص حمض الفوليك خلال فترة الحمل بحدوث عدّة مشكلات كتسمم الحمل، واحتمالية الإجهاض، وولادة أجنة ميتة، وانخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، وتشوهات الأنبوب العصبي.[15]