متلازمة ألفا غال (حساسية اللحوم الحمراء): كيفية الإصابة بها وأعراضها وعلاجها

تُعرف متلازمة ألفا غال بأنها نوع من التفاعلات التحسسيّة التي تحدث في الجسم بعد تناول أطعمة أو مواد تحتوي على جزيء ألفا جال كاللحوم الحمراء تحديدًا، وفي معظم الحالات تتطوّر المتلازمة بسبب نوع معيّن من حشرة القرّاد التي تنتشر في مناطق مختلفة، ويمكن تجنبها باتباع مجموعة من النصائح والسلوكيات المفيدة، كتغطية الجسم، واستخدام مبيدات الحشرات، وغيرها من الطرق الأخُرى.

اكتُشِف في عام 2009 ميلادي نوعٌ جديد من الحساسيّة التي تصيب الإنسان، أُطلِق عليها متلازمة ألفا غال (Alpha-Gal Syndrome)، إذ يُعرف ألفا غال (α-gal) أو جالاكتوز ألفا-1،3-جالاكتوز (Galactose-α-1,3-galactose) بأنّه جزيء السّكر الموجود في الجليكوليبيد (Glycolipid) والبروتينات السكرية (Glycoproteins) لدى معظم الثدييات، باستثناء الرئيسيات، كالإنسان.[1][2]

تُعدّ متلازمة ألفا غال واحدةً من المشكلات النادرة رغم تزايد أعداد المصابين بها خلال السنوات الأخيرة الماضية، وما زالت الدراسات حول هذه المتلازمة مستمرّة حتى وقتنا الحالي بسبب عدم توفّر المعلومات الكافية عنها.[3]

ما هي متلازمة ألفا غال؟

تُعدّ متلازمة ألفا غال أو متلازمة ألفا جال (Alpha-gal syndrome)، ويُطلق عليها أيضًا حساسيّة اللحوم الحمراء، واحدةً من تفاعلات فرط التحسّس الخطيرة التي قد تظهر بعد تناول أنواعٍ معيّنة من اللحوم، كاللحم البقري، ولحم الضأن، ولحم الغزال، ولحم الأرانب، أو المنتجات المأخوذة من الثدييات، كالجيلاتين والحليب ومشتقاته، لاحتوائها على جزيء ألفا جال.[3][4]

سبب الإصابة بمتلازمة ألفا غال

تتطور متلازمة ألفا غال في معظم الحالات بسبب التعرّض لعضة من نوع من القرّاد يدعى باليغموش الأمريكي (Lone star tick)، وهو أحد أنواع الحشرات المنتشرة في مناطق جنوب شرق تكساس، ونيو إنجلاند، وآيوا، إذ ينتقل جزيء ألفا جال الذي تحمله هذه الحشرة إلى داخل جسم الإنسان، ممّا يسفر عن تحفيز نشاط الجهاز المناعي وإنتاج أجسام مضادّة لمحاربة جزيء ألفا جال، ومع بقاء الأجسام المضادة لجزيء ألفا جال داخل الجسم، تبدأ محاربة الجزيء مرّة أُخرى عند دخوله الجسم بعد تناول اللحوم أو المنتجات التي تحتوي على جزيء ألفا غال، وهو ما يظهر على صورة ردّ فعل تحسّسي قوي.[3][5]

على الرغم من ارتباط معظم حالات الإصابة بمتلازمة ألفا غال بالتعرّض لعضة حشرة اليغموش الأمريكي، فإنّ أنواعًا مختلفة من حشرة القرّاد المنتشرة في مناطق أستراليا، وآسيا، وأوروبا، تحمل أيضًا جزيء ألفا غال، ومع ذلك، لم تُحدّد حتى وقتنا الحالي طبيعة المادة الموجودة في لعاب القرّاد والتي تسبّب تكوين أجسامٍ مضادة لجزيء ألفا جال في جسم الإنسان.[1][3]

أعراض متلازمة ألفا غال

تظهر أعراض وعلامات التفاعلات التحسسيّة لدى المصابين بمتلازمة ألفا غال بعد التعرّض لجزيء ألفا جال أو تناول اللحوم أو مشتقات الألبان بحوالي 3-6 ساعات تقريبًا، وهذا يعني أنّ حدوث رد الفعل التحسّسي لدى المصابين بمتلازمة ألفا غال يأتي متأخرًا لدى مقارنته بأنواعٍ أخرى من تفاعلات الحساسية للأطعمة المختلفة، وقد يُبرّر ذلك تأخّر اكتشاف الحالة والتعرّف إليها حتى وقتٍ قريب،[6] ومن الأعراض والعلامات التي قد تظهر على المصاب بعد تناوله اللحوم أو المنتجات التي تحتوي على ألفا جال:[1][6]

  • الإصابة بالإكزيما، والتي قد تظهر أعراضها على صورة حكّة أو تقشّر في الجلد، أو ظهور الشرى.
  • سيلان الأنف.
  • انتفاخ الوجه، والشفاه، والحلق، واللسان، أو أجزاء أُخرى.
  • الإسهال، أو ألم المعدة، أو التقيؤ، أو الغثيان.
  • العطاس.
  • الصداع.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الشعور بالدوار.
  • ضيق التنفّس، أو صدور صوت صفير أثناء التنفس.
  • حدوث فرط الحساسيّة أو ما يعرف أيضًا بالإعوار أو التأق (Anaphylaxis)‏، وهو رد فعل تحسّسي خطير يحدث في الجسم، ويعيق القدرة على التنفّس.

تختلف طبيعة ودرجة خطورة أعراض التحسّس التي تظهر على المصاب بمتلازمة ألفا غال من حالةٍ لأُخرى، وقد تسوء الأعراض مع الوقت، ولا يعني ذلك بالضرورة حدوث ردّ فعل تحسّسي في كل مرّة يتعرّض فيها الجسم لجزيء ألفا جال.[1][4]

عوامل الخطورة للإصابة بمتلازمة ألفا غال

تزداد خطورة الإصابة بمتلازمة ألفا غال عند التواجد أو العيش في المناطق التي تنتشر فيها حشرة اليغموش الأمريكي، مثل جنوب وشرق ووسط الولايات المتّحدة الأمريكية، وفي الوقت ذاته قد يتعرّض البعض لعددٍ أكبر من عضّات القراد لدى قضائهم لفتراتٍ أطول خارج المنزل ليرفع احتمالية إصابتهم بالمتلازمة، أو نتيجة وجود اضطرابات في الخلايا المناعية الصاريّة مثل مرض تراكم الخلايا البدينة (Mast Cells).[6][7]

تظهر متلازمة ألفا غال لدى الأفراد من كافّة الفئات العمرية، إلّا أنّ الغالبية العظمى من حالات الإصابة بهذه المتلازمة تظهر بين البالغين في سنّ الرشد.[7]

تشخيص متلازمة ألفا غال

يجب مراجعة اختصاصي الحساسية والمناعة في أقرب فرصة إذا تولّدت شكوك حول احتماليّة الإصابة بمتلازمة ألفا غال أو ظهرت أعراض حساسيّة شديدة يصعب تحديد سببها،[1][3] وغالبًا ما يتضمّن الفحص:[1][3]

  • معرفة التاريخ الطبي وإجراء الفحص السريري، للتأكد من احتمالية التعرّض لعضة حشرة القرّاد.
  • معرفة طبيعة أعراض الحساسية التي تَعرّض لها الشخص ومدة استمرارها، بالإضافة إلى تحديد نوع الطعام الذي تناوله قبل ظهور أعراض ردّ الفعل التحسسي، وكميته، والمدة الفاصلة بين وقت تناول الطعام وظهور الأعراض.
  • طلب إجراء فحص للكشف عن وجود أجسام مضادّة معيّنة في الدم، والتي قد تدلّ على وجود جزيء ألفا جال، وعادةً ما تظهر نتائج الفحص بعد 1-2 أسبوع تقريبًا.
  • فحص تحسس الجلد، من خلال تعريض جزء صغير من البشرة لكمية صغيرة من ألفا غال ومراقبة حدوث التفاعل التحسسي الذي قد يطرأ على الجلد، ويلجأ الطبيب عادةً لإجراء هذا الفحص الذي يستغرق حوالي 20 دقيقة إذا كان فحص الأجسام المضادة لجزيء ألفا جال غير ممكنًا.

علاج متلازمة ألفا غال

يمكن استخدام أدوية الحساسية أو ما يعرف بمضادات الهستامين (Antihistamines)، مثل دايفينهايدرامين (Diphenhydramine)، بهدف السيطرة على أعراض ردّ الفعل التحسّسي لدى المصاب بعد تعرّضه لجزيء ألفا جال، وفي الحالات الخطِرة قد يستدعي الأمر استخدام حقن الإيبينيفرين (Epinephrine) لإسعافه، ومن المحتمل أن يكون دخول قسم الطوارئ في المستشفى ضروريًّا أيضًا في بعض الحالات.[1][5]

ما يفيد بالفعل هو اتّباع استراتيجّة مدروسة تُمكّن المصاب من الابتعاد قدر المستطاع عن المواد أو الأطعمة التي تسبّب ردّ الفعل التحسّسي في الجسم، مثل: لحوم وأعضاء ودم الثدييات، إضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على منتجات الثدييات، والأدوية ومستحضرات التعقيم أو النظافة الشخصيّة التي تحتوي على منتجات حيوانيّة، وبيض السمك المفلطح، ودواء سيتوكسيماب (Cetuximab) لعلاج السرطان، وغيرها.[1]

وقد يساعد على تحقيق ذلك:[8]

  • قراءة المكوّنات المدوّنة على المُلصق المُلحق مع الأطعمة التي تُباع في المتجر، والتأكد من عدم احتوائها على أيّة منتجات تسبّب الحساسيّة لدى المصابين بمتلازمة ألفا غال، كاللحوم الحمراء ومشتقاتها.
  • الاستعانة بالطبيب لوضع قائمة تضم الأطعمة والمنتجات التي يجب الابتعاد عنها، خصوصًا بعض المكونات المُستخلصة من اللحوم والتي يصعب تحديد مصدرها لغير المختصّ.
  • الابتعاد عن تناول أيّة أطعمة تسبّب الحساسية حتى لو أُخذت بكمياتٍ صغيرة، وتوخّي الحذر عند تناول الوجبات في المطاعم أو خلال المناسبات.

تتحسّن أعراض متلازمة ألفا غال أحيانًا أو تزول كليًّا مع الوقت في حالة عدم التعرّض لعضاتٍ أُخرى من القرّاد الذي يحمل جزيء ألفا جال، إذ يمكن لبعض المصابين بمتلازمة ألفا غال العودة لتناول اللحوم والمنتجات الأُخرى المأخوذة من الثدييات بعد مضيّ 1-2 سنة دون تلقّي عضات من القرّاد (غالبًا اليغموش الأمريكي).[8]

الوقاية من متلازمة ألفا غال

يمكن تقليل احتمالية الإصابة بمتلازمة ألفا غال باتباع وسائل تُعين على ذلك:[4][6]

  • وضع مادّة طاردة للحشرات على الجلد قبل الخروج من المنزل، على أن تكون مُسجّلة من قِبل وكالة حماية البيئة (EPA).
  • ارتداء الملابس التي تغطي كامل الجسم تقريبًا عند الخروج، كالقميص ذي الأكمام الطويلة، والبنطال، إلى جانب الاهتمام بارتداء القفازات والقُبعة والأحذية.
  • الابتعاد عن زيارة المناطق التي يكثر فيها القرّاد، كالمناطق العشبية والمليئة بالأشجار.
  • وضع مادة بيرمثرين (Permethrin) بنسبة 0.5% على الملابس والأدوات قبل استخدامها للخروج.
  • محاولة التخلص من القراد المُلتصق بالبشرة باستخدام الملاقط فور ملاحظته.
  • منع انتشار حشرة القراد بين الحيوانات الأليفة في المنزل وفي باحته.
  • البحث جيدًا عن حشرة القراد في الملابس وعلى الجسم بعد دخول المنزل، لتسهيل التخلص منها مباشرة.
  • الاستحمام فور دخول المنزل، إذ يساعد بالتخلص من حشرة القرّاد قبل التصاقها بالبشرة.
كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الإثنين ، 07 تشرين الثاني 2022
آخر تعديل - الأحد ، 05 آذار 2023

المراجع

1.
Hogan, L. (2021). What Is Alpha-Gal Syndrome?. Retrieved from https://www.webmd.com/allergies/what-is-alpha-gal-syndrome#091e9c5e822a05e0-1-3
2.
David J. Unsworth and Robert J. Lock. Galactose-alpha-1,3-galactose. (2022). Advances in clinical chemistry [eBook edition].. Retrieved from https://www.sciencedirect.com/topics/medicine-and-dentistry/galactose-alpha-1-3-galactose
3.
Seymour, T. (2017). What you need to know about alpha-gal allergy. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/318656#causes-of-an-alpha-gal-allergy

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري حساسية ومناعة أونلاين عبر طبكان
احجز