ما هي أنواع الفوبيا؟

الفوبيا أو الرهاب من الاضطرابات النفسية التي تُصنّف لأنواعٍ عدّة، وتحدث نتيجة عوامل مختلفة، هناك عدة أساليب تُسهم في علاج أنواع الفوبيا بفعالية، كما أن هناك بعض الإرشادات التي يُنصح الوالدين باتّباعها للتغلب على مخاوف أطفالهما قبل أن تتطور إلى فوبيا.

الفوبيا أو الرهاب من الحالات النفسية المزعجة التي تتمثل بالإصابة بالخوف المُفرط لدى مواجهة شيءٍ ما أو وضعٍ معين أو غير ذلك، وتُقسم حسب مصدر الخوف إلى عدة أنواع.[1]

الفوبيا (الرهاب)

تُعّرف الفوبيا (الرهاب) بأنها حالة تتّسم بالخوف المفرط واللاعقلاني من كائن حي، أو من موقف أو مكان معين، وعادةً ما يحاول المصاب بالفوبيا تجنب ما يخشاه قدر الإمكان عبر وسائل مختلفة.[1]

تختلف الفوبيا عن المخاوف الاعتيادية، فهي تؤثر سلبًا على حياة الشخص في عمله أو في مدرسته أو في منزله.[2]

تتابين درجات الفوبيا بين كَونها مزعجة فقط، إلى درجة تصل حتى تعطيل قدرة الشخص على ممارسة حياته كالمُعتاد، وعلى الرغم من أنّ المصاب بالفوبيا يُدرك بالغالب أن مخاوفه غير منطقية، غير أنه لا يستطيع السيطرة عليها.[1]

للفوبيا درجات وأنواع لا حصر لها، وذلك لأن قائمة الأشياء والأحداث التي قد تُشكّل رهابًا للبعض لا نهائية.[2]

أنواع الفوبيا

تصنف الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية APA الفوبيا إلى ٣ مجموعات رئيسية، كما يلي:[1][3]

  1. الفوبيا المُحددة Specific phobia: وهو الخوف المفرط من أشياء غير مؤذية بالعادة، مثل رهاب الطيران النابع من الخوف من أن الطائرة ستتحطم، أو رهاب الكلاب النابع من الخوف من هجومها، أو رهاب المرتفعات النابع من الخوف من السقوط، أو رهاب الأنفاق النابع من الخوف أنها ستنهار.
  2. الخوف الاجتماعي (يُعرف أيضًا بالرهاب الإجتماعي): وهو الخوف من إهانة الناس، أو من أحكامهم أو من استبعادهم، وهنا يُشكّل وجود جَمعٍ غفير من الناس لمن يعاني من الرهاب الاجتماعي رعبًا وليس مجرد شعورٍ بالخجل.
  3. فوبيا الخلاء (تُعرف أيضًا برهاب الخلاء): وهو القلق من التعرض لنوبة هلع في مكانٍ أو حالة يصعب الهرب منها، وعادةً ما يحرص المصاب بفوبيا الخلاء على تجنب الخروج من المنزل أو البقاء فيه وحيدًا، السفر بالسيارة، استخدام المصاعد أو الجسور، التواجد في أماكن مزدحمة كالمسارح مثلًا.

أعراض الفوبيا وتشخيصها

هناك مجموعة من الأعراض النفسية التي تشترك فيها أنواع الفوبيا على اختلافها، وذلك كعدم القدرة على السيطرة على مشاعر الخوف مع الاعتراف بأنها غير عقلانية أو مبالغ فيها، إضافة إلى الرغبة بتجنب مصدر الفوبيا مهما كان الثمن، كما يواجه المُصاب بالفوبيا بعض الأعراض الجسدية، كالتعرق، وتسارع نبضات القلب والرجفة.[1]

عادةً ما يَثبُت تشخيص الإصابة بالفوبيا عندما تصل إلى الحد الذي تؤثر فيه على حياة المصاب اليومية في البيت أو في المدرسة أو في العمل، وفي كثيرٍ من الأحيان ترافق بعض أنواع الفوبيا غيرها من الأمراض النفسية كالاكتئاب والوسواس القهري.[3]

من الممكن التعافي من الفوبيا باتّباع خطوات العلاج المناسبة، إذ يُفضّل بدايةً مراجعة الطبيب النفسي المتخصص الذي يقرر العلاج الأنسب.[1]

علاج الفوبيا

هناك عدة خيارات لعلاج الفوبيا تتضمن الآتي:

  • العلاج النفسي: يُجرَى هذا النوع من العلاج بالتنسيق مع المُعالج النفسي، والذي يلجأ بالغالب إلى العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج بالتعرض[4]، وتتضمن العلاجات النفسية المُتّبعة:
  1. العلاج السلوكي المعرفي: وفيه يُعلّم المُعالج النفسي أو الطبيب النفسي الشخص الذي يعاني من الفوبيا بعض الطرق التي تُمكّنه من فهم مخاوفه وكيفية الاستجابة لها، مما يُمكّنه من السيطرة على مشاعره وأفكاره بصورة أفضل.[1]
  2. العلاج بالتعرض: يركز العلاج بالتعرض على تغيير ردود الأفعال تجاه مصدر الخوف، عبر التعرض له مراتٍ عديدة بالتدريج بحيث يستطيع المصاب بالفوبيا في نهاية المطاف أن يتعلم كيفية تخطي ما يقلقه ويتسبب له بالرهاب.[4]
  • تغيير نمط الحياة المُتبّع وإجراء بعض العلاجات المنزلية: تسهم استراتيجيات اليقظة الذهنية في تعلّم الطرق الممكنة لتحمل مشاعر القلق، والتقليل من سلوكيات تجنّب مصدر الفوبيا، كما تساعد بعض أساليب الاسترخاء مثل اليوجا والتنفس العميق في التعامل مع مشاعر القلق والتوتر.[4]
  • تناول بعض الأدوية: هناك بعض الأدوية التي تسهم في علاج الفوبيا بفعاليّة، وتتضمن:
  1. الأدوية المضادة للقلق: إذ يُخفف تناول هذه الأدوية من التوتر الذي قد يرافق المريض عند علاجه بالتعرض.[2]
  2. حاصرات مستقبلات بيتا Beta blockers: إذ يحدّ تناولها من التأثيرات التي يُسببها ارتفاع مستوى الأدرينالين الناتج عن مشاعر القلق، والتي قد تتضمن تسارع نبضات القلب، وارتعاش الصوت أو الأطراف، وارتفاع ضغط الدم.[4]
  3. المهدئات: تسهم مجموعة من الأدوية المعروفة باسم "البينزوديازبينات" Benzodiazepines في الاسترخاء من خلال التقليل من القلق الذي يشعر به المريض، ولابد من استخدام المهدئات بحذر إذ أنه يمكن إدمانها، كما لا يُنصح باستخدامها لمن سبق له إدمان الكحول أو المخدرات.[4]
  4. مضادات الاكتئاب: يسهم استخدام مجموعة من الأدوية المضادة للاكتئاب والتي تُعرف باسم مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية (SSRIs) Serotonin Reuptake Inhibitors برفع مستويات مادة السيراتونين في الدماغ مما يُحسن المزاج.[1]

أسباب الإصابة بالفوبيا

هناك مزيج من العوامل التي تسهم بإصابة بعض الأشخاص بالفوبيا، وتتضمن:[3][5]

  • التعرض لحوادث أو صدمات في الماضي: إذ قد يمتد تأثير بعض الأحداث الماضية المزعجة لفترة طويلة، فقد يسبب تعرّض شخصٍ ما في صغره إلى هجوم من كلب لأن يتطور الأمر لديه لفوبيا من الكلاب لاحقًا على سبيل المثال.
  • مواجهة موقف معين أو شيء ما لأول مرة بطريقة مرعبة: تنجم بعض أنواع الفوبيا عن أن موقفًا أو شيئًا ما كان مرعبًا لدى التعرّف عليه في المرة الأولى.
  • ردود الأفعال المكتسبة من المحيط: يؤثر التواجد مع والدين قلقين على طريقة تعامل الشخص مع القلق الناجم عن كثيرٍ من الأحداث والمواقف في حياته اللاحقة، بل وقد يتطور لديه نفس أنواع الفوبيا المحددة التي كان يعاني منها والديه.
  • مزيج من العوامل الوراثية والبيئية: يعزو بعض الباحثين الإصابة بالفوبيا الى خليطٍ من العوامل الوراثية والبيئية.
  • التعرض للضغط النفسي لفترة طويلة: يسبب الضغط النفسي الشعور بالقلق والاكتئاب، كما يقلل من القدرة على التأقلم مع ظروفٍ معينة، ويجعل احتمالية التواجد ضمن تلك الظروف أمرًا مُقلقًا ومصدرًا للرهاب على المدى الطويل.
  • ردود الأفعال تجاه مُسبّبات الهلع: قد يتعرض الإنسان إلى نوبةٍ من الهلع تجاه موقف أو شيءٍ ما بصورة تُسبب له الحرَج أمام الآخرين، قد ينتج عن ذلك قلقًا أشد عند التفكير باحتمالية تكرار الموقف ثانية.

طرق لمساعدة الأطفال على التكيف مع مخاوفهم قبل أن تتطور لرهاب

هناك العديد من الأساليب التي يمكن أن يتبعها الوالدين لمساعدة الطفل على التكيف مع مشاعر الخوف، من أمثلتها:[4][6]

  • التحدث بصراحة عن الخوف: وذلك من خلال إخبار الطفل باحتمالية تعرض أي شخص لمشاعر الخوف في بعض الأحيان، وأن تعرضهم لمشاعر الخوف والقلق قد يكون بمعدل أعلى من غيرهم.
  • وضع خطة متسلسلة للتغلب على بعض المخاوف: وتتضمن الاتفاق مع الطفل على تحقيق أهداف محددة ضمن خطوات تدريجية، فإذا كان الطفل يخشى النوم بمفرده في الظلام، من الممكن أن يكون الهدف المبدئي بحثّ الطفل على إطفاء النور والنوم بمفرده بعد مضي ٧ أيام، لتتضمن الليلة الأولى مثلًا الاتفاق على قراءة كتابين للطفل وبعدها الإبقاء على إنارة خافتة مع الجلوس عند الطفل بنفس الغرفة، بينما تتضمن الليلة التالية قراءة كتاب واحد فقط للطفل مع الإبقاء على إضاءة النور الخافت، والمكوث خلف باب الغرفة، وهكذا لحين الوصول إلى الهدف المنشود.
  • تجنب الاستخفاف بمخاوف الطفل، بل لا بُد من مناقشة أفكار ومشاعر الطفل، ليشعر بوجود سند يستمع له ويساعده.
  • التحلي بالصبر: إذ يُعد الخوف من المشاعر القوية التي قد يحتاج التخلص منها لبعض الوقت، وهنا يُنصح بإعطاء الطفل الوقت الكافي للتغلب عليها.
كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الأربعاء ، 07 أيلول 2022

المراجع

1.
Brazier, Y. (2020, November 26). Everything you need to know about phobias. . Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/249347
2.
O'Keefe Osborn, C and Raypole, C. (2022, January 3). Common and Unique Phobias Explained. Retrieved from https://www.healthline.com/health/list-of-phobias
3.
Johns Hopkins Medicine. (n.d). Phobias. Retrieved from https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/phobias

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية