بات يحصل معظم البشر في عصرنا الحالي على أقل من 7 ساعات من النوم يوميًا، وهي غير كافية إطلاقًا، ويترتب عليها الكثير من العواقب الصحية وعلى رأسها الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، إذ أشارت دراسة منشورة أُجريت على ما يقارب من نصف مليون مشارك إلى أنّ تقليل الشخص لساعات نومه دون السبع ساعات يوميًا زاد من احتمالية الإصابة بمرض السكري بمقدار 1.09 مرات مقابل كل ساعة يقتطعها من النوم، إذ يمكن تفسير ذلك بحدوث مقاومة لهرمون الإنسولين وانعدام قدرة الجسم على تصريف سكر الدم.
في ظل العوامل العديدة التي تحكم البشر في نومهم، كالعمل، ومسؤوليات الأطفال، أو الضغوطات الاقتصادية، ارتأى البعض إلى موازنة أضرار قلّة النوم من خلال اللجوء إلى ممارسة التمارين الرياضية أو اتباع نمط حياة صحي في محاولة لتفادي خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وعلى الرغم من وجود دراسات تدعم هذا الاقتراح، إلّا أنّ تأثيرها على المدى البعيد في الوقاية من السكري ما زال غير واضح المعالم، لذا أجرى مجموعة من الباحثين دراسة حشدية جديدة لقياس نسبة حدوث السكري من النوع الثاني وعلاقتها بمدة النوم القصيرة، بالإضافة إلى تحديد مدى تأثير النظام الغذائي الصحي في ذلك خلال فترة امتدت 12 عامًا لدى ما يربو على 200 ألف مشارك بريطاني الجنسية.
خلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها ارتباط قلة النوم لفترات طويلة بارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حتى لدى المشاركين في الدراسة ممن اتبعوا نظام غذائي صحي، مما يثبت أهمية الحصول على قسط كافِ من النوم، إلى جانب دوره المحوري في الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض.
المرجع:
Nôga, D. A., et al. (2024). Habitual Short Sleep Duration, Diet, and Development of Type 2 Diabetes in Adults. JAMA Network Open. doi.org/10.1001/jamanetworkopen.2024.1147