حمى القش: الأعراض والأسباب والعلاج

حُمَّى القش أو الحساسية الموسمية هي أحد أنواع الحساسية التي تحدث في موسمي الربيع والصيف، وتتشابه أعراضها مع أغلب أعراض الرشح لكن مع اختلاف المُسبِّب، وتتلخّص طرق علاج حمى القش في السيطرة على الأعراض، والحدّ من التعرُّض للعوامل المُثيرة للتحسُّس.

حُمَّى القَش أو حمى الكلأ (Hay fever) هي الاسم الدارج لحساسية الأنف أو التهاب الأنف التحسسي، ويُطلَق عليها أيضًا الحساسية الموسمية، وذلك لأنها تظهر غالبًا في الفترة بين شهري آذار (3) وأيلول (9)، خاصةً عندما يكون الطقس دافئًا، ورطبًا، مع وجود الرياح، إذ يزداد عدد حبوب اللقاح ونشاطها في تلك الفترة.[1][2]

تتشابه أعراض حمَّى القَش مع أعراض الرشح، إلا أنّ السبب ليس فيروسيًا، إذا تنتج عن التحسُّس من حبوب اللقاح، الأتربة أو حتى وبر الحيوانات كالقطط والكلاب.[2]

أعراض حمى القش

تتشابه أغلب أعراض حُمّى القش مع أعراض الرشح، وتشمل أعراض حمى القش:[1][2]

  • سيلان الأنف.
  • حكة الأنف.
  • العطاس والسعال.
  • احتقان الأنف.
  • تراكم المخاط في مؤخرة الحلق.
  • الشعور بالحكّة في سقف الفم و الحَلق.
  • فقدان حاسة الشم.
  • الصداع.
  • ألم في الأذن.
  • حكة، احمرار وإدماع العين.
  • ظهور انتفاخات أسفل العينين.
  • التعب والإرهاق بسبب قلة النوم.

أسباب حمى القَش

تحدث حمى القش عندما يتعرّض الجسم لمُــثيرٍ خارجي، إذ يتعرّف الجهاز المناعي على أيّ من هذه المواد ويبدأ بحماية الجسم منها بإنتاج الغلوبينات المناعية (Immunoglobulin E)، وفي حال التعرُّض مرّة أُخرى لأيّ من مُثيرات الحساسية، يستجيب الجهاز المناعي بتحرير الهيستامين في مجرى الدم مُسبّبًا الحساسية وظهور الأعراض،[2]، من مُسـبّبـات حمى القش:[3]

  • حبوب لقاح الأشجار في فصل الربيع.
  • حبوب لقاح الحشائش في فصل الصيف ونهاية فصل الربيع.
  • حبوب لقاح نبات الحشيش Weed في فصل الخريف.
  • الفطريات وأبواغ العفن التي تنتشر في الطقس الدافئ.
  • شعر أو وبر الحيوانات.
  • العَث.
  • الصراصير.
  • دخان السجائر.
  • العطور.
  • أدخنة عوادم السيارات.

عوامل الخطر للإصابة بحمى القش

قد تزيد بعض العوامل من احتمالية الإصابة بحمى القش:[2][4]

  • العامل الوراثي.
  • الإصابة بالربو أو أي حساسية أخرى.
  • العمر والجنس، فقبل البلوغ يُصاب الذكور أكثر من الإناث، أما بعد البلوغ يحدث العكس
  • الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي أو ما يُعرَف بالإكزيما، إذ إنّه يُسبّب تهيُّج الجلد.
  • تاريخ الميلاد، فمن يُولد في موسم تكثُر فيه حبوب اللقاح، يكون أكثر عُرضة للإصابة بحمى القش من أقرانه.
  • التعرُّض للدخان المُنبعِث من السجائر في السنوات الأُولى من العمر.
  • التعرُّض للراوئح القويّة التي تهيِّج بطانة الأنف.

مضاعفات حمى القش

لا تقتصر أضرار حمى القش على ظهور الأعراض المزعجة سابقة الذكر، ولكن قد تحدث مضاعفات أُخرى أسوأ، خاصةً في حال إهمال العلاج:[2]

  • انخفاض قدرة المُصاب على أداء الأنشطة اليومية وممارسة الحياة طبيعيًا، وانخفاض انتاجيته.
  • مشاكل في النوم، كالأرق، أو عدم القدرة على النوم لساعاتٍ متتالية، مما ينتج عنه الإرهاق والتعب العام.
  • تفاقم أعراض الربو كالسعال والصفير.
  • التهاب الجيوب الأنفية.
  • التهاب الأذن الوسطى.

الفرق بين حمى القش والرشح

قد يختلط الأمر على البعض لدى التفريق بين حُمَّى القش والرشح، نتيجةً لتشابه أغلب أعراضهما، إلا أن هناك العديد من الفروق بينهما:[2]

  • الأعراض:

حمى القش تترافق مع سيلان الأنف وإفرازات مائية خفيفة ولا ترتفع درجة حرارة الجسم، أما الرشح فتتلخص أعراضه بسيلان الأنف مع إفرازات سميكة يميل لونها للأصفر مع ارتفاعٍ بسيط في درجة الحرارة.

  • الأسباب:

يكون المُسبب الرئيسي لحمى القش بالتعرُّض للمواد المثيرة للتحسُّس، أما الرشح فينتج عن العدوى الفيروسية.

  • فترة الحضانة:

تظهر الأعراض مباشرةً عند التعرض لمُسبّبات الحساسية عند الإصابة بحمى القش، أما الرشح فتظهر أعراضه بعد 1-3 أيام من التعرُّض للفيروس.

  • مدة الإصابة:

لا تزول أعراض حمى القش إلا بزوال العامل المُثير للتحسُّس، أما الرشح فتتراوح مدة ظهور أعراضه بين 3-7 أيام.

طرق الوقاية من حمى القش

في الحقيقة لا يمكن الوقاية من حمّى القش تمامًا، ولكن يمكن اتباع بعض النصائح التي قد تقلل من أعراض حمّى القش إن أُخِذَت في الاعتبار في فترة انتشار حبوب اللقاح:[1][5]

  • وضع “الفازلين” Vaseline حول الأنف لمنع حبوب اللقاح من دخول عبر فتحاته.
  • استخدام نظارات شمسية مُحكمة لحماية العين من حبوب اللقاح.
  • الاستحمام وغسل الملابس بعد الرجوع إلى المنزل لإزالة حبوب اللقاح العالقة بها.
  • البقاء قدر الإمكان داخل المنزل، بعيدًا عن أماكن انتشار مثيرات الحساسية.
  • تجنب تربية الحيوانات الأليفة في المنزل، خصوصًا في غُرَف النوم.
  • إغلاق النوافذ لأطول فترة، إن أمكن.
  • شفط وتنظيف الأتربة والغبار بقطعة قماش مبللة، أو من الممكن استخدام جهاز شفط لتنقية الهواء في المنزل.
  • وضع فلاتر لحبوب اللقاح في منافذ السيارة.
  • تجنب الخروج من المنزل عند الشعور بأعراض التعب أو ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • تجنب قطع الأعشاب أو المشي عليها.
  • تجنب الاحتفاظ بالزهور المقطوفة حديثًا في المنزل.
  • تجنب التدخين.
  • تجنب تجفيف الملابس في الهواء لمنع التصاق حبوب اللقاح بها.
  • تجنب ملامسة اليدين للفم، أو الأنف، أو العين، وغسلهما جيدًا خصوصًا بعد لَمس وبر الحيوانات.

تشخيص حمى القش

في الغالب يسأَل الطبيب المريض عن الحالة الصحية والتاريخ المرضي للعائلة، وعادةً ما يُجري أحد الفحصين المُدرَجين أدناه أو كليهما.[6]

  • اختبار وَخز الجلد: تُحقَن كميات ضئيلة من المواد التي يُعتقد أنّها المُسبِّبة لحمى القش في الجلد في الذراع أو أعلى الظهر، وتُلاحَظ بعد ذلك أعراض الحساسية (كنتوء في مكان الوخز) في غضون 20 دقيقة.
  • فحص الدم: تُختبَر عينة من الدم في المختبر لمعرفة نسبة الأجسام المضادة الناتجة عن التعرُّض لأحد العوامل المثيرة للتحسُّس في الجسم.

علاج حمى القش

تتعدد طرق تخفيف أعراض حمى القش، و تبقى الطريقة الأفضل بعدم التعرض لمُثيرات التحسس، أما عن الأدوية فقد يحتاج المريض علاجًا واحدًا، وقد يحتاج لعلاجين أو أكثر مجتمعين:[6]

بخاخات الكورتيزون للأنف

تُعد بخاخات الأنف أفضل طريقة لتخفيف احتقان الأنف وسيلانه لدى معظم المرضى، وتجدر الإشارة إلى أنّها من الأدوية الفعالة والآمنة في علاج حمى القش، وقد يُوصي بها اختصاصي الحساسية والمناعة لفتراتٍ طويلة، وتنقسم إلى فئتين:[6]

  • فئة يمكن استخدامها بدون وصفة طبية، هي الفلوتيكازون (Fluticasone)، بوديزونيد (Budesonide)، تريامسينولون (Triamcinolone) وموميتازون (Mometasone).
  • فئة لا تُصرَف إلا باستشارة الطبيب، وتحتوي على مضادات الهيستامين مع الكورتيزون.

الأعراض الجانبية

الأعراض الجانبية لبخاخات الكورتيزون الأنفية نادرة، وقد تقتصر على:[6]

  • طعمها ورائحتها غير مُحبّبين.
  • تهيُّج الأنف.

أقراص الكورتيزون

تُستخدم لتخفيف بعض أعراض الحساسية الشديدة، ومن أمثلتها البريدنيزون (Prednisone).[7]

الأعراض الجانبية

يوصي الطبيب عادةً باستخدام أقراص الكورتيزون لفتراتٍ قصيرة، فقط لعلاج حالات حمى القش الشديدة، وذلك بسبب أعراضه الجانبية التي قد تحدث مع استخدامه لفتراتٍ طويلة:[7]

مضادات الهستامين

تمنع مضادات الهستامين الجسم من إفراز مادة الهيستامين المُسبِّبة لأعراض الحساسية، فتُقلل الحكة والعطاس والرشح،[6]، وتنقسم إلى:[6]

  • مضادات هيستامين تُؤخذ بالفم: أي في صورة أقراص أو شراب سائل ومنها اللوراتيدين (Loratadine)، السيتريزين (Cetirizine) والفيكسوفينادين (Fexofenadine).
  • قطرات للعين كما في الأولوباتادين (Olopatadine) و الكيتوتيفين فومارات (Ketotifen fumarate).
  • بخاخات للأنف تُصرَف بدون وصفة طبية كالأزيلاستين (Azelastine).
  • بخاخات لا تُصرَف بوصفة طبية كالأولوباتادين (Olopatadine).

الأعراض الجانبية

تتعدّد أعراض مضادات الهيستامين الجانبية:[6]

  • جفاف الفم، الأنف والعين.
  • النعاس.
  • الصداع.
  • تغيرات في الشهية.
  • مشكلات في النوم.
  • مشكلات في ضغط الدم والتبول.

كرومولين الصوديوم

يُستخدَم كرومولين الصوديوم (Cromolyn Sodium) كبخاخ للأنف، ويُفَضَّل استخدامه قبل بداية ظهور الأعراض.[8]

الأعراض الجانبية

لا يسبب كرومولين الصوديوم تقريبًا أي أعراض جانبية شديدة.[7]

مُعَدّلات الليكوترين

تُستَخدَم حبوب مُعدّلات الليكوترين (Leukotriene modifiers) عندما يتعذّر استخدام بخاخات الأنف، وفي حالات تزامن الإصابة بحمى القش مع الحالات الطفيفة من الربو، إذ تُقلّل من تأثير مواد الليكوترين داخل الجسم، وهي المواد التي يفرزها الجهاز المناعي عند التعرُّض للعوامل المثيرة للتحسُّس، مُسبِّبة زيادة إنتاج المخاط وتهيُّج الأنف، ومن أمثلتها المونتيلوكاست (Montelukast).[6][8]

الأعراض الجانبية

لا تُسبب مُعدّلات الليكوترين الكثير من الأعراض الجانبية، فقد تقتصر على:[6]

  • الصداع.
  • الاكتئاب، والقلق، والأرق، وغيرها من الأعراض النفسية في بعض الحالات النادرة.

مُزيلات الاحتقان

تتوفر كأقراص، أو سوائل، أو بخاخات، ويقتصر دورها على تقليل الاحتقان، لذلك غالبًا ما تُستخدم مع أدوية أُخرى كمضادات الهيستامين، من أمثلتها:[7]

  • حبوب مزيلات الاحتقان: السودوإفدرين (Pseudoephedrine).
  • بخاخات مزيلات الاحتقان: لا تُستخدَم لأكثر من يومين أو ثلاثة على الأكثر، ومنها فينيلفرين هيدروكلوريد (Phenylephrine Hydrochloride) والأوكسيميتازولين (Oxymetazoline).

الأعراض الجانبية

تتعدّد الأعراض الجانبية لمُزيلات الاحتقان، خاصةً الحبوب الفموية، وتشمل:[7]

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الأرق.
  • التهيج والعصبية.
  • الصداع.
  • مشاكل في التبول في حالة تضخم البروستاتا.

بخاخ ابراتروبيوم للأنف

يقتصر استخدام بخاخ ابراتروبيوم (Ipratropium) على علاج سيلان الأنف، ولكنه غير مُجدِ في علاج باقي أعراض حمى القش كالاحتقان والعطاس.[8]

الأعراض الجانبية

تتعدّد الأعراض الجانبية لبخاخ الابراتروبيوم:[6]

يجدر التنويه إلى تجنُّب استخدامه في حال الإصابة بالمياه الزرقاء (ارتفاع ضغط العين) أو تضخم البروستاتا، كما قد يُسبِّب استخدامه بعض الأعراض النادرة، مثل تشوش الرؤية والدوار.[6]

العلاج المناعي

يُستَخدَم العلاج المناعي في حالات عدم جدوى العلاجات الأُخرى، إذ إنّه يساعد على تغيير طريقة استجابة الجهاز المناعي للجسم عند تعرضُّه للعوامل المُثيرة للتحسُّس، وذلك عن طريق تعريضه لكمياتٍ ضئيلة من مُسبّبات الحساسية، يتوافر العلاج المناعي على شكل حُقن أو أقراص تذوب تحت اللسان، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج بهذه الطريقة قد يستغرق 3-5 سنوات.[7]

كتابة: الصيدلانية أماني السيد - الأربعاء ، 30 تشرين الثاني 2022

المراجع

1.
UK National Health Services. (2020). Hay fever. Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/hay-fever/
3.
Cafasso, J. (2018). What are the Symptoms of Hay Fever?. Retrieved from https://www.healthline.com/health/hay-fever-symptoms#triggers

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية