الورم الأرومي الحسي العصبي: كيف يمكن تشخيصه؟ وما مراحله؟

يُعد الورم الأرومي الحسي العصبي أحد الأورام النادرة التي تنشأ من الخلايا المسؤولة عن الشم، وهو من الأورام الخبيثة التي قد تنتقل إلى أجزاءٍ أُخرى من الجسم، كما يصعُب تشخيص هذه الأورام بسهولة، ويمكن اللجوء لعدّة طرق في سبيل علاج الورم الأرومي الحسي العصبي، منها الجراحي ومنها الإشعاعي، ويمكن الجمع بين طريقتين علاجيتين أو أكثر لتحقيق نتائج أفضل.

يعدّ الورم الأرومي الحسي العصبي ((ENB) Esthesioneuroblastoma) ، أو ما يُعرف بورم العصب الشميّ (Olfactory Neuroblastoma)، من الأورام الخبيثة النادرة التي تنشأ من الخلايا المسؤولة عن الشم الموجودة في أعلى تجويف الأنف، ولأنه ورم خبيث فهو يغزو الأجزاء المُحيطة به، مثل قاعدة الجمجمة (Skull Base)، والقبو القحفي (Cranial Vault)، ومحجر العين (Orbit).[1][2]

وصف العالمان بيرجر ولوك (Berger and Luc) الورم الأرومي الحسي العصبي لأول مرة في عام 1924ميلادي، ويُمثل هذا الورم الخبيث ما يقارب 0.3% من أورام الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، كما يُمثل 3% إلى 6% من الأورام الخبيثة التي تُصيب تجويف الأنف، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الورم قد يصيب الجميع بمختلف مراحلهم العمرية، ولكن طبقًا للإحصائيات فإنّ غالبية الحالات المُشخّصة يتراوح عمرها بين 40 إلى 70 عامًا، بمتوسط أعمار يتراوح بين 53 إلى 54 سنة، كما لا يوجد فرق في معدل الإصابة بين الذكور والإناث.[1][2]

أعراض الورم الأرومي الحسي العصبي

يُمثّل تشخيص الورم الأرومي الحسي العصبي تحديًا بالنسبة للأطباء، إذ إن الأعراض التي تظهر على المريض تكون عامة وغير مُحددة، مثل انسداد الأنف، ورُعاف الأنف المستمر، كما تتشابه هذه الأعراض مع العديد من الأمراض الأُخرى، منها التهاب الجيوب الأنفية.[2][3]

يمكن الإشارة إلى مجموعة من الأعراض على أنّها الأبرز والأكثر شيوعًا لدى الإصابة بالورم الأرومي الحسّي العصبي:[2][4]

  • الصداع، وألم في الوجه.
  • فقدان حاسة الشم.
  • سيلان الأنف.
  • وجود كتلة أنفية.
  • تورم الوجه.
  • تشنج عضلات الفك (Trismus).
  • ألم وخلخلة الأسنان.

نتيجة هذه الأعراض العشوائية، فإن تشخيص الورم قد يتأخر من 6 إلى 12 شهرًا من بداية ظهور الأعراض وحتى تشخيص الحالة، وبسبب طبيعة الورم وتأخُّر اكتشافه، فإنه قد يتخطى حاجز الأنف والجيوب الأنفية، ويُصيب محجر العين مُسببًا بعض الأعراض والمضاعفات،[4] إذ تتضمّن هذه الأعراض:[3][4]

  • زيادة إفراز الدموع (Epiphora).
  • إزدواجية الرؤية (Diplopia).
  • جحوظ العين (Proptosis).
  • ضعف حدة الرؤية.
  • العمى (Blindness).

كما يمكن أن تظهر بعض الأعراض في بعض الحالات النادرة التي يمتد فيها الورم إلى الفص الأمامي من الدماغ، كالتشنجات وتغيُّر الحالة العقلية للمريض، كما قد يُسبّب خللًا في الهرمونات، مثل زيادة إفراز الكورتيزول مما يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة كوشينغ (Cushing Syndrome)، أو ارتفاع مستوى هرمون الألدوستيرون (Aldosterone)، والهرمون المضاد لإدرار البول (ADH) الذي يتسبب بانخفاضٍ شديد في مستوى الصوديوم في الدم (Hyponatremia).[2][3]

مراحل تطور الورم الأرومي الحسي العصبي

يُقسم نظام قادش المعدل (Kadish Modified System) مراحل تطور وانتشار الورم الأرومي الحسي العصبي إلى أربعةِ مجموعات[5]، يمكن بيانها:[5]

  • المجموعة الأولى (Group A): يتواجد الورم في تجويف الأنف فقط.
  • المجموعة الثانية (Group B): انتشار الورم قليلًا ليشمل كلًا من تجويف الأنف والجيوب الأنفية المجاورة.
  • المجموعة الثالثة (Group C): يمتدّ الورم خلف تجويف الأنف والجيوب الأنفية، ليشمل كل من قاعدة الجمجمة، ومحجر العين، وتجويف الدماغ.
  • المجموعة الرابعة (Group D): امتداد الورم ليصل إلى الغدد الليمفاوية في الرقبة وأجزاءٍ أُخرى من الجسم.

كيفية تشخيص الورم الأرومي الحسي العصبي

يواجه تشخيص الورم الأرومي الحسي العصبي تحديات صعبة، نظرًا لتعذُّر تحديد فئة معيّنة من الأعراض لتُدلّل عليها،[2] لذلك يوجد عدّة خطوات قد تساعد الطبيب في توكيد المشكلة أو نفيها، من أبرز طرق تشخيص الورم الأرومي الحسي العصبي:

  • التاريخ المرضي: على الطبيب الحصول على التاريخ الطبّي المُفصّل للمريض، ومعرفة فيما إذا كان يعاني من مشكلاتٍ صحيّة أُخرى، إذ إنّ ذلك قد يلعب دورًا في تغيير الخطّة العلاجيّة فيما بعد.[2]
  • الفحص الجسدي: يتضمّن فحص ومعاينة الأعصاب، والعيون، والدماغ، والرقبة، إذ يتعيَّن على الطبيب إجراء ذلك عند الشك بوجود الورم الأرومي الحسي العصبي.[1]
  • التصوير الإشعاعي: تُعد الأشعة سواءً المقطعية (CT)، أو أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) حجر الأساس في تشخيص الورم الأرومي الحسي العصبي، فتُستخدم الأشعة المقطعية لتشخيص الورم، كما تُستخدم لتصوير تآكل العظام إن وُجد، أمّا أشعة الرنين المغناطيسي فتُستخدم لمعرفة مدى امتداد الورم، وهي الأفضل في تقييم مدى انتشار الورم للدماغ.[2][3]
  • خزعة الورم (Biopsy of the Tumor): يُفضّل إجراءها بعد الحصول على نتائج التصوير الإشعاعي، وذلك لمعاينة الإمداد الدموي للورم قبل جمع العينة.[1]

علاج الورم الأرومي الحسي العصبي

تعدّ الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي الطرق الثلاثة المُتاحة لعلاج الورم الأرومي الحسي العصبي، ويعتمد اختيار الطريقة المُثلى للعلاج على حجم الورم، ومرحلة تطوره، وانتشاره، كما يمكن استخدام إحدى هذه الطرق منفردةً، أو استخدام طريقتين معًا لتحقيق نتائج أفضل.[1][4]

كتابة: دكتور محمد نصار - الإثنين ، 28 آب 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الإثنين ، 28 آب 2023

المراجع

1.
Limaiem F, M Das J. (2023). Esthesioneuroblastoma. [Updated 2023 Jan 1]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK539694/
2.
Fiani B, Quadri SA, Cathel A, Farooqui M, Ramachandran A, Siddiqi I, Ghanchi H, Zafar A, Berman BW, Siddiqi J. (2019). Esthesioneuroblastoma: A Comprehensive Review of Diagnosis, Management, and Current Treatment Options. World Neurosurgery 126: 194–211. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.wneu.2019.03.014
3.
Abdelmeguid, A.S. (2018). Olfactory Neuroblastoma. Curr Oncol Rep 20, 7. Retrieved from https://doi.org/10.1007/s11912-018-0661-6

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جراحة الدماغ والأعصاب أونلاين عبر طبكان
احجز