الكائنات الدقيقة في التجويف الهضمي "الميكروبيوتا" تلعب دورًا في الإصابة بمرض الرعاش "الباركنسون"،،، دراسة جديدة

وفقًا لدراسة جديدة نشرها مجموعة من الباحثين في جامعة ألاباما/بيرمنغهام فإنّ "الميكروبيوتا" في التجويف الهضمي قد يكون لها دور في الإصابة بمرض الباركنسون وتفاقم أعراضه أيضًا.

في دراسة حديثة نُشِرت مؤخرًا -منتصف نوفمبر الفائت من هذا العام- تمكّن الباحثون من الخروج بنتيجة مفادها ارتباط الكائنات الحية الدقيقة الموجودة طبيعيًا في التجويف الهضمي (الميكروبيوم Microbiota) مع مرض الرعاش (الباركنسون Parkinson’s disease)، إذ من الممكن أن يبدأ هذا المرض باختلال التكوين النوعي للميكربيوم في الأمعاء والمعدة ليمتدّ تأثيره حتى الدماغ.

اعتمد الباحثون على تحليل المادة الوراثية (DNA) للكائنات الدقيقة الموجودة في عينات البراز لِما يُقارب 490 مريضًا من المُصابين بالرعاش، في حين ضمّت المجموعة الضابطة 234 شخصًا من غير المصابين بالمرض، وقد بيّنَت النتائج لاحقًا بأن الأنواع التي تتكوّن منها بيئة الميكروبيوم في التجويف الهضمي ذات الصِلة بمرض الرعاش كوّنَت تجمُّعات متعدّدة لتنمو سويًا أو يتقلّص حجمها سويًا كذلك، وفي بعض الحالات نشأت فيما بينها علاقة تنافسية، وقد بيّنت الدراسة بأن 30% من مجموع أنواع الميكروبيوتا التي خضعت للتحليل ارتبطت بإمراضية الرعاش وتفاقم أعراضه نتيجة اختلال وفرتها وانتشارها داخل بيئتها ما يُهيِّىء لحالات التنكُّس العصبي.

تكمن طبيعة العلاقة المُشَار إليها بالدراسة -وفقًا للباحثين المشرفين عليها- بين مرض الرعاش وما يحتويه التجويف الهضمي من كائنات دقيقة نافعة أم ضارّة -ضمن توزيع معين يضمن توازنها- في تفوق نمو الأنواع الانتهازية منها وارتفاع مستويات كل من مولّدات المناعة والجزيئات السامة والنواتج البروتينية المعروفة باسم (Curli) لأحد أنواع البكتيريا المعوية، ليتسبّب ذلك باختلال النواقل العصبية ويحفّز الإصابة بمرض الرعاش، إلى جانب تخفيض مستويات مضادات الالتهاب والجزيئات المُساعدة في حماية الخلايا العصبية، ما يقلل فرص التعافي بعد توكيد الإصابة بالرعاش.

يطمح الدارسون وفقًا لِما تولَّد لديهم من معطيات ومعلومات إلى تطوير أدواتهم المعرفية والبحثية في قادم الدراسات لتوكيد أهمية التنوع الجيني للميكروبيوم في التجويف الهضمي وإمكانيّة أن يوفّر ذلك سبيلًا علاجيًا أو وقائيًا ضد مرض الرعاش وتفاقم أعراضه لدى المرضى المُصابين به.

مرض الرعاش هو أحد الأمراض العصبية التي من المُتوقَع أن تؤثّر في ما يقارب 8.7 مليون شخص بحلول عام 2030، وهو من الاضطرابات التي تصيب عديد الأجهزة في الجسم، يُذكَر بأنّ أحد المؤشرات الأولية للباركنسون والتي غالبًا ما تظهر على المرضى قبل عقود -ربما- من بدء الاختلال الحركي هو الإصابة بالإمساك، وعلى الرغم من أنّ بعض العوامل الجينية والبيئية قد أُشير إليها إلى أنّها قد تلعب دورًا في الإصابة بمرض الرعاش، إلّا أنّ معظم حالات الإصابة بهذا المرض لا زالت مجهولة الأسباب، أمّا الميكروبيوم الهضمي (الذي يتكون من البكتيريا والفيروسات والفطريات النافعة والضارة وجيناتها) فتكمن أهميّته للجسم في مساهمته بعمليات الأيض للأغذية المُتناولَة وإنتاج العديد من العناصر الضرورية والتخلص من السموم ومخلفات الأدوية من خلال عمليات الأيض التي تشارك فيها، إلى جانب الحِفاظ على البيئة الداخلية للأمعاء ومقاومة المُمرِضات المختلفة التي قد تهاجمها، ما يساعدها في أداء وظيفتها كما ينبغي لها.

رابط الدراسة:

Wallen, Z.D., Demirkan, A., Twa, G. et al. Metagenomics of Parkinson’s disease implicates the gut microbiome in multiple disease mechanisms. Nat Commun 13, 6958 (2022). https://doi.org/10.1038/s41467-022-34667-x

كتابة: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan - الأربعاء ، 07 كانون الأول 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية