في مراجعة أُجريَت مُؤخرًا ونُشرت في مجلة Nutrientsبتاريخ 24 نوفمبر من العام 2023، سلّط مجموعة من الباحثين تركيزهم على الفوائد الصحيّة للرمان نظرًا لغناه بعددٍ من المُركبات الحيوية النشطة، إذ لاحظوا انعكاسها على الصحّة تحديدًا من خلال تأثيرها في اضطرابات الأيض التي تتجسّد بمعانات المريض من بعض المشكلات الصحيّة، لعلّ أبرزها السكري النوع الثاني، والسُمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وعُسر شحميات الدم.
علاقة الرمان مع ضغط الدم
تضمّنت هذه المراجعة إشارة إلى أنّ عديد التجارب المخبرية والسريرية التي أُجريَت للتحقق من تأثير الرمان بما يحتويه من مُركبّات في ضغط الدم ومقاومة الإنسولين قد كانت ذي أثرٍ جيد في تعزيز وظائف الأوعية الدموية والحِفاظ على اتزان عملية استقلاب الدهون والحِفاظ على ضغط الدم ضمن حدوده الطبيعية، فقد سبق أن أكّدت مُراجعة أُخرى نُشِرَت عام 2017 قدرات الرمان في تعزيز الصحّة من خلال تأثيرها في الضغط الانبساطي والانقباضي عبر تناول عصير الرمان بكمية تتراوح بين 150 مليلتر و500 مليلتر في اليوم الواحد لفترة زمنية أدناها 4 أسابيع وأقصاها 18 شهرًا حتى ظهور النتائج المرجوّة، ويعود ذلك لمحتوى الرمان من متعدد الفينول (Polyphenols) الذي تراوح بين 0.7 إلى 36.6 مللي مول.
علاقة الرمان مع ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول
وفقًا لدراسة نُشِرَت عام 2018 تضمّنت إجراء تجارب على مجموعة من الجرذان المخبرية، تمكّن الباحثون من التوصُّل إلى أنّ الرمان بما يحويه من فينولات متعددة كان فعّالًا جدًا في تخفيض مستوى الدهون المرتفعة في الدم، وقد لاحظ الباحثون هذا الأثر الإيجابي لدى تجربته على البشر، وفي عدّة تجارب أُخرى تناولت تأثير الرمان على الدهون، أشارت دراستين أُجريتا عام 2004 و2012، إلى أنّ المواظبة على شرب عصير الرمان يوميًا لمدة 8 أسابيع و6 أسابيع، على التوالي، يُسهم في تنظيم مستويات الدهون لدى الأشخاص، خصوصًا أولئك المُصابين بمرض السكري من النوع الثاني (وفقًا للدراسة المنشورة عام 2004)، لكن يُحبّذ العلماء إجراء المزيد من البحوث بغية تخطّي المُحدّدات التي رافقت الدراسات السابقة بتضمين عيّنة أكبر من المُشاركين وإجراء تجارب طويلة المدى.
علاقة الرمان مع مرض السكري النوع الثاني
تحاول التجارب السريرية التوصُّل لنتائج تُوضِّح قدرة الرمان في التأثير على الحالة الصحية لمرضى السكري، في بعضها الذي سبق نشره خلال الأعوام السابقة أُشير إلى أنّ الاستهلاك اليومي من عصير الرمان لمدة 6 أسابيع بما مقداره 200 مليلتر قد يُقلّل من مستويات السكر الصيامي في الدم، وقد يُسهم في تخفيف مشكلة مقاومة الإنسولين، لكنّ بعض الدراسات توصّلَت لنتائج مُغايرة لِما أوردته هذه الدراسات، لِذا لا بُدّ من استشارة الطبيب قبل اتباع أي نظام معيّن في محاولة لتخفيف مشكلة السكر لدى المرضى.
علاقة الرمان والسُمنة
أشارت بعض الدراسات إلى أنّ استهلاك زيت بذور الرمان مع الطعام استطاع تخفيف وزن الجسم وتقليل كتلة الدهون فيه لدى تجربته مخبريًا على مجموعة من الفئران، ويعود ذلك إلى تأثير زهور الرمان الإيجابي في بعض الإنزيمات التي تشارك في عمليات استقلاب الدهون مثل (Acyl-CoA) و(Carnitine palmitoyltransferase-1)، توالَت العديد من الدراسات التي أشارت لذات النتيجة، لكنّ بعضها أشار لعكس ذلك، ما يُعزّز ضرورة إجراء المزيد من الدراسات بُغية التحقق من التأثير الفعلي للرمان على السُمنة ودوره في تخفيف الوزن.
المرجع:
- Alami, M.; Boumezough, K.; Khalil, A.; Ramchoun, M.; Boulbaroud, S.; Fulop, T.; Morvaridzadeh, M.; Berrougui, H. The Modulatory Bioeffects of Pomegranate (Punica granatum L.) Polyphenols on Metabolic Disorders: Understanding Their Preventive Role against Metabolic Syndrome, Nutrients, 2023, 15, 4879. doi:https:// doi.org/10.3390/nu15234879 https://www.mdpi.com/2072-6643/15/23/4879