أعراض الولادة المبكرة

تُوصَف الولادة قبل بداية الأسبوع 38 على أنّها ولادة مُبكّرة، قد يُعاني الأطفال المولودين قبل أوانهم من مجموعة من المشكلات الصحيّة التي تتطلّب رعايتهم والإبقاء عليهم في وحدات العناية الخاصّة بهم (الخداج) حتى تتحسّن حالتهم، تحدث الولادة المبكّرة فجأة دون سببٍ واضح غالبًا، لكن من الممكن أن تلعب مجموعة من العوامل دورًا في رفع خطر حدوث الولادة المبكرّة لدى بعض النساء.

تُشير الولادة المبكرة (Premature birth) إلى حدوث الولادة في الأسبوع 37 من الحمل أو الأسابيع التي تسبقه، بينما تحدث الولادة الطبيعية عادةً خلال الأسبوع 40 من الحمل، وقد يترتب على الولادة المُبكرة مضاعفات صحيّة خطيرة تضُر بالأُم والطفل، وقد تكون هذه المضاعفات سببًا في موت الأطفال قبل وصولهم عامهم الخامس.[1]

قدّرت منظمة الصحة العالمية (WHO) عدد الولادات المُبكّرة بحوالي 15 مليون طفل كل عام، أي أنّ مولودًا واحدًا من بين كل 10 أطفال مولودين حديثًا -أو أكثر- يُولَد في الأسبوع 37 من الحمل أو قبل ذلك، وقد يُصاب بعض الأطفال المولودين مٌبكّرًا (الأطفال الخُدّج) بإعاقاتٍ دائمة تشمل مشاكل في السمع أو الإبصار، أو صعوبات في التعلم، وقد يكون مصير بعضهم الموت، إذ تُشير ذات الإحصائيّات إلى موت ما يُقارب المليون طفل سنويًا بسبب المضاعفات الناتجة عن الولادة المُبكِّرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ توفر الرعاية الصحيّة الجيدة للأطفال المولودين مٌبكّرًا عن أوانهم يُقلِّل من مخاطرها بحوالي 24%.[2]

أعراض الولادة المبكرة

تظهر علامات الولادة المبكرة على الحامل فجأةً قبل الأسبوع 37 من الحمل دون معرفة السبب، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلامات المرتبطة بها شبيهة بعلامات الولادة الطبيعية، إذ تشمل أعراض الولادة المبكرة:[3]

● الشعور بسلسلة انقباضات في البطن تتكرّر كل 10 دقائق أو أقل.

● زيادة في كمية إفرازات المهبل أو نزول دم منه.

● الشعور بضغط في منطقة الحوض نتيجة الشعور باندفاع الطفل نحو الأسفل.

● الشعور بتشنجات في البطن قد يرافقها إسهال أحيانًا.

● الشعور بألم خفيف أسفل الظهر.

مضاعفات الولادة المبكرة عند الأطفال الخدّج

تزداد احتمالية إصابة الطفل بمشاكل صحية بعد الولادة المُبكرة، إذ من الممكن أن تتراوح هذه المشكلات بين الطفيفة أو الخطيرة.[4][5]

يمكن أن تكون المشكلات بمثابة خصائص شكليّة أو مضاعفات صحيّة، فقد تشمل مواصفات الأطفال الخُدّج بعد الولادة المبكرة:[4]

  • حجم الرأس يكون كبيرًا بما لا يتناسب مع حجم جسم الطفل الصغير.
  • كثرة الشعر الناعم الذي يغطي أجزاءً كبيرة من الجسم.
  • ظهور الطفل بملامح أكثر حدّة، بسبب انخفاض نسبة الدهون المُخزّنة لديه.
  • انخفاض درجة حرارة الطفل بعد الولادة مباشرة نتيجة انخفاض معدل الدهون المخزنة لديه.
  • تعسّر الرضاعة عند الطفل بسبب صعوبة البلع والمص.

أمّا المضاعفات والمخاطر التي قد يُعاني منها الخُدّج بعد ولادتهم مُبكّرًا، والتي يمكن أن تشكّل خطرًا كبيرًا على حياتهم:[5]

  • نزيف في الرئة أو الدماغ.
  • انخفاض مستوى السكر في الدم.
  • فقر الدم.
  • تسمم الدم بإحدى أنواع البكتيريا.
  • التهاب الرئة.
  • وجود ثقب في إحدى الأوعية الدموية الرئيسية المُغذيّة للقلب.
  • الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية عند حديثي الولادة، وتعني صعوبة في تنفس المواليد الجدد بسبب عدم اكتمال نمو الرئتين لديهم.

أنواع الولادة المبكرة

يُسمّى الطفل الذي يُولَد قبل الأسبوع 37 من الحمل بالطفل الخديج، وقد صُنّفت ولادة الأطفال الخدّج إلى عدة تصنيفات بناءً على عمر الحمل الذي حدثت فيه الولادة المُبكِّرة،[2] وتشمل هذه التصنيفات:[6]

  • الولادة قبل الموعد المُحدّد بفترة قليلة (Late preterm): يُولد الطفل ما بين الأسبوع 34 والأسبوع 36 من الحمل.
  • الولادة قبل الموعد بفترة متوسطة (Moderately preterm): يُولد الطفل بين الأسبوع 32 والأسبوع 34 من الحمل.
  • الولادة قبل الموعد المُحدد بفترة طويلة (Very preterm): يُولد الطفل قبل الأسبوع 32 من الحمل.
  • الولادة قبل الموعد المُحدد بفترة طويلة للغاية (Extremely preterm): يُولد الطفل خلال الأسبوع 25 من الحمل أو قبل ذلك.

أسباب الولادة المبكرة

لا يوجد سبب مُحدّد للولادة المبكرة، إذ تحدث معظم حالات الولادة المبكِّرة تلقائيًا دون ظهور سببٍ واضح لها، ولكن عديد العوامل قد ترفع من احتمالية حدوثها، تشمل عوامل ومُحفّزات الولادة المبكرة:[2][5]

  • إصابة المرأة الحامل ببعض الأمراض أو المشاكل الصحية، والتي من أبرزها:
  1. الإصابة بعدوى ما.
  2. الإصابة بأمراض القلب أو الرئتين.
  3. الإصابة بِأمراض مُزمنة، كالسكري وارتفاع ضغط الدم.
  • الحمل بِعدة أجنّة في آنٍ واحد (الحمل المتعدد).
  • التعرض لولادة مبكرة في حملٍ سابق.
  • سوء التغذية قبل أو خلال فترة الحمل.
  • تدخين السجائر، أو شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات خلال فترة الحمل.
  • الإصابة بمشكلة في الرحم.
  • ضعف في فتحة عنق الرحم، ممّا يؤدي إلى فتحها في فترة مُبكرة من الحمل.

علاج المضاعفات الناجمة عن الولادة المبكرة

يتلقّى الأطفال بعد الولادة المُبكّرة رعاية خاصة في إحدى أقسام المستشفى المُخصّصة لمتابعة الأطفال الخُدّج، يسمّى هذا القسم وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة ((NICU) Neonatal Intensive Care Unit) ويُشرف عليه طبيب الأطفال المُتخصّص بعلاج المشكلات المُصاحبة،[1] يرعى الطاقم الطبّي في قسم (NICU) الأطفال الخُدّج ويتحقّق من حصولهم على ما يحتاجونه من خلال مجموعة من الإجراءات:[5][7]

  • التحكم بدرجة حرارة الهواء المحيط بالطفل بتوفير حاضنة دافئة له.
  • قياس معدل التنفس، وضربات القلب، ونسب الأكسجين في الدم من خلال أجهزة مراقبة خاصّة موجودة في الحاضنة.
  • التغذية عن طريق الوريد أو وضع أنبوب صغير في الأنف أو الفم يصل إلى المعدة عند الأطفال الذين لا يستطيعون الحصول على غذائهم بسبب صعوبة البلع أو المص، وعند تجاوزهم هذه المشكلة، ينتقلون إلى مرحلة الرضاعة الطبيعية أو الصناعية.
  • مساعدة الطفل على التنفس إذا واجه صعوبة في ذلك ولم يكتمل نمو الرئة لديه، ويكون ذلك إمّا بتركيب جهاز التنفس الاصطناعي مباشرة في القصبة الهوائية للطفل، أو بتثبيت غطاء الأُكسجين فوق رأسه ليزوده بكمية الأكسجين اللازمة، أو باستخدام ضغط المجرى الهوائي الإيجابي ((CPAP) Continuous positive airway pressure) عن طريق وضع أنبوب في الأنف للأطفال الذين يُعانون من مشاكل تنفسية طفيفة ويحتاجون القليل من الأكسجين.

هل يمكن تجنب الولادة المبكرة؟

قد لا يتسنّى تجنب الولادة المبكرة لأنّ سبب حدوثها غير محدّدًا أو غير معروف على وجه الدقّة، لكن هناك بعضالطرق التي قد تساهم في تقليل احتمالية حدوث الولادة المبكِّرة، من أبرز هذه الوسائل:[4]

  • تناول الأدوية التي تحتوي على هرمون البروجستيرون، إذ من الممكن أن تقلّل هذه الأدوية من خطر حدوث الولادة المبكرة عند المرأة التي تملك عنق رحمٍ قصير، أو مَن سبق لها وتعرضَت للولادة المبكرة، أو في كلا الحالتين.
  • تطويق عنق الرحم ( Cervical cerclage): هو خياطة عنق الرحم بغرز قوية لدعم الرحم خلال فترة الحمل، ثمّ فك الغرز موعد الولادة الطبيعية، ويلجأ الجرّاح عادةً لهذا الإجراء عندما يكون عنق رحم المرأة قصير، أو في حال سبق لها الولادة المُبكرة نتيجةً لقِصَر عنق الرحم.
كتابة: . أنفال نصار - الأحد ، 19 آذار 2023
آخر تعديل - الأحد ، 19 آذار 2023

المراجع

1.
Cleveland Clinic. (2021, February 15). Premature Birth. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21479-premature-birth
2.
World Health Organization. ( 2022, November 14). Preterm birth. Retrieved from https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/preterm-birth
3.
Centers for Disease Control and Prevention. (2022, November 1). Premature Birth. Retrieved from https://www.cdc.gov/reproductivehealth/features/premature-birth/index.html

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نسائية وتوليد أونلاين عبر طبكان
احجز