يُعدّ العدس أحد أنواع البقوليات المعروف بقيمته الغذائية العالية، وذلك بفضل محتواه الغني بالألياف والبروتينات، كما بمقدور العدس التحكم بسكر الدم، والسكر التراكمي، وضبط مستويات الإنسولين وفقًا لِما ذكرته العديد الدراسات السريرية السابقة، إلا أنّ الدراسات التي تتناول قدرته على ضبط ارتفاع نسبة الكوليسترول والسكر في الدم بعد تناول الوجبات مباشرة والتفاعلات الالتهابية المرافقة لذلك ما زالت قليلة، لكنّها تُقدم توقعًا أدق للإصابة باضطرابات الأيض مقارنةً بقياس الكوليسترول والسكر الاعتيادي مخبريًا في حالة الصيام .
لذا أجرى مجموعة من الباحثين دراسة سريرية يتخللها تناول العدس المطبوخ مرة واحدة يوميًا لمدة 12 أسبوعًا وبكمية تتجاوز الكمية المُوصى بها إذ تبلغ 980 غرامًا أسبوعيًا، وشارك في الدراسة مجموعة من المرضى الذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بأمراضٍ مزمنة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 حتى 70 عامًا، والذين يعانون من ارتفاع في نسبة الدهون الثلاثية، بالإضافة إلى محيط خصر يفوق 40 إنشًا للذكور و 35 لدى الإناث، كما طُلب من المشاركين خلال الدراسة تناول وجبة غنية بالدهون -50 غرامًا من الدهون- وتخلل ذلك قياس مستوى الكوليسترول في الدم.
خلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها انخفاض أو ثبات مستوى الكوليسترول لدى المشاركين الذين استهلكوا العدس، بالإضافة إلى رصد تحسنٍ في نسبة السكر وانخفاض مستوى علامات الالتهاب التي تلي تناول وجبة مليئة بالدهون عند تناول العدس بانتظام، ويعود تفسير هذه النتائج إلى قدرة الألياف الموجودة بكثرة في العدس على الارتباط بالأحماض الصفراوية مما يقلل رجوعها إلى الكبد، إذ إنّها تُسهم في عملية إنتاج الكوليسترول داخله، مما يجبر الكبد على امتصاص الكوليسترول من الدورة الدموية ويقلل نسبته فيها.
المرجع:
- Chamberlin, M. L., Wilson, S. M., Gaston, M. E., et al. (2023). Twelve Weeks of Daily Lentil Consumption Improves Fasting Cholesterol and Postprandial Glucose and Inflammatory Responses—A Randomized Clinical Trial. Nutrients 16(3); 419. https://www.mdpi.com/2072-6643/16/3/419