يمثِّل الحبل السُّري حلقة الوصل بين الجنين والأم عبر المشيمة خلال فترة الحمل، فهو المسؤول عن تزويد الجنين بما يحتاجه من دمٍ غنيّ بالأكسجين والمُغذّيات، بالإضافة إلى وظيفته في التخلّص من فضلات الجنين، بعد الولادة يقطع الطبيب الحبل السري تاركًا قطعة صغيرة منه (الجذع) تنكمش وتجفّ وتسقط بعد مرور ثلاثة أسابيع على الولادة، إذ يتحوّل لونها من الأخضر المُصفَر إلى البُني ثم الأسود.[1]
يتماثل الجلد بعد ذلك للشفاء مكوِّنًا السُّرة (Umbilicus)، وغالبًا ما تنغلق العضلات المحيطة بالسُّرة مُقتربةً من بعضها بعد الولادة بفترةٍ قصيرة، ولكن قد لا تلتئم العضلات لدى بعض الأطفال حديثي الولادة كما ينبغي؛ مما قد يتسبَّب في وجود فتحة في جدار البطن لدى الطفل تحت السرّة؛ ما قد ينجم عنه فتق السرة (Umbilical Hernia).[2]
ما هو الفتق السري لدى الأطفال؟
يُعد الفتق السري من المشاكل التي قد تصيب حديثي الولادة الذكور منهم والإناث على حدٍّ سواء، وبالأخصِّ لدى المبتسرين (الأطفال الذين وُلِدوا قبل أوانهم)، ويرجع الفتق السري إلى تجمُّع جزءٍ من أمعاء الطفل بالإضافة إلى بعض الدهون أو السوائل في كيسٍ يشبه الحويصلة أو الجيب (Sac)، التي تندفع بدورها عبر فتحةٍ صغيرة لم تلتئم من عضلات جدار البطن لدى الطفل لتُشكِّل انتفاخًا محسوسًا في البطن.[3]
أعراض الفتق السري لدى الأطفال
تتمثَّل أعراض الفتق السُّري لدى الأطفال في بروز نتوءٍ أو كتلةٍ غير مؤلمة في مكان سرة الطفل أو بالقرب منها، وعادةً ما يمكن رؤية الكتلة البارزة بوضوح أثناء بكاء الطفل أو ضَحكه أو عند السُّعال أو الضّغط لدى محاولة التبرُّز، بينما تنكمش عندما يستلقي الطفل على ظهره، أو أثناء استرخائه.[4]
غالبًا ما يتعافى الطفل من الفتق السري خلال عامين من ولادته، إلّا أن الفتق قد يستمرّ لدى بعض الأطفال حتى العام الخامس من عُمرِهم،[5] ولا بدّ من مراجعة طبيب الأطفال وحديثي الولادة إذا ظهرت على الطفل إحدى الأعراض الآتية:[5]
- الشعور بالألم، خصوصًا عند الضغط موضِع الفتق السري.
- التقيؤ.
- تورُّم أو تغيُّر لون الجلد موضع الفتق.
مضاعفات الفتق السري لدى الأطفال
نادرًا ما يتسبب الفتق السري لدى الأطفال ببعض المضاعفات؛ مثل:[2][5]
- الفَتق المُنحَبِس (Incarcerated): تنحبس أو تعلَق أجزاء من الأعضاء في البطن داخل الفتق السُري، مما يتسبب في استمرار بروز تلك الكتلة طوال الوقت حتى مع ارتخاء عضلات البطن لدى الطفل.
- الفَتْق المُختَنِق (Strangulated): هي حالة شديدة الندرة، تقلُّ فيها التروية الدموية الواصلة للأمعاء المنحبسة في الفتق، عندئذ يعاني الطفل من آلامٍ شديدة، خاصة عند لمس موضع الفتق، بالإضافة إلى أعراضٍ أخرى مثل؛ الحمَّى، واحمرار لون الفتق، والتقيؤ ورفض تناول الطعام أو الرضاعة، الأمر الذي يستلزم مراجعة الطبيب فورًا، وأحيانًا قد تنقطع التروية الدموية تمامًا عن تلك الكتلة، ما يتسبَّب في موت الأنسجة، ويُعرِّض حياة الطفل للخطر لاحتمالية انتشار العدوى إلى أعضاءٍ أخرى في منطقة البطن.
تشخيص الفتق السري لدى الأطفال
يستند تشخيص الفتق السري لدى الأطفال إلى الفحص السريري للطفل من قِبَل طبيب الأطفال، والذي قد يطلب أحيانًا إجراء التصويرٍ بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند)، للتحقق من انحباس جزءٍ من الأمعاء في موضع الفتق.[2]
علاج الفتق السري لدى الأطفال
لا تتطلَّب معظم حالات الفتق السري لدى الأطفال أيّ علاجٍ قبل إتمام الطّفل لعامه الرابع أو الخامس، فعادةً ما ينغلق الفتق السري لدى الأطفال من تلقاء نفسه في عمر الأربع أو خمس سنوات، بينما يوصي طبيب الأطفال بالجراحة في بعض الحالات لعلاج الفتق السري لدى الأطفال، مثل:[6]
- زيادة حجم الفتق عن ½ إلى ¾ بوصة (1.27 إلى 1.905 سنتيمتر).
- الشعور بألم في موضع الفتق.
- زيادة حجم الفتق، وعدم انكماشه خلال أول عامين من عمر الطفل.
- انحباس جزء من الأمعاء في الفتق.
عملية إصلاح الفتق السري لدى الأطفال
تُجرَى عملية إصلاح الفتق السري لدى الأطفال تحت تأثير التخدير العام، وتستغرق حوالي 45 دقيقة،[6] وفيها يُجري الطبيب شقًا صغيرًا أسفل السرة ليصل إلى الحويصلة، فيُعيد الأمعاء البارزة إلى موضعها الطَّبيعي خلف جدار عضلات البطن، ويزيل الأنسجة المتبقية من الحويصلة في الفتق، ثم يَخيط عضلات جدار البطن لتثبيتها منعًا من حدوث فتقٍ آخر، ويُغلِق الشقّ بالغُرز،[3] وغالبًا لا يضطر الطفل للمكوث في المستشفى سوى بضع ساعات حتى ينتهي تأثير المخدر، ليتمكَّن بعدها من العودة لمنزله.[6]
مضاعفات عملية إصلاح الفتق السري لدى الأطفال
نادرًا ما تتسبب عملية إصلاح الفتق السري لدى الأطفال ببعض المضاعفات:[4]
- التهاب موضع الجراحة، فيشعر الطفل بالألم، ويعاني من احمرار الجرح وتورُّمه، وخروج إفرازات صفراء منه (القيح).
- النزيف.
- تمزق موضع الجراحة.
- تكرار إصابة الطفل بالفتق السري مرةً أخرى.