مكملات السيلينيوم: الجرعة اليومية الموصى بها، والفوائد المرجوة منها

السيلينيوم هو أحد المعادن الأساسية في الجسم، فهو مضاد للأكسدة ويسهم في تدعيم عملية التمثيل الغذائي، ويلعب السيلينيوم دورًا في تعزيز عمل الجهاز المناعي، والحفاظ على توازن مستويات الجلوكوز في الدم، وغيرها، لكن يُنصح بتجنب تناول مكملات السيلينيوم للمرضى الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي ومشاكل في الكلى، إلا بعد استشارة الطبيب.

تُقدم المكملات الغذائية التي تحتوي على عنصر السيلينيوم فوائد عديدة لجسم الإنسان، وذلك بفضل قدرتها على دعم عمليات التمثيل الغذائي وعلاج الأمراض المزمنة المرتبطة بها، وعلى رأسها مرض السكري.[1] كما يلعب السيلينيوم دورًا في دعم بعض الوظائف الفسيولوجية في جسم الإنسان، مثل وظائف الجهاز العصبي المركزي، والجهاز التناسلي الذكري، والغدد الصماء، والعضلات، بالإضافة إلى وظائف القلب والأوعية الدموية.[2]

دور السيلينيوم في الجسم وأهميته

عنصر السيلينيوم هو أحد المعادن الأساسية الموجودة طبيعيًا في التربة، والمياه، والمواد الغذائية، ويعمل السيلينيوم كعنصرٍ مضاد للأكسدة،[1] يحصل جسم الإنسان على حاجته اليومية من عنصر السيلينيوم عن طريق مجموعة واسعة من الأطعمة، مثل الحبوب، والخضراوات، والمأكولات البحرية، واللحوم، ومنتجات الألبان، والمكسرات، وقد أسهمت التكنولوجيا الحيوية الحديثة في تحسين فعالية مكملات السيلينيوم في جسم الإنسان وخاصةً دورها في تدعيم وظائف الجهاز المناعي.[2]

فوائد مكملات السيلينيوم

تُسهم مكملات السيلينيوم في تعزيز العديد من الوظائف الحيوية الضرورية في جسم الإنسان،[1] من أبرزها:

أولًا: تأثير السيلينيوم في فرط دهون الدم:[1]

يُعزى مصطلح فرط دهون الدم إلى وجود كمية كبيرة من البروتينات الدهنية في الدم، وهو يعود في الأساس إلى عوامل جينية ووراثية، ويُنسب في بعض الأحيان إلى اضطرابات التمثيل الغذائي، وقد أثبتت الدراسات وجود علاقة بين ارتفاع تركيز السيلينيوم في الدم وانخفاض مستوى دهون الدم.

كما أشارت المراجع الطبية إلى وجود علاقة طردية بين اتباع نظام غذائي غني بعنصر السيلينيوم وانخفاض خطر الإصابة بتصلب الشرايين، بالإضافة إلى دور مكملات السيلينيوم في خفض مستويات الكوليسترول في الدم.

ثانيًا: تأثير السيلينيوم في الجهاز المناعي للإنسان:[2]

أثبتت المراجع الطبية وجود علاقة بين نقص مستوى عنصر السيلينيوم في الدم وانخفاض مستويات المناعة في جسم الإنسان؛ الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المختلفة، مثل الأمراض المناعية المزمنة في الأمعاء والكبد، ومرض السرطان، وغيرها، وأشارت المراجع إلى أن تأثير اللقاحات ضد مسببات الأمراض المختلفة تتحسن بوضوح لدى تناول مكملات السيلينيوم، على سبيل المثال؛

ثالثًا: العلاقة بين السيلينيوم ومرض السكري:[3]

تُشير المراجع الطبية إلى وجود علاقة بين انتظام مستويات عنصر السيلينيوم في الجسم، وتوازن مستويات الجلوكوز في الدم؛ إذ إنّ حصول الجسم على الجرعة اليومية المضبوطة من شأنه أن يسهم في تقليل احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني، في السياق ذاته لوحظ وجود علاقة ما بين فرط عنصر السيلينيوم في الدم وارتفاع احتمالية الإصابة بمرض السكري النوع الثاني، جنبًا إلى جنب مع مجموعة من محفزات الإصابة الأخرى.

رابعًا: تـأثير السيلينيوم في علاج فرط الفينيل ألانين الدم:[1]

أثبتت الأبحاث دور عنصر دور السيلينيوم في علاج فرط الفينيل ألانين (Phenylalanine) في الدم، وتُعرّف بيلة الفينيل كيتون (Phenylketonuria) على أنها اضطراب وراثي مسؤول عن تراكم الفنيل ألانين في الدم، وهو أحد الأحماض الأمينية الأساسية في جسم الإنسان، كما لوحظ أن الاضطرابات العصبية الحادة المصاحبة لهذه الحالة قد انخفضت حدتها جرّاء زيادة تركيز عنصر السيلينيوم بالدم.

الآثار الجانبية لمكملات السيلينيوم

على الرغم من الفوائد الصحية المتعددة التي توفرها مكملات السيلينيوم للجسم،[1] فإنّ الجرعات العالية من السيلينيوم عادةً ما تنطوي على العديد من الآثار الجانبية المحتملة،[4] ومن أبرز الأعراض الجانبية لمكملات السيلينيوم:[4][5]

  • الأعراض المعوية، مثل الغثيان والتقيؤ.
  • تغير لون الأظافر، وهشاشتها، وتكسرها.
  • تساقط الشعر.
  • رائحة الفم الكريهة، ورائحة قوية تنبعث من الجسم.
  • فقدان الطاقة، والشعور بالتعب والإرهاق، ووهن العضلات.

مخاطر التسمم بالسيلينيوم

يُمثل التعرض الدائم لعنصر السيلينيوم البيئي خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان، وهو ما يطلق عليه علميًا داء السيلينوز (Selenosis)، وعلى الرغم من أنه مرضٌ نادر الحدوث، فقد يتسبب داء السيلينوز بالإصابة بضعف الوظائف المناعية، والتسمم الخلوي، والتسمم الجيني، وتسرطن الخلايا، وغيرها.[1]

الجرعة اليومية المُوصى بها من مكملات السيلينيوم

تُشير بعض المراجع الطبية إلى أنّ الكمية اليومية المُوصى بها من عنصر السيلينيوم تبلغ 55 ميكروغرام يوميًا، وذلك للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 14 عامًا، مع تحديد حدٍ أقصى لمعدلات السيلينيوم المسموح بها يوميًا لتبلغ 400 ميكروغرام.[4]

بينما حددت منظمة الصحة العالمية (WHO) هذه الجرعة من مكملات السيلينيوم لتتراوح بين 30 إلى 40 ميكروغرام يوميًا، مع الإبقاء على الحد الأعلى من الجرعة المسموح بها ليصل إلى 400 ميكروغرام يوميًا، مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلاف في الطبيعة الجغرافية بين البلدان المختلفة، بينما أشارت بعض المراجع إلى أنّ مرضى اضطرابات التمثيل الغذائي عادةً ما يحتاجون إلى جرعاتٍ أعلى من السيلينيوم مقارنةً بالأشخاص الأصحاء.[1]

كيفية تناول مكملات السيلينيوم

هناك العديد من الإرشادات التي يجب أخذها بعين الاعتبار لدى تناول مكملات السيلينيوم، ومن أبرزها:[5][6]

  • يُوصى باستشارة الطبيب قبل تناول مكملات السيلينيوم لتحديد الجرعات الأنسب وفقًا للحالة الصحية والوقاية من المخاطر المحتملة.
  • يُنصح بتوخي الحذر قبل تناول مكملات السيلينيوم لدى المرضى الذين يعانون من مشكلات في الكلى، إلا بعد استشارة الطبيب.
  • يُنصح باستشارة الصيدلي حول الطريقة الصحيحة للتخلص من المنتج في حال انتهاء صلاحيته، أو عدم الحاجة إليه.
  • تُوصى النساء الحوامل والمرضعات باستشارة الطبيب قبل تناول مكملات السيلينيوم؛ إذ قد تختلف احتياجاتهن أثناء مرحلة الحمل والرضاعة.
  • يُنصح بالتوقف عن تناول مكملات السيلينيوم قبل أسبوعين على الأقل من إجراء العمليات الجراحية، وذلك بعد الرجوع إلى الطبيب.
  • يُوصى بتخطي الجرعة الفائتة وتناول الجرعة اللاحقة كما هي دون الحاجة لمضاعفة تركيز الجرعة، وذلك في حالة نسيان جرعة مكملات السيلينيوم.

تأثير مكملات السيلينيوم على الحمل والرضاعة

تُشير المراجع الطبية إلى أمان تناول مكملات السيلينيوم خلال فترة الرضاعة، بينما تختلف درجة أمانه بالنسبة للحوامل بحسب فئة الحمل المُستهدفة، لكن عمومًا لا تنصح المراجع الطبية بتناول مكملات السيلينيوم خلال الحمل؛ إذ إنّ الفوائد المترتبة على تناولها أقل من المخاطر المحتملة بكثير.[6]

التركيبة الأمثل لمكملات السيلينيوم

بعد فهم دور السيلينيوم كعنصر غذائي مهم في صحة الإنسان ودوره في تنظيم العمليات الحيوية،[4] بات من الضروري توضيح أبرز أشكال مكملات السيلينيوم:[6]

  • أقراص السيلينيوم (بتركيز 50 ميكروغرام إلى 200 ميكروغرام).
  • كبسولات السيلينيوم والأقراص ممتدة المفعول (بتركيز 200 ميكروغرام).
  • حقن السيلينيوم (بتركيز 40 ميكروغرام لكل ملليغرام)

تشير المراجع الطبية إلى أنّ أنواع مكملات السيلينيوم التي تتضمن وجود بيتا كاروتين، والزنك، وفيتامين ه، وفيتامين ج، هي الأكثر فعاليةً في الوقاية من مخاطر الإصابة بالسرطان لدى الرجال.[7]

كما وُجد أنّ مكملات السيلينيوم التي تحتوي على زيت السمك وتحديدًا أحماض الأوميغا 3 من شأنها أن تكون أكثر قدرةً على تعزيز علاجات السرطان التقليدية، بالإضافة إلى تأثيراتها المناعية المضادة للسرطان.[8]

كتابة: الصيدلانية إسراء رجب - الأربعاء ، 20 تشرين الثاني 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الأربعاء ، 20 تشرين الثاني 2024

المراجع

1.
Wang N, Tan HY, Li S, Xu Y, Guo W, Feng Y. (2017). Supplementation of Micronutrient Selenium in Metabolic Diseases: Its Role as an Antioxidant. Oxid Med Cell Longev. 2017;2017:7478523. Retrieved from https://doi.org/10.1155%2F2017%2F7478523
2.
Avery JC, Hoffmann PR. Selenium, Selenoproteins, and Immunity. Nutrients. 2018 Sep 1;10(9):1203. Retrieved from https://doi.org/10.3390/nu10091203
3.
Steinbrenner H, Duntas LH, Rayman MP. The role of selenium in type-2 diabetes mellitus and its metabolic comorbidities. Redox Biol. 2022 Apr;50:102236. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.redox.2022.102236

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري طب الأسرة أونلاين عبر طبكان
احجز