يُعدّ سرطان غدة البروستات أحد اشهر أنواع السرطانات التي تصيب الرجال لدى التقدم في السن، ويظهر ذلك جليًا بالنظر إلى أن معظم الحالات يجري تشخيصها لدى الرجال الذين تجاوزوا سنّ الخامسة والخمسين عامًا، وتبلغ ذروتها في سن الخامسة والستين إذ تُشخص 80% من الحالات في ذلك السن، كما تُسهم عوامل مثل تدخين السجائر وتناول اللحوم بكثرة في رفع فرص الإصابة.
تشير جلّ التقارير الطبية إلى أن علاج سرطان البروستات يتلخص في حرمان خلايا البروستات السرطانية من هرمون الأندروجين الذكري من خلال كبح تصنيعه وتثبيط وظائف مستقبلات هذا الهرمون في غدة البروستات، إلّا أنّ فئة من المرضى لا يستجيبون لمثل هذا العلاج، بل تتفاقم حالتهم إلى ما يسمى بسرطان البروستات المقاوم (Castration-resistant prostate cancer)، لذا لا بُدّ من اللجوء إلى خياراتٍ علاجية أُخرى، لعلّ أبرزها المواد الكيميائية النباتية (Phytochemicals) والكاروتينات (Carotenoid) الموجودة في العديد من الخضراوات، والأعشاب، والمنكهات، كالزعفران الذي يتميز بقدرته على تثبيط نمو وتتطور الخلايا السرطانية بالإضافة إلى خصائصه المضادة للأكسدة والمُنظمة للمناعة.
أجرى مجموعة من الباحثين دراسة مخبرية لدراسة مدى فاعلية الزعفران في التصدي لسرطان البروستات، من خلال مراقبة التغيرات التي قد تحدث لدى إضافة مستخلص الزعفران بتراكيز مختلفة -تتراوح بين 0 وحتى 4 ملغ/مل- لخلايا سرطان البروستات، وأظهرت الدراسة نتائج مفادها إثبات قدرة الزعفران على تثبيط نمو الخلايا السرطانية بالإضافة إلى تقليل تركيز الإنزيمات المطلوبة لتضاعف الحمض النووي لهذه الخلايا خصوصًا عند استخدام تركيز 4 ملغ/مل، وتثبت هذه النتائج أنّ استخدام مكملات الزعفران إلى جانب العلاج المتعارف عليه قد يعود بنتائج ممتازة على مرضى سرطان البروستات.
يُذكر بأن الزعفران (Crocus sativus Linnaeus) هو أحد أشهر المُطيبات المُستخدمَة في تتبيل الطعام، بالإضافة إلى فوائده الطبية العديدة بفضل قدرته على مكافحة الالتهابات خصوصًا المرتبطة بأمراض الجهاز الهضمي، كالمعدة، والقولون والمستقيم، والكبد، والبنكرياس.
المرجع:
Khan, M. et al., Mechanism of Antitumor Effects of Saffron in Human Prostate Cancer Cells. Nutrients 2024, 16, 114, https://www.mdpi.com/2072-6643/16/1/114