يقع الكبد (Liver) في الجزء الأيمن العلوي من الجسم أسفل الحجاب الحاجز،[1] إذ يُشكّل 2% من كتلة الجسم، ويلعب دورًا مهمًا في عملية التمثيل الغذائي، والهضم، وإزالة السموم، وتعزيز المناعة، وتخزين الفيتامين، بالإضافة إلى العديد من الوظائف، وفي حال تعرّضت خلايا الكبد إلى الضرر فإنّها تزيد من إفراز الإنزيمات الموجودة في داخلها إلى مجرى الدم، لتكون مؤشرًا على حدوث ضرر في الخلايا الكبدية، ومن أبرز هذه الإنزيمات إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT) (Alanine transaminase)، وإنزيم أمين الأسبارتات (AST) (Aspartate transaminase)، ونظرًا لوجود إنزيم (AST) في أنسجة الجسم أيضًا، يبقى إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT) أكثر الإنزيمات دقة في الكشف عن اضطرابات الكبد،[2] فما هو فحص ALT؟
ما هو فحص إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)؟
يُعدّ فحص إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT) أحد فحوصات الدم المخبرية التي تقيس كمية إنزيم (ALT) في الدم، إذ إنه يوجد في الدم ضمن مستويات مُحدّدة في الحالة الطبيعية، إلا أنّ الخلايا الكبدية تزيد من إفرازه عند تعرّض أنسجة الكبد لأحد الأمراض أو الصدمات.[3]
يوجد إنزيم ناقلة الألانين (ALT) بالأساس في الكبد بنسبةٍ كبيرة، إلا أنّه يوجد أيضًا في أنسجة العضلات الهيكلية، والقلب، والكلى،[4] وفي حال تعرّض الكبد للضرر ترتفع مستويات إنزيم (ALT) في الدم، ويحتاج الجسم إلى 47 ساعة حتى يتخلص من نصف كمية الإنزيم في الدم، إلا أنّ هذه الارتفاعات في الإنزيم لا تحدد السبب الأساسي المؤدي لتضرّر الكبد، فقد يحدث نتيجة مرض الكبد الكحولي، أو مرض الكبد الدهني اللاكحولي، أو التهاب الكبد من نوع (B)، أو التهاب الكبد من نوع (C).[5]
ما هي دواعي إجراء فحص إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)؟
يُجرى فحص إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT) كجزء من فحوصات الدم الروتينية، كما أنّه من أكثر الفحوصات المُستخدمة لتشخيص ومراقبة اضطرابات الكبد الحادّة والمزمنة،[6][7]مثل تنخّر أنسجة الكبد، وتلف الكبد الناتج عن تناول الأدوية،[4] بالإضافة إلى أسباب أُخرى:
- التحقّق من كفاءة عمل الكبد، عند ظهور بعض الأعراض:[6][8]
- التقيؤ والغثيان.
- انخفاض الشهية لتناول الطعام.
- التعب الجسدي، والضعف العام.
- اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العين).
- ظهور البول بلون داكن.
- خروج البراز بلون باهت.
- حكة جلدية شديدة.
- استسقاء البطن.
- تغيرات في الحالة العقلية.
- تورم في الساقين والكاحلين.
- وجود أحد عوامل خطر الإصابة بأمراض الكبد:[6][8]
- الإصابة باضطراب تعاطي الكحول.
- تاريخ عائلي لإصابة أحد أفراد العائلة بأحد أمراض الكبد.
- السُمنة.
- الإصابة بمرض السكري.
- الجرعة الزائدة من دواء أسيتامينوفين (Acetaminophen) (باراسيتامول).
- التعرّض لأحد أنواع فيروسات التهاب الكبد.
ما هي مخاطر إجراء فحص إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)؟
يُشَار إلى أنّ احتمالية التعرّض للخطر أثناء إجراء فحص إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT) ضئيلة جدًا، فقد يشعر المريض بألم طفيف مع احتمالية ظهور كدمة بسيطة موضع سحب الدم،[6] بالإضافة إلى بعض المضاعفات النادرة:[9]
- الإصابة بعدوى موضعيّة.
- تكوّن ورم دموي، أو النزيف.
- إصابة الشرايين أو الأوردة أو الأعصاب بتلف.
تحضيرات ما قبل فحص إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)
لا يحتاج المريض إلى الصيام عند إجراء فحص إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)، إلا أنّه يستوجب إطلاع الطبيب على الأدوية التي يتناولها، إذ إنّ بعضًا منها قد يرفع مستويات إنزيمات الكبد ارتفاعًا خاطئًا،[4][10] ومن أبرز الأدوية التي تؤثر في نتائج إنزيم (ALT):[3][5]
- أسيتامينوفين (Acetaminophen) المعروف بالباراسيتامول (Paracetamol).
- الوبيورينول (Allopurinol).
- حمض أمينوساليسيليك (Aminosalicylic).
- بعض المضادات الحيوية الفموية مثل، أمبيسيللين (Ampicillin)، وأيزونيازيد (Isoniazid)، سيفتروياكسون (Ceftriaxone)، وأموكسيسيلين/ كلافيولانات (Amoxicillin/ Clavulanate).
- أدوية الستاتين (أدوية خافضة للدهون).
- مضادات الاختلاج مثل كاربامازيبين (Carbamazepine)، وفينيتوين (Phenytoin).
- مضادات الاكتئاب مثل إيميبرامين (Imipramine)، وأميتريبتيلين (Amitriptyline).
- كلورديازيبوكسيد (Chlordiazepoxide).
- آزاثيوبرين (Azathioprine).
- إندوميثاسين (Indomethacin).
- كلوربروباميد (Chlorpropamide).
- كلوفايبرات (Clofibrate).
- ايبوبروفين (Ibuprofen).
- ميثيل دوبا (Methyldopa).
- الكودين (Codeine).
- ديكومارول (Dicumarol).
- حبوب منع الحمل.
طريقة إجراء فحص إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)
يُجرى فحص إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT) من خلال سحب عينة دم من الوريد في ذراع المريض، وغالبًا ما تستغرق عملية سحب الدم ما يقارب الخمس دقائق،[6] ضمن عدّة خطوات:[9][11]
- تحضير جميع المستلزمات والمعدّات المطلوبة خلال عملية سحب الدم بموضع تكون فيه قريبة من متناول اليد.
- يُطلب من المريض إغلاق قبضة اليد لتحديد الوريد المناسب لسحب العينة، وذلك من خلال تحسّسه باستعمال أصبع السبابة.
- تعقيم الجلد في المكان المُراد سحب الدم منه.
- وضع عاصبة اليد (Tourniquet) حول الذراع، مع الحرص على سحب العينة خلال 30 ثانية من وضع العاصبة، والحرص على عدم بقائها لأكثر من دقيقة، كما يُطلب من المريض أثناء سحب الدم فتح قبضة يده وعدم إغلاقها.
- إدخال الإبرة في الوريد، لجمع كمية الدم المطلوبة.
- فكّ العاصبة بمجرد تدفّق الدم، ثمّ سحب الإبرة برفق فور جمع الكمية الكافية، ثمّ تثبيت قطنة جافّة موضع السحب، وتوجيه المريض بمد الذراع وعدم ثنيها، والضغط برفق على قطعة القطن.
- تفريغ عينة الدم في أنبوب الاختبار المُخصص لها.
- تفقّد موضع سحب الدم ووضع ضمادة طبية.
نتائج فحص إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)
يوجد إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT) ضمن مستويات طبيعية منخفضة في الدم،[8] إلا أنّها ترتفع بنسب قليلة جدًا عند التقدّم في العمر، وتكون بتركيز مضاعف ممّا هي عليه عند حديثي الولادة والرُضّع،[3] ويمكن توضيح المعدل الطبيعي لإنزيم (ALT) كما هو في الجدول:[4]
الفئة العمرية | النطاقات الطبيعية |
الذكور البالغين | (10 - 55) وحدة دولية/ لتر |
الإناث البالغات | (7 - 30) وحدة دولية/ لتر |
هل ارتفاع ALT خطير؟
حقيقةً قد تكون المستويات المرتفعة من إنزيم (ALT) علامةً على تلف الكبد نتيجة إصابته بأحد الأمراض، أو انخفاض تدفق الدم إليه، أو نتيجة تناول أحد الأدوية التي تؤثر في حالته الصحيّة، كما أنّ مستويات إنزيم (ALT) قد ترتفع عند ممارسة التمارين الرياضية المُجهدة، أو المعاناةِ من الوزن الزائد، أو خلال فترة الحيض،[6] لذا لا بُدّ من أن يتفحّص الطبيب تاريخ المريض الطبي والأعراض التي يشكو منها بدقّة، بالإضافة إلى إجراء فحوصات إنزيمات الكبد الأُخرى، مثل إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات (AST)، وإنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP )، والبيليروبين (Bilirubin)، بالإضافة إلى تحليل مستوى الدهون، والسكر التراكمي (HbA1c)، وغيرها من الفحوصات حتى يتمكّن من التوصل إلى التشخيص المناسب لحالة المريض،[5] ويمكن بيان الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT) بحسب شدة ارتفاعها:
- ترتبط مستويات (ALT) شديدة الارتفاع ببعض الحالات:
- مضاعفات التهاب الكبد المناعي الذاتي الحاد (Acute autoimmune hepatitis).[12]
- إعادة تنشيط التهاب الكبد المزمن من نوع ب (Chronic hepatitis B).[12]
- متلازمة بود كياري الحادة (Acute Budd-Chiari syndrome).[12]
- الكبد الدهني الحاد أثناء الحمل.[12]
- مرض ويلسون الحاد (Acute Wilson disease).[12]
- مرض الكبد الناتج عن تناول جرعات زائدة من الأسيتامينوفين (Acetaminophen).[8]
- التهاب الكبد الخاطف الحاد.[8]
- كثرة الوحيدات العدوائية (Mononucleosis).[4]
- ترتبط مستويات (ALT) متوسطة الارتفاع بعدّة حالات:[8][12]
- اضطرابات الكبد المزمنة.
- انسداد القناة الصفراوية.
- تعاطي الكحول.
- الركود الصفراوي.
- تلف القلب الناتج عن الإصابة بنوبة قلبية (Heart attack)، أو القصور القلبي (Heart failure).
- تلف الكلى.
- إصابة الأنسجة العضلية.
- انحلال الدم (Hemolysis).
- التعرّض للإنهاك الحراري (ضربة شمس) (يعتمد ارتفاع الإنزيم على مدى تضرر الأنسجة).
- الإفراط في تناول فيتامين أ.