تتمثل وظيفة الكلى في ترشيح جميع الفضلات والمواد الكيميائية السامة الناتجة عن عمليات الأيض الموجودة في الدم لتُصفّيها في البول، إذ يحتوي البول على العديد من المُخلفات الفائضة عن حاجة الجسم، مثل البروتينات، وخلايا الدم الحمراء، والبيليروبين، والبلورات إلا أنّها تكون ضمن تراكيز معينة فارتفاع أحد هذه المخلفات قد يعطي مؤشرًا على وجود خللٍ في وظيفة الكلى أو الإصابة بالعدوى أو غير ذلك.[1]
فحص البلورات في البول
فحص بلورات البول (Crystals in urine) هو فحص بول يكشف عن وجود البلورات في عينة بول المريض بالإضافة إلى عددها ونوعها، ويُجرى ضمن الفحص المجهري للبول،[2][3] تتشكّل هذه البلورات نتيجة وجود تراكيز عالية لمواد معينة في البول قد لا تكون موجودة عادةً، كبلورات الكوليسترول التي تتشكّل نتيجة ارتفاع مستويات الكولستيرول في البول.[4]
يحتوي البول على العديد من المعادن الذائبة إلا أنّها قد تتحول إلى بلوراتٍ صلبة تحت ظروفٍ معينة، أولها تواجد هذه المعادن بكمياتٍ كبيرة ممّا يسمح لها بالتراكم وتشكيل البلورات، يتبعها اضطراب درجة حموضة البول بأن تكون شديدة القلوية أو شديدة الحموضة، ثم درجة حرارة البول،[1][2]
يؤدي تراكم بلورات البول خلال فترة من الزمن إلى تكوين حصوات في الكلى،[3] وهي قطع صلبة قد تكون صغيرة أو كبيرة الحجم وقد تُسبّب العديد من الآلام والمضاعفات في حال لم تُعالج.[2]
أنواع البلورات في البول
تختلف أنواع وأشكال البلورات في البول عن بعضها البعض:[5][6]
- أكسلات الكالسيوم (Calcium oxalate)، تحدث نتيجة ارتفاع تركيز الكالسيوم في البول، وتظهر في البول على شكل بيضوي، أو شكل ثقالات الحديد (الدمبل)، أو على شكل هرم ثنائي، ويرتبط ظهورها في البول في بعض الأحيان بمتلازمة الأمعاء القصيرة أو تناول جرعات عالية من فيتامين سي.
- فوسفات الكالسيوم (Calcium phosphate)، تظهر على شكل حبيبات صغيرة الحجم قد تكون مع ألواح كبيرة، أو بشكل عصيّات بنهايات مدببة، ويرتبط ظهورها بدرجات القلوية العالية للبول.
- الفوسفات الثلاثية (Triple phosphate)، تتضمن كل من فوسفات المغنيسيوم والأمونيوم، والستروفيت، وغالبًا ما يرتبط ظهورها بالتهاب المسالك البولية العلوية، وتظهر في البول على شكل إطار أو غطاء علبة.
- حمض اليوريك (Uric acid)، تظهر بلورتها في البول بعدّة أشكال؛ شبه كروية صفراء بنيّة اللون أو إبرية لا لون لها، وقد يرتبط ظهورها في البول باضطرابات الكلى، أو متلازمة انحلال الورم، وحالات الجفاف لدى حديثي الولادة.
- بلورات السيستين (Cystine)، تظهر في البول على شكل صفائح سداسية عديمة اللون، ويرتبط ظهورها بأحد الأمراض الوراثية النادرة، يُدعى بالبيلة السيستينية (Cystinuria).
دواعي إجراء فحص بلورات البول
يُجرى فحص بلورات البول ضمن فحص البول الروتيني الذي يُعدّ من أكثر الفحوصات التشخيصية شيوعًا،[7] كما أنّه يُستخدم لأغراض تشخيصية مختلفة:
- تشخيص ومراقبة الأمراض الوراثية والمكتسبة ذات الصِلة بتشكيل الحصوات، أو ضعف وظائف الكلى الحاد أو المزمن.[3]
- تُسهم في الكشف المبكر عن الإصابة بحصى الكلى.[3]
- يكشف عن السبب الأساسي لتكوّن الحصوات.[8]
- تحديد نوع الحصوات التي يعاني منها المريض.[8]
- تقييم فعالية العلاج المُستخدم في إذابة حصى الكلى ومنع تكوّنها مرة أُخرى.[8]
- ظهور أعراض الإصابة بحصى الكلى:[9]
- الشعور بألم ومغص شديد في البطن.
- ألم حاد يمتد حتى منطقة أعلى الفخذ.
- الغثيان والتقيؤ المرتبط بشدة الألم.
- ظهور دم في البول.
التحضيرات قبل إجراء فحص البلورات في البول
حقيقةً لا يحتاج فحص بلورات البول أي تحضيرات مُسبقة قبل جمع العينة، وبإمكان المريض الاستمرار بتناول أدويته كما المعتاد.[10]
طريقة إجراء فحص بلورات البول
يُجرى فحص البلورات في البول من خلال الفحص المجهري لرواسب البول،[9] وذلك عن طريق جمع عينة بول من منتصف عملية التبول، أو تجميع عينة بول لمدة 24 ساعة.[2] كما يُنصح باستخدام العينة الصباحية دائمًا، إذ إنّه يُسهم في الكشف عن أي اضطرابات وراثية مثل البيلة السيستينية،[11] وذلك باتباع مجموعة من الخطوات:
- بدايةً يجب تنظيف المنطقة التناسلية قبل جمع عينة البول.[12]
- لغايات جمع عينة البول من النساء، يُنصح بطرح بداية البول في المرحاض، ثم التوقف عن التبول، وجمع ما تبقى من البول باستكمال التبوّل داخل عبوة مُخصصة يمكن الحصول عليها من المختبر.[12]
- إرسال العينة إلى المختبر في غضون ساعة، إذ إن الحرارة قد تؤثر في دقة الفحص.[8]
- يُجرى الفحص المجهري للبول بعد خضوع العينة للطرد المركزي لمدة 3 إلى 5 دقائق، ثمّ يُسكب الجزء الطافي من العينة ويُحتفظ بالراسب لرؤيته تحت المجهر وتفحصه بتمعّن للبحث عن البلورات في البول، ثم تصنيفها وفقًا لشكلها ونوعها وعددها.[10]
يطلب الطبيب أحيانًا من المريض تجميع عينة البول خلال 24 ساعة لتوفير معلومات للحصول على تصوّر أشمل عن وجود البلورات في البول إذ إنّ كميتها قد تختلف من وقت لآخر خلال اليوم،[2] ويمكن تجميع عينة البول لمدة 24 ساعة كما هو موضّح بالخطوات:[12]
- بدايةً يجب تفريغ المثانة والتبول في المرحاض، وتوثيق الوقت على العبوة للبدء بعد ذلك بتجميع عينة البول حتى مرور 24 ساعة على الوقت المدوّن.
- البدء في التبوّل داخل العبوة المُخصصة حتى انتهاء الـ 24 ساعة القادمة وحفظ العينة مبردة.
- إرسال العينة إلى المختبر عند الانتهاء من جمع البول لمدة 24 ساعة المنصرمة.
وتجدر الإشارة إلى أهمية قياس درجة حموضة البول، كونه يسهم في تحديد نوع البلورات الموجودة في العينة.[11]
مخاطر فحص بلورات البول
لا يوجد أيّ مخاطر إطلاقًا تتعلق بإجراء فحص البلورات في البول.[2]
نتائج فحص البلورات في البول
يُشير ظهور البلورات في البول إلى الإصابة ببعض المشاكل المرضية التي تختلف وفقًا لنوع البلورات:
- اضطراب في عمليات التمثيل الغذائي، مثل ظهور بلورات السيستين (Cystine) والتيروزين (Tyrosine) والليوسين (Leucine).[1]
- الفشل الكلوي.[7]
- حصى الكلى.[7]
- التهابات في المسالك البولية.[2]
- النقرس، قد يُشير ارتفاع بلورات حمض اليوريك في البول إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم.[13]
- تشوهات في غدد جارات الدرقية، الذي قد يرتبط بارتفاع بلورات الفوسفات وأكسالات الكالسيوم.[13]
- اضطرابات سوء الامتصاص، ترتبط بارتفاع بلورات الفوسفات وأكسلات الكالسيوم.[13]
الجدير بالذكر وجود بعض العوامل التي قد تؤثر في تكوين البلورات على شكل جزيئات صغيرة تُسمّى بلورات غير منتظمة الشكل أو لا بلورية (Amorphous urates)، وقد لا تدل على أي مشاكل صحية، لكن عندما تتجمع هذه البلورات وتتراكم فقد تُشكّل حصى في الكلى وقد تستقر هذه الحصى إمّا في أحد الحالبين أو الكليتين مُسببةً بذلك ألمًا شديدًا،[1] وفي بعض الحالات قد تتشكّل حصى صغيرة الحجم وتخرج عبر مجرى البول من تلقاء نفسها دون أدوية مُسببة ألمًا طفيفًا.[2]
عوامل خطر الإصابة ببلورات البول
تؤثر بعض العوامل في تكوين البلورات في البول: