قد تُسهم الفحوصات الإشعاعية التشخيصية في الكشف عن سبب آلام المفاصل إلى جانب كل من الفحص السريري ومعاينة الأعراض التي يُعاني منها المريض، وإجراء بعض الفحوصات المخبرية، ومن أكثر الفحوصات الإشعاعية استخدامًا لتقييم آلام المفاصل فحص تخطيط الصدى للعضلات الهيكلية (Musculoskeletal ultrasonography) والتصوير الإشعاعي باستخدام الأشعة السينية، الذي يُعدّ الخيار الأول المُستخدَم للكشف عن العديد من اضطرابات العظام والمفاصل،[1] ومن أبرزها فحص تصوير المفاصل.[2]
ما هو تصوير المفاصل؟
يُعد تصوير المفاصل (Arthrograms) أحد أنواع الفحوصات التشخيصية، إذ يكشف عن حالة المفصل باستخدام مادة تُسمى صبغة التباين تُحقن مباشرة في المفصل المُراد تشخيصه لتحديد التراكيب الداخلية التشريحية للمفاصل، مثل الأربطة والغضاريف، وذلك من خلال تكوين صورة ثنائية الأبعاد باللون الأبيض والأسود، وهو أحد الإجراءات المُهمة في تشخيص اضطرابات المفاصل، وقد يُجرى باستخدام الأشعة السينية، إلا أنّه وخلال الآونة الأخيرة باتت تقنية التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي (MRI) أكثر تفضيلًا ورواجًا في تصوير المفاصل.[2][3]
ما هي أسباب إجراء تصوير المفاصل؟
يلجأ الطبيب لإجراء تصوير المفاصل لعدة أسباب:
- الكشف عن التواء المفاصل.[4]
- تشخيص الإصابة بتمزّق الغضاريف.[4]
- تقييم أمراض الكتف والكشف عنها.[5]
- التخطيط الجراحي، أيّ ما قبل إجراء العملية الجراحية لإعطاء تصوّر مبدئي لتحديد خطوات الجراحة.[6]
- تشخيص عِدة مشكلات مرَضية في المفاصل واختيار العلاج الأنسب لها، أبرزها:[5][6]
- تمزّق الأربطة بعد خلع الكتف.
- تعرّض الوتر للتمزّق مرةً أُخرى بعد شفائه.
- تمزّق أربطة اليد.
- تمزّق الأربطة الجزئي.
- تمزّق الأوتار الجزئي.
- تمزّق الكتف.
- تمزّق أربطة الورك.
- التهاب المحفظة اللاصق (Adhesive capsulitis) أو الكتف المتجمد.
- التخفيف من آلام المفاصل،[6] من خلال حقن بعض الأدوية والعلاجات الستيرويدية في المفصل مع صبغة التباين.[7]
أنواع تصوير المفاصل
يتضمّن تصوير المفاصل نوعين تبعًا لمكان حقن مادة التباين:[7]
- تصوير المفاصل غير المباشر (Indirect arthrography)، الذي تُحقن فيه مادة التباين في الوريد.
- تصوير المفاصل المباشر (Direct Arthrography)، إذ تُحقن من خلاله مادة التباين في المفصل المُراد تصويره.
طرق تصوير المفاصل
يُجرى تصوير المفاصل من خلال عدة طرق وتقنيات في مجال الأشعة التشخيصية:[6][8]
- تصوير المفاصل التقليدي باستخدام الأشعة السينية (Arthrotomography)، يُجرى غالبًا لأسبابٍ علاجية أو تشخيصية، ويمكن من خلاله إعطاء حقن في المفصل موجّهة بالصور، إلا أنّ الإفراط باستخدام حقن الكورتيزون والتخدير الموضعي قد يؤدي إلى تلف الغضاريف وخسارتها.
- تصوير المفاصل بالرنين المغناطيسي (MR imaging)، يتميّز تصوير المفاصل باستخدام الرنين المغناطيسي بتوفير صورة واضحة متباينة للأنسجة والإصابات المُحتمل وجودها في المفصل.
- تصوير المفاصل بالأشعة المقطعية (CT arthrography)، غالبًا ما يُستخدم في الحالات التي يصعُب معها استخدام الرنين المغناطيسي، فهو يزوّد الطبيب بصورة أقل وضوحًا وتباينًا مقارنةً مع الرنين المغناطيسي.
في أي أجزاء الجسم يُستخدم تصوير المفاصل؟
يُسهم تصوير المفاصل في علاج التشوهات في المفاصل بعد المساعدة في تحديدها، ويتضمّن عددًا من مفاصل الجسم:[7][9]
- مفصل الكتف.
- مفصل الرسغ.
- مفصل المِرفق.
- مفاصل أصابع اليدين والقدمين.
- مفصل الورك.
- مفصل الركبة.
- مفصل الكاحل.
- مفاصل العمود الفقري.
التحضيرات قبل تصوير المفاصل
يتضمّن تصوير المفاصل حقن مادة التباين لتحديد مكان المفصل قبل البدء بالتصوير، لذا في حال كان المريض يعاني من حساسية من أحد وسائط التباين خلال تجربة سابقة يجدر به إخبار الطبيب،[10] كما يجب التقيُّد ببعض التوجيهات قبل إجراء تصوير المفاصل:[7][11]
- نزع المجوهرات والساعة أو أي شيء معدني قد يؤثر في دقّة الصورة.
- تقييم حساسية المريض تجاه مادة التباين، كاليود.
- تقييم وظائف الكلى للمريض من خلال إجراء فحص الكرياتينين في الدم (Creatinine)، ونيتروجين اليوريا في الدم (BUN).
- التأكد من عدم حدوث الحمل لدى النساء، بإجراء الفحص المُخصّص لذلك.
- تقييم حالة مرضى السكري، إذ قد يُصبحوا عُرضة للإصابة بأمراض الكلى في حال إعطائهم اليود كمادة تباين في الوريد، كما يجدر على مرضى السكري الذين يتناولون أدوية السكري، كالميتفورمين (Metformin) أو الغليبوريد (Glyburide) إيقاف تناولهم قبل التصوير لمدة يوم إلى أربعة أيام، وبعد التصوير لمدة يوم إلى يومين بإشراف الطبيب.
هل تصوير المفاصل مؤلم؟
حقيقةً لا يُعدّ تصوير المفاصل مؤلمًا بحدِ ذاته، إلا في بعض الحالات التي قد يطلب فيها الطبيب من المريض تحريك المفصل ضمن وضعيات مُعينة لأخذ الصورة.[12]
طريقة إجراء تصوير المفاصل
يُجرى تصوير المفاصل في المستشفيات أو مراكز الأشعة، بإشراف فني الأشعة أو طبيب الأشعة،[12] من خلال سلسلة من الخطوات:
- اتخاذ الوضعية المناسبة على منضدة الفحص المُخصّصة لذلك.[12]
- تعقيم الجلد حول المفصل المُراد تصويره.[7]
- حقن المفصل مباشرة بمُخدر موضعي.[4]
- شفط السائل الموجود في المفصل -في حال وجوده- بواسطة إبرة خاصّة لهذا الغرض، وإرساله إلى المختبر بهدف فحصه والكشف عن العدوى.[4]
- حقن مادة التباين في المفصل، بعدها قد يطلب اختصاصي الأشعة من المريض تحريك المفصل للسماح لمادة التباين بالانتشار حول منطقة المفصل.[4]
- تُؤخذ عدة صور إشعاعية للمفصل بوضعياتٍ مختلفة.[4]
ما بعد تصوير المفاصل
قد يحتاج المريض إلى شخص يُرافقه عند الخضوع لتصوير المفصل، لإيصاله إلى منزله بعد الإجراء، إذ يصعُب ذلك على المريض في حال خضوعه لتصوير مفصل الركبة تحديدًا، على سبيل المثال، وذلك لشعورهِ بالانزعاج نتيجة تحريكها أثناء التصوير، ولا بُد من حصولهِ على قسطٍ كافٍ من الراحة بعدم تحريك المفصل أو إجهاده لمدة تُقارب 12 ساعة، كما يمكن وضع ضماد مُخصص للمفصل لمدة تتراوح من 12 إلى 24 ساعة، ويمكن الاستعانة بالكمادات الباردة والمسكنات لتخفيف الألم التالي للتصوير.[4]
نتائج تصوير المفاصل
يُشرف طبيب الأشعة على نتائج فحوصات تصوير المفاصل ويُفسِّرها من خلال تقرير الأشعة المُرفق إلى جانب الصور الإشعاعية، وبعد ذلك يُحيلها إلى الطبيب المُختص لمُتابعة المشكلة المرَضية التي يُعاني منها المريض، ومناقشة حالته الصحيّة،[7] وتشير النتائج غير الطبيعية إلى الإصابة بإحدى المشاكل:[12][13]
- التهاب المفاصل.
- الإصابة بالكسور.
- التهاب العظام .
- التهاب المفاصل التنكسي.
- أورام العظام.
- التهاب المفاصل النقرسي الحاد أو المزمن (النقرس).
- متلازمة كابلان (Caplan's syndrome).
- خلع الورك الخلقي.
- تليُّن غضروف الرضفة.
- التهاب المفاصل الفطري.
- التهاب المفاصل الإنتاني.
- النقرس الكاذب.
- التهاب المفاصل الصدفي.
- التهاب المفاصل التفاعلي.
- متلازمة الألم الفخذي الرضفي (ركبة العداء).
مضاعفات تصوير المفاصل
يُعد تصوير المفاصل إجراءً آمنًا إلى حدٍ ما، ونادرًا ما يصاحبه حدوث المضاعفات، ولكن يبقى احتمالٌ ضئيل لحدوثها،[14] وتتضمّن:[10]
- التهاب المفاصل الإنتاني.
- بعض ردود الأفعال التحسسية.
- النزيف.
- تعرّض الهياكل المحيطة بالمفصل للتلف.
- الانصمام الغازي (الهوائي).