تُمثل اضطرابات قناتي فالوب (Fallopian tube) ما يُقارب 60% من مشاكل ضعف الخصوبة، وتأخر الحمل، وحالات العقم عند النساء، مثل انسداد قناة فالوب (Tubal occlusion)، والتهاب برزخ البوق العَقِد (Salpingitis isthmica nodosa)، وموه البوق (Hydrosalpinx)، وغالبًا ما يُكشف عن هذه الاضطرابات من خلال إجراء أحد الفحوصات التشخيصية، مثل تصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية، وتصوير الرحم بالصبغة،[1][2] فما هو تصوير الرحم؟ وكيف يُجرى؟
ما هو تصوير الرحم؟
تصوير الرحم ((HSG) Hysterosalpingography) هو أحد الفحوصات التشخيصية الإشعاعية التي تكشف عن التجاويف الداخلية للرحم وقناتي فالوب باستخدام تقنية الأشعة السينية، ويُعرف أيضًا بفحص تصوير الرحم بالصبغة،[1] ويُعدّ التنظير الفلوري (التنظير التألقي) باستخدام مادة التباين القابلة للذوبان في الماء أحد أنواع التصوير الإشعاعية للرحم التي تسمح للطبيب برؤية الأعضاء الداخلية عبر مقطع فيديو من الصور المباشرة المتحركة،[3] إذ تُحقَن مادة التباين من خلال قسطرة (أنبوب رفيع) عبر تجويف الرحم حتى تصل إلى قناتي فالوب، ثمّ تُؤخذ صورة إشعاعية لمنطقة الحوض،[4] فتظهر منطقة الرحم وقناتي فالوب المليئة بصبغة التباين بكثافة شديدة ممّا يسمح بتتبُّع مسار هذه الصبغة بغرض التشخيص باستخدام الأشعة السينية،[1] يُذكر بأنّ تصوير الرحم يُعدّ معيارًا ذهبيًا لتقييم مشاكل العقم وضعف الخصوبة عند النساء ويُفضّل إجراؤه قبل إجراء تنظير البطن (Laparoscopy) وتنظير الرحم (Hysteroscopy).[5][6]
ما دواعي إجراء تصوير الرحم؟
يُستخدم تصوير الرحم للكشف عن مُسبّبات العقم وتأخر الإنجاب في الرحم وقناتي فالوب،[6] كما كما يستخدم لأغراضٍ أُخرى:
- التحقق من عدم انسداد قناتي فالوب وتجويف بطانة الرحم.[1]
- تقييم الحالة الصحية لعدّة فئات من النساء:[7]
- اللاتي يُعانين من الإجهاض المُتكرر.
- ما بعد الخضوع لعمليات ربط قناة فالوب.
- قبل الخضوع لعمليات استئصال الورم العضلي (التليفات) من الرحم.
- تشخيص الإصابة باضطرابات وتشوهات تجويف الرحم،[1] مثل التصاقات الرحم كما هو الحال في متلازمة آشرمان (Asherman).[6]
- الكشف عن اضطرابات قناتي فالوب للنساء اللاتي لا يعانين من أمراضٍ معروفة:[4]
- التهاب الحوض (Pelvic inflammatory disease).
- الانتباذ البطاني الرحمي أو ما تُعرَف ببطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis).
- التاريخ المرضي بالحمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy).
- وسيلة علاجية لمشاكل انسداد قناتي فالوب، فقد تؤدي صبغة التباين إلى التخلّص من الالتصاقات والعوالق المخاطية -في حال وجودها-، كما وتُحسّن من استقامة الأنابيب المُلتوية.[8]
- تشخيص أسباب آلام الحوض واضطرابات فترة الحيض.[9]
هل تصوير الرحم مؤلم؟
حقيقةً قد تشعر النساء بآلامٍ وتقلّصات في منطقة الحوض أثناء وبعد إجراء فحص تصوير الرحم، كما وقد يشعُرنّ بالانزعاج لحظة إدخال أداة المُباعدة (Speculum) في المهبل، وعند تسرّب الصبغة المُستخدمة خلال الفحص من قناتي فالوب، أو في حال انسدادهِما.[10]
ما هي التحضيرات قبل تصوير الرحم؟
لا يوجد هُناك أيّ تحضيرات أو شروط متعلقة بالطعام أو الشراب قبل الإجراء،[11] كما يُحدَّد موعد الفحص بحسب موعد بدء الحيض، ويُعدّ اليوم 7 - 12 من بداية نزول الدورة الشهرية هو الوقت الأنسب لإجراء الفحص،[7] إذ تكون حينها فرصة حدوث الحمل ضعيفة وبطانة الرحم أقل سماكة،[4] كما يُوصى بمراعاة مجموعة من التوصيات قبل الخضوع لتصوير الرحم:
- تناول بعض المُسكنات، قد يصف الطبيب للمريضة أحد أنواع المسكنات لتخفيف الشعور بالألم.[11]
- تناول المضادات الحيوية قبل وبعد فحص تصوير الرحم بإشرافٍ مباشر من الطبيب، ممّا يحُد من فرصة الإصابة بالعدوى.[10]
- إعلام الطبيب في حال وجود حساسية تجاه صبغة التباين.[10]
- التأكد من عدم وجود الحمل، بإجراء الفحص المُخصص لذلك.[8]
- تناول بعض أنواع المُهدئات، مثل ميدازولام (Midazolam)، أو مضادات التشنّج،[8] ويمكن إعطاء المريضة أحد مضاد الكولين (Anticholinergic) عن طريق الوريد قبل الفحص، لتقليل احتمالية حدوث التقلصات العضلية في قناتي فالوب أثناء التصوير.[1]
- إعطاء المريضة حُقنة شرجية لتفريغ الأمعاء قبل الخضوع للفحص.[11]
- تجنب الجماع بدون اتخاذ الاحتياطات -كاستعمال الواقي- منذ موعد الدورة الشهرية وحتى بعد إجراء الفحص.[9]
ما هي طريقة تصوير الرحم؟
يستغرق فحص تصوير الرحم ما يُقارب 15 إلى 30 دقيقة،[8] ويُجرى باتباع مجموعة من الخطوات:
- اتخاذ الوضعية المناسبة على المنضدة المُخصّصة للفحص، وذلك بالاستلقاء على الظهر وثنيّ كل من الركبتين ومباعدتهما عن بعضهما البعض.[12]
- تعقيم الجزء الخارجي من المنطقة التناسلية، ووضع أداة المُباعدة لإبقاء المهبل مفتوحًا، ثم تعقيم عنق الرحم باستخدام محلول مُعقّم.[13]
- تمرير القسطرة عبر عنق الرحم، ثمّ حقن مادة التباين.[12]
- تبدأ صبغة أو مادة التباين بالتدفق عبر الرحم وقناتي فالوب، لتسهيل رؤية التجاويف الداخلية عبر الأشعة السينية.[10]
- يلاحظ الطبيب انسكاب وحركة مادة التباين الداخلية في الرحم وقناتي فالوب، وتؤخذ عِدّة صور إشعاعية للتقييم ممّا يُمكّن من التشخيص الدقيق للحالة.[1]
ما بعد إجراء تصوير الرحم
قد تشعر النساء بعد تصوير الرحم بتقلّصات وتشنجات في الرحم، لكن قد تُسهم المغاطس المائية أو الكمادات الدافئة في تهدئة الألم، كما وقد يُلاحظ خروج الإفرازات المهبلية التي يمكن أن تكون مصحوبةً مع الدم لمدة يومين من إجراء التصوير،[11] ويجب طلب المساعدة الطبية الفورية في حال ظهور بعض الأعراض:
ما هي مخاطر إجراء تصوير الرحم؟
يُحتمل حدوث بعض المضاعفات بعد إجراء تصوير الرحم:[10][11]
- الانصمام الرئوي (Pulmonary embolism)، الناتج عن وصول مادة التباين ذات القوام الزيتي إلى مجرى الدم.
- ثقب الرحم.
- التهاب بطانة الرحم أو التهاب قنوات فالوب.
- ردود فعل تحسسيّة جرّاء استخدام صبغة التباين.
ما هي موانع تصوير الرحم؟
تُستثنى بعض النساء من إمكانية إجراء تصوير الرحم بسبب عِدّة حالات أو مشاكل مَرَضية، أبرزها:
نتائج تصوير الرحم
تُشير النتائج الطبيعية لفحص تصوير الرحم إلى انعدام وجود أي تشوهات أو اضطرابات في الرحم أو قنوات فالوب،[8] أمّا النتائج غير الطبيعية للفحص فتُشير إلى عدة مشاكل:
- تشوهات الرحم الخلقية في قناة مولر،[9] واضطرابات النمو في كل من الرحم وقناتي فالوب.[10]
- الورم العضلي الليفي.[9]
- سلائل في بطانة الرحم.[9]
- التصاقات الرحم وقنوات فالوب.[10]
- وجود أجسام غريبة.[10]
- سرطان الرحم.[10]
- العضال الغدّي الرحمي (Adenomyosis).[2]
- موه البوق؛ انسداد قنوات فالوب بسائل مائي.[2]
- التهاب برزخ البوق العَقِد.[2]
- الحمل خارج الرحم.[8]
- ورم قناة فالوب.[8]
- التواء أو انسداد قناة فالوب.[8]
- الناسور الرحمي (Uterine fistula).[8]
فحوصات أُخرى لتقييم مشاكل الخصوبة
تطوّرت التقنية المُستخدمة في إجراء الفحوصات الإشعاعية في الآونة الأخيرة لتصبح أكثر دِقّة في تشخيص أمراض الرحم وقناتي فالوب،[14] من أبرزها:
ما الفرق بين تصوير الرحم بالصبغة وتصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية؟
يُعد فحص تصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية أحد الفحوصات الإشعاعية التشخيصية لتقييم تجويف الرحم وقناتي فالوب، إلا أنّ تصوير الرحم باستخدام الموجات فوق الصوتية أكثر حساسية ودِقّة مُقارنةً بتصوير الرحم بالصبغة،[16] كما أنّ تصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية أكثر أمانًا، إذ لا تتعرّض خلاله المريضة للإشعاع ولا لخطر الإصابة بمضاعفات أو حساسية جرّاء استعمال المادة المتباينة.[17]