اليوم العالمي لالتهاب الرئة: طرق حديثة للتصدي لهذه المشكلة الخطيرة

يصيب التهاب الرئة الناس من مختلف المراحل العمرية، إلّا أنه يشكل خطرًا لدى الأطفال الصغار أو كبار السن، أو ممن يعانون من مشاكل مناعية أو أمراض أخرى مزمنة، إذ يسبب الوفاة أو الإصابة بمضاعفات خطيرة، ومع تطور الممرضات المسببة لالتهاب الرئة وظهور مشاكل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، نشر الباحثون مجموعة من الحلول التي قد تتصدى لهذه التحديات.

يتعرض الفم والجهاز التنفسي يوميًا للعديد من الكائنات الدقيقة المُمرضة كالفيروسات والبكتيريا التي يحملها الهواء الذي يتنفسه الإنسان، كما قد تنتقل تلك الممرضات من أشخاص مصابين لآخرين عبر الرذاذ في الجو، ولدى استنشاقها تلتصق بالبلعوم، ثم تصل إلى الرئتين بعد عبورها الجهاز التنفسي العلوي بأكمله، وتكمن المفارقة هنا في أنّ الجسم يمتلك نظامًا مناعيًا بمقدوره التقاط تلك الميكروبات ومنعها من دخول الرئة وبالتالي حمايته من الإصابة بالتهاب الرئة، ولكن في حال التعرض لعدد كبير من الميكروبات دفعةً واحدة، أو التقاط ميكروبات معينة خطيرة، أو وجود اعتلال في مناعة الجسم، فإنّ ذلك كفيلٌ بالإصابة بالتهاب الرئة.[1]

ما هو التهاب الرئة؟

يمكن تعريف التهاب الرئة (Pneumonia) على أنه عدوى تصيب الرئتين، وتنجم عن دخول مسببات المرض "الميكروبات" إلى حويصلات الرئة والأنسجة من حولها لتسبب تهيجها، كما تؤدي إلى صعوبة في التنفس والشعور بألم خلاله أو مع السعال، وذلك نتيجة تراكم السوائل بين الرئة وجدار الصدر أو تقيح الرئة، ويُعد التهاب الرئة أحد أنواع الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي التي صُنفت مؤخرًا كخامس مسبب للوفاة على مستوى العالم،[2][3] لذلك يجب عدم الاستهانة بخطورة التهاب الرئة خصوصًا لدى كبار السن، وذوي المناعة الضعيفة، والأطفال، إذ أشارت منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى مسؤولية التهاب الرئة عن وفاة ما يقارب 800 ألف طفل لم يبلغوا سن الخامسة بعد، أي ما يعادل 15% من مجمل الوفيات لدى تلك الفئة من الأطفال.[3][4]

تكمن خطورة التهاب الرئة في المضاعفات التي يمكن أن يسببها لدى عدم تلقي المصابين للعلاج أو تلقيهم لعلاجٍ غير مناسب لحالتهم، ومن أبرز تلك المضاعفات فشل وظائف الجهاز التنفسي، وتسمم الدم، وانتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم، بالإضافة إلى تجمع القيح في الرئة وتنخر أنسجتها، وفشل أعضاء الجسم الأخرى.[5]

التصدي لالتهاب الرئة: تحديات وحلول حديثة

شكّل ظهور مُمرضات فيروسية جديدة، بالإضافة إلى تعمق معضلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية المستخدمة لعلاج التهاب الرئة تحديًا جديدًا يواجه الخبراء حول العالم، خصوصًا وأنّ علاج التهاب الرئة المعتمد لم يتغير كثيرًا خلال العقد الماضي، لذا يجب تبنّي استراتيجيات جديدة للتصدي له، من أبرزها التشخيص السريع والدقيق لالتهاب الرئة،[2] إذ تكمن أهميته في تقليل أعداد الوفيات الناجمة عنه، وعلى الرغم من نجاعة الطرق المستخدمة حاليًا، فإنها قد لا تكون فعالة كما ينبغي، فالزراعة مثلًا تحتاج إلى وقت طويل، أما الطرق الأخرى التي تستخدِم سلسلة تفاعل البوليميراز (PCR) فلا تستطيع تحديد وجود التهابٍ من عدمه، وهذا ما دفع العلماء إلى تطوير طريقة فريدة من نوعها وغير جراحية لتشخيص التهاب الرئة، تعتمد الطريقة المنشورة مؤخرًا في دراسة حديثة على جمع عينة من الهواء الذي ينفثه المريض "زفير" عند التنفس، إذ طور الباحثون جهاز خاصًا مبدأ عمله التقاط علامات الالتهاب التي يمكن أن يحملها الهواء الذي يتنفسه المصاب بالتهاب الرئة، وقد أثبت هذا الجهاز دقته التشخيصية الشديدة، ما يعني بأنّه قد يكون مفيدًا في المستقبل القريب.[6]

يُشار أيضًا إلى ضرورة تلقي لقاحات ضد الميكروبات المسببة للالتهابات التنفسية، فهي تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من التهاب الرئة بالتحديد وتقليل نسب الوفاة الناجمة عنه،[2] إذ يوجد نوعان من اللقاحات حاليًا للتصدي لبكتيريا العقدية الرئوية (Streptococcus pneumoniae)، ويُنصح بهما للأشخاص الذين ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بالتهاب الرئة أو مضاعفاتها الخطيرة.[3][7]

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت الأدوية ذات التأثير المناعي كخيار فعال لتعجيل الشفاء في فترة قصيرة،[2] خصوصًا وأن تعطل المناعة الذاتية لدى المصابين بالتهاب الرئة يؤدي إلى تلفها وفشل وظائفها، وقد برزت مجموعة جديدة من الخيارات العلاجية المناعية ذات الفعالية العالية في التجارب المخبرية، مثل الستيرويدات القشرية، ومجموعة أدوية الماكروليد (Macrolides)، والفلوروكوينولونات (Fluoroquinolones)، بالإضافة إلى الأدوية التي تحتوي على عامل (GM-CSF)، ودواء أدرينوميدولين (Adrenomedullin) وغيرها الكثير.[8]

كتابة: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan - الثلاثاء ، 12 تشرين الثاني 2024

المراجع

1.
UpToDate. (2024). Patient education: Pneumonia in adults (Beyond the Basics). Retrieved from https://www.uptodate.com/contents/pneumonia-in-adults-beyond-the-basics/print
2.
Lim W. S. (2022). Pneumonia—Overview. Encyclopedia of Respiratory Medicine, 185–197. Retrieved from https://doi.org/10.1016/B978-0-12-801238-3.11636-8
3.
InformedHealth.org [Internet]. Cologne, Germany: Institute for Quality and Efficiency in Health Care (IQWiG); 2006. (2021). Overview: Pneumonia. [Updated 2021 May 18]. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK525774/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري الالتهاب الرئوي أونلاين عبر طبكان
احجز