يتمثّل التهاب اللثة بتدمير التراكيب المحيطة بالأسنان والمسؤولة عن ترابطها ودعمها، مثل ألياف الكولاجين، وتجاويف العظام الموجودة في الفك التي تحوي الأسنان، مما يؤدي إلى سقوطها في النهاية.
عند النظر إلى الأسباب الأساسية وراء التهاب اللثة وفقدان الأسنان، يمكن التوصُّل لاستنتاج يُفيد بأن معظم الحالات تُعزى إلى تمركز البكتيريا واستعمارها لخلايا اللثة، مما يؤدي إلى التهابها، واحمرارها، وانتفاخها، ونزفها، بالإضافة إلى تراكم مواد يفرزها الجسم لدى الاستجابة المناعية لحدوث الالتهابات -كالسايتوكاينات (Cytokines)- مما يؤدي إلى تحفيز إنتاج الشوارد الحرّة المسؤولة عن موت الخلايا.
في الآونة الأخيرة تزايد الاهتمام بدراسة العلاقة بين الإصابة بالأمراض المزمنة وتأثيرها المباشر في صحة اللثة، ولعلّ أبرز هذه الأمراض اضطرابات القلب والأوعية الدموية، وتحديدًا تصلب الشرايين، لا سيّما مع وجود العديد من الدراسات الرصدية التي تشير إلى وجود علاقة بين اتباع حمية غذائية غنيّة بالدهون المشبعة الضارة وزيادة خطر الإصابة بأمراض اللثة، ممّا يثير الشك حول ما إذا كان لارتفاع كوليسترول الدم دورٌ مباشر في التهاب اللثة وسقوط الأسنان.
في دراسة مخبرية حديثة، أجرى مجموعة من الباحثين تجربة على مجموعة من الأرانب التي جرى إطعامها وجبات غذائية مليئة بالكوليسترول والدهون المشبعة مدة 40 يومًا، كما حقن الباحثون نصف مجموع الأرانب ببكتيريا تدعى البورفيرينية اللثوية (Porphyromonas gingivalis) المنتجة لعديد السكريات الدهني (Lipopolysaccharide) والتي تزيد من مستوى الكوليسترول في الدم، وخلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها زيادة تخلخل الأسنان الناجم عن فقدان العظام التي تُشكل التجويف الفكي للأسنان.
تشير نتائج هذه الدراسة إلى ضرورة الالتزام بعادات غذائية صحية وتقليل استهلاك الأطعمة المليئة بالدهون والكوليسترول التي لا تُسبب أمراض القلب والشرايين فحسب، بل قد تُسبب تساقط الأسنان وفقدانها.
المرجع:
Varela-López, A., et al. (2020). A Diet Rich in Saturated Fat and Cholesterol Aggravates the Effect of Bacterial Lipopolysaccharide on Alveolar Bone Loss in a Rabbit Model of Periodontal Disease. Nutrients.https://doi.org/10.3390/nu12051405