قصر النظر هو اضطراب شائع جدًا يؤثر على مستوى الرؤية, وقد ازداد انتشاره في الآونة الأخيرة خاصةً بين الأطفال في مرحلة الدراسة، ويُعتقد بأنه من الممكن أن يزداد خطر الإصابة بقصر النظر بين الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا في القراءة أو باستخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.[1]
في حالة قصر النظر لا يستطيع المريض رؤية الأجسام البعيدة بسهولة على عكس الأجسام القريبة التي يراها بوضوح، وعادةً يُشخَّص قصر النظر قبل سن العشرين.[1]
يستعرض هذا المقال أعراض وأسباب قصر النظر وطرق علاجه، وكذلك يُجيب على الأسئلة التي تراود مرضى قصر النظر وذويهم.
ما هو قصر النظر؟
قصر النظر هو خطأ انكساري يحدث بسبب عدم تركيز الضوء على شبكية العين بطريقة صحيحة نتيجة تغير شكل قرنية أو عدسة العين لتصبح الرؤية ضبابية، وذلك على عكس الحالة الطبيعية للعين التي ينتقل فيها الضوء عبر قرنية وعدسة العين باتجاه الشبكية، لتُحوّل بعد ذلك أشعة الضوء بواسطة شبكية العين إلى إشارات تصل إلى الدماغ الذي بدوره يحولها إلى صور يمكن رؤيتها وتمييزها.[2] ولقصر النظر أنواع عديدة:
- قصر النظر عند الأطفال:
يُصاب الأطفال بقصر النظر غالبًا بسبب العوامل الوراثية، ويُشخَّص قصر النظر عند الأطفال في أغلب الأحيان بين عمر الثامنة والثانية عشر، وقد تزداد حالات قصر النظر سوءًا خلال سنوات المراهقة، ولا يتغير قصر النظر بين عمر العشرين والأربعين إلا تغيرًا طفيفًا.[2]
- قصر النظر البسيط أو الطفيف:
لا يؤثر قصر النظر البسيط على صحة العين، ويُعالَج ما يسببه قصر النظر البسيط من مشاكل في الرؤية بسهولة عن طريق ارتداء النظارات أو العدسات الطبية اللاصقة.[3]
- قصر النظر الشديد:
يحدث قصر النظر الشديد عندما يصاب المريض بقصر النظر في مرحلة عمرية مبكرة وتزداد شدته مع تقدم العمر، كذلك يزيد قصر النظر الشديد من خطر الإصابة ببعض أمراض العيون الأُخرى، مثل انفصال الشبكية والمياه الزرقاء (الزرَق) وإعتام عدسة العين (الساد).[3]
- قصر النظر المرَضي:
ويُسمى أيضًا بقصر النظر التنكسي وفيه تحدث مشاكل أُخرى تؤثر على شبكية العين، مثل ترقق الشبكية المُسمّى بتنكس الشبكية المُشبّك وضمور الشبكية وقد تصل إلى فقدان البصر.[3]
أسباب قصر النظر
لا يُعرَف السبب الدقيق للإصابة بقصر النظر حتى الآن ولكن هناك بعض الأسباب والعوامل المُحتملة لقصر لنظر، مثل:[1][3]
- العوامل الوراثية.
- نمط الحياة الذي يحفز الإصابة بقصر النظر مثل القراءة والجلوس أمام شاشات الحاسوب لفتراتٍ طويلة.
- الأطفال الذين يقضون أوقاتًا طويلة في أداء أعمال أو نشاطات تتطلّب تدقيق النظر عن قُرب في الأشياء.
- الإجهاد البصري.
- الإصابة بمشاكل صحية مثل مرض السكري أو إعتام عدسة العين.
أعراض قصر النظر
عادة لا تظهر أعراض ملحوظة في حالة قصر النظر البسيط، ولكن هناك عديد من أعراض قصر النظر للأطفال والكبار:[1][4]
- الرؤية الضبابية عند النظر إلى الأجسام البعيدة.
- احولال العين.
- الشعور بإجهاد وألم في العين.
- التحديق لمحاولة رؤية الأجسام البعيدة بوضوح.
- الإصابة بالصداع.
- صعوبة مشاهدة التلفاز من الجهات المختلفة.
- صعوبة رؤية اللافتات في الشوارع بوضوح.
- عدم القدرة على قراءة ما يُكتب على السبورة البيضاء للأطفال في المدرسة.
- سرعة تشتت الانتباه عند الأطفال.
- ميل الأطفال لتقريب الأشياء أمام أعينهم في محاولة لرؤيتها بوضوح.
تشخيص قصر النظر
يُشخّص طبيب العيون قصر النظر عن طريق:[4]
- السؤال عن التاريخ الطبي للمريض والأدوية التي يتناولها.
- اختبار حدة الإبصار عن طريق قراءة المريض لأحرف وأرقام بأحجام مختلفة على مخطط مخصص للعين (لفحص النظر).
- الكشف عن الأخطاء الانكسارية في العين عن طريق النظر في جهاز له عدسات مختلفة مخصص لذلك الغرض.
- فحص حدقة العين وذلك بتسليط الضوء عليها ومراقبة مدى استجابة الحدقة للضوء، إذ تتقلص حدقة العين عند تسليط الضوء عليها مباشرةً، لكن إذا ما استجابت الحدقة بطريقة مختلفة فيُدلّل ذلك على وجود خللٍ ما.
- اختبار مجال الرؤية المحيطية والجانبية.
- اختبار حركة العين للتحقق من صحة عضلات العين.
- فحص ضغط العين.
- فحص شبكية العين والعصب البصري عن طريق وضع قطرة موسعة لحدقة العين.
علاج قصر النظر
يحدد الطبيب الطريقة المُثلى لتصحيح قصر النظر، ومن أبرز علاجات قصر النظر:[1][2]
- النظارات الطبية:
تُعد النظارات الطبية الطريقة الأكثر شيوعًا لتصحيح قصر النظر الناتج عن الأخطاء الانكسارية تبعًا للدرجة التي يحددها الطبيب لتصحيح الرؤية، ويمكن ارتداء النظارات الطبية يوميًا أو عند الحاجة إلى رؤية الأجسام البعيدة.
في حالات المرضى المصابين بقصر النظر والذين تتعدى أعمارهم ٤٠ عامًا تكون النظارات الطبية بعدسات ثنائية البؤرة أو بعدسات تقدمية مُتدرجة متعددة البؤر، يجب إعادة كشف النظارات الطبية للمريض كل مدة نظرًا للتغييرات التي تطرأ على العين.
2. العدسات اللاصقة:
يصف طبيب العيون العدسات اللاصقة وفقًا لدرجة قصر النظر والأخطاء الانكسارية في العين، ولكن تحتاج العدسات اللاصقة إلى استمرارية العناية بنظافتها.
3. تقويم القرنية (orthokeratology ortho-k)
وفيها يُستخدم سلسلة من العدسات الطبية اللاصقة الصلبة أثناء النوم يوميًا لتصحيح قصر النظر البسيط، إذ يُعاد فيها تشكيل القرنية وبالتالي علاج قصر النظر، ولكن لتقويم القرنية بعض الأعراض الجانبية مثل زيادة خطر الإصابة بالعدوى في العين، كما أن قصر النظر يعود مرة أُخرى بعد التوقف عن استخدام تقويم القرنية.
4. قطرة الأتروبين (Atropine):
تُستخدم قطرة الأتروبين بجرعات منخفضة (٠.٠١٪) لإبطاء تطور حالات قصر النظر عند الأطفال والمراهقين.
5. جراحات العين الانكسارية:
يمكن تغيير شكل القرنية عند إجراء جراحات العين الانكسارية لتمكين مرور الضوء خلال قرنية العين بطريقة صحيحة، ولكن قد ينتج عن جراحات العين الانكسارية بعض المضاعفات والأعراض الجانبية، مثل ضعف الرؤية الليلية أو رؤية هالات حول الأضواء.
ومن أمثلة جراحات العين الانكسارية:[1][2]
- LASEK الليزك:
وهو الإجراء الأكثر شيوعًا لتصحيح قصر النظر بمساعدة الليزر.
- اقتطاع القرنية الضوئي الانكساري PRK:
يُستخدم لتصحيح قصر النظر البسيط والمتوسط، وكذلك يُستخدم لعلاج طول النظر واللابؤرية.
- زراعة العدسة:
تُستخدم لعلاج قصر النظر الشديد أو مَن لا تصلح قرنيتهم لإجراء الليزك وال PRK، كما أنها تُجرَى قبل الإصابة بإعتام عدسة العين.
هل يتحسن قصر النظر مع مرور الوقت؟
عادة يبدأ قصر النظر في مرحلة الطفولة وتكون الإصابة به بسبب العوامل الوراثية، ولكن استخدام أنواع العلاج المختلفة كالنظارات الطبية والعدسات اللاصقة وقطرات الأتروبين يمكن أن يبطئ من تطور حالة قصر النظر التي غالبًا تتوقف عن التغير في سن المراهقة.[5]