أسباب ضبابية العين وكيفية علاجها

ما المقصود بضبابية العين؟

ضبابية العين أو ضبابية الرؤية (Blurred vision) هي فقدان الرؤية الواضحة وحدّة البصر في عين واحدة أو في كلتا العينين عند الإنسان، وقد تؤثر ضبابية الرؤية في القدرة البصرية كاملةً أو بأجزاءٍ منها فقط لتحُد من مجال الرؤية، وتنتج ضبابية العين عادةً عن مشكلةِ مؤقتة تزول لوحدها، أو ربما تستلزم ارتداء النظارات الطبية للسيطرة عليها، ولكن يجب مراجعة طبيب العيون في حال لم يطرأ تحسُّن على العين أو إذا ظهرت أعراض أُخرى، ولا بدّ من التنويه إلى أنّ ظهور الضبابية فجأةً قد يكون مرتبطًا بوجود مشكلة صحية خطيرة تستدعي العلاج الفوري.^[2][3]

أسباب ضبابية العين

تتعدّد الأسباب والمشاكل الصحية المرتبطة بضبابية العين، وعادةً ما تكون غير خطيرة ولكن بعض الأسباب قد تقود إلى فقدان البصر الكُلّي أو ربّما الموت،^[4] ومن أكثر أسباب ضبابية العين شيوعًا:

• الخلل الانكساري (Refractive errors):

يعني صعوبة الرؤية بوضوح بسبب عدم قدرة شبكية العين على تجميع الصورة التي يراها الشخص، ولِلخلل الانكساري عدّة أنواع:^[5][6]

- اللابؤرية: إذ لا يستطيع الشخص المصاب بها الرؤية بوضوح مهما كانت المسافة التي تفصله عن الأشياء من حوله.

- طول النظر: تبدو الأشياء القريبة غير واضحة لدى محاولة التركيز فيها ورؤيتها.

- قصر النظر: يعاني البعض من ضبابية الرؤية عند النظر إلى الأشياء التي تقع على مسافة بعيدة.

- قصر النظر الشيخوخي: يرتبط هذا النوع بالأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 40 عامًا، إذ يجدون صعوبة في القراءة ورؤية الأشياء القريبة منهم.

• انفصال الشبكية (Detached Retina)

تُعرّف على أنّها تمزُّق الشبكية من مكانها في الجزء الخلفي من العين، ممّا يعني خسارة التروية الدموية والعصبية لها، ويؤدي ذلك إلى ضبابية الرؤية مع ظهور ومضات لامعة أو بقع سوداء عائمة في مجال الرؤية، ويُعد انفصال الشبكية أحد مضاعفات مرض السكري، وقد يحدث فجأةً ويحتاج رعاية طبية عاجلة.^[1]

• إجهاد العين:

هو التعب الذي يصيب العين بسبب الجلوس لفترة طويلة أمام شاشة الحاسوب، أو بسبب كثرة التركيز وقراءة الوثائق في الإضاءة الخافتة لمدة طويلة، وقد يُسبب إجهاد العين ضبابية الرؤية وعدم وضوح الأشياء، إلى جانب ألم الرأس وإدماع العينين.^[3]

• التهاب العين:

يحدث التهاب العين في عينٍ واحدة أو في كلتا العينين بسبب عدوى ناتجة عن البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات،^[6] ومن أبرز أنواع الالتهابات التي تُصيب العين:^[1][7]

- التهاب ملتحمة العين أو العين الوردية (Conjunctivitis): هو أكثر أنواع التهاب العين شيوعًا، تُسبّبه عدوى فيروسية تصيب السطح الخارجي للعين، يمكن أن ينجُم التهاب العين عن البكتيريا أو الحساسية لكن بنسبٍ أقل.

- التهاب القرنية (Keratitis): يصبح الشخص أكثر عرُضة للإصابة بعدوى في قرنيّته عند الاستخدام الخاطئ للعدسات اللاصقة، كاستعمالها لِفترة طويلة، أو عدم نزعها عند النوم، أو استخدام العدسات المُتّسخة والمُلوثة.

- التهاب عنبيّة العين (Uveitis): هو الالتهاب الذي يصيب الطبقة الوسطى في العين ويتسبّب بعدم وضوح الرؤية مع شعور المريض بألمٍ في عينيه، وقد يرتبط التهاب عنبيّة العين بأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

• مرض السكري

يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية في شبكية العين وانتفاخ البقعة الصفراء (Macula) الموجودة فيها، ليتسبّب بعدّة مشاكل تؤثر في العين مثل اعتلال الشبكية السكري (Diabetic Retinopathy)، وينتج عن ذلك ظهور أوعية دموية جديدة وحدوث نزيف في العين يترتب عليه ضبابية في الرؤية، أو ظهور بقع عائمة في مجال الرؤية، أو ربّما العمى الدائم.^[8]

• السكتة الدماغية:

يُصاب البعض بالسكتة الدماغية عند انفجار أو انسداد إحدى الأوعية الدموية في الدماغ، ويترتّب على ذلك تلف إحدى أجزاء الدماغ، أو الإصابة بالشلل، ويُعد التغيُّر المفاجئ في مدى الإبصار وضبابيته أحد أهم أعراض السكتة الدماغية.^[8][9]

• الصداع النصفي:

هو الشعور بألمٍ حاد أو ألمٍ نابض (Throbbing pain) في جهة واحدة من الرأس تستمر لعدة ساعات أو ربّما أيام، وقد تظهر أعراض أُخرى مصاحبة تستمر إلى حين توقُّف الصداع النصفي، من الأعراض ما يظهر قبل الشعور بالصداع النصفي، ومن أبرزها ضبابية الرؤية وزيادة حساسية العين للضوء.^[8][10]

• المياه البيضاء في العين (Cataract):

تعني حدوث ضبابية أو إعتام في العدسة الطبيعية لكلتا العينين أو إحداهما، ويُسبّب إعتام عدسة العين عدم وضوح في الرؤية، إضافة إلى أعراضٍ أُخرى أبرزها تشوش وازدواجية في الرؤية، صعوبة الرؤية ليلًا، صعوبة في القراءة، رؤية هالة حول مصدر الضوء، مشكلة في تمييز ألوان الأشياء عند النظر إليها.^[6]

• مرض التنكس البقعي (Macular Degeneration):

يؤثر مرض التنكس في البقعة الصفراء الموجودة في شبكية العين والمسؤولة عن تمييز التفاصيل الدقيقة عند النظر للأشياء، ممّا يسبّب ضبابية في الرؤية المركزية للعين بينما تبقى الرؤية المحيطية واضحة، ويُعد التنكس البقعي إحدى أبرز الأسباب المرتبطة بفقدان البصر عند كبار السن.^[3][6]

• زَرَق العين مغلق الزاوية (Angle Closure Glaucoma):

يحدث نتيجة انسداد القنوات المسؤولة عن تصريف السوائل في العين، ممّا يؤدي إلى تراكمها وزيادة الضغط الواقع على العين، وتُسبّب هذه الحالة احمرار وألم في العين وشعور المريض بالغثيان.^[1]

• التهاب باطن مقلة العين (Endophthalmitis):

هي عبارة عن عدوى بكتيرية أو فطرية تصيب المادة السائلة الموجودة في الجزء الأمامي من مقلة العين (Aqueous humor)، أو تصيب المادة الهلامية الواقعة في الجزء الخلفي لمقلة العين (Vitreous humor)، وينتج عن هذه الحالة ضبابية الرؤية، انتفاخ واحمرار في العينين، ألم حاد يزداد مع الوقت، انتفاخ جفن العين، خروج إفرازات بيضاء وصفراء من العين، وزيادة حساسية العين للضوء الساطع.^[11]

• ارتفاع السكر في الدم: إذ يؤدي إلى انتفاخ عدسة العين والتسبب بضبابية العين.^[1]
• تحدّمية العين (Hyphema): هي تجمع الدم في الجزء الأمامي من العين، بسبب التعرض لإصابة ما.^[1]
• الثقب البقعي (Macular hole): ويعني وجود ثقب داخل البقعة المتواجدة في شبكية العين (Macula) والمسؤولة عن الرؤية المركزية للعين، ممّا يتسبّب في ضبابية الرؤية عند المصاب.^[1]
• ارتجاج الدماغ.^[1]
• خدش القرنية.^[1]
• التهاب العصب البصري.^[1]
• التهاب الشريان الصدغي.^[1]

علاج ضبابية العين

يعتمد طبيب العيون في علاجه لضبابية الرؤية على تحديد السبب الذي أدّى لحدوث المشكلة، إذ يبدأ بتشخيص الحالة من خلال إجراء فحوصات للعين إلى جانب الفحص السريري، وقد تُجرَى فحوصات إضافية للدم عند الاشتباه بوجود مشكلة صحيّة ما وراء الإصابة بضبابية الرؤية،^[1][12] ثمّ يلجأ إلى إحدى طرق العلاج للتخلص من ضبابية العين:^[1][12]

• ارتداء النظارات الطبية أو استخدام العدسات اللاصقة: إذ يوصي الطبيب بها للتخلص من تشويش الرؤية عند الإصابة بالخلل الانكساري أو إعتام عدسة العين.
• تناول الأدوية: تتنوّع الأدوية التي يوصي بها الطبيب بناءً على المشكلة الصحية المرتبطة بضبابيّة العين، إذ تُعطَى المضادات الحيوية، أو مضادات الفيروسات أو الفطريات، أو الأدوية الستيرويدية في حالات العدوى كالتهاب الملتحمة أو القرنية أو عنبية العين أو مقلة العين، بينما تُحقن العين بأدوية خاصة لتحسين الرؤية في حالة التنكس البقعي، أمّا علاج ازرقاق العين فيعتمد على أدوية موضعية أو فموية لتقليل الضغط الواقع على العين، بالإضافة إلى الأدوية الستيرويدية للتخفيف من السوائل المتراكمة في العين.
• الإجراء الجراحي: يلجأ الطبيب إلى هذا الإجراء في حالات انفصال الشبكية أو لإزالة الضبابية الناتجة عن إعتام عدسة العين.
• الليزك: وتعني استخدام الليزر لتحسين الرؤية لدى الذين يعانون من إحدى أنواع الخلل الانكساري، إذ يُسلّط الطبيب ضوء الليزر على القرنية لتعديلها وتجميع الضوء على الشبكية الواقعة في الجزء الخلفي للعين.

الوقاية من ضبابية العين

ربّما يكون من الصعب تجنب الإصابة بضبابية العين دائمًا، لكن من الضروري الحفاظ على صحة العيون، من خلال إجراء فحص منتظم لهما كل سنتين عند الاختصاصي،^[2][12] ويمكن اتّباع عدة نصائح للوقاية من ضبابية الرؤية:^[2][12]

• ارتداء النظارات الشمسية مع قبعة لمنع وصول أشعة الشمس فوق البنفسجية للعين، إضافةً إلى ارتداء نظارات الحماية أثناء أداء الأعمال الخطيرة.
• تبنّي أساليب حياتية صحية، مثل الابتعاد عن التدخين، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول الأطعمة الصحيّة المفيدة.
• الفحص المستمر لِنسب السكر والكولستيرول وضغط الدم والتأكد من أنّها ضمن النطاق الطبيعي.
• استشارة الطبيب عند ملاحظة أي مشاكل مرتبطة بالعين.

متى يجب استشارة طبيب العيون؟

يشير ظهور بعض الأعراض بالتزامن مع ضبابية الرؤية إلى ضرورة مراجعة الطبيب لتلقي العلاج الفوري، وتشمل هذه الأعراض:^[6][4]

• الشعور بألم شديد ومفاجئ في الرأس.
• شعور المريض بصداع بعد تلقّي ضربة على الرأس.
• الشعور بضعف وخدران في إحدى جوانب الوجه.
• عدم قدرة المريض على البقاء مستيقظًا.
• صعوبة في رفع أحد الذراعين أو كليهما.
• التلعثم في الكلام.
• فقدان الوعي.
• تحولات مفاجئة في الرؤية عند مرضى السكري، تشمل: ظهور ومضات في مجال الرؤية، الشعور بجسم أو ظل يحجب الرؤية، ظهور العديد من العوائم في مجال الرؤية.