تُعد عملية تكميم المعدة Sleeve gastrectomy إجراء جراحي، يُلجأ إليه بغرض تحقيق خسارة سريعة للوزن من خلال تقليص حجم المعدة،[1] فقد تسهم العملية في خسارة ما يقرب من 40% إلى 50% من وزن المريض خلال عامين بعد إجراء العملية، وفي حال كان مؤشر كتلة الجسم Body Mass Index يصل حتى60 أو أكثر، فمن المتوقع إسهام العملية في خسارة ما يقرب من 57 كيلوغرام،[2] إضافة إلى دورها في تحسين الحالة الصحية للمرضى الذين يعانون من السمنة بالتزامن مع أمراض أخرى، مثل مرض السكري من النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم أو انقطاع النفس النومي.[1]
كيف تُجرى عملية تكميم المعدة؟
تُجرى عملية تكميم المعدة تحت تأثير التخدير العام ويستغرق إجراؤها حوالي الساعتين، إذ يُجري الطبيب الجراح ما يقرب من خمسة شقوق في البطن، ومن خلال هذه الشقوق يُدخل الجراح منظار طويل ورفيع ذي كاميرا دقيقة في نهايته، إذ يستعين الجراح أثناء العملية بالصور الحيّة التي تنقلها الكاميرا، وغالبًا ما تهدف العملية إلى إزالة ما يقرب من 80% من حجم المعدة، إذ يزيل الجراح منطقة القاع The fundus (الجزء المُنحني للخارج من المعدة)، ثم يُدبّس الجزء المتبقي من المعدة في شكل أنبوب يشبه ثمرة الموز أو كُم القميص Sleeve، لذلك سُمّيت بعملية بتكميم المعدة (Sleeve gastrectomy).[2]
يُسهم تكميم المعدة في إنقاص الوزن من خلال تقليص حجم المعدة إضافة إلى بعض التغييرات الهرمونية؛ إذ يسهم استئصال قاع المعدة في الإحساس السريع بالشبع عند تناول الوجبات، ومن ثم استهلاك كميات أقل من الطعام، إضافة إلى كون قاع المعدة الجزء المسؤول بنسبة كبيرة عن إفراز هرمون الجريلين Ghrelin المسؤول عن الشعور بالجوع، فباستئصاله ينقص الوزن بمرور الوقت، نتيجة لتراجع الشعور بالجوع.[[272]]
أسباب تكميم المعدة
هناك أسباب وحالات عدة قد تجعل من عملية تكميم المعدة الخيار الأفضل لخسارة الوزن،[2] وتشمل بعض هذه الأسباب:[2]
- تُجرى جراحة تكميم المعدة كمرحلة أولى لمساعدة مرضى السُمنة المفرطة الذين يرتفع مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 60 لخسارة وزن كافٍ، لتهيئتهم للخضوع بأمان لأنواع أكثر تعقيدًا من جراحات السمنة التي تزداد خطورتها في حال كان مؤشر كتلة الجسم أكثر من 60 مثل عملية تحويل مسار المعدة وعملية تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية وتحويل مجرى الاثني عشر.
- تعد جراحة تكميم المعدة خيارًا آمنًا في حالات كبار السن أو إحدى الحالات المَرَضية التي تُشكل بعض الخطورة على المريض لدى خضوعه لإجراءٍ جراحي، مثل مشاكل القلب أو الرئة أو الكبد.
- تتميز عملية تكميم المعدة بانخفاض معدل الإصابة بالآثار الجانبية التي عادةً ما تسببها جراحات خسارة الوزن الأُخرى، مثل قرحة المعدة وسوء امتصاص الطعام، لذا قد يُنصح بها في حال كان مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 40 إلى 50.
- قد تساعد عملية تكميم المعدة في تحسين حالة المريض الذي يعاني من مجموعة من الأمراض الأُخرى ذات الصلة بالسمنة، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو انقطاع النفس النومي أو ارتفاع نسبة الكوليسترول.
التحضيرات والتغيرات الحياتية قبل تكميم المعدة
يحبّذ الطبيب التحقق من مدى التزام المريض عبر إعداد نظام صحي يشمل عدّة جوانب قبل العملية،[1] ويعتمد نجاح عملية تكميم المعدة على مدى التزام المريض بالنصائح التالية لعملية التكميم:[1]
- الإقلاع عن التدخين، فقد يؤثر التدخين سلبًا على قدرة الجسم على التعافي بعد الجراحة، لذا غالبًا ما يُنصح المريض بالامتناع عن تدخين أو مضغ منتجات التبغ، وذلك لمدة شهر على الأقل قبل إجراء العملية.
- تدوين المريض لما يتناوله من أطعمة أو مشروبات، لمساعدته على فهم حميته الغذائية وتحديد ما يواجهه من مشاكل، ومن ثم إمكانية خسارة أفضل للوزن قبل وبعد إجراء العملية.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- فهم طبيعة الحاجة للطعام وبأنه مصدر يمُد الجسم بالطاقة، ليتجنب بذلك المريض الكثير من العادات السيئة، مثل الإفراط في تناول الطعام لدى شعوره بالملل أو القلق وما إلى ذلك.
- تحديد السبب وراء اضطرابات الأكل من خلال اللجوء إلى اختصاصي الصحة النفسية قبل الخضوع للعملية، كما يُنصح باللجوء لتلقّي الدعم العاطفي من المقرّبين للمريض في حال الحاجة لذلك.
- الالتزام بتناول الأدوية التي يصفها الطبيب قبل الجراحة، مثل المُليّنات ومضادات التجلُّط والمضادات الحيوية.
- يجب على المريض إخبار الطبيب بجميع العقاقير التي يستخدمها وحتى الأدوية الموصوفة دون وصفة طبية والمكمّلات الغذائية، فقد تسبب هذه العقاقير مضاعفات عدة أثناء الخضوع للعملية، وتجنب استخدام العقاقير التي يمنع الطبيب استخدامها في الفترة ما قبل العملية، مثل الهرمونات والمسكنات كالأسبرين والإيبوبروفين.
- الالتزام بالحمية الغذائية التي يضعها الطبيب بغرض خسارة بعض الوزن قبل التكميم، إذ تُسهم خسارة الوزن في التقليص من حجم الكبد؛ الأمر الذي يُشكل ضرورة لنجاح عملية تكميم المعدة.
ما بعد عملية تكميم المعدة
غالبًا ما يمكث المريض عقب الخضوع لعملية تكميم المعدة لمدة يومين أو أكثر تقريبًا، في المستشفى[2]، يُسمح للمريض خلال اليوم الأول بعد عملية التكميم بشرب السوائل المُصفّاة فقط، ويسمح له الطبيب بعد مغادرة المستشفى بتناول الأطعمة المهروسة وشرب البروتينات المخفوقة لمدة أربعة أسابيع، وبعد مرور هذه المدة يُسمح للمريض بتناول الأطعمة اللينة ولكن مع المضغ الجيد، وبعد مرور شهرين إلى ثلاثة أشهر يُسمح للمريض بتناول الوجبات الغذائية المُعتادة ولكن بكمياتٍ أقل،[3] وهناك عدة ممارسات يجب الالتزام بها:[3]
- المضغ الجيد للطعام قبل البلع.
- تجنب شرب السوائل أثناء تناول الوجبات، لتجنب زيادة امتلاء المعدة.
- شرب السوائل بعد مرور نصف ساعة من الانتهاء من الأكل.
- تجنب تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسيّة والمشروبات الغازية ذات السعرات الحراريةالمرتفعة.
- الالتزام بتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية.
مخاطر تكميم المعدة
قد تتسبب عملية تكميم المعدة كغيرها من الجراحات ببعض المخاطر الصحية على المدى القريب بعد إجراء العملية،[4] وتشمل بعض هذه المخاطر:[4]
- النزيف الشديد.
- الإصابة بالعدوى.
- الآثار الجانبية للتخدير.
- تكون الجلطات.
- مشاكل التنفس.
- حدوث تسريب موضع قص المعدة.
مضاعفات تكميم المعدة
قد تتسبب جراحة تكميم المعدة ببعض المضاعفات، التي قد تؤثر على وزن وصحة المريض،[5] وتشمل مضاعفات تكميم المعدة:[5]
- عدم تحمل بعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والمعكرونة والأرز والخبز.
- سوء امتصاص الطعام.
- زيادة الوزن مجددًا بعد فقدانه، خاصةً في العام الثالث بعد إجراء العملية، وذلك بسبب عدم الالتزام بتغيير العادات الغذائية.
- الفشل في فقدان الوزن بعد العملية بسبب التمدد الزائد للمعدة أو عدم اتباع تعليمات الطبيب.
- عُسر الهضم واضطرابات المعدة، بسبب تقلص حجم المعدة أو التغييرات الطارئة على حركة الطعام في الجسم.
- الغثيان.
- الإسهال بسبب وجود بعض المواد الغذائية غير المهضومة أو بسبب التغييرات الطارئة على النبيت الجرثومي المعوي (البكتيريا النافعة Microbiota) بعد إجراء العملية.
- ترهّل الجلد بعد خسارة الوزن.
- الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي على المدى البعيد.
- قرحة المعدة.
- تكون حصى المرارة.
- الانسداد المعوي.
- الالتصاقات البطنية.
- تكون خُراج (تجمع من الصديد)، وقد يتكون الخراج عقب الجراحة نتيجة لتسريب المحتوى المعوي، أو قد يتكون خراج في الطحال (العضو المسؤول عن تنقية الدم)، وهو أحد المضاعفات النادرة جدًا.
- حدوث تسريب من موضع تدبيس المعدة عند قصها، وذلك بعد شهور أو سنوات من إجراء الجراحة.
- الفتق الجراحي.