يُمكن أن يُصاب بعض الذكور خلال فترات عمريّة معيّنة بانتفاخ وتضخُّم في أنسجة الثدي ممّا يؤدّي إلى ظهورها بمظهر مُزعج مُسبّبةً الكثير من الإحراج للبعض، إذ غالبًا ما تحدث هذه الحالة للذكور إمّا خلال مرحلة البلوغ أو ما بعد الخمسين عامًا. ويعود السبب الرئيسي لحدوث مشكلة التثدّي عند الرجال إلى خلخلة مستويات الهرمونات من خلال ارتفاع مستوى هرمون الاستروجين وانخفاض مستويات الإندروجينات الذكريّة؛ والذي غالبًا ما يترافق مع الإصابة ببعض المشاكل الصحيّة مثل تشمُّع الكبد أو فرط إفراز الغدّة الدرقيّة أو غيرها من المشاكل الأُخرى، أو قد يكون نتيجة تناول أدوية معيّنة أو أعشاب أو غير ذلك ممّا سيأتي ذِكره بالتفصيل لا حقًا.
يُمكن علاج التثدّي بعدد من الطُرق حسب حالة المريض، ففي بعض الحالات قد يلجأ اختصاصي جراحة التجميل أو جراحة السمنة وتخفيف الوزن للعلاج بالأدوية الهرمونيّة لإعادة الهرمونات الذكوريّة لمستواها الطبيعي، وفي حالات أُخرى قد تُعطى الحالة فرصة الشفاء من تلقاء نفسها، لكن قد يستلزم بعض الحالات التي تستمر لفترات طويلة التدخُّل الجراحي لعلاج التثدّي إمّا بشفط الدهون المُتراكمة في منطقة الثدي أو باستئصال الأنسجة الغديّة بالكامل.
يُمكن أن تتسبّب العديد من العوامل في ظهور مشكلة التثدّي لدى بعض الرجال، منها:
يُمكن أن يلجأ اختصاصي الجراحة العامّة وجراحة الثدي لحثّ المريض على الخضوع لبعض أنواع الفحوصات التشخيصيّة بغرض الكشف عن حالة التثدّي وسببها، من أهمّ الإجراءات المُتبّعة:
يعتمد علاج التثدّي على المرحلة التي وصل لها المريض، إذ إنّه من الممكن أن يتخطّى جسده هذه المشكلة لوحده خصوصًا بعد اجتياز مرحلة البلوغ بما يُقارب 6 أشهر إلى 3 سنين، أمّا الحالات التي تستمّر معها مشكلة التثدّي فإنّه من المُفضّل أن يبدأ المريض بالأدوية الموصوفة من قِبَل الطبيب إذا ما كانت في المراحل الأُولى خصوصًا؛ إذ تهدف هذه الأدوية إلى محاولة موازنة الهرمونات بحيث تعود مستوياتها لوضعها الطبيعيّ بالتالي التخلُّص من التثدّي، بينما قد يلجأ جرّاح السمنة وتخفيف الوزن للحلّ الجراحي في حال فشل الأدوية في تخليص المريض من حالة التثدّي المزعجة وذلك بإزالة الأنسجة أو شفط الدهون من منطقة الثدي في حالة تليُّف الأنسجة التي تبدأ بالتكوُّن بعد ما يُقارب 12 شهرًا من بدء الإصابة بمشكلة التثدّي.
تشتمل خطوات عمليّة إزالة التثدّي عند الرجال على الآتية:
كما باقي العمليات الجراحيّة، تحتمل عملية إزالة مشكلة التثدّي للرجال بعض من المخاطر والمضاعفات، منها:
قد يشعر المريض ببعض الألَم لمدّة 3 أيام تقريبًا مصحوبًا بانتفاخ وتكدُّمات مكان إجراء العمليّة، لكنّها سُرعان ما تبدأ بالتحسُّن التدريجي شيئًا فشيئًا، إذ من الممكن أن يتناول المريض بعض المسكّنات إمّا الخفيفة أو القويّة حسب الحالة. وغالبًا تعتمد فترة بقاء المريض في المستشفى على طبيعة الإجراء الجراحي الذي خضع له، إضافة إلى حالته الصحيّة، إذ من الممكن أن يخرج في نفس اليوم أو أن يبقى ليومين أو أكثر في غرفة عاديّة داخل المستشفى بعد الاطمئنان على وظائفه الحيويّة داخل وحدة العناية المركّزة.[
يرتدي المريض بعد العمليّة ضمّادة ضاغطة أو ما يُعرَف بالمَشَد لفترة معيّنة يحدّدها الجرّاح المسؤول، وعليه أن يتجنّب أداء أي تمارين أو أعمال مُجهدة خصوصًا تلك التي تشتمل على استعمال عضلات الصدر؛ وذلك خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 8 أسابيع حسب شدّة الحالة ودرجتها، وغالبًا يتماثل المريض للشفاء التام بعد انقضاء هذه الفترة تقريبًا في حال التزم بالتعلميات الموّجهة إليه من الاختصاصي المسؤول عن حالته.
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م