تُعرَف عمليّة النفق الرسغي أو تحرير العصب في النفق الرسغي بأنّها أحَد الحلول التي يلجأ لها اختصاصي جراحة العظام أو جراحة الدماغ والأعصاب لتحرير العصب المتوسّط (Median Nerve) في النفق الرسغي؛ إذ يتسبّب الضغط على هذا العصب بتنميل، خَدَر وألَم في اليد والأصابع ممّا يُعيق حركة الأصابع بحرية كما ينبغي لهم.
يشكّل النفق الرسغي منطقة لعبور الأوتار والعصب المتوسّط في المعصم، فتربط الأوتار عضلات الساعد مع عظام اليد لتتيح للأصابع القدرة على الانثناء، بينما يمكّن العصب المتوسّط الإحساس بأصابع اليد باستثناء الأصبع الصغير.
توصَف مشكلة العصب المتوسّط في النفق الرسغي بمتلازمة النفق الرسغي Carpal tunnel syndrome، ويعاني منها البعض نتيجة تعرُّضهم لظروف وعوامل ترفع معدلات الإصابة بها، مثل: تنفيذ أعمال تتطلّب قوّة وضغط على المعصم، أو أداء مهام تستدعي الاستخدام المستمر للمعصم ولفتراتٍ طويلة، يمكن لبعض العوامل الأُخرى أن تساهم في رفع خطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي لأشخاصٍ دون غيرهم تحت ذات الظروف كالحمل، أو لدى مرضى غسيل الكُلى أو المُصابين بالتهابات المفاصل، السكري أو غيره من المشاكل الأُخرى.
تهدف عمليّة النفق الرسغي إلى تحرير العصب المتوسّط وإعادة الحركة والإحساس بشكلٍ طبيعيّ لليد، يتقرّر إجراء عمليّة النفق الرسغي في الحالات الآتية:
يخضع المريض لمجموعة من الفحوصات قبل عملية النفق الرسغي، منها:
التحضيرات السابقة لعملية النفق الرسغي: يُطلب من المريض الامتناع عن تناول الأدوية المُميّعة للدم وغيرها من أصناف الأدوية التي يحدّدها الاختصاصي، إلى جانب المكمّلات الغذائيّة والأعشاب وغيرها.
يفضّل الامتناع عن التدخين قبل العمليّة بفترة لتحسين فُرص الشفاء وسرعة التئام الجروح.
يمتنع المريض عن الطعام والشراب قبل موعد العملية ب 6 إلى 12 ساعة حسب تعليمات الجرّاح.
تُجرَى عمليّة النفق الرسغي عبر على الخطوات الآتية تِبعًا للطريقة المُستخدمة:
تشتمل عملية النفق الرسغي على مجموعة من المضاعفات والمخاطر كما باقي العمليّات الأُخرى سواءً ما هو مُصاحب للتخدير أو مع العمليّة نفسها، من مضاعفات عملية النفق الرسغي:
يستطيع المريض مغادرة المستشفى في ذات اليوم بعد عمليّة النفق الرسغي، بعض الحالات القليلة جدًا تستدعي المراقبة أكثر ما يتطلّب البقاء في المستشفى لليلة واحدة.
يتمكّن المريض من استخدام يده في الأعمال الخفيفة خلال الأسبوع الأول بعد عملية النفق الرسغي، وغالبًا ما يبدأ بتحريك أصابعه بحريّة بعد أسبوعين تقريبًا، لكن العودة لممارسة كافّة الأعمال والأنشطة باستخدام اليد والأصابع فتتطلّب قرابة 6 أسابيع.
يتخلّص المريض من معظم الأعراض المزعجة في اليد بعد عملية النفق الرسغي خلال الأسابيع الأُولى، إلّا أنّ خدَر اليد قد يستغرق 3 أشهر إلى أن يختفي تمامًا، تُعدّ عمليّة النفق الرسغي من العمليات الناجحة والتي تحقّق غايتها في جُّل الحالات، إذ يبلغ معدل نجاح العملية 90% بحسب الخبراء.
يُنصَح المريض بإجراء تمارين لليد تمكّنها من استمراريّة تحريك الأصابع لتجنُّب تيُّبسها، وهو ما يساهم في تحسين فرص التعافي السريع بعد العمليّة، يبقى المعصم مُحاطًا بالجبيرة أو "المشَد الطبّي" قرابة 1 إلى 2 أسبوع.
يفضّل تجنُّب إجهاد اليد أو استخدامها بأعمال تتطلّب مشقّة ومجهود عالِ لِما يُقارب أُسبوعين، قد يستعين بعض المرضى باختصاصيي العلاج الطبيعي لرفع قدرة اليد والأصابع على الحركة دون الإضرار بها بعد العمليّة.
لتخفيف الألم بعد العمليّة يمكن استخدام المسكّنات، بينما يمكن تخفيف التورُّم بإبقاء المعصم مرفوعًا أثناء النوم أو الاستلقاء.
يعدّ الالتزام بالمواعيد المقرّرة مع الجرّاح أحَد الوسائل المهمّة لضمان نجاح العمليّة وتجنُّب المضاعفات المحتَملَة، لِذا لا يجب إهمالها والتقيُّد بها قدر الإمكان.
--------------------
آخر تحديث في 29 ديسمبر 2021
--------------------
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م