قد تعاني المرأة في حملها من عيوبٍ وآفاتٍ جلديّة مرتبطة بالحمل والتغيرات المصاحبة له، كالركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل (Intrahepatic cholestasis of pregnancy)، وشبيه الفقاع الحملي (Gestational pemphigoid)، وحُكاك الحمل (Prurigo gestationis)، والقوباء هربسية الشكل (Impetigo herpetiformis)، كذلك قد تشكو بعض النساء الحوامل من لويحات الحمل الحطاطية الحكيّة الشرويّة (Pruritic urticarial papules and plaques of pregnancy)، وهي من المشكلات التي تُصيب حوالي امرأة واحدة بين كل 200 امرأة حامل لأسبابٍ غير معروفة تمامًا.[1][2]
ما هي لويحات الحمل الشروية؟
لويحات الحمل الشروية، أو كما يُطلق عليها أيضًا لويحات الحمل الحطاطية الحكية الشروية (PUPPP) وفقًا للعالم لاولي (Lawley) في عام 1979 ميلادي، هي إحدى اضطرابات الجلد الالتهابيّة والمثيرة للحكّة، تِلك التي تؤثر عادةً في المرأة خلال أُولى تجاربها في الحمل تحديدًا خلال الثلث الأخير من حملها، ومع ذلك قد يبدأ ظهور هذه المشكلة في حالاتٍ قليلة خلال الثلث الأول أو الثلث الثاني من الحمل، أو حتى في فترة النفاس، وتُعدّ لويحات الحمل الشروية واحدةً من أكثر الآفات والعيوب الجلديّة شيوعًا التي تظهر خلال الحمل، وعادةً لا يتكرّر ظهورها مرّةً أُخرى في حالات الحمل اللّاحقة.[2][3]
سمات وأعراض لويحات الحمل الشروية
يُصاحب الإصابة بلويحات الحمل الحطاطية الحكية الشرويّة ظهور آفات على سطح الجلد تمتاز بسماتٍ وخصائص معيّنة:[4][5]
- مثيرة للحكّة الشديدة، كما أنّها قد تظهر كآفاتٍ حماميّة (Erythematous) – مُحمرّة -، وصلبة، وسطحيّة، وبارزة قليلًا عن مستوى سطح الجلد، وغالبًا ما تتسبّب الحكّة الشديدة في إعاقة الاستمرار بالنوم، وإثارة الشعور بالانزعاج الشديد.
- يُحيط بعض الآفات أجزاءً باهتة اللون من الجلد، بينما تضمّ الآفات أحيانًا حويصلات صغيرة جدًّا في منتصفها.
- ظهور الآفات على منطقة البطن في بداياتها، وغالبًا ما تُغطّي علامات تمدّد الجلد في البداية، وتنتشر بعد ذلك إلى الفخذين والأرداف، وقد تصل أحيانًا للذراعين.
- لا تغطّي الآفات عادةً منطقة الوجه، ومنطقة السرّة، وباطن الكفين والقدمين، وفي هذا السياق يُشار إلى إمكانيّة تمييز حُكاك الحمل (PG) عن لويحات الحمل الشرويّة (PUPP) بملاحظة عدم ظهور الآفات الجلديّة في حالة الإصابة بلويحات الحمل الشرويّة على منطقة السّرة (Umbilical area).
أسباب ظهور لويحات الحمل الشروية
على الرغم من عدم معرفة السبب الأساسي لظهور لويحات الحمل الحطاطية الحكية الشروية،[3] فإنّ عددًا من العوامل قد تلعب دورًا في احتماليّة ظهورها:[3][6]
- التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل، وارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون (Progesterone)، ويحدث ذلك بالأخص في حالة الحمل بتوائم، وزيادة التفاعل المناعي (Immunoreactivity) لمُستقبلات البروجستيرون.
- تمدّد البطن، خصوصًا في حالات الحمل بتوائم، إذ قد يتسبّب تمدّد البطن بسرعة في شدّ الجلد وتضرّر النّسيج الضام الموجود فيه، ويترتّب على ذلك تحفيز حدوث تفاعلٍ تحسّسي وظهور الآفات على سطح الجلد.
- عوامل تتعلّق بالمشيمة.
- تأثير الحمض النووي الريبوزي المنقوص الأكسجين (DNA) لدى الجنين.
- الحمل للمرّة الأولى، أو الحمل بجنينٍ ذكر.
علاج لويحات الحمل الشروية
تزول آفات لويحات الحمل الشرويّة من تلقاء ذاتها في غضون 4 أسابيع تقريبًا منذ ظهورها، أو أنّها قد تختفي بعد مرور 7-10 أيام على الولادة، وعادةً لا تترك الآفات الجلدية الناجمة عن لويحات الحمل الشرويّة وراءها أيّ ندبات أو تغيّراتٍ في صبغة الجلد.[3][7]
يهدف العلاج في حالات الإصابة بلويحات الحمل الشروية إلى تخفيف الحكّة والانزعاج الذي تشعر به المرأة الحامل،[6] لذلك تُستخدم أنواعٌ مختلفة من الأدوية والمواد لتخفيف الأعراض:
- مُطريّات الجلد (Emollients)، قد تُسهم في تخفيف الحكّة، إذ تُعرف مطريات الجلد بأنّها موادٌ تؤثر في وظيفة الجلد، مثل إنتاج الإيكوزانويد (Eicosanoid)، وميوعة الغشاء (Membrane fluidity)، وتأشير الخلية (Cell signaling)، وتحفيز تجديد الجلد، كما أنّها تلعب دورًا مهمًّا في علاج مشكلاتٍ مختلفة، ويُعدّ زيت الجوجوبا (Jojoba oil) واحدًا من أنواع المرطبات الدهنيّة.[8][9]
- مضادات الهيستامين (Oral antihistamines)، والتي تُستخدم عادةً لتخفيف الحكّة، ومع ذلك يجب الاكتفاء باستخدام مضادات الهيستامين الفمويّة خلال الحمل فقط عندما تستدعي الحاجة المُلحّة لذلك، وعمومًا لا بُدّ من الحرص على شرب كمياتٍ كافية من الماء عند تناول مضادات الهيستامين خلال الحمل للتغلب على آثارها الجانبيّة، كذلك يُوصى بمراجعة الطبيب فور ملاحظة أي تغيّرات مثيرة للقلق تتعلق بحركة الجنين أو زيادة تقلصات الرحم بعد تناول الدواء، ويُفضَّل في فترة الحمل استخدام دواء سيتيريزين (Cetirizine) ولوراتادين (Loratadine) اللذان ينتميان لمجموعة مضادات الهيستامين من الجيل الثاني (لا تسبّب النعاس) في حال كان من الضروريّ استخدام أدوية هذه المجموعة لتخفيف الأعراض، ويُنصح عادةً باستخدامها بعد انتهاء الثلث الأول من الحمل.[4][10]
- الكورتيكوستيرويدات الموضعيّة (Topical corticosteroids)، كاستخدام كريم يحتوي على تركيبة التريامسينولون أسيتونايد (Triamcinolone acetonide).[4]
أمّا الكورتيكوستيرويد الفموي (Oral corticosteroid) فيُستخدَم للسيطرة على أعراض آفات لويحات الحمل الشروية الشديدة، بالأخص تلك التي لا تستجيب للعلاج بالكورتيكوستيرويدات الموضعيّة، ويُعدّ البريدنيزون (Prednisone) مثالًا على الكورتيكوستيرويدات الفمويّة التي قد تُعطَى في هذه الحالة، ويُشار إلى أنّ استخدام العلاج بالكورتيكوستيرويد الفموي قد يُصاحبه زيادة احتماليّة ظهور عدد من المخاطر، كالإصابة بسكري الحمل، وازدياد احتمالية الإصابة بالعدوى، وتقييد نمو الجنين داخل الرحم (Fetal intrauterine growth restriction)، وإنتان الرضع المبكر (Early-onset neonatal sepsis)، ومع ذلك، لُوحظ بأنّ هذه المخاطر نادرة الحدوث، وأنّ استخدام الكورتيكوستيرويدات الفموية في الفترة الأخيرة من الحمل قد يكون آمنًا إلى حدٍّ ما ولا يؤثر في الجنين.[4][8]
نصائح في حالات الإصابة بالحكّة أثناء الحمل
تُوصى المرأة باتباع مجموعة من النصائح في حال عانت من الحكّة خلال فترة الحمل:[11][12]
- استخدام كمادات باردة على أجزاء الجلد المُثيرة للحكّة.
- تجنب خدش الجلد عند الشعور بالحكّة لتقليل خطورة حدوث فرط التصبّغ –ظهور أجزاء داكنة- في الجلد، وتجنّب ظهور آفات جلديّة أُخرى.
- الابتعاد عن ارتداء الملابس المُهيّجة للبشرة.
- تجنب التواجد في الأجواء التي تمتاز بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.
- التواصل مع الطبيب فورًا عند ازدياد أعراض الحكّة، أو عدم التمكّن من السيطرة عليها، أو ظهور أعراضٍ جانبية أُخرى.